تقارير وحوارات

929

الحصص الإثرائية .. لاتزال محل جدل بين أولياء الامور

تنطلق غداً الاحد الحصص الاثرائية داخل المدارس المستقلة ، قبل بدء اختبارات منتصف الفصل الدراسي الاول بأيام قليلة ، وقد لاقى قرار فرض الرسوم على الدروس الاثرائية قبولا لدى العديد من أولياء الأمور الذين يرون ان القرار سوف يساهم في تحسين المستوى الدراسي للأبناء.

وسوف يساهم في الحد من الدروس الخصوصية ، والتي أصبحت تكبد أولياء الأمور مبالغ طائلة مقارنة بأسعار الحصص الاثرائية والتي تعتبر رمزية ، بينما رأى فريق آخر ان القرار يعكس فشل المعلمين داخل الحصص الرسمية في التحصيل الاكاديمي للطلبة . وكل فريق يملك الادلة والاثباتات التى تؤيد وجهة نظره ، مما يدل على وجود عدم توافق كلى مع قرار وزارة التعليم والتعليم العالي بفرض رسوم مالية على الطلبة مقابل حضورهم حصص التقوية ، تتراوح بين 200 و300 ريال لكل نظام حسب تقسيمات الوزارة ، بخلاف الدروس الفردية التى قد تصل فى جملتها الى 1200 ريال وقد تصل الى 2100 ريال فى الفصلين الدراسيين الاول والثانى بما مجموعه 14 ساعة تدريسية .

قرار إيجابي

في البداية اكد المواطن أمير الباكر للشرق ، ان قرار وزارة التعليم يعد من القرارات الايجابية ، لأنه يساعد على الحد من الدروس الخصوصية ، ويرفع فى الوقت نفسه من المستوي العلمي والأكاديمي للطالب ، موضحا انه فيما يتعلق بالمبالغ المالية فإنها تعتبر غير رمزية وغير مبالغ فيها ، مقارنة بأسعار الدروس الخصوصية في المراكز التعليمية أو المعلمين الذين يذهبون للمدارس فأقل حصة مدتها ساعة تصل إلي أكثر من 200 ريال ، بينما المادة الواحدة في الحصص الإثرائية ب 200 ريال .

واقترح الباكر أن يكون مواعيد الحصص الاثرائية وتوقيتها مناسب لجميع الأطراف المشاركة فيها ، سواء كان الطلاب او اولياء الأمور او المدرسين ، خاصة وأنه يوم السبت بمثابة الاجازة الاسبوعية والراحة ، وإلزام اولياء الأمور بتوصيل ابنائهم للمدرسة لحضور الحصص يشكل أعباء إضافية على عاتقهم ، مشيرا إلي أن يوم الخميس هو أنسب يوم ، خاصة وأن الطلاب يخرجون مبكرا من المدرسة ، تقريبا الساعة الثانية عشر والنص ، فلماذا لا يتم عمل الحصص الاثرائية فيه ، بدلا من تخصيص يوم السبت ، وأشاد بوضع مبالغ رمزية للحصص الإثرائية ، خاصة أنها تعتبر ساعات عمل إضافية للمعلمين والمعلمات ، لذلك يجب إعطائهم حقوقهم كاملة .

جدية واستمرارية

ويتفق معه المواطن ناصر التميمي ، معربا عن شكره لوزارة التعليم على جهودها لرفع مستوي الأبناء ، قائلا : أن الدروس الاثرائية سوف يستفيد منها عدد كبير من الطلاب والأسر محدودة الدخل ، والذين لديهم عدد من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة ، وجميعهم بحاجة إلي دروس تقوية في بعض المواد ، مما يكلف الأسرة أعباء ومبالغ طائلة على عكس الحصص الاثرائية ، والتي يتم تنظيمها تحت إشراف وزارة التعليم ، وداخل المدرسة التي يدرسها بها الطلاب ، فالمدرسين هم القادرون على تحديد المستوي العلمي للطالب ، وتحديد اي المواد التي يحتاج لدروس تقوية فيها .

وأشار الى أن فرض مبالغ مالية للدروس بعد أن كانت مجانية ، يعطيها جدية واستمرارية ، بل أنه سوف يزيد معدل الحضور والالتزام بالحضور من قبل الطلاب المشاركين ،لافتا الى ان بعض الطلاب قد يتهاونوا فى حضور هذه الدروس ، لكن بعد دفع المبالغ المالية فإنه سوف يكون هناك حرص من أولياء الامور على إلزام الابناء بمواعيد الحصص الاثرائية وحضورها بصفة مستمرة .

فوائد وسلبيات

ويري المواطن حسن الجعيدي ، أنه رغم الفوائد الايجابية العديدة للدروس الاثرائية والتي تخدم الطلاب وأولياء الأمور ، إلا أنها في الوقت نفسه ، لها بعض السلبيات التي قد تنعكس على مستوي التحصيل العلمي للطلاب ، مشيرا الى وجود معاناة كبيرة تواجه اولياء الأمور قبل الاختبارات كل عام متمثلة فى الدروس الخصوصية ، والتي وصلت أسعارها إلي ارقام فلكية ، تثقل كاهل الأسرة ، على عكس رسوم الحصص الاثرائية والتي تعتبر في مجملها مبالغ رمزية ، لذلك فهي من الناحية الاقتصادية مفيدة .

وقال أنه مع إضافة الحصص الاثرائية وادائها فى نهاية اليوم الدراسي ،قد يؤدي إلي إرهاق الطلاب ذهنيا ، وتعريضهم لهذا الكم الكبير من الحصص والدروس ، خاصة وأنه يخرج منذ الصباح الباكر من منزله ، متسائلا هل الطلاب لديهم من الصبر والتحمل والطاقة الذهنية لاستيعاب الكم الكبير من الدروس ، لذلك يجب تخفيف وقت الحصص المدرسية ، بحيث يقصر اليوم الدراسي ، بما يعطي الوقت للحصص الأثرائية ، ولا يعطي الاحساس بالملل للطلاب .

معالجة التقصير

بينما يختلف المواطن إبراهيم الجابر مع الآراء السابقة ، قائلا : أن وضع مبالغ مالية للحصص الإثرائية ، بما يتشابه مع الدروس الخصوصية ، يثبت فشل المنظومة التعليمية ، الأمر الذي يدل على حاجة الطلاب لمثل هذه الدروس وغيرها ، فإذا كان الطلاب غير قادرين على التحصيل الجيد داخل الفصول الدراسية ، فكيف سوف يكونون قادرين على الفهم والاستيعاب من نفس المدرسين في الحصص الإثرائية .

وقال أنه يجب على وزارة التعليم، استقطاب كوادر تعليمية بمستويات عالية، ومدرسين أكفاء وذو خبرات ، حتى يتم القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، بدلًا من عمل تلك الدروس الاثرائية ، بالإضافة إلي زيادة التفتيش على المدارس وحضور بعض الحصص مع المدرسين لمعرفة مدي تمكنهم من شرح الدروس للطلاب ، مثلما كان يحدث سابقا ، ومعرفة اين يقع التقصير ومحاولة معالجته ، بدلا من تقنين الدروس الاثرائية وفرض مبالغ مالية عليها .