رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1632

أزمة الدولار تتلاعب بمصير 10 آلاف طالب لبناني بالخارج

28 أكتوبر 2020 , 07:00ص
alsharq
أماني جحا

منذ عام كامل لم تتوقّف اعتصامات ومناشدات أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج لإنصافهم والنظر إلى أوضاعهم في ظلّ انهيار الليرة اللبنانية وضرورة إقرار صرف سعر الدولار الرسمي لإرسال الأموال إلى أبنائهم. شكّل هؤلاء لجنة تتابع المسألة مع المسؤولين الرسميين في الدولة والمصارف، ولم يجدوا حسب قولهم سوى "المماطلة والتضليل المتواصل والتعاميم التي يصدرها مصرف لبنان حول ضرورة تحويل الأقساط الجامعية ومصاريف الطلاب والتي تبقى في أغلبها حبراً على ورق الإعلام، بهدف الإيحاء بأن معضلة الطلاب في الخارج قد حلت".

في اعتصام لهم في بداية الصيف، وقبل بدء العام الدراسي الجديد، طالب هؤلاء بإقرار مشروع قانون "الدولار الطالبي" في مجلس النواب "لأن هناك اكثر من 10 آلاف طالب في الخارج مصيرهم الدراسي مهدّد بسبب أزمة الدولار". مرّ فصل الصيف وبدأ العام الدراسي في أنحاء العالم ليقرّ القانون في المجلس النيابي اللبناني مطلع الشهر الحالي. لكن القانون لم يُصبح ساري المفعول سوى قبل أيام عندما صادق عليه رئيس الجمهورية.

◄ مماطلة مصرفية

هذا القانون نصّ على "إلزام المصارف بصرف مبلغ 10 آلاف دولار، وفق سعر الصرف الرسمي للدولار، عن العام الدراسي 2020 2021 للطلاب الجامعيين الذين يدرسون في الخارج قبل عام 2020 2021، وعلى المصارف إجراء تحويل مالي لا تتجاوز قيمته 10 آلاف دولار، ولمرة واحدة لكل طالب من الطلاب اللبنانيين المسجلين في الجامعات والمعاهد التقنية العليا خارج لبنان من حساباتهم أو حسابات أولياء أمورهم بالعملة الأجنبية أو العملة الوطنية وفق سعر الصرف الرسمي للدولار (1515 ليرة للدولار، وهو حاليا حوالى 7500 ليرة في السوق السوداء) بعد التثبت من إبراز إفادة تسجيل، وإفادة للمدفوعات قبل 31/12/2019، وعقد إيجار السكن الحالي، أو إيصال بآخر دفعة شهرية"، لكن المعضلة اليوم أنه حتى مع توقيع رئيس الجمهورية لم يبادر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتطبيق القانون، وفي هذا الوقت يعيش الأهالي وأولادهم في الخارج أزمة خانقة قد تعيد عدداً كبيراً من الطلاب إلى لبنان بسبب عدم قدرتهم على تسديد متطلباتهم من بدلات.

◄ توسلات للتحويل

إحدى الأمهات تقول لـ الشرق: "البنوك يجعلونك تركعين قبل أن تستطيعين تحويل المال، يطلبون فواتير الجامعة والإيجار والتلفون وتفاصيل كثيرة، وإذا طلبنا إرسال مبلغ إضافي يتدخّلون ويسألون لماذا". حال هذه الأم لطالبين في الخارج نظرياً أفضل لأنها تملك حساباً بالدولار في المصرف. رغم ذلك، وبعد أن أوقفت المصارف اللبنانية منذ شهر إعطاء مودعيها أموالهم بالدولار بل بالليرة اللبنانية على سعر صرف 3900 ليرة للدولار الواحد، تقول الأم "أذهب إلى البنك وأسحب 8 ملايين ليرة وأشتري بها حوالى 1000 دولار من السوق السوداء وأرسلها 750 يورو مع فارق التحويل. ولديّ مذلولان. لا نعرف متى تقف التحويلات وكم سيبلغ سعر الصرف، لذا اطلب من ولديّ صرف الضروري فقط".

بالنسبة لهذه العائلة التي لديها ابن في إسبانيا يدرس هندسة الطيران وابنة في فرنسا تدرس إخراج سينمائي، فهما يستطيعان إنهاء العام الدراسي الحالي "لا أعرف ماذا سنفعل في العام المقبل، لست متأكدة إذا كانا يستطيعان ذلك إذا استمر الوضع على ما هو عليه"، وتضيف الأم: "ولديّ يفكران في العودة وأنا أقول لهما لا تعودا قبل أن تحصلا على جنسية أوروبية".

بالنسبة لجورج جروج، فإن الوضع بدا مختلفاً بالنسبة له، فالشاب صاحب الـ 26 عاماً سافر إلى فرنسا في سبتمبر من عام 2019 ليكمل دراسته العليا في الهندسة.

كان يتوقع أن يجد عملاً خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر "لكن بدء وباء كورونا صعّب هذه المسألة، وأهله لم يكن باستطاعتهم إرسال المال لي ولم يجد عملا يقول لـ الشرق.

أمام هذا الواقع، عاد الشاب إلى لبنان في أبريل الماضي بعد الإقفال التام في فرنسا، عاد بتذكرة دفعها أحد المتموّلين الذين ساعدوا عدداً من اللبنانيين في ذلك. ثم عاد إلى جامعته في منتصف يوليو "وذلك كان أفضل من البقاء في فرنسا في ظل الإقفال حيث كان عليه أن يدفع الإيجار والمعيشة من دون أي مدخول. اليوم يعمل جورج بدوام جزئي في مطعم يملكه لبناني، يقول إن صاحب المطعم "أحبّ أن يساعدني لأنه يعرف وضع الطلاب ووضع لبنان، أنتبه إلى مصروفي وأهلي لم يعد باستطاعتهم مساعدتي بسبب الوضع المالي العام. طبعاً لن أعود إلى لبنان. أطمح لأن أتخرج وأبدأ عملا لأساعد أهلي. كلنا نتمنى أن يبدأ تطبيق قانون الدولار الطالبي ليختلف الوضع كثيراً " لكن القانون لا يزال حبرا على ورق حسبما يؤكد أولياء الطلاب.

سامي، من ناحية أخرى، جاء إلى فرنسا في بداية عام 2020، أي موعد بدء أزمة سعر الصرف في لبنان. "لحسن حظي كان معي مبلغ مالي كبير يكفيني 9 أشهر لكن مشكلتي أن إيجار المنزل كان يُدفع من لبنان عبر تحويل من حسابنا من الدولار" يقول ذلل مؤقت لكن بعد شهر أغسطس رفض المصرف في لبنان تحويل الإيجار "فاضطررت أن أدفع من مالي المخصص للمعيشة والتنقل. ولهذا الشهر الحالي ما زال البنك الذي أتعامل معه في لبنان يرفض تحويل أي مبلغ". الشاب يضع كل آماله أيضاً على تطبيق قانون الدولار الطالبي، "ننتظر إعلانه في الجريدة الرسمية لنرى ماذا سيحصل".

هو كحال معظم المسافرين اللبنانيين لا يفكر بالعودة إلى بلده الأم لأن "الذل المؤقت هنا في فرنسا أفضل من الحياة في لبنان بلا كرامة. ما يعيشونه في لبنان هو جهنم. لا شيء يحمسنا للعودة".

وفي حالة جديدة نسلط الضوء عليها، الطالب "أندرو" سافر إلى فرنسا في يوليو من عالم 2019 ليكمل الدراسات عليا في جامعة تولون، يقول "أنا عملت في لبنان سنتين ونصف السنة في وكالة إعلانات ثم طردت لأن البلد ينهار" يروي لـ"الشرق"، حدث ذلك قبل انتفاضة أكتوبر وانهيار الوضع الاقتصادي، كان الشاب لديه مدخرات كافية للسفر و"لديّ بطاقة خاصة من أحد البنوك اللبنانية أستطيع عبرها سحب ألف يورو شهرياً لكن مع بداية الأزمة في أكتوبر 2019، خفض البنك الرقم إلى 250". ويضيف: " حاولنا سحب أموالي من لبنان وبعد جهد جهيد لم يقبلوا سوى بأن يضع والدي دولارات إضافية ليقبلوا بتحريك حسابي والتحويل منه. مرّ عليّ شهر لم يكن في جيبي سوى 10 يورو". "نجا" الشاب بعد اقتراحه على صاحبة المنزل الفرنسية الذي يستأجر عندها أن يُحوّل المبلغ لها فقبل البنك. لكن وحسب ما ينقل عن والده الذي تابع المسألة في لبنان: "الآن ابني يدفع إيجاره لكن كيف يأكل ويشرب سأل والدي البنك. لا جواب منهم".

حالياً صدر القانون بعد توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون للمرسوم لكن السؤال كيف ستتعامل المصارف معه وبأي آلية، خصوصاً بالنسبة لمن لا يملكون حسابات في المصارف؟.

اقرأ المزيد

alsharq «الخط الأصفر» .. يعمّق معاناة الغزيين

كأن الفلسطينيين لا يكفيهم «الخط الأخضر» الذي حددته منظمة الأمم المتحدة بعد هدنة العام 1949، التي أعقبت الحرب... اقرأ المزيد

64

| 26 نوفمبر 2025

alsharq أطفال غزة أيتام اغتالت أمنياتهم الصواريخ

حكايات مؤلمة كثيرة خلفها العدوان على قطاع غزة، ففي اليوم العالمي للطفل، أصبحت أوضاع أطفال غزة ما بين... اقرأ المزيد

58

| 26 نوفمبر 2025

alsharq السفير إنريكي إنريكيث: العلاقات بين الدوحة وهافانا راسخة ومتميزة

أكد سعادة السيد إنريكي إنريكيث، سفير جمهورية كوبا لدى الدولة، أن العلاقات بين جمهورية كوبا ودولة قطر راسخة... اقرأ المزيد

56

| 26 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية