رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

511

داود أوغلو: أمن قطر وتركيا واحد

28 أبريل 2016 , 10:05م
alsharq
أحمد البيومي:

أكد الدكتور أحمد داود أوغلو رئيس وزراء جمهورية تركيا أن العلاقات القطرية التركية تعتبر مثالا يحتذى في العلاقات الدولية. وقال اوغلو إن الدوحة وأنقرة يتمتعان بعلاقات متميزة وقوية في مختلف المجالات، علاوة على امتلاكهما لرؤية مشتركة تجاه كافة قضايا المنطقة.

وأضاف رئيس الوزراء التركي خلال محاضرة ألقاها مساء اليوم بجامعة قطر حملت عنوان " التعاون التركي القطري ..التحديات الإقليمية..أفاق أوسع" أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تعكس الروح الطيبة لهذا التعاون والرغبة المشتركة في تطوير علاقات قوية ومتميزة. وأوضح أن مباحثاته في الدوحة أمس تركزت حول دعم تلك العلاقات بين الدوحة وأنقرة وسبل تطويرها ودفعها إلى آفاق أرحب.

وتطرق داود أوغلو إلى تطورات الأحداث في المنطقة، موضحا أن أهم الأحداث التي شهدها العالم هي الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي مرورا بحرب الخليج وحرب العراق الأولى والثانية، وكل تلك الأزمات والقضايا خلقت تحديات كان لا بد من التعاون بين قطر وتركيا من أجل مواجهتها.

وألمح داود اوغلو إلى أن مفهوم الأمن تغير بعد 11 سبتمبر، حيث كانت تلك الهجمات لها تأثير على العالم الاسلام وبدات النظرة للاسلام تتغير خاصة مع ظهور القاعدة والمجموعات الإرهابية، وما نتج عن تدخلات عسكرية في افغانستان، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي ما زال يواجه تحديات ناجمة عن تلك الحروب.

وأوضح ان الأزمة الاقتصادية عام 2008 أثرت على عدد من الدول وعلى رأسها الدول الإسلامية، وهذا تحد جديد يضاف إلى جملة التحديات، حيث نمت البطالة وظهرت الاضطراب. وقال إنه مع الربيع العربي تولدت الآمال لدى الشباب في المنطقة، ولكن كانت آثار سلبية لسوء الحظ وخاصة بعد جرام النظام السوري ضد الإنسانية في ظل صمت المجتمع الإنساني .

مجالات التحرك

وأضاف داود أوغلو بأنه وسط كل تلك التحديات، كان لابد من إعادة تقييم الموقف بشكل عام وما يجب أن نفعله بالنسبة للمستقبل ومواجهة التطرف والإرهاب، والتعامل مع مختلف الازمات الناجمة عن الاضطرابات في المنطقة . وأشار إلى أن تركيا بها 3 ملايين لاجيء، ملمحا إلى أن ثلث الشعب السوري لاجئون الآن في الدول المجاورة، علاوة على عدد كبير من اللاجئين خاصة من اليمن وليبيا والعراق وأفغاستان، وعلينا مسؤولية لمناقشة هذه القضايا والوصول لحلول بشأنها.

وقال رئيس الوزراء التركي إن هناك 5 مجالات نعمل فيها مع قطر من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بتلك المجالات، منها أولا المجال السياسي ، فقادة المنطقة يجب ان يتبنوا مواقف قيمية في السياسة، مطالبا بفتح الحوار السياسي بين دول المنطقة بدلا من التصادم مثلما هو الحال بين قطر وتركيا.

وأشار إلى أن كل من البلدين لديهما تعاون مشترك ومنهجية واحدة ومواقف ثابتة تجاه كافة قضايا المنطقة ومنها ملفات سوريا والعراق ولبنان فلسطين واليمن وليبيا وغيرها من الدول. كما أن لدينا تطابق في الرؤى تجاه الملف السوري بشكل خاص ، حيث نعمل سويا من اجل الوصول الى حل سياسي ورفض أشكال العنف ومقاومة الجماعات الإرهابية والمتطرفة هناك. وطالب بألا يكون هناك تقسيمات تقوم على أسس طائفية في سوريا .

وقال داود اوغلو إن الجانبين القطري والتركي يلتقون بشكل دوري ومستمر، ونتبادل الحوار والمناقشات بصورة ودية ومنطقية، مطالبا بضرورة تواصل الدول العربية والاسلامية والتقائها بشكل دائم. وضرب المثل بقادة الاتحاد الاوروبي الذين يلتقون دائما ويتباحثون في قضاياهم رغم الاختلافات في وجهات النظر فيما بينهم.

وأضاف رئيس الوزراء التركي بأنه من الضروري أن يتشارك العالمين العربي والاسلامي في الاهتمامات وأن يتحاور القادة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، منوها بان العلاقات التركية القطرية تأتي في هذا الإطار التشاوري، حيث أن هناك حوار سياسي مستمر، ونحن نريد أن نقيم نفس الحوار مع العديد من شركاء المنطقة في العالمين العربي والإسلامي.

البعد الامني

وأوضح داود أوغلو أن النقطة الثانية المهمة هي البعد الأمني، حيث أن البلدان العربية والاسلامية تواجه تحديات أمنية كبيرة ومتماثلة، علاوة على وجود تهديدات إرهابية متنامية وجماعات إرهابية منتشرة في بعض البلدان، مشيرا إلى أن تلك الجماعات يقف خلفها دول وحكومات وهذه إشكالية كبيرة في إطار مواجهة تلك الجماعات.

وطالب داود أوغلو بوجود برنامج موحد للعمل ضد هذه الجماعات الإرهابية وضد الدول المعتدية والانظمة الإرهابية ، منوها بأن هناك العديد من الازمات في المنطقة العربية ومنها العراق وسوريا وليبيا وفلسطين واليمن، ولذلك فهذه المنطقة من أهم المناطق التي بها دول غير مستقرة، علاوة على وجود مهددات لدول الخليج وتركيا على السواء.

وقال إن هناك تركيز على التنمية الاقتصادية في كل من دول الخليج وتركيا، إلى جانب حماية أنفسنا من هذه المهددات التي تأتي من الدول الغير مستقرة، وأيضا الجماعات الارهابية والمتطرفة مثل داعش وحزب العمال الكردستاني، وبالتالي يجب علينا أن نعمل سويا من أجل خلق بيئة آمنة.

وشدد داود اوغلو على أن العلاقات القطرية التركية مثال ممتاز على الاستقرار والامن في المنطقة، مؤكدا أن تركيا تريد شركاء مثل قطر التي تتمتع بعلاقات قوية مع العديد من دول العالم وخاصة منطقة الخليج، وعلى الجانب الآخر فإن قطر بحاجة إلى شريك قوي مثل تركيا. وأوضح أن العلاقات التركية السعودية هي الاخرى آخذة في القوة والتنامي خاصة بعد قيام رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان بزيارة إلى السعودية سعيا من اجل خلق بيئة آمنة في المنطقة، ملمحا إلى العلاقات بين تركيا وإيران والزيارات المتبادلة بين الطرفين.

وتابع داود اوغلو بقوله إن العلاقات القطرية التركية قطعت شوطا كبيرا في هذا المسار، حيث وقعنا اتفاقية عسكرية العام الماضي.

وأوضح رئيس الوزراء التركي أنه وقع أمس مع قطر لتنفيذ تلك الاتفاقيات الموقعة في العمل العسكري المشترك، مؤكدا أن أمن واستقرار قطر هو أمن واستقرار تركيا، فنحن نريد خليج مستقر وآمن. وقال إن حضورنا الأمني يأتي انعكاسا للعلاقات السياسية الطيبة مع قطر، منوها بأن دول المنطقة مشتركة في مصير واحد، وإذا كانت هناك دولة ما تشتكي من اضطرابات فإنها ستنعكس بلا شك على باقي دول المنطقة.

مواقف موحدة

وشدد على أن تركيا وقطر لديهما نفس الموقف والسياسة تجاه قضايا المنطقة بشكل عام، مضيفا بأن كل من قطر وتركيا يعملان على التوصل لحل سياسي في سوريا، وكذا منع تواجد الجماعات الارهابية والمنظمات المتطرفة في أي مكان بالمنطقة. وحول الملف العراقي قال اوغلو إنه يجب حماية الهوية العراقية والوقوف ضد سيناريوهات تقسيم العراق، حيث يجب احترام سيادة واستقلال الدول، وهو الأمر الذي يحمي السلام الإقليمي.

وبشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين قال داود أوغلو إن المنطقة غنية بالموارد ولكن هذه الموارد تستخدم في الصراعات والنزاعات الداخلية والخارجية، وهناك نقص في التعاون الاقتصادي والتكامل . وأكد أن العلاقات القطرية التركية مثال يحتذى في هذا المجال .

واوضح رئيس الوزراء التركي أن التبادل التجاري بين قطر وتركيا كان في مستويات متدنية لكنه تنامى بشكل متسارع حتى وصل إلى إلى ما يقرب من 3 مليار دولار أي أنه تضاعف 3 مرات في ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن الشركات التركية لديها عقود ضخمة في المشاريع القطرية تصل إلى 15 مليار ، علاوة على أن هناك استراتيجية لتعزيز التعاون في القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة السياحة.

وقال إن تركيا مستهلك للطاقة وتحتاج لقطر في هذا المجال، في المقابل قطر بحاجة الى الشركات التركية في مجال الإنشاءات والبنية التحتية الخاصة بالمدن ومشاريع كاس العام ورؤية قطر 2030 ، ونحن سعداء للعمل في قطر ونساعد في المشاريع القطرية، منوها إلى أن قطر بحاجة أيضا للأمن الغذائي، فأفضل طريقة للسلام هو أن يكون هناك تعاون اقتصادي قوي.

وقال داود أوغلو إن المنطقة الآن بها 5 دول غير مستقرة، ونحن دعم حكوماتها من أجل ضبط الامور، مشيرا إلى أن قطر وتركيا متفقون على دعم تلك الدول، فعلى سبيل المثال في ليبيا نحن ندعم الحكومة الشرعية، كما أننا ندعم مفاوضات السلام اليمنية في الكويت، وأيضا مفاوضات سوريا بين النظام والمعارضة، علاوة على دعمنا الكامل لكل مفاوضات إحلال الامن والاستقرار في المنطقة.

العقلية الارهابية

وقال رئيس الوزراء التركي ان اكبر تهديد للعالم الاسلامي والمنطقة هو تهديد العقلية الارهابية المدمرة فالإسلام دين الرحمة والسلام وهناك سوء فهم لديننا وثقافاتنا وعاداتنا مشيرا الى ان العالم الاسلامي يذخر بالمدن متعددة الثقافات والديانات مثل مراكش والقاهرة واسطنبول وبوخارا وسومطرة ولا يمكن ان ترى مثل هذا التعدد فى اوروبا.

وشدد داود اوغلو ان تاريخنا هو تاريخ التسامح والتفاهم المتبادل حيث اعتاد ان يتعايش المسلمين والمسيحيين واليهود معا، يحترمون بعضهم ويحتفلون بأعياد بعضهم البعض لافتا الى ان الجماعات الارهابية مثل داعش لا تحترم الديانات الاخرى فقط بل انها لا تحترم من يختلف معها من المسلمين انفسهم، معربا عن اسفه للهجمات الارهابية التى شنتها داعش على الكنائس فى الموصل وعلى الاثار فى سوريا مؤكدا انها تراث انساني مهم وذا قيمة.

وأكد على ضرورة تضافر الجهود والتعاون للبحث عن كيفية هزيمة الفهم الخاطئ للإسلام فى العالم والخوف غير المبرر من الاسلام وما يدعيه البعض من ان اسم محمد دليل على خطر محتمل فى حين ان اسم محمد هو افضل اسم فى العالم.

وشدد داوود اوغلو اننا نريد مساعدة الاجيال الجديدة على استيعاب تاريخنا الداعي للسلام والاحترام المتبادل مؤكدا ان احترام قيمة الانسان يقع فى قلب الاسلام وان قطر وتركيا لديهما هذه القيم التى تحترم قيمة الانسان وكرامته وهو امر ايجابي للغاية. ونوه بضرورة تعميق التعاون بين الجامعات القطرية والتركية لتعزيز هذه القيم ونقلها للعالم حتى يكون على وعي وإدراك اعمق بهذه القيم والمبادئ التى تؤكد وتعلى من قيمة وكرامة الانسان.

واختتم كلمته بالتأكيد على وجود تحديات وصعاب ولكن لا يوجد شئ اقوى من ثقتنا بأنفسنا وان يكون لدينا روح التعاون وهذه الروح من التعاون تسود العلاقات بين قطر وتركيا ولذلك فان علاقاتنا ناجحة. وأكد ان قطر وتركيا سوف يواصلان التعاون بينهما كتفا بكتف من اجل صالح البلدين والمنطقة ولمستقبل مشرق لشعبي البلدين.

جهود إنسانية

وردا على سؤال حول الجهود الانسانية والاغاثية لابناء الشعب السوري من النازحين واللاجئين على الحدود السورية التركية قال رئيس الوزراء التركي ان هذا يشكل تحديا كبيرا، مشيرا إلى أنه من الضروري التعامل مع القضايا الانسانية بشكل جيد. وأكد أن التعاون القطري التركي في المجال الإنساني مهم للغاية من أجل نصرة الشعوب المنكوبة والفقيرة في كل مكان.

وعن استراتيجية تركيا للتعامل مع أزمة اللاجئين والنازحين على الحدود بين تركيا وسوريا، قال اوغلو إن ذلك الامر يعد تحديا كبيرا وربما هو أكبر الكوارث بعد الحرب العالمية الثانية، وقد سجلنا حوالي 300 ألف لاجئ تقريبا، ومع استمرار تدفق اللاجئين، ورغبتهم الاستقرار في المدن، كان التحدي الأهم هو أن نقدم لهم مختلف الخدمات التعليمية والطبية، وبخاصة تعليم الأطفال.

وأضاف أوغلو بأن هناك تحدي آخر يخص اللاجئين وهو الأشخاص في الداخل، أو على مقربة من حدودنا ، حيث أن هناك حوالي 103 آلاف شخص على مقربة من حدونا نقدم لهم المأوى والغذاء، وقمنا ببناء 10 مخيمات على مقربة من الحدود التركية، ونحن نحاول حمايتهم من الجماعات الإرهابية في سوريا. وهناك أشخاص في حماة ودمشق ومشارف سوريا يمنعهم النظام السوري من المساعدات الإنسانية، ونرغب في مساعدتهم من خلال الصليب الأحمر ومكاتب الأمم المتحدة، مؤكدا انه من دون انتهاء نظام الأسد ستستمر معاناتهم الإنسانية، لكننا سنقدم كل ما يلزم لمساعدتهم.

وعن سؤال حول تعامل تركيا مع الحركات الإرهابية في العراق، وبخاصة باقي المليشيات المنتشرة إلى جانب تنظيم "داعش"، قال أوغلو إن داعش هي عينة من الحركات الإرهابية، وهناك مليشيات مسؤولة عن الأعمال الإرهابية، ولذلك فالطائفية في العراق اليوم هي أكبر تهديد للقيم الأساسية للإسلام، ممثلة في الوحدة. وجميع الذين يقومون بالعنف تحت غطاء طائفي، هم أيضا أعداء الإسلام. ونحن نقوم كل ما بوسعنا لدعم الشعب السوري، فمثلا نقوم بدعم الحركات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل "تنظيم داعش"، وتقاتل النظام حتى يحققوا أهداف الثورة السورية، وسنظل نواصل ذلك الدعم.

مساحة إعلانية