رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1636

الاحتلال يعتقل مراهقاً فلسطينياً شهرين

28 مارس 2021 , 07:00ص
alsharq
القدس المحتلة- حنان مطير

بابتسامة حزينة ودّع الطفل عبد الله أمجد عبيد-15 عامًا- عائلته من أمام معتقل المسكوبية غربي مدينة القدس المحتلة، غداة تسليم نفسه لقضاء حكم إسرائيلي بسجنه لشهرين لحظات صعبة ومؤثرة قضتها العائلة عند وداع نجلها ودموع ذرفتها والدته خوفًا وقلقًا عليه عند تسليمه لشرطة الاحتلال الإسرائيلي.وقررت محكمة الاحتلال الزج بالفتى عبيد لمدة شهرين في السجن بتهمة رشق الحجارة، عقب معاناة طويلة عاشها وعائلته خلال الحبس المنزلي المتواصل منذ خمسة أشهر. تقول والدته "للشرق" جميعنا غير راضين عن تسليم عبد الله للسجن لكنه قرار ظالم من محكمة احتلالية تفتقد للإنسانية لصغر سنه، وخسارته العام الدراسي". وتضيف "حاولت إقناعه بالتراجع عن قراره بتسليم نفسه للسجن، وطلبنا منه أن يبقى بيننا في الحبس المنزلي، لكنه رفض بسبب ما عاناه من تضييق من جيش الاحتلال في البيت".

لقد ملّ الطفل عبد الله الذي يعيش في بلدة العيسوية من اقتحام جيش الاحتلال بيته الدافئ الساعة الثالثة والرابعة فجرًا للتأكّد إذا ما كان موجودًا فيه أم لا، ملّ تنغيص قوات الاحتلال الدائم على أمّه وحرق قلبِها. تصف والدته:" كان يرجوني أن يتسلل خارج البيت لوقت يزور فيه النادي ويلمح فيه أصحابه، وأمام بكائه لم أكن احتمل فأبكي على حاله، إنه حنون للغاية، لقد أرقته دموعي". وتشير إلى أن صغيرها عاش عذابًا يوميًا خلال الحبس المنزلي، واعتبره بمثابة طوق يخنقه رغم أنه يعيش بين أفراد عائلته. وقالت "للشرق":" "الحبس المنزلي أنتج مشادات كلامية مع عبد الله، مما تسبب بانعزاله عنا وحزنه الدائم والتصرف بعصبية، لشعوره أننا نقيد حركته". وتضيف: "الحبس تسبب بفجوة بعلاقتنا مع عبد الله، وبات يرفض أي نصيحة نوجهها له، كوننا نرفض خروجه من المنزل للشراء أو اللعب مع أصحابه". ملّ عبد الله الوقت الذي يمضي فيه محبوسًا حبسًا مفتوحًا وفق الاحتلال، فواجه القاضي بنفسه وأخبره بأنه "كفى.. فلتحاكموني ولينتهِ الأمر". تعبر والدته: "لقد شعرت بأنه رجلٌ وهو يتكلم مع القاضي بشجاعةٍ رغم حرقة قلبه وشعوره بالظلم ورغم صغر سنّه". لقد حبس جيش الاحتلال عبد الله منزليًا مدة خمسة شهور حبسًا مفتوحًا ثم حكم عليه بسجنه فعليًا في سجونه الظالمة مدة شهرين، بتهمة رشق ثلاثة حجارة على جبٍ عسكري لجيش الاحتلال ما أدى لتضرر الجب. تعلق:" إنه لأمر يدعو للسخرية أن يقوم جيش يدعي أنه عظيم ولا يُقهَر بالقبض على طفل ومحاكمته بتلك التهمة، لكن الحقيقة أن الاحتلال يحاول التنغيص علينا وعلى أطفالنا بشتى الطرق لأننا مقدسيون نعيش في القدس ويحاول إيقاف تحركاتنا وإبعادنا عن أراضينا بسبب كثرة تضييقهم وهذا لن يحدث أبدًا". يدخل الطفل عبد الله اليوم سجون الاحتلال تاركًا خلفه أمه الحنون وعائلته الجميلة، ومدرسته وأصحابه، ونادي الهلال الذي لم يكن يتركه يومًا منذ عمر الرابعة، فهو عاشق لممارسة كرة القدم، هي متنفسه التي يركض بها دومًا نحو أحلامِه البسيطة. ودّع عبد الله أمه واحتضنها بابتسامةٍ لطالما اعتدنا أن نراها على وجوه الأسرى الفلسطينيين رغم القيد والعذاب، ودعها وكأنه يخبرها أنه بخير وأنه سيخرج أقوى وأكبر من قبل، وأنه لن يعود للبكاء حين يطلب منها الخروج للعب كرة القدم، ودّعها وكأن حضنها الذي تملّكه لحظة وداعه قبل دخول السجن سيمدّه بالأمل والقوة طيلة الستين يومًا القادمات.

مساحة إعلانية