رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد اللطيف آل محمود

عبد اللطيف آل محمود

مساحة إعلانية

مقالات

605

عبد اللطيف آل محمود

الزكاة والتنمية

02 يونيو 2006 , 12:00ص

يقول أحد الاخوة الكرام إن إيرادات صندوق الزكاة تقل بشكل كبير عن المستحق والمتوقع إخراجه من قبل الشركات والتجار وأهل البلد. إذ بلغت 64 مليون ريال فقط لعام .2005 ويعتبر هذا المبلغ ضئيلاً إذا قسناه بالزكاة المستحقة على الشركات المدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية لنفس العام وذلك حسب الجدول الذي أصدره صندوق الزكاة مؤخراً والبالغة 557 مليون ريال (بعد استبعاد البنوك الربوية). ونحن هنا نتكلم عن الشركات المدرجة في سوق الدوحة فقط وليس مئات الشركات الأخرى التي تقدر زكاة أرباحها بمئات الملايين ايضاً.

ويستهين البعض - للأسف- باخراج مقدار الزكاة المستحقة على أموالهم إما تهاوناً أو جحوداً. إلا أن الغالب هو رغبة الناس في إخراج زكواتهم وصدقاتهم بأنفسهم، وتوزيعها على أكبر عدد ممكن من المحتاجين، مما يجعل تأثيرها ضئيلا ومؤقتا على الفقراء والأسر المحتاجة. إذ أن الملاحظ هو تكرار تقديم طلبات المساعدة لبعض الأسر والأفراد عاماً بعد عام. وأصبحت اتكاليتهم على مساعدات شهرية ثابتة تصرف من قبل صندوق الزكاة والجمعيات الخيرية الأخرى. وهي بالكاد تسد حاجاتهم الاستهلاكية.

والرأي أن الغرض من أموال الزكاة والصدقات يجب ألا يكون مصدر إعاشة للفقراء والمحتاجين فقط، بل يجب أن يتخطاها إلى تفعيل دورها في كونها أول مؤسسة للضمان الاجتماعي عرفها العالم. إذ أن تحقيق التنمية والتعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع، يتطلب خلق فرص استثمارية للمحتاجين تضمن لهم دخلا ثابتا وتسد حاجتهم بصفة دائمة.

وعليه فإن جهود صندوق الزكاة والجهات الخيرية يجب ألا تتركز على جمع المال وتوزيعه فقط، بل يجب أن يتخطي ذلك الى استثمار الأموال في مشاريع مدرة (بعضهم له نشاط ملحوظ في ذلك)، والأهم الاستثمار في المحتاجين أنفسهم بحيث يتم تأهيلهم وتدريبهم ليكونوا عناصر إيجابية في المجتمع.

ويتطلب هذا، تعاون الدولة والمواطنين والجهات الخيرية المعنية للنظر في امكانية إيجاد مشاريع اجتماعية واقتصادية تخلق فرص العمل لذوي الحاجة. ويكون التعاون مشتركا في إنشاء مراكز لتأهيل وتدريب المحتاجين على أعمال يستطيعون بها اكتساب مهنة دائمة. وسيكون جميلا أن نرى إسهامات الشركات التجارية في هذا المجال في إعطاء أولوية التوظيف لمن يتم تخريجهم من تلك المراكز.

ومن واقع حالات المساعدة التي ننشرها في واخرى يكون لنا اتصال مباشر مع أهل الجود والكرم،- نعرف أن أريحية أهل قطر لا تتوقف عند مقدار الزكاة المستحقة، بل تتعداها إلى أكثر من ذلك بكثير، وكانت بعض الحالات والمشاريع الخيرية ما أن نعرضها على أهل الخير حتى نجد من يتكفل بالمشروع منفرداً.

ولكن الأمر يحتاج إلى مبادرة كريمة من أولي الشأن لإنشاء مراكز تحول المتسولين والمحتاجين من اتكاليين على الزكوات والصدقات إلى اشخاص منتجين ومستقلين اقتصادياً.

• فاصلة أخيرة: قال تعالى: (ولا يحسح الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير).

مساحة إعلانية