رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

908

طعمة: معنويات المعارضة السورية عالية بدعم قطر والسعودية وتركيا

29 مايو 2014 , 06:54م
alsharq
حوار - جابر الحرمي - طه حسين

أعرب أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة عن تفاؤله بحدوث تغيير مرتقب في الموقف الدولي والامريكي من الازمة السورية، مؤكداً أن واشنطن بصدد التحول من إدارة الازمة الى حلها وان ذلك قد يستغرق 6 شهور.

ضروري أن تستكمل الجامعة العربية جهودها بمنح المعارضة مقعد سورية في الجامعة وهذا سيتيح للائتلاف شغل مقعد سورية في الأمم المتحدة

وأشاد طعمة في حوار مع "الشرق" بالدعم المتواصل من قطر والسعودية وتركيا للثورة، مؤكداً أن هذا الثلاثي هو الداعم الاساسي للثورة منذ اللحظة الاولى ومستمرون في دعم الثورة في ظل الضغوطات السياسية والظروف الدولية والانتقال من مرحلة ادارة الازمة الى حلها، مشدداً على ضرورة استكمال الجامعة العربية لجهودها بمنح المعارضة مقعد سورية في الجامعة وان هذه الخطوة ستتيح للائتلاف شغل مقعد سورية في الامم المتحدة.

وقال طعمة ان طرد الاردن للسفير السوري خطوة ايجابية باتجاه الافضل منوها بتعيين ممثل للائتلاف في عمّان.

وفيما اعترف بتفكك المعارضة وخلافاتها أقر طعمة بأخطاء عسكرية، وقال اننا نفتقد التخطيط في القيادة المركزية، كما ان مكوّنات الجيش الحر غير مترابطة ولا تعمل باستراتيجية واحدة في مقابل نظام يستخدم كافة الوسائل الاجرامية ويجمَعَ بين نقيضين ايدلوجيين سخرهما لخدمته: "حزب الله" و"داعش" محذراً من ان خطر النظام سَيطول العالم أجمع.

لكنه اعرب عن امله في قرب معالجة الاخطاء العسكرية للثورة باعادة تشكيل الجيش الجامع لكل الكتائب والفصائل بلون واحد، ولباس واحد، وشعار واحد.

وشدد طعمة على ضرورة تقديم المساعدات المالية العاجلة لتحسين ظروف اللاجئين السوريين خاصة في المناطق المحررة واماكن النزوح لافتا الى انه من اصل وعود بمليارين و600 مليون دولار لم يحصل الائتلاف الا على 50 مليون يورو قدمتها دولة قطر.

وحذر من خطر داعش على سورية والدول العربية والمجتمع الدولي، مؤكداً ان هذا التنظيم تعهد بعدم اطلاق رصاصة واحدة على النظام ويتواطأ معه في مهاجمة المدن، لكنه اعرب عن ثقته في قدرة وامكانات الشعب في عدم التراجع عن مطالبه في الحرية.

المشهد على الأرض

وعن قرأته لمشهد المعارضة السورية على الأرض قال طعمة: لابد أن نعترف أن الامور صعبة من الناحية العسكرية وصعبة من الناحية الانسانية وصعبة من الناحية الطبية وشؤون حياة الناس بالغة القسوة كلها بفعل هذا النظام المجرم، لدرجة ان هذا الظرف جعلنا عاجزين عن امكانية ايجاد احلول المناسبة لحل هذه الاشكالات والنظام يقول انه ليس هناك من حل سوى الحل العسكري وأنني سوف اسحقكم واعيدكم الى حظيرة العبودية والمجتمع الدولي يقول لنا ليس هناك سوى الحل السياسي وعليكم ان تصبروا وتؤمنوا بالحل السياسي وتذهبوا الى جنيف.

وقد ذهبنا وأبدى وفدنا شجاعة كبيرة وقبل بأنصاف الحلول ووصل الى اقناع العالم بأن المعارضة تريد حلاً سياسياً للمأساة بينما النظام هو الذي لا يريد وفي ظل هذه الاوضاع، نحن نعتقد انه اذا لم تتغير وجهة المجتمع الدولي باتجاه الانتقال من مرحلة ادارة الازمة الى مرحلة حل الازمة وهناك قاعدة اتخذها المجتمع الدولي منذ بداية الثورة وحتى الان انهم لن يسمحوا للمعارضة ان تحسم هذا الامر ولا يمكن ايضاً ان يسمحوا للنظام ان يسحق المعارضة وهذه نراها بأم اعيننا وخصوصا في هذه الظروف وهناك نقطة ايجابية جدا بالنسبة لنا ان الشعب مصمم على نيل حريته.

الصمود والتصدي للنظام

وأكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة أنه وفي الفترة الحالية وحتى يقرر المجتمع الدولي الانتقال من مرحلة ادارة الازمة الى مرحلة حل الازمة ليس لنا سوى الصمود وطالما معنويات الناس عالية والمقاتلون على الارض في الميدان يبذلون اقصى جهدهم ويبحثون عن العديد من الوسائل حتى ولو كانت بسيطة للتصدي لهذا النظام المجرم.

واعتقد ان هؤلاء المقاتلين في الفترة الاخيرة قد ابتكروا حلولاً لم يكن تخطر بالبال وانت تعرف ان الشعب السوري عقليته متميزة خصوصاً على الصعيد الصناعي والتصنيع وقدرته الصناعية على الابتكار للحلول كبيرة فقد صنعوا بأيديهم انواعا من المدافع ولم يكن احد يصدق انه صناعة الثوار مثل مدفع "جهنم" الذي ينزلونه الى الميدان ويحقق نتائج لا بأس بها، وما توصل اليه عدد من المهندسين الثوار مؤخراً بحفر الانفاق تذهل النظام واصدقاءه فاذا كان النظام يستطيع ان يؤذينا فوق الارض فان المقاتلين قادرون على ايذائه من تحت الارض.

الفترة الحالية وحتى يقرر المجتمع الدولي الانتقال من مرحلة ادارة الازمة الى حالها سنصمد والمقاتلون في الميدان يبذلون اقصى جهدهم للتصدي لهذا النظام المجرم

الحل السياسي

وبالنسبة للحل السياسي للأزمة السورية وما إذا كان سيؤدي إلى نجاح الثورة، قال طعمة : لا يمكن الوصول الى حل سياسي مالم يتفق الطرفان والنظام يعتقد ان بإمكانه الحسم العسكري وهو واهم في ذلك ويعتقد انه قادر على الحسم العسكري وان يخضع الناس ويردهم الى حظيرة العبودية واذا لم يقبل كل من الطرفين العودة الى طاولة المفاوضات فلا يمكن ان يتم التوصل الى حل وقد طرح الاخضر الابراهيمي في اليوم الاخير من المفاوضات في الجولة الثانية بجنيف جدول العمل الذي يتضمن نقطتين اساسيتين، النقطة الاولى تشكيل جسم الحكم الانتقالي بكامل الصلاحيات، والنقطة الثانية إنهاء العنف ومكافحة الارهاب مع النص الذي هو موجود في اتفاق جنيف — 1 هو انهاء العنف ولم ترد كلمة مكافحة الارهاب ومع ذلك عندما طرح الاخضر الابراهيمي هذا التلازم بين المسارين قبلنا هذا العرض لكن النظام لم يقبله.

مكاسب المعارضة على الأرض

وأكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة أنه بجانب تحقيق النظام لمكاسب على الأرض فأننا أيضاً ونحن ايضا نحقق مكاسب، وفي الايام الماضية حقق بعض المكاسب في حلب لكن في المقابل نحن حققنا مكاسب مهمة ايضاً في ادلب وحماة وريف حماة والقنيطرة ودرعا فالمسألة سجال وواضح انه لن يستطيع اي طرف ان يتغلب على الطرف الآخر.

قطر والسعودية وتركيا

وشدد طعمة على أن الأطراف العربية لا تقصر أبداً كما تعلم، فإن الدول الداعمة للثورة السورية بصفة أساسية هي دولة قطر والمملكة العربية السعودية بالإضافة الى تركيا؛ هذا الثلاثي هو الداعم الأساسي للثورة منذ اللحظة الأولى، وهم مستمرون في دعمنا، ولم يقصروا معنا، وتعلم الضغوطات السياسية والظروف الدولية وعدم تحمس الولايات المتحدة للانتقال من مرحلة إدارة الازمة الى حلها واستطيع القول: إننا لمسنا ملمحاً في زيارة وفد الائتلاف الى الولايات المتحدة؛ أنه ربما تكون واشنطن قررت الانتقال الآن الى منزلة بين المنزلتين: إدارة الأزمة وحلها، وربما تستمر من شهرين الى 6 اشهر وصولا الى البدء في حل الأزمة.

المعارضة بين التشتت والخلافات

وبسؤاله عن أسباب عدم حل الأزمة في سوريا وأن واقع المعارضة وتشتتها وخلافاتها واحد من عوائق حل الأزمة، قال: جزء من هذا الوضع صحيح؛ فنحن نعاني من نقص في وحدتنا ومن شيء من التشرذم، ولكن من اهم اسباب هذا هو 50 سنة من الاستبداد، وفقدان الرأي والرأي الآخر، بالاضافة الى ان أصدقاءنا لم يساعدونا بما يكفي، وعديد من التدخلات يمنة ويسرة تؤدي الى التشتت والتنازع.

وثمة نقطة اضافية هي شعور كل السوريين بأهمية الثورة السورية، وان كل سوري يتمنى أن يمر الحل في سورية عن طريقه، او يسهم فيه، ولذلك اصبح كل امرئ منا يعتقد ان رأيه هو الأصلح لحل المأساة، وينبغي ان يؤخذ بعين الاعتبار أهمية الثورة.. والسوريون يعتقدون ان الثورة السورية نظيرة الثورة الفرنسية وانه لابد ان يكون له سهم فيها، ولا يرضى أن يمر الحل بعيداً عنه.

طرد سفير النظام في الأردن

وحول طرد سفير النظام في عمّان قال طعمة: نحن ننظر إلى هذه الخطوة بأنّها خطوةٌ إيجابية، ونحن نعرف أنّ الإخوة في الأردن يتعاطَون بإيجابيةٍ وبتعاطفٍ كبير مع مأساة الشعب السوري.. هي خطوةٌ باتّجاه الأفضل، وننتظر المزيد.

وأكد أن العلاقة بين الائتلاف والحكومة السورية المؤقّتة مع الإخوة في الأردن مستمرة منذ زمنٍ بعيد، وهناك تعاونٌ في القضايا الإنسانية.

وأشار إلى أنه قد تمّ تعيين ممثّلٍ للائتلاف في الأردن، وهو الأخ محمد مروح، وهذه خطوةٌ جيّدةٌ ينبغي أنْ نأخذها بعين الاعتبار.

اللاجئين والنازحين السوريين

وحول المشاكل التي تواجه اللاجئين السوريية قال طعمة: نحن نبذل جهوداً كبيرةً جداً من أجل تقديم العون الطبّي والإغاثي والتعليمي لكلّ اللاجئين الموجودين خارج سورية، وكذلك بالنسبة للنازحين في الداخل، وحتّى الموجودين في مدنهم، لكنّ هناك فرقٌ هائلٌ في الإمكانات. عندما نشأت الحكومة السورية المؤقتة، أجرى فريقنا في وزارة المالية والاقتصاد دراسةً مهمّةً عن الاحتياجات والموازنة؛ ووصلنا إلى نتيجة أنّنا بحاجةٍ إلى مبلغ مليارين و600 مليون دولار لكي نستطيع أنْ نؤمّن تحسين ظروف الناس في سورية في المناطق المحرّرة لـ20 % من السكان.. ولكن كم أعطي لنا نقداً؟ لم يُعطَ لنا سوى 50 مليون يورو، وكان من دولةٍ شقيقةٍ واحدة: هي دولة قطر. الكثيرون لا يعذروننا، ولكنّهم عندما يعرفون هذه التفاصيل يقولون: أعانكم الله.

تقارب لا تباين

وعن تباين الموقف التركي - السعودي حيال الأزمة السورية وتقارب الموقف السعودي الإيراني وتأثير هذه المواقف على الثورة السورية ، قال:

أنا أعتقد أنه في الفترة الأخيرة حصل تقارب بين الإخوة في قطر والإخوة في السعودية وأعتقد أن العلاقات تحسنت بين الإخوة في تركيا والإخوة في السعودية ونحن نعول بشكل إيجابي على مثل هذا التقارب ونتوقع أن يكون له نتائج إيجابية في الملف السوري والصورة السابقة بدأت تتغير باتجاه الأفضل وهذه نقطة مهمة جدا بالنسبة لنا.

هناك تقارب قطري سعودي والعلاقات تحسنت بين تركيا والسعودية ونحن نعول على هذا التقارب وسيكون له نتائج إيجابية في الملف السوري

أما بالنسبة لمسألة التقارب السعودي الإيراني فليس لدي أي تفاصيل حول هذا الموضوع فالإيرانيون دائماً يطرحون مبادرات ويحاولون إقناع أطياف في المعارضة بزيارة طهران ويقولون لنبحث هذا الموضوع ولكن كل المساعي الإيرانية هي لتثبيت نقطتين أساسيتين وهي أن يكون لبشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية وهذا مرفوض بالنسبة لنا والنقطة الثانية هي أن يكون موجوداً في الجيش السوري في المستقبل وفي الاستخبارت وأجهزة الأمن وهذا مرفوض.

الحوار كاملاً بجريدة الشرق عدد اليوم الخميس الموافق 29/05/2014

مساحة إعلانية