رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2334

مؤسسة العطية: تحديات تواجه تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050

31 ديسمبر 2021 , 06:50ص
alsharq
الدوحة - الشرق

تعهدت العديد من الدول والشركات بأن تصل إلى "الحياد الكربوني" بحلول عام 2050، إلا أن بلوغ هذه الغاية لا يخلو من العقبات والتحديات، وفق ما أشار إليه أحدث تقارير الاستدامة الذي نشرته مؤسسة العطية تحت عنوان "سيناريوهات الوصول إلى صافي انبعاثات صفري: كيف يبدو مشهد الطاقة مستقبلاً".

لقد وضع العلماء خططًا توضح كيفية الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، حيث يرى البعض منهم أن الحل يكمن في استخدام الطاقة المتجددة فقط، بينما يرى البعض الآخر أن الحل يكون من خلال استخدام تقنيات أخرى مثل الطاقة النووية أو احتجاز الكربون. ولكل نهج محاسن ومساوئ اجتماعية واقتصادية مختلفة. ومع ذلك، يتفق معظم الباحثين على ضرورة إحداث تغييرات جذرية سواءً على مستوى التقدم التكنولوجي، أو على الصعيد الاجتماعي خلال العقد القادم، حتى يتسنى الوصول إلى مستوى صافي انبعاثات صفري من الكربون بحلول منتصف القرن.

لا تزال قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي تعتمد على الوقود الأحفوري، ولا يوجد لديها حتى الآن خطط واضحة لاستخدام مصادر الطاقة البديلة. فعلى سبيل المثال، تعد البطاريات القابلة لإعادة الشحن أحد الخيارات الممكنة في قطاع النقل والمواصلات، ولكن نظراً لثقل وزن البطاريات الحالية، يصعب استخدامها لتزويد الطائرات بالطاقة اللازمة، مع أنها تصلح لتشغيل السيارات، وبالتالي سيحتاج الأمر إلى تطوير بطاريات قادرة عل تخزين كميات كافية من الطاقة، لتحل محل الوقود السائل المستخدم حاليًا في الطائرات، شريطة عدم زيادة وزن الطائرة كثيرًا.

كما أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع توليد الطاقة الكهربائية، فعلى سبيل المثال، قامت الولايات المتحدة بتركيب ما يقرب من 17000 ميغاواط من طاقة الرياح، و19 جيجاوات من الطاقة الشمسية، متجاوزة بذلك مستويات الإنتاج السابقة. لكن وتيرة الإنتاج السنوية هذه لا تكفي، بل يجب مضاعفتها خلال العقد المقبل، ما سيؤدي إلى حدوث تغيير في المناظر الطبيعية في ولايات مثل فلوريدا وميسوري. كما يجب على الصناعات الثقيلة تكثيف جهود التقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المصانع، مثل مصانع الاسمنت، والبدء في إنشاء مصانع مطورة خلال العقد الحالي، ومدِّ آلاف الأميال من خطوط الأنابيب المخصصة لنقل الغاز الذي يتم التقاطه ونقله إلى مواقع التخزين تحت الأرض.

وفي هذا السياق، قال كريستوفر جريج، كبير العلماء في مركز أندلينجر للطاقة والبيئة التابع لجامعة برينستون "لقد أذهلني حجم ما يتعين علينا بناؤه في إطار زمني قصير جدًا"، "وقد حان الوقت لنشمر عن سواعدنا ونضع الخطط اللازمة للقيام بذلك."

علاوة على ذلك، فإنه من غير الواضح مدى تقبل الناس للتكنولوجيا الجديدة المطلوبة لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس، التي تبنتاها أكثر من 195 دولة، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ عام 2015. فمثلاً قد تكون هناك معارضة مجتمعية للبنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية، على الرغم من أن حصتها السوقية لم تتجاوز سوى 4.6 بالمئة من سوق السيارات العالمي في عام 2020.

في حين أن تطوير القوى العاملة الماهرة بالسرعة المطلوبة لتتماشى مع المشاريع الهادفة إلى الحفاظ على الاحترار العالمي دون مستوى الـ 1.5 درجة مئوية، قد يواجه عقبات وتحديات أيضًا. وبالتالي قد يتطلب الوصول إلى صافي انبعاثات صفري، التوجه نحو خيارات أخرى، مثل استخدام الوقود الحيوي، أو الهيدروجين الأخضر لتحل محل النفط والغاز.

مساحة إعلانية