رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

3545

تصوير الموائد ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي لا يجوز

29 يونيو 2015 , 02:19م
alsharq
تقرير هديل صابر

مشهد مؤثر يتداوله نشطاء التواصل الاجتماعي لفقير يتسوق من مركز تجاري، وعندما يأتي إلى ماكينة دفع الحساب لا يجد معه ما يكفي احتياجاته، فيكتفي بما يسد به رمقه وينصرف ، ويلحظه ميسور الحال فيشتري له ما عجز عن شرائه ويتبعه حتى يعرف بيته فيضع له كيسا فيه حاجته وينصرف .

إنه نموذج من الإحساس بالآخر، مطلوب إبرازه في هذا الشهر المبارك . فرمضان شهر التكافل الاجتماعي ، والإحساس بمعاناة الآخرين منحة ربانية ينعم الله بها عز وجل على من يشاء من عباده، وقد يكون فيما بيننا أشخاص لديهم هذا الإحساس، إلا أنهم لا يبذلون جهدا في تقديم يد العون أو المساعدة للمحتاج، مهما كانت حاجته أو الضائقة التي يمر بها، حيث دوما هناك أشخاص يحتاجون إلى أن من يمسك بأيديهم ليعبر بهم من ظلمة النفق إلى بؤرة الضوء، وكم منا يشعر بهؤلاء؟!، على الرغم من أنَّ ديننا حثنا بكتابه وسنة نبيه على الإحساس بالآخرين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثَلُ المؤمنين في توادهِم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ، وقال صلى الله عليه وسلم "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه"، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خير الأنام يرحم الصغير ويوقر الكبير، وكان يرحم خادمه ودابته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لا يَرحَم لا يُرحم"، فهذه كلها دلائل وبراهين على أنَّ الدين الإسلامي يؤكد على مبدأ التراحم والتآخي ليس فقط في شهر رمضان المبارك وإن كانت لهذا الشهر خصوصية لاسيما في فعل الخير والثواب الذي قد يمنح للشخص الذي يمتلك القدرة على مساعدة الآخرين بالمال والطعام أو حتى بالكلمة الطيبة، بل يجب أن يكون هذا الإحساس متناميا ومتجددا طوال أشهر السنة.

رمضان مدرسة ربانية

وفي هذا الإطار تحدث فضيلة الشيخ حماد عبد القادر-المدير العام لمكتب منظمة الدعوة الإسلامية- الذي أكدَّ أنَّ شهر رمضان من الشهور الذي يستطيع به المسلم الفطن أن يستفيد من كل فعل خير يؤديه في رمضان، لافتا إلى أنَّ شهر رمضان مدرسة إيمانية متكاملة، تحثنا على الشعور بالآخرين وبآلامهم، موضحا أنَّ رمضان مليء بالدروس والعبر سيما وأنَّ المسلم خلال النهار وحتى غروب الشمس يمتنع عن الطعام والشراب، فهذه فرصة كي نشعر بالآخرين الذين لا يجدون قوت يومهم خلال رمضان بل وخلال أشهر السنة بكاملها، لذا لابد من اقتناص الفرصة خلال شهر رمضان لتكون بداية جديدة لنا مع الخير من خلال الإحساس بالمحتاجين من الأهل والأقرباء قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا".

وشدد الشيخ حماد عبد القادر على أنَّ كل عبادة شرعها الله لها غاية، فالصوم يهذب النفس ويربيها على الترفع عن الشهوات، كما أنه فرصة لتجديد إيمان المسلم، ومحاسبة نفسه والإحساس بالآخر من حيث الشعور بآلامهم ومعاناتهم ، كما أنَّ الصيام ليس فقط للامتناع عن الطعام والشراب بل هو أيضا للامتناع عن الكلام، والتقليل من ساعات النوم، كما يجب على المسلم أن يحفظ جوارحه من المحرمات.

وأضاف الشيخ قائلاً "أما إذا تحدثنا عن الصوم عن الشراب والطعام فلابد أن يستشعر المسلمون بالصائمين من المحتاجين الذين يجب أن يشعر الجميع بهم ، وأن يفيض القادر على غير القادر بالمال وبالطعام والشراب، لأن رمضان فرصة لمضاعفة الأجر، كما أنه فرصة لتوجيه النفس للعمل الصالح".

وعلق الشيخ حماد عبد القادر في حديثه على برامج حفظ النعمة مؤكدا أهميتها، إلا أنَّه اعتبر أنَّ من الأفضل أن يُمنح المحتاجون المال لتغطية احتياجاتهم لاسيما في شهر رمضان، معتبرا أن برامج حفظ النعمة قد ترسل الطعام في وقت لم يعد المحتاج بحاجته فبالتالي سيفسد الطعام وسيلقى في سلة المهملات، لذا من الأولى إعطاء المحتاجين المال الذي يكفيهم لتغطية احتياجاتهم خلال الشهر الكريم.

وَعَتِبَ الشيخ حماد عبد القادر في ختام حديثه على بعض الأفراد الذين يتفاخرون بموائد طعامهم في رمضان وتصويرها لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مؤكدا أنه لابد من مراعاة أخوة لنا في المحيط المحلي والإقليمي غير قادرين على توفير لقمة لسد جوعهم أو شربة ماء تروي ظمأ عطش يوم كامل، متمنيا أن يحاسب كل شخص نفسه قبل أن يدخل الحزن على أخوه المسلم وإن كان عن غير قصد.

مساحة إعلانية