رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

5736

إعلاميون وكتاب: مجلات الأطفال تعاني ضعف المحتوى الإبداعي

29 يناير 2018 , 01:00ص
alsharq
يوسف أحمد وعلي الرشيد وشفيق صالح
ناصر الحموي:

طالبوا بدعمها ورعايتها ..

أحمد: إعداد جيل واع مسؤولية جميع أفراد المجتمع  

الرشيد: ضعف الموازنة المخصصة وراء تراجع الاهتمام

صالح: يجب مواكبة التطور التكنولوجي والاستفادة منه

نجيب: المجلات لم تعد تفي باحتياجات طفل اليوم

     أكد متخصصون في أدب وإعلام الأطفال أن مجلات الأطفال باتت تعاني من ضعف المحتوى الإبداعي وقلة الدعم المادي، مشيرين إلى تراجع الاهتمام بها من قبل الطفل العربي بسبب عدم مواكبتها للمزايا التي تتيحها وسائل التكنولوجيا الحديثة.

  في البداية، يشير يوسف أحمد رئيس تحرير مجلة عيالنا إلى المشروع الذي يقوده قائلا: "مجلة عيالنا باعتبارها تربوية ومادتها علمية نسبيا، تعاني من قلة الدعم، وهو يمكن أن يهددها بعدم الاستمرارية، لولا الدعم الخاص التي تتلقاه من القائمين عليها، والذي أدى لتواصلها ودخولها السنة الرابعة محافظة على تطورها، محققة التوازن المطلوب للجودة بين الشكل والمحتوى، سعيا للاقتراب من كافة أفراد الأسرة.

 لافتا إلى أن تكرار مقولة أن الجيل الحالي لا يقرأ المجلات المطبوعة، هو هروب من واقع يحتاج لمعالجة عبر ابتكار الأسلوب الأمثل لحث الطفل وأولياء الأمور على القراءة والمطالعة والتثقيف الذاتي، وذلك من أجل فهم حاجات الطفل، مؤكدا أن تكوين جيل واع وطموح من خلال القراءة يعد مسؤولية يشترك بتحملها الجميع.

وأضاف أحمد: "أن مجلة عيالنا تسعى لتجسيد اهتمام الطفل وتحقيق الجانب التربوي، وتطمح مستقبلا إلى أن تكون مجلة كل أسرة في قطر تهتم بتربية أبنائها، معربا عن إيمانه بمواصلة تقديم الدعم للمجلة، حتى تصبح منارة علم وتربية ولتكمل عقد الإعلام القطري الذي وصل إلى العالمية في كافة التخصصات.

غياب الإبداع

أما علي الرشيد (كاتب للأطفال ومهتم بإعلام الطفل)، فيشير إلى ما يعانيه الطفل العربي من نقص كبير في الإصدارات الموجهة إليه، سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية أو إلكترونية، موضحا أن المقدم للطفل اليوم لا يرتكز على رؤية تربوية عميقة وإستراتيجية ممنهجة، تعتمد على الفهم العميق لنفسية الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة، وكيفية إشباع احتياجاتهم المتنوعة، فضلا عن غياب الإبداع في معظم الأعمال المعروضة، ما يفقد الإمكانية في جذب الطفل والتأثير فيه، لافتا إلى أن الذي يقدم اليوم، يعتمد على اجتهادات ومحاولات فردية أو خبرات محدودة، يضاف إليها ضعف الإمكانات المادية وغلبة الحس التجاري في الإنتاج.

وحدد الرشيد المشاكل التي تعاني  منها مجلات الأطفال، بأنها تكمن في ضعف الموازنات المخصصة لمجلات الأطفال وضآلة مكافآت الكتاب والرسامين المشاركين، وغلبة الجانب الأدبي والمعلوماتي على حساب الجانب الخبري وتحفيز المهارات والقدرات، بالإضافة إلى ضعف المحتوى الابداعي في بعض المجلات وتكرار الأفكار وطرق التناول وعدم مواكبة التطور التي تتيحها وسائل التكنولوجيا الحديثة، للتواصل مع الطفل والتفاعل معه والتشبيك بينها وبين الإصدار المطبوع.

مراجعة جادة

ولفت الرشيد إلى حاجة مجلات الأطفال إلى وجود مراجعة جادة وصادقة لتشكل إحدى الوسائل المحببة للاطفال وتسهم في بناء تكوينهم الثقافي والمعرفي، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وتوفير فرص الترفيه والتسلية لهم ، وذلك من خلال القيام بدراسات القيام بدراسات استقصائية لمعرفة مدى متابعة الأطفال لهذه المجلات وحجم تأثيرها فيهم،  وحجم تفاعلهم معها، بالإضافة إلى وجود هيئة استشارية من المتخصصين في مجال الطفولة والتربية والكتابة الإبداعية للأطفال، فضلا عن متخصصين في مجال الإعلام والإخراج، بحيث تكون مرجعية لهذه المجلات وما ينشر فيها، ومواكبة الجديد في مجال شبكات الاتصال والتشبيك معها، لضمان أكبر تفاعل للأطفال مع هذه المجلات. علاوة على رفع قيمة ميزانيات هذه المجلات، ومخصصات الكتاب والرسامين واستقطاب المبدعين في هذا المجال، وإشراك الأطفال في تحرير هذه المجلات بشكل فعلي لا شكلي.

توفير الرعاية

من جانبه، شخّص شفيق صالح مدير تحرير مجلة جاسم للأطفال، المشكلات التي تواجهها مجلات الأطفال اليوم، بأنها تكمن في عدم وجود متخصصين أكْفاء في أدب الطفل من مؤلفين ورسامين وباحثين، وعدم توفر رعاية من المؤسسات والهيئات والشركات لهكذا إصدارات، بالإضافة إلى عزوف الأطفال عن المطبوعات بشكل عام وشغفهم بالتقنيات الحديثة، بالتزامن مع عدم اهتمام وتشجيع أولياء الأمور لتحفيز أبنائهم على القراءة، وافتقار هذه المطبوعات لعوامل الجذب، وانشغال بعضها بالجانب الربحي فقط بغض النظر عن الرسالة المقدمة للطفل.

وأضاف صالح أن حلول هذه المشكلات تأتي من مواكبة المجلات للتطور السريع في التطبيقات التكنولوجية الحديثة والتفاعل مع جمهور المجلة من الأطفال والتواصل معهم من خلال إجراء بعض النشاطات التفاعلية والمسابقات وورش العمل والإنصات إلى آرائهم وتلبية متطلباتهم.

التكنولوجيا عامل جذب

من جانبها، قالت ميسون نجيب عضو تحرير في مجلة أسامة سابقا : "أن اهتمامات الطفل اليوم تغيرت مع التسارع الكبير في انتشار التكنولوجيا وتطورها، ليتناقص معه تعلق الأطفال بالمجلات الخاصة بهم، مشيرة إلى أن موضوعات مجلات الأطفال لم تعد تفي باحتياجات طفل اليوم الذي توجه لوسائل الاتصال الحديثة من مواقع الإنترنت وتطبيقات الكمبيوتر التي بدورها أجابت على جميع أسئلته بشكل أسرع وبأسلوب ممتع وشيق ورؤية حركية جاذبة، بالإضافة للقنوات الكثيرة الموجهة للأطفال، مضيفة أن كل هذا وغيره كانت من العوامل التي جذبت الطفل وأبعدته عن الاهتمام بالقراءة للمجلات التي لا تزال موضوعاتها تقدم في إطار تقليدي.

تشجيع القراءة

طالب المتخصصون في مجال أدب وإعلام الأطفال ببذل مساع جادة ومواصلة تقديم الدعم لمجلات الأطفال، لتشكل إحدى وسائلهم المحببة، وتسهم في بناء تكوينهم الثقافي والمعرفي، وذلك من خلال فهم حاجات الطفل وتجسيد تطلعاته وإشباع رغباتهم ومتطلباتهم، بحثهم على القراءة والمطالعة، وابتكار عوامل جذب ممتعة وشيقة، والاستفادة من التطبيقات الإلكترونية الحديثة في التواصل مع الطفل والتفاعل معه وربطه بمجلته.

مساحة إعلانية