رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمير تاج السر

أمير تاج السر

مساحة إعلانية

مقالات

265

أمير تاج السر

رأي

02 نوفمبر 2015 , 03:40ص

من المعروف أن لكل مبدع خصوصية ما في كتابته، بمعنى أنه يكتب ما يخطر على باله من أفكار، في زمن ما، وبأي أسلوب يراه، وحين ينوي نشر كتابته، فهو يختار ما يقنعه شخصيا، فليس كل ما يكتبه المبدع حتى لو كان راسخا في الكتابة يرضيه، وبعض أولئك المبدعين يكتبون مئات الصفحات، ثم يمزقونها ويبدأون في كتابة نفس الفكرة أو فكرة مقاربة من جديد، وبعضهم يحتفظ بكتابته غير المقنعة له أملا في العودة إليها مستقبلا، لإحيائها، أو ربما لمجرد أرشفتها في ذاكرة الورق، وفي حالات أخرى يتم نسيانها تماما، خاصة حين كانت الكتابة تعتمد على القلم والأوراق، وليست مثل كتابة اليوم التي تعتمد على جهاز الكمبيوتر، وإمكانية احتفاظه بكل شيء بعيدا عن التبعثر.

لذلك دائما ما نجد الأعمال المنشورة للمبدعين الكبار متقاربة في مستواها الكتابي، ودالة بصورة كبيرة على بصمة المبدع التي ابتكرها، وسحره، ونادرا ما تجد شيئا مختلفا وأقل مستوى. المبدع هنا يقلق، ويتلفت كثيرا، وتنتابه حالة من الذعر إذا أحس بانهيار في نص جديد له، فيعمد إلى تقويته قبل النشر.

بالمقابل أيضا نجد نصوصا أخرى غير مكتملة، وتم العثور عليها في أوراق كاتب راحل، كأن نجد فصولا من رواية توقفت في مشهد ما، ولم تتزحزح، أو قصيدة من عدة أبيات، كانت بحاجة إلى نهاية، ولن تأتي، وهكذا يشمل عدم الاكتمال، مسرحيات وحتى لوحات تشكيلية لفنانين.

بالنسبة للنصوص المكتملة غير المنشورة، غالبا ما تكون غير مرضية لمبدعها، وخاف من نشرها، لكن لماذا لا تكتمل نصوص قد تكون براقة، وجيدة الصياغة، وتتماشى تماما مع أسلوب المبدع؟

هنا عدة أسباب، بعضها مقنع تماما، وبعضها غير مقنع على الإطلاق، لكنها تبقى جميعها أسبابا أعاقت اكتمال نص، وبالتالي حجبت ظهوره للناس حتى رحيل المبدع، خاصة مبدعي الأعمال الروائية، منها أن المبدع يظل يكتب فكرة ما، ويتفانى في كتابتها في عدة فصول، ثم فجأة يكتشف أنها ليست فكرة عظيمة رغم جودة صياغتها، وإن أبطاله المكتوبين تمت كتابتهم من قبل، في أعمال لآخرين، وبالتالي، يتوقف عن الكتابة، ويبدأ في البحث عن فكرة أخرى غير متداولة كثيرة، وبما أن الأفكار موجودة دائما في أي زمان ومكان، وتتجدد في كل يوم بتطور المجتمعات، سيعثر غالبا على فكرة أخرى، ويكتمل النص الجديد ويجد طريقه للنشر.

أيضا للانشغال الحياتي دور كبير في عدم اكتمال النصوص، الانشغال بالعمل الوظيفي، في وطن لا يستطيع المبدع فيه أن يعمل مبدعا فقط، ويعتمد في رزقه على إبداعه، لا بد من وظيفة ثابتة، ودخل ثابت يعين على الحياة اليومية، وبذا يضيع وقت طويل في الركض الوظيفي، ويكون النص الذي يكتب، قد توقفت كتابته المتدفقة، وأصبح من الصعب لملمته من جديد، ليتحول إلى نص غير مكتمل، يتم العثور عليه لاحقا في أوراق قديمة. وتأتي مسألة الرحيل الفجائي للمبدعين سببا معقولا وممكنا أن لا تكتمل نصوصهم التي ضاعت بسبب الوفاة المفاجئة، وهذه بالطبع لن تكتمل أبدا، مثلا تلك النصوص المعروفة التي لم تكتمل، للكاتب الفلسطيني الموهوب غسان كنفاني، مثل رواية العاشق، وبرقوق نيسان، نشرت بعد رحيله، في مجلد يضم أعماله الكاملة.

اقرأ المزيد

alsharq قرار يستحق الدراسة مسبقاً

حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد

78

| 30 ديسمبر 2025

alsharq أصالة الجمال الحق !

ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد

57

| 30 ديسمبر 2025

alsharq الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة

في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد

54

| 30 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية