رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

285

قطر وألمانيا شريكان في صناعة السلام

30 ديسمبر 2016 , 09:02م
alsharq
برلين - غسان أبو حمد

المصلحة المشتركة كانت هي البوصلة الرئيسية التي رسمت وترسم المسار السياسي العام للعلاقة بين قطر وألمانيا. لقد شكّل تبادل الزيارات الرسمية التدريجي وعمقها بين قيادة البلدين، مؤشرا على جودة تلك العلاقات التي وجدت باستمرار ترجمتها في الموازين الاقتصادية الرابحة بين البلدين، والتي صبّت في خدمة الشعبين.

لكن، لماذا هذه الزيارات السياسية القيادية العليا المتبادلة بين جبار في عالم الصناعة والتجارة هو ألمانيا وجبار في عالم الاستثمار الناجح وهو قطر، وعلى أي أساس يقوم هذا التبادل في المصالح؟

يرفض مصدر رفيع في الخارجية الألمانية، وهو الدكتور كلاوس فيرنر، وعند إشارته إلى حجم هذا التعاون وعمقه، التوقف عند عتبة الاقتصاد وحدها، وتراه يعطي للتعاون السياسي بين البلدين ما يستحق من أبعاد.

يقول كلاوس فيرنر: "إن مصالح الشعبين لها الأولوية، لكن المصالح لا تتوقف عند عتبة الاقتصاد وسياسة السوق فقط، بل تذهب إلى أهمية الأمن والاستقرار مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار هو الطريق إلى المال وليس العكس!". ماذا يعني ذلك؟

يقول فيرنر: إن قطر هي شريك دولي هامّ لألمانيا، وهذا يعني ببساطة أن العديد من مشاكل العالم المتوتر، والذي يعيش انقسامات وحروب واقتتال اليوم، وما ينتج عن ذلك من خراب ونزوح وهجرة، ليس بإمكان دول العالم — مهما كبر حجمها العسكري — أن تسهم في حلها وإعادة السلام إليها من دون المساعدة القطرية..

هذا الواقع العالمي يبدو واضحا وجليا عند النظر إلى حالات الاحتراب والاقتتال في أنحاء العالم، حيث شكّلت قطر، ولا زالت تشكل، الرافعة المركزية لعودة السلام إليها وسبيلا لفتح مجالات الحوار أمام قضايا عجزت المدافع والاسلحة عن دخول ميدانها..

من هنا، تبدو واضحة حاجة ألمانيا إلى قطر كشريك فعّال في صنع السلام العالمي. ولا تجد القيادة الألمانية حرجا في طرحها الصريح والواضح على قيادة بلادنا لما يشاع من اتهامات باطلة وملفقة حول دور قطرعلى الساحة الدولية، فتراها تنقل في وسائل إعلامها الرسمي والعام، حقيقة الموقف القطري الرافض والشاجب للإرهاب ولمختلف أعمال التخريب والتسلط في العالم.

وتدرك القيادة السياسية الألمانية، التي تنشر قسما من قواتها العسكرية في إطار القوات الدولية العاملة لحفظ السلام في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، أهمية الشريك القطري في مدّ جسور الحوار بين أطراف النزاع وتثيبت السلام والأمن على دعائم الحرية واحترام حقوق الإنسان.

إن التعاون السياسي بين ألمانيا وقطر قائم ومتواصل على أعلى المستويات والدعوة مشتركة إلى حلّ النزاعات في العالم بالحوار وإقامة الاستقرار والأمن والسلام على دعائم الحرية واحترام حقوق الإنسان.. وهذا ما تؤكد عليه التصريحات الرسمية للمسؤولين الألمان، كما يؤكد عليه حجم العون المالي والمساعدات للنازحين وضحايا الحروب، وتكاد هذه النجدة الدولية أن تكون متساوية بين قطر وألمانيا.

مساحة إعلانية