رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3803

"قطر للحوسبة" يطور تقنيات جديدة للغة العربية

28 ديسمبر 2019 , 07:10ص
alsharq
معهد قطر لبحوث الحوسبة
الدوحة ـ الشرق

يعكف معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة على تطوير تقنيات جديدة للغة العربية تواكب العصر الرقمي، هي أداة فراسة مثل برامج تحويل النصوص إلى كلام مسموع، ومحركات البحث والترجمة الآلية، وأدوات تحليل نصوص وسائل التواصل الاجتماعي، ومشروع "إثراء"، وهو أداة إلكترونية صُممت خصيصًا لترجمة المحتوى الإلكتروني إلى اللغة العربية باحترافية، وتطوير القارئ الإلكتروني "جليس" الذي بدأ جليس كمشروع بحثي.

فقد عمل الدكتور كريم درويش ضمن فريق في معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة على تطوير أدوات لإحياء اللغة العربية وتشجيع استخدامها في العالم الرقمي، والفريق يُدعى "فريق تقنيات اللغة العربية"، ويتألّف من باحثين وعلماء ومهندسين ومطوري برامج، ويحتل الصدارة في التصدي للتحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر رقمنة المعلومات والتجارب.

يهدف الفريق إلى تعزيز انتشار اللغة العربية وثقافتها وتحسين تجارب مستخدميها عبر الإنترنت، وذلك من خلال سد النقص في المحتوى الرقمي العربي، وتعويض غياب الوسائل التقنية التي تراعي الفروق الدقيقة في كلمات اللغة العربية وتعبيراتها.

تحسين تجربة القراءة للجميع

يبذل الفريق جهده لتعويض غياب الوسائل التي تعزز القراءة باللغة العربية، و يقول السيد مجد عبار أحد أعضاء فريق تقنيات اللغة العربية ومدير تطوير الأعمال والتسويق التجاري بمعهد قطر لبحوث الحوسبة: "اكتشفنا عدم وجود قارئ إلكتروني يدعم اللغة العربية، بما في ذلك عدم قدرة المستخدم على تغيير محاذاة النص من اليمين إلى اليسار والعكس، لتوائم الحاجة للتنقل بين محاذاة النص العربي من اليمين إلى اليسار ومحاذاة الأرقام العربية من اليسار إلى اليمين". وشرع فريق معهد قطر لبحوث الحوسبة في تطوير القارئ الإلكتروني "جليس"، وبدأ جليس كمشروع بحثي.

سد فجوة المحتوى

يستمر الفريق في عمله لتعزيز المحتوى العربي عبر الإنترنت وتحسين جودته، وأطلق مشروعه "إثراء"، وهو أداة إلكترونية صُممت خصيصًا لترجمة المحتوى الإلكتروني إلى اللغة العربية باحترافية.

وأضاف: يلاحظ العديد من مستخدمي الإنترنت باللغة العربية نقص المحتوى العربي الجيد مقارنةً باللغات الأخرى، ويحتل مستخدمو اللغة العربية المركز الرابع كأكبر مجموعة لغوية من مستخدمي الإنترنت، إلا أن ذلك لا يُترجَم إلى محتوى عربي إلكتروني ذي جودة.

وأضاف قائلًا: "من هنا جاءت فكرة "إثراء"، حيث تعاونا مع "ويكي ميديا" لترجمة مقالات موسوعتها إلى اللغة العربية، وقد نجحنا في ترجمة أكثر من 10 آلاف مقالة باحترافية.

وفي أثناء عمل الفريق على ترجمة مقالات ويكيبيديا، اعترضت طريقهم مشكلة أشد إلحاحًا، يشرحها عبّار قائلًا: "وجدنا أن المعلومات الطبية الموثوقة على شبكة الإنترنت تكاد تكون منعدمة باللغة العربية.

و تتوقف جهود الباحثين عند إثراء المحتوى العربي التقني، بل أرادوا أيضًا ابتكار أدوات تكنولوجية تراعي الفروق في الكتابة العربية وبناء الكلمات، لتضمينها فيما بعد في البرامج والتطبيقات ومحركات البحث.

تطوير أدوات تكنولوجية

تختلف أساليب تركيب الكلمات ودرجة تعقيدها باختلاف اللغات، فكلمة واحدة باللغة العربية ربما تترجم إلى جملة كاملة في لغات أخرى.

وفي أمثلة أخرى باللغة العربية، قد ينشأ من مصدر واحد مئات التركيبات التي تغير المعنى أو تضيف إليه، الأمر الذي تعجز عن مراعاته الوسائل التكنولوجية المطورة حديثًا، فتعجز مثلًا عن تفكيك تلك الكلمات واستقاء معاني أجزائها المختلفة، وتبعًا لذلك، يحصل مستخدمو محركات البحث باللغة العربية على نتائج أقل، ودقة متدنية، مقارنةً بما يحصل عليه الباحثون بلغات أخرى.

من جانبه يقول الدكتور حمدي مبارك مهندس برمجيات يعمل ضمن الفريق: توجد شركات عديدة في الشرق الأوسط، مثل "مايكروسوفت مصر" أو "صخر للبرمجيات"، تقوم بتطوير أدوات لمعالجة النصوص العربية، إلا أن هذه الأدوات تبقى داخل جدران تلك الشركات. أما هنا في معهد قطر لبحوث الحوسبة، فنحن نطور أدوات متاحة لاستخدام الجميع، مثل أداة "فراسة"، حيث يمكن للجميع تحميل هذا البرنامج ودراسة شفراته البرمجية، ورؤية كيفية عمله من الداخل، بل وتحسين خوارزميته".

مشروع فراسة

أداة "فراسة" لمعالجة النصوص العربية متاحةٌ على شبكة الإنترنت، ويمكن تضمينها في الخدمات والبرامج المختلفة، مثل برامج تحويل النصوص إلى كلام مسموع، ومحركات البحث والترجمة الآلية، وأدوات تحليل نصوص وسائل التواصل الاجتماعي، مما يمهد الطريق لمطوري البرامج ويلفت انتباههم لمراعاة الفروق الشاسعة بين اللغات، خاصةً تلك التي تتبع نظم تركيب وقواعد مختلفة لبناء الكلمات.

يقول الدكتور كريم درويش عن قصته مع تعليم ابنته القراءة: أردت غرس الاهتمام في نفس ابنتي بالمؤلفات العربية من خلال قراءة الكتب والقصص باللغة العربية، إلا أن ندرة المصادر العربية المعاصرة ذات الجودة في المكتبات الورقية والرقمية وقفتْ عقبةً في طريقه.

فقد شجعتُها على القراءة باللغة العربية، لكنها دائمًا ما كانت تقول إنها لا تجد شيئًا شيقًا لتقرأه، ذلك أن الكتب أو القصص العربية الجيدة الموجهة للأطفال واليافعين قليلة جدًا مقارنةً بالكتب الكثيرة المنشورة باللغة الإنجليزية في عصرنا الحالي".

ويواصل قائلًا: "أرسلتُ أحد معارفي خصيصًا إلى خارج البلاد ليبحث عن كتب كنتُ قد قرأتُها في صغري، وهي كتب مغامرات نُشرتْ منذ أكثر من 40 سنة، على غرار "الشياطين الثلاثة عشر" و"المغامرون الخمسة" وغيرها لأنّ ابنتي شغوفة جدًا بقراءة هذه الكتب".

مساحة إعلانية