رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
بوابة الشرق تنشر إسهامات المشاركين بـ"ورشة المقال الصحفي"

أفرزت ورشة "فن المقال الصحفي"، التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان السنوي الخامس لأدب الطفل، والذي أقامته جائزة الدولة لأدب الطفل بوزارة الثقافة والرياضة، قبل عدة أسابيع، العديد من المقالات الصحفية الواعدة. وحاضر في الورشة الدكتور عبد المطلب صديق، مدير تحرير جريدة "الشرق". وعكست الورشة، والتي تزامن مع إقامتها ورشتين آخريين حول "الشعر العربي، وفن الإلقاء والخطابة"، العديد من المقالات الصحفية، والتي عكست نبوغًا صحفيًا، يضاف إلى الإبداعات التي أفرزتها الورش الأخرى. وفي إطار حرص "الشرق" على رفد المشهد الثقافي القطري بمثل هذه المواهب، فإنها تنشر المقالات التي أنتجها المشاركون بالورشة، والتي استمرت ليومين، وما حملته من تناول للشأن المحلي بأسلوب صحفي واعد، تمتزج معه لغة أدبية سليمة، الأمر الذي يعكس مستقبلًا قطريًا واعدًا لمثل هذه المواهب، والتي يدرس أصحابها في مدرسة الإمام الشافعي الإعدادية المستقلة للبنين، وهي المدرسة التي شاركت بهذه الورش، ضمن مشاركات مدرسية أخرى، أفرزت أعمالًا أخرى واعدة، سيتم نشرها في وقت لاحق. وتأتي هذه الأعمال الصحفية، لتعد أحد مخرجات المؤتمر السنوي الخامس للجائزة، والذي تضمن أيضًا ندوة حول "الطفل العربي والفضائيات". فيما سبق أن صرح الدكتور وليد الحديثي، خبير ثقافي بالجائزة، لـ"الشرق" بأن الأعمال التي أنجزها المشاركون من المدارس المختلفة حول المقال الصحفي والشعر العربي والإلقاء والخطابة، هي أعمال واعدة، وعكست صعود مواهب قطرية، يمكن الأخذ بأيديها وتنميتها. وتابع: إنه سيتم اختيار أفضل الأعمال المشاركة بمخرجات هذه الورش، ليتم تكريمها في الحفل الختامي للجائزة، والذي سيجرى خلاله تكريم الفائزين بجوائز الدورة السابعة للجائزة. وخلال ورشة "المقال الصحفي"، قام د. عبد المطلب صديق، بتقديم الجانب النظري حول المقال الصحفي، ليتبعه بآخر عملي، قام خلاله الطلاب المشاركون بإنتاج مقالات من إبداعاتهم، فيما حرص د.صديق على تصويب أخطائهم، وتنمية ما حملته من إيجابيات. د. عبد المطلب صديق خلال ورشة "المقال الصحفي" نماذج من الأعمال : "الريل القطري العظيم" الطالب: أسامة علي العلي أسامة علي العلي "يعتبر مشروع الريل من أضخم وأحدث المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً لتحقيق رؤية قطر الوطنية لعام 2030، حيث إنه يشكل نقلة كبيرة وقفزة ملحوظة بالنسبة لنمو وتطور الدولة، وتم اتخاذ قرار العمل على مشروع الريل نظراً لسعي قطر إلى تحقيق التنمية الشاملة وهو ما يتطلب في جزء رئيسي منه توفير وضمان وسيلة نقل ومواصلات جديدة ومستدامة وفعالة للأفراد والبضائع في جميع أنحاء البلاد، وفي ضوء ذلك، تأسست شركة سكك الحديد القطرية "الريل" في عام 2011، بموجب قرار أميري نص على أن تتولى الشركة مسؤولية تصميم وتطوير شبكة السكك الحديدية في البلاد ثم إدارتها وتشغيلها وصيانتها فور الإنجاز. وتبرز الشركة من بين باقي الشركات المتعلقة بالنقل والمواصلات لتميزها ولتحملها لتلك المسؤولية الضخمة ولتقدمها الكبير والملحوظ، فإن مشروع الريل مشروع لا يستهان به وذلك بسبب تعلقه ببنيات الدولة ودخلها واقتصادها وما إلى ذلك. تضع شركة الريل حلولاً ناجحة لتحديات النقل في دولة قطر من خلال مشاريعها العملاقة الثلاثة، التي تتمثل بمترو الدوحة، وقطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل، وقطار المسافات الطويلة لنقل الركاب والبضائع، ولكل منها مهمة معينة تقضي حاجة فئة معينة من الناس في موقع معين، فعلى سبيل المثال، المشروع الذي يعتبر أكثر أهمية من بين المشاريع الثلاثة هو مشروع مترو الدوحة، وهو عبارة عن شبكة سكك حديدية متطورة يمتد معظمها تحت الأرض لربط المجتمعات داخل العاصمة الدوحة وضواحيها، وهذا ما يجعل أهمية ذلك المترو فائقة. لم تتوقف شركة الريل عند ذلك، بل وجدت حلولاً لا مثيل لها لمثل تلك الأمور، فكما ذكرت سابقاً إن من أحد مشاريعها الثلاثة مشروع قطار المسافات الطويلة ونقل البضائع، وهو عبارة عن قطار يربط مدن الشمال والغرب بمدينة الدوحة، ويتم نقل البضائع وحتى الأشخاص من خلاله، وليس ذلك فحسب، بل سيكون جزءاً من شبكة السكك الحديدية المخطط لها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما يعتبر قفزة عظيمة لدولة قطر. أما عن مشروع قطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل، فهو شبكة ترام توفر وسيلة نقل مريحة وملائمة داخل المدينة، كما هو في العديد من الدول المتطورة، وبمجرد الانتهاء من جميع المشاريع الثلاثة بحلول عام 2030، ستكون شركة الريل القطرية قد حققت رؤيتها ورؤية الوطن، وقد أوصلت رسالتها ، حيث ستشكل الشبكات الثلاث منظومة نقل واحدة ومتكاملة تتيح للركاب التنقل بسهولة ويسر فيما بينها، ولا شك أن شركة الريل قادرة على توفير دعم غير مسبوق لتحقيق أهداف ورؤية قطر الوطنية. إن مشروع الريل القطري من أعظم المشاريع التي تساعد على نمو الدولة وتطورها، كما أنه من أكثر المشاريع نجاحا وتفوقا لما فيه من فوائد لا تعد ولا تحصى تعود على الشعب وعلى الدولة، وتعمل شركة الريل بكل غال ونفيس لتحقيق أهدافها ورؤيتها وإيصال رسالتها وإنجاز مهامها ." داء المواصلات الطالب: ناصر فهد آل خليفة ناصر فهد آل خليفة "الزحمة واحدة من المعوقات التي تعوق تقدم المجتمعات وتطورها فهي لاتقل عن الضعف في مجال الصناعة أو الاقتصاد من حيث رفع كفاءة البلاد ونقصانها. وظهرت الزحمة في العديد من الدول ومنها قطر وانتشرت بصورة كبيرة وهائلة ومن أسباب هذه الظاهرة أن يكون الاخوة أو أبناء العمومة أو الجيران يذهبون إلى نفس المكان لكن كلاً منهم على سيارته الخاصة وأيضا من أسبابها الأخرى تكون الكثافة السكانية فهي تؤثر بشكل كبير ومنها من يأتي للاستقرار في قطر للمونديال والآن بعض الشركات تعمل على صيانة الطرق وتضييقها حاليا لتتوسع في استقبال كأس العالم ومنهم من تكون الحروب والمشاكل في بلادهم فيأتون إلى دولة قطر وغيرها من الدول وهم يكونون عاملاً كبيراً في تسبب الزحمة. كثرة الدوارات حولتها إلى إشارات مرورية ومنها من تركوها ويجب تخفيفها. ويوجد الكثير من الناس ممن تعودوا الخروج من المنزل قبل الموعد بكثير لأنهم يعلمون بالزحمة وهناك من ينسى أنه يقود سيارة ويسهو على الهواتف النقالة. أتمنى من دولتي الحبيبة قطر أن تهتم بالظاهرة وحلها بأسرع وقت ممكن لأنها تؤثر على الشعب القطري وتجعل الكثير يكرهون الخروج من المنزل إلا للضرورة." المشاجرات في المدارس الطالب: عواد رمضان المغير محمد عثمان سليمان "العنف والعدوانية سلوكان لا يولد بهما الأطفال، ولكنهم يكتسبون السلوك من البيئة المحيطة بهم. فحين يستخدم الوالدان أساليب عنيفة مع الطفل أو أمامه فسيتعلم أن القوة سلاح يتيح له الحصول على ما يريد. وقد يتعلم أيضا من التلفاز الذي تتكرر فيه مشاهد العنف، حيث تؤثر على الأطفال وتجعلهم أقل حساسية تجاه آلام الآخرين، ويجدون أن العنف طريقة مناسبة لحل المشكلات. ويتخذ الشجار أو النزاع أساليب متعددة، مثل تخريب الممتلكات العامة، وإشاعة الفوضى في الصف مثل تمزيق دفاتر الأصدقاء والاعتداء عليهم بالضرب. الأسباب المؤدية إلى ظاهرة الشجار المدرسي: - وجود خلل في الأداء الوظيفي للقائمين على المدرسة، حيث تسعى الاتجاهات إلى فرض القوة والعنف والسيطرة وعدم التفاهم مع الطلبة، ولا يوجد خطط معينة تهدف إلى تحسين العلاقات الإنسانية مع المدرسة. - عدم وضوح الرؤية لدى طلاب وطالبات المدرسة لطبيعة وأهداف المدرسة كونها منارة تعليمية للجميع وأنها تهدف إلى صنع أجيال وإمدادهم بالمعرفة والعلم وبناء الذات الإنسانية فيهم. الحلول لمشكلة المشاجرات الطلابية: - دراسة الحالات العدائية التي تحدث فيها المشاجرات المتكررة ودراسة أسبابها ودوافعها، ومن المهم في البداية دراسة كل حالة وحدها ليتم رصد أمور كثيرة مثل وقت المشاجرات، وأطراف المشاجرة، والعلاقة السابقة مع الطلبة المتشاجرين، وما هي الأشياء التي حدثت في علاقاتهم والتغيرات التي صاحبت أمورهم الأسرية وغيرها. - ولا نغفل عن أهمية أن يكون في كل مدرسة برامج رياضية وحركية ويمكن أن يتم تكوينها من خلال حصص الأنشطة الرياضية البدنية للأولاد، والاشتراك في دوري يقام بين المدارس، وذلك يزرع روح التعاون بين الفريق، بما يحسن من أخلاقهم. - يجب أن تقام محاضرة في كل مدرسة عن العلم والصلاح والاعتدال، ووضع خطط وقائية وعلاجية لها، والاستعانة بالخبراء سواء من الوزارة أو الجهة المختصة، والإشراف على متابعة وتنفيذ هذه الخطط والبرامج وتقييم أدائها وتكرار ما هو إيجابي منها. - ولحل هذه المشكلة يجب علينا أن نعلم أن المشاجرات المدرسية تؤدي إلى إفساد المجتمع وعدم ترابطه." زحمة سير الطالب: محمد عثمان سليمان "منذ منتصف عام 2007، بدأت تظهر ملامح ازدياد عدد السيارات في المدن الرئيسية (معيذر، الريان.. إلخ) مما أثار القلق والتذمر لدى الكثير من المواطنين والذي ترتب عليه ارتفاع الضغط والسكر والاكتئاب وسرعة الانفعال والعدوانية بل والاعتذار عن الذهاب للأعمال أو المدارس أو حتى التسوق حتى إن هذه الأعداد الهائلة من السيارات تكون في الغالب في جميع الفترات وليس في الفترة الصباحية أو المسائية وعند تحليل هذه الظاهرة تحليلا دقيقا ومدروسا فيلاحظ التالي: 1 – ذهاب وعودة طلاب المدارس والمعلمين والمعلمات والموظفين في أوقات واحدة. 2 – كثرة استيراد السيارات المستعملة والسيارات الصغيرة دون الرقابة على الحد الأدنى من الموديلات. 3 – من هب ودب يستطيع أن يحصل على رخصة ويشتري سيارة لقيادتها خاصة من العمالة سواء النظامية أو المخالفة والعمل لحسابه الخاص. 4 – قيادة السيارات المهترئة التي شوهت المظهر العام بل في حالة عطلها فإنها توقف سيلاً من السيارات خلفها. 5 – قيام سيارات نقل المواد الغذائية كالألبان والعصائر والخبز بالسير في أي وقت ولم يحدد لها وقت معين. 6 – سهولة الحصول على رخصة القيادة وعدم مراقبة المرور. عدم وجود نظام صارم من إدارة المرور لمن يسير في الخط المحدد بل تجد الذي يسير من اليسار يدخل بسيارته إلى اليمين دون حياء بل تجد بعض السيارات تتعدى خطوط المشاة والأدهى من ذلك توقف البعض في الجهة اليسرى التي هي حق لمن يرغب في الاتجاه يميناً. الحلول المناسبة لذلك: 1 – تحديد ذهاب طلاب المدارس بأوقات غير أوقات الموظفين وأيضاً القطاع الخاص. 2 – عدم السماح لاستيراد السيارات المستعملة لمن مضى عليها خمس سنوات وأكثر. 3 – عدم التساهل بمنح الرخص للوافدين وخاصة العمالة وأيضاً عدم التساهل بشراء السيارات المهترئة وتحديد تملك المركبات. 4 – تحديد أوقات سير مركبات نقل المواد الغذائية وذلك بعد الساعة 9.30 صباحاً. 5 – تشديد نظام المرور وأن ينفذ بصرامة سواء على المواطن أو الوافد وحجز المركبة إذا اضطر لذلك. 6 – أهمية التوعية المرورية المقروءة والمرئية والمسموعة. 7 – تحديد وقت سير الشاحنات الكبيرة بل وتحديد طرق سيرها. 8 – تقليص تأشيرات الزيارة بشكل كبير لأن جميع من يحضر يشتري سيارة ويقودها مسبباً بذلك زيادة عدد المركبات. 9 – الاهتمام بالنقل الجماعي وذلك من أجل الاستمرار في التنمية التي تعيشها بلادنا الحبيبة. 10 – إيجاد آلية للنقل المدرسي. في الختام تحية إلى وزارة الداخلية التي اقترحت شرطة المرور لأنها تقوم بدور حيوي وفعال وقد رأينا ذلك بأعيننا وكما نعتقد ليس بكثير ليغطي مدن كبيرة كمعيذر ورأس أبوعبود والمناطق الأخرى."

839

| 21 مايو 2016

ثقافة وفنون alsharq
صراع السلطة والمهنة في الصحافة السودانية.. كتاب جديد

صدر للدكتور عبد المطلب صديق، مدير تحرير "الشرق" القطرية، أستاذ الإعلام المنتدب بجامعة قطر، كتابه الموسوم بـ"الصحافة السودانية.. صراع السلطة والمهنة"، ويقع في 258 صفحة الحجم الكبير، وفي خمسة فصول، وتحصلت مكتبة الكونجرس على نسخ من ناشره "الدار السودانية للكتب"، وحظي الكتاب في طبعته الأولى 2014 بإشادة عميد الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح، والخبير الإعلامي علي محمد شمو. يمثل الكتاب توثيقاً متعمقاً لحقب مختلفة في مسيرة مهنة المتاعب، وتميز بمعالجة شاملة لموضوع صراع السلطة والمهنة من خلال آراء وإفادات من مختلف الطيف السياسي، فضلاً عن كون المؤلف كان جزءاً من حراك المهنة وتقلب في عدة مناصب، وكان شاهداً على كثير من الأحداث والتفاصيل، التي رصدها بدقة ومهنية. الدكتور عبدالمطلب صديق مدير تحرير "الشرق" القطرية تطرق الكتاب إلى قضية تواصل الأجيال التي تعاني منها الصحافة السودانية، ما أضعف مسيرتها وبنيتها بسبب تأثيرات التقلب السياسي في نظم الحكم، ويلقي هذا السفر الضوء على مدارس صحفية وسياسية، مختلفة بكافة أبعادها، كما يمثل الكتاب إضافة مهمة في التوثيق لتاريخ الصحافة السودانية خلال الثمانينيات والتسعينيات، خاصة للصحافة الحزبية. أبرز المؤلف المدارس الصحفية من منظور اجتماعي يركز على مسيرة الأفراد لا تاريخ المؤسسات في صيغة أقرب إلى السيرة الصحفية تقديراً لدورهم ولأول مرة تحفل دراسة بذكر جيل الشباب من أبناء المهنة. ما يكسب الكتاب أهميته، تعدد مصادره والتوثيق للصحافة الحكومية والحزبية والمستقلة بلا تمييز أو محاباة والمحرك روح الانتماء للمهنة. رصد الفصل الأول فجر الصحافة السودانية ومراحل التأسيس الأولى منذ صدور أول صحيفة سودانية عام 1903، وتناول الفصل الثاني صحافة الإنقاذ، وركز الفصل الثالث على الصحافة الولائية (الإقليمية) ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وحوى الفصل الرابع بين دفتيه مقارنة قيمة للصحافة بين جيلين في معالجة مهمة لمعضلة عدم تواصل الأجيال. غلاف كتاب "الصحافة السودانية.. صراع السلطة والمهنة" للدكتور عبدالمطلب صديق وكان الفصل الخامس توثيقاً لتاريخ الصحافة الحزبية في توثيق أمين، والكتاب توثيق لسيرة أفراد لا مؤسسات خلال الفترة 1989- 2005 حيث جرت أحداث ووقائع لها أثرها في تاريخ السودان منذ انقلاب 30 يونيو 1989 إلى توقيع اتفاقية السلام وانشطار السودان إلى بلدين.

2891

| 10 أغسطس 2015

محليات alsharq
منتدى بجامعة قطر يؤكد غياب الصحافة الاستقصائية بالخليج

أكد المشاركون في المنتدى الإعلامي السادس بجامعة قطر غياب الصحافة الاستقصائية في دول الخليج ومعظم الدول العربية، مشيرين إلى أهمية هذا النوع من الصحافة في خدمة المجتمع بل والمساهمة في التغيير من واقعه. وخلال المنتدى الذي نظمه قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم بالجامعة تحدث نخبة من الصحفيين والإعلاميين والأكاديميين، حول الصحافة الاستقصائية في العالم العربي، حيث تركز النقاش على المشكلات والتحديات التي تواجهها ودورها الفعّال في تغيير ملامح المجتمع وعلاقتها بالديموقراطية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تطويرها لتكون صحافة متميزة تخدم الأفراد والمجتمعات في الوطن العربي. شراكة عميقة وفي كلمته الافتتاحية قال رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم د. نور الدين ميلادي إن هذا الملتقى يجسد الشراكة العميقة القائمة بين أساتذة الجامعة والخبراء الإعلاميين المتمرسين في مختلف المهن الصحفية مع الطلبة من مختلف فروع الإعلام، كما يأتي هذا المنتدى لمناقشة أحد أهم الموضوعات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي لإثراء حصيلة الطلبة والمتخصصين بكافة جوانب الصحافة الاستقصائية وإعطائهم نظرة واسعة عنها خاصة وأنها تحظى باهتمام كافة العاملين في المجال الصحفي. وأضاف: لعبت الصحافة الاستقصائية دورا كبيرا ليس فقط في صناعة ثورات الربيع العربي، وإنما في تسريع عجلة التطورات والتغيرات الحاصلة في ظل الثورات العربية. كما كان لهذا النوع من الصحافة على مرّ التاريخ دور مهم في إماطة اللثام عن الكثير من الخفايا حول الحروب كحرب العراق وغيره، علاوة على ذلك، أنارت الصحافة الاستقصائية الرأي العام واهتمت بتقصّي الحقائق وكشف المجهول عوضا عن نقل الوقائع كما هي. وفيما يتعلّق بالصعوبات التي تواجه الصحافة الاستقصائية، أشار د. ميلادي إلى أنها تعاني الكثير من الصعوبات والعقبات كضعف الموارد الداعمة مقارنة بالموارد المُتاحة لإنتاج البرامج الأخرى مثل المسلسلات وبرامج تلفزيون الواقع وغيرها. كما أن الصحافة الاستقصائية تستغرق وقتاً أكبر من الوقت المُستهلك في إنتاج برامج حوارية مثلا بالإضافة إلى قلة الخبرات في عالم الصحافة الاستقصائية وربما انعدامها. وفي نهاية حديثه، لفت د. ميلادي إلى أهمية هذا المُنتدى في تطوير الصحافة الاستقصائية لتكون أداة متميزة تُساهم في تقصي الحقائق وتحسين السلبيات وتطوير المجتمعات في العالم العربي. جانب من المنتدى الاعلامي السادس بجامعة قطر تأثير المجتمع بدوره تحدث رئيس تحرير جريدة "البننسولا" الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد بعنوان "تأثير المجتمع على الصحافة الاستقصائية" قائلا: تُعرّف الصحافة الاستقصائية بأنها آلية استخدام أدوات التحليل والتفكير المنهجي لنقل صورة للجمهور في محاولة تصحيح وضع ما وصولاً للأفضل. كما تعرف على أنها محاولة كشف أمور خفية للجمهور مع استخدام مصادر ووثائق سريّة ومُعلنة، لذا تُسمى الصحافة الاستقصائية بثقافة تغيير الواقع السلبي. وأضاف: ممارسة الصحافة الاستقصائية تتطلب الحصول على المعلومات الصحيحة والتقصي لها ووضع حلول مناسبة للمشكلة الراهنة. كما تطرق للحديث عن الخلفية التاريخية للصحافة الاستقصائية قائلاً: ظهرت الصحافة الاستقصائية لأول مرة عام 1906 في الدول الغربية أبّان الثورة الصناعية والتي أدت إلى وجود مصالح مُشتركة بين السياسيين والتجار مما أدى إلى انتشار الفساد. وفيما يتعلق بالوطن العربي، بدأت الصحافة الاستقصائية عام 1948 خلال النكبة الفلسطينية عندما نشر أول موضوع عن الأسلحة الفاسدة في ذلك الحين. وبشان تأثير العادات والتقاليد والقبليّة أشار السيد إلى أن الصحفي يعجز عن التطرق للكثير من الموضوعات الاجتماعية كالطلاق وزواج الأقارب نظرا لتحفظ المجتمع في تناولها. كما أن تأثير الوازع الديني ونظرة المجتمع إلى أن الدين يستوجب ستر العيوب والسلبيّات ساهم في ذلك. بالإضافة إلى أن الرخاء الاقتصادي يؤدي إلى تعزيز ثقافة التغاضي عن السلبيات عند الأفراد. وشدد على وجود فرق بين التحقيق الصحفي والصحافة الاستقصائية، مشيرا الى أن التحقيق الصحفي يندرج في إطار الصحافة التقليدية التي تعكس واقع المجتمع فحسب، بينما تهدف الصحافة الاستقصائية إلى تقصي الحقائق وتغيير واقع المجتمع والنهوض به نحو الأفضل. ولفت السيد إلى دور جامعة قطر وغيرها من المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الصحافة الاستقصائية نظرا لتمتعها بسقف حرية عال يُتيح تبادل الآراء والأفكار. د. عبدالمطلب مكي الصحافة والديمقراطية من جهته تحدث الأستاذ حفيظ دراجي بعنوان "علاقة الصحافة الاستقصائية بالديمقراطية"، مشددا على غياب هذا النوع من الصحافة عن الوطن العربي، قائلا: أينما تكون الديمقراطية مزدهرة تكون الصحافة الاستقصائية متقدمة، فالمناخ الوحيد الذي تنتعش فيه هذه الصحافة هو مناخ الحريات ومن بينها حرية تناول المعلومات. ولفت دراجي إلى ان طبيعة الأنظمة والقوانين في العالم العربي تحد من الصحافة الاستقصائية. مشاكل ومعوقات من جهته تحدث د. عبد المطلب صديق مكي بعنوان "معوقات ومشاكل الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي"، حيث حصر تلك المعوقات في أسباب سياسية وتشريعية وإدارية ومهنية بجانب غياب ثقافة الاستقصاء في العالم العربي، مشيرا إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه صحافة العمق هي الميول الجديدة للقراء والتي تتسم بالعجالة والاختصار والتركيز على العناوين والمقدمات والجمل القصيرة والتغريدات وجميعها تمثل حاجزا أمام انتشار صحافة العمق. وقال: توصف الصحافة الاستقصائية بشكل عام بأنها صحافة إبداعية ابتكاريه رسالتها تقوية وصيانة ثقافة الديمقراطية في المجتمع، وإنها الصحافة التي تضع أجندة للإصلاح، وإنها احد مصادر المعلومات الموثوقة والموثقة التي يستطيع المواطن الاعتماد عليها لكي يناقش ويحاور ويطالب بالشفافية والنزاهة والمسؤولية من قبل جميع من هم في السلطة، كما أنها قوة للتغيير الاجتماعي وتحسين نوعية الحكم، كما أنها تشكل دافعا قويا نحو احترام حقوق الإنسان وحرياته. وأضاف: يعتقد بعض الصحفيين أن كلّ الصحافة الجيدة هي صحافة استقصائية، إلاّ أن الصحافة الاستقصائية تتطلّب المزيد من البحث بعمق.. يقوم صحفيو التخصص باستخدام التقنيات الاستقصائية، إلاّ أن ذلك لا يدفع الاثنان إلى الترادف في المعنى والمضمون. خالد السيد تعريف الصحافة الإستقصائية وأشار د. مكي إلى أن تعريف الصحافة الاستقصائية كصحافة الجرائم والفساد يحدّ من نطاق السبق الصحفي، على الرغم من اعتقاد كابلن أن هناك بعض التقاطع في هاتين الفئتين. وبحسب قوله: "لكن الصحافة الاستقصائية الجيّدة تركّز على مواضيع التعليم، واستغلال السلطة، والتهافت على الأموال، وقصص الأعمال الرائعة. ولمجرد تغطية الصحفي المختص لمواضيع الجرائم والفساد وملاحقة آخر تطوّراتها، فذلك لا يعني أنه يستخدم أدوات الصحافة الاستقصائية". ولفت د. مكي الى المعوقات السياسية حيث تعتبر الأنظمة السياسية العربية في مجملها قائمة على فكرة هيمنة قوى سياسية واحدة، وبالتالي فهي لا تشجع على حرية تداول المعلومات، وهو مناخ لا يدعم الصحافة الاستقصائية بمفهومها الصحيح، فضلاً عن ضيق مساحة الحرية واتهام الإعلام بالتقصير وعدم المصداقية والافتقار لتشريعات دستورية مساندة لها، إضافة إلى ما تعانيه الصحافة من محاولات متكررة من قبل الأنظمة لتضييق هامش حرية الصحافة، وقد أدى التغير المتسارع في أنماط القراءة وأساليب الاتصال الى تغيرات جوهرية في صياغة الرسالة الإعلامية، حيث أصبحت إدارات التحرير في وسائل الإعلام لا تكترث لأهمية هذا النوع من الصحافة، في ظل ضغوط يومية على المراسلين والمحررين من أجل إنتاج أخبار سريعة متصلة بإصدار المطبوعة أو بث النشرات الإخبارية. وأضاف: على الرغم من أن دولا متقدمة إعلاميا مثل الولايات المتحدة تعاني هي الأخرى من ضعف القوانين الداعمة لحق الحصول على المعلومات او حقوق حماية المصدر كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا ان المعاناة تزداد في الدول العربية، ولا شك ان الحصول على المعلومات هو الأساس المتين لقيام صحافة الاستقصاء وبدونه لا قيمة لتلك الصحافة أصلا. وشدد د. مكي على أن الشفافية والمحاسبية وحرية تملك المعلومات والمعارف من القيم الأساسية التي تمكن الصحفيين من ممارسة صحافة الاستقصاء. عيوب الإعداد أما د. كمال حميدو فتطرق إلى قضية الصحافة الاستقصائية بين عيوب الإعداد المهني للصحفيين وغياب ثقافة الاستقصاء في المؤسسات الإعلامية. واستعرض الأستاذ منتصر مرعي تجربة الجزيرة في مجال الصحافة الاستقصائية من خلال الربيع العربي، بينما قدم الأستاذ نبيل الريحاني شهادات حول تجارب الصحافة الاستقصائية، وقدم الأستاذ كلايتون سويتشر من وحدة الصحافة الاستقصائية في الجزيرة الانجليزية شهادات من الميدان في هذا المجال.

1487

| 31 مارس 2014