رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1487

منتدى بجامعة قطر يؤكد غياب الصحافة الاستقصائية بالخليج

31 مارس 2014 , 04:10م
alsharq
بوابة الشرق- مأمون عياش

أكد المشاركون في المنتدى الإعلامي السادس بجامعة قطر غياب الصحافة الاستقصائية في دول الخليج ومعظم الدول العربية، مشيرين إلى أهمية هذا النوع من الصحافة في خدمة المجتمع بل والمساهمة في التغيير من واقعه.

وخلال المنتدى الذي نظمه قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم بالجامعة تحدث نخبة من الصحفيين والإعلاميين والأكاديميين، حول الصحافة الاستقصائية في العالم العربي، حيث تركز النقاش على المشكلات والتحديات التي تواجهها ودورها الفعّال في تغيير ملامح المجتمع وعلاقتها بالديموقراطية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تطويرها لتكون صحافة متميزة تخدم الأفراد والمجتمعات في الوطن العربي.

شراكة عميقة

وفي كلمته الافتتاحية قال رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم د. نور الدين ميلادي إن هذا الملتقى يجسد الشراكة العميقة القائمة بين أساتذة الجامعة والخبراء الإعلاميين المتمرسين في مختلف المهن الصحفية مع الطلبة من مختلف فروع الإعلام، كما يأتي هذا المنتدى لمناقشة أحد أهم الموضوعات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي لإثراء حصيلة الطلبة والمتخصصين بكافة جوانب الصحافة الاستقصائية وإعطائهم نظرة واسعة عنها خاصة وأنها تحظى باهتمام كافة العاملين في المجال الصحفي.

وأضاف: لعبت الصحافة الاستقصائية دورا كبيرا ليس فقط في صناعة ثورات الربيع العربي، وإنما في تسريع عجلة التطورات والتغيرات الحاصلة في ظل الثورات العربية. كما كان لهذا النوع من الصحافة على مرّ التاريخ دور مهم في إماطة اللثام عن الكثير من الخفايا حول الحروب كحرب العراق وغيره، علاوة على ذلك، أنارت الصحافة الاستقصائية الرأي العام واهتمت بتقصّي الحقائق وكشف المجهول عوضا عن نقل الوقائع كما هي.

وفيما يتعلّق بالصعوبات التي تواجه الصحافة الاستقصائية، أشار د. ميلادي إلى أنها تعاني الكثير من الصعوبات والعقبات كضعف الموارد الداعمة مقارنة بالموارد المُتاحة لإنتاج البرامج الأخرى مثل المسلسلات وبرامج تلفزيون الواقع وغيرها. كما أن الصحافة الاستقصائية تستغرق وقتاً أكبر من الوقت المُستهلك في إنتاج برامج حوارية مثلا بالإضافة إلى قلة الخبرات في عالم الصحافة الاستقصائية وربما انعدامها.

وفي نهاية حديثه، لفت د. ميلادي إلى أهمية هذا المُنتدى في تطوير الصحافة الاستقصائية لتكون أداة متميزة تُساهم في تقصي الحقائق وتحسين السلبيات وتطوير المجتمعات في العالم العربي.

جانب من المنتدى الاعلامي السادس بجامعة قطر

تأثير المجتمع

بدوره تحدث رئيس تحرير جريدة "البننسولا" الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد بعنوان "تأثير المجتمع على الصحافة الاستقصائية" قائلا: تُعرّف الصحافة الاستقصائية بأنها آلية استخدام أدوات التحليل والتفكير المنهجي لنقل صورة للجمهور في محاولة تصحيح وضع ما وصولاً للأفضل. كما تعرف على أنها محاولة كشف أمور خفية للجمهور مع استخدام مصادر ووثائق سريّة ومُعلنة، لذا تُسمى الصحافة الاستقصائية بثقافة تغيير الواقع السلبي.

وأضاف: ممارسة الصحافة الاستقصائية تتطلب الحصول على المعلومات الصحيحة والتقصي لها ووضع حلول مناسبة للمشكلة الراهنة.

كما تطرق للحديث عن الخلفية التاريخية للصحافة الاستقصائية قائلاً: ظهرت الصحافة الاستقصائية لأول مرة عام 1906 في الدول الغربية أبّان الثورة الصناعية والتي أدت إلى وجود مصالح مُشتركة بين السياسيين والتجار مما أدى إلى انتشار الفساد. وفيما يتعلق بالوطن العربي، بدأت الصحافة الاستقصائية عام 1948 خلال النكبة الفلسطينية عندما نشر أول موضوع عن الأسلحة الفاسدة في ذلك الحين.

وبشان تأثير العادات والتقاليد والقبليّة أشار السيد إلى أن الصحفي يعجز عن التطرق للكثير من الموضوعات الاجتماعية كالطلاق وزواج الأقارب نظرا لتحفظ المجتمع في تناولها. كما أن تأثير الوازع الديني ونظرة المجتمع إلى أن الدين يستوجب ستر العيوب والسلبيّات ساهم في ذلك. بالإضافة إلى أن الرخاء الاقتصادي يؤدي إلى تعزيز ثقافة التغاضي عن السلبيات عند الأفراد.

وشدد على وجود فرق بين التحقيق الصحفي والصحافة الاستقصائية، مشيرا الى أن التحقيق الصحفي يندرج في إطار الصحافة التقليدية التي تعكس واقع المجتمع فحسب، بينما تهدف الصحافة الاستقصائية إلى تقصي الحقائق وتغيير واقع المجتمع والنهوض به نحو الأفضل.

ولفت السيد إلى دور جامعة قطر وغيرها من المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الصحافة الاستقصائية نظرا لتمتعها بسقف حرية عال يُتيح تبادل الآراء والأفكار.

د. عبدالمطلب مكي

الصحافة والديمقراطية

من جهته تحدث الأستاذ حفيظ دراجي بعنوان "علاقة الصحافة الاستقصائية بالديمقراطية"، مشددا على غياب هذا النوع من الصحافة عن الوطن العربي، قائلا: أينما تكون الديمقراطية مزدهرة تكون الصحافة الاستقصائية متقدمة، فالمناخ الوحيد الذي تنتعش فيه هذه الصحافة هو مناخ الحريات ومن بينها حرية تناول المعلومات. ولفت دراجي إلى ان طبيعة الأنظمة والقوانين في العالم العربي تحد من الصحافة الاستقصائية.

مشاكل ومعوقات

من جهته تحدث د. عبد المطلب صديق مكي بعنوان "معوقات ومشاكل الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي"، حيث حصر تلك المعوقات في أسباب سياسية وتشريعية وإدارية ومهنية بجانب غياب ثقافة الاستقصاء في العالم العربي، مشيرا إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه صحافة العمق هي الميول الجديدة للقراء والتي تتسم بالعجالة والاختصار والتركيز على العناوين والمقدمات والجمل القصيرة والتغريدات وجميعها تمثل حاجزا أمام انتشار صحافة العمق.

وقال: توصف الصحافة الاستقصائية بشكل عام بأنها صحافة إبداعية ابتكاريه رسالتها تقوية وصيانة ثقافة الديمقراطية في المجتمع، وإنها الصحافة التي تضع أجندة للإصلاح، وإنها احد مصادر المعلومات الموثوقة والموثقة التي يستطيع المواطن الاعتماد عليها لكي يناقش ويحاور ويطالب بالشفافية والنزاهة والمسؤولية من قبل جميع من هم في السلطة، كما أنها قوة للتغيير الاجتماعي وتحسين نوعية الحكم، كما أنها تشكل دافعا قويا نحو احترام حقوق الإنسان وحرياته.

وأضاف: يعتقد بعض الصحفيين أن كلّ الصحافة الجيدة هي صحافة استقصائية، إلاّ أن الصحافة الاستقصائية تتطلّب المزيد من البحث بعمق.. يقوم صحفيو التخصص باستخدام التقنيات الاستقصائية، إلاّ أن ذلك لا يدفع الاثنان إلى الترادف في المعنى والمضمون.

خالد السيد

تعريف الصحافة الإستقصائية

وأشار د. مكي إلى أن تعريف الصحافة الاستقصائية كصحافة الجرائم والفساد يحدّ من نطاق السبق الصحفي، على الرغم من اعتقاد كابلن أن هناك بعض التقاطع في هاتين الفئتين. وبحسب قوله: "لكن الصحافة الاستقصائية الجيّدة تركّز على مواضيع التعليم، واستغلال السلطة، والتهافت على الأموال، وقصص الأعمال الرائعة. ولمجرد تغطية الصحفي المختص لمواضيع الجرائم والفساد وملاحقة آخر تطوّراتها، فذلك لا يعني أنه يستخدم أدوات الصحافة الاستقصائية".

ولفت د. مكي الى المعوقات السياسية حيث تعتبر الأنظمة السياسية العربية في مجملها قائمة على فكرة هيمنة قوى سياسية واحدة، وبالتالي فهي لا تشجع على حرية تداول المعلومات، وهو مناخ لا يدعم الصحافة الاستقصائية بمفهومها الصحيح، فضلاً عن ضيق مساحة الحرية واتهام الإعلام بالتقصير وعدم المصداقية والافتقار لتشريعات دستورية مساندة لها، إضافة إلى ما تعانيه الصحافة من محاولات متكررة من قبل الأنظمة لتضييق هامش حرية الصحافة، وقد أدى التغير المتسارع في أنماط القراءة وأساليب الاتصال الى تغيرات جوهرية في صياغة الرسالة الإعلامية، حيث أصبحت إدارات التحرير في وسائل الإعلام لا تكترث لأهمية هذا النوع من الصحافة، في ظل ضغوط يومية على المراسلين والمحررين من أجل إنتاج أخبار سريعة متصلة بإصدار المطبوعة أو بث النشرات الإخبارية.

وأضاف: على الرغم من أن دولا متقدمة إعلاميا مثل الولايات المتحدة تعاني هي الأخرى من ضعف القوانين الداعمة لحق الحصول على المعلومات او حقوق حماية المصدر كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا ان المعاناة تزداد في الدول العربية، ولا شك ان الحصول على المعلومات هو الأساس المتين لقيام صحافة الاستقصاء وبدونه لا قيمة لتلك الصحافة أصلا.

وشدد د. مكي على أن الشفافية والمحاسبية وحرية تملك المعلومات والمعارف من القيم الأساسية التي تمكن الصحفيين من ممارسة صحافة الاستقصاء.

عيوب الإعداد

أما د. كمال حميدو فتطرق إلى قضية الصحافة الاستقصائية بين عيوب الإعداد المهني للصحفيين وغياب ثقافة الاستقصاء في المؤسسات الإعلامية.

واستعرض الأستاذ منتصر مرعي تجربة الجزيرة في مجال الصحافة الاستقصائية من خلال الربيع العربي، بينما قدم الأستاذ نبيل الريحاني شهادات حول تجارب الصحافة الاستقصائية، وقدم الأستاذ كلايتون سويتشر من وحدة الصحافة الاستقصائية في الجزيرة الانجليزية شهادات من الميدان في هذا المجال.

مساحة إعلانية