رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1549

بعد ضبط الصوماليين الأسلحة الإماراتية ..

محلل سياسي لـ"الشرق": أبوظبي تخطط لنشر الفوضى في الصومال

27 أبريل 2018 , 03:30ص
alsharq
حسن مودي عبدالله المحلل السياسي الصومالي
عبدالحميد قطب

كميات كبيرة من الأسلحة الإماراتية استولى عليها الصوماليون

الأسلحة تشمل مدافع مضادة للطائرات و700 بندقية إيه كي 47

مقديشو ستشهد اغتيالات وأعمالا إجرامية بدأت فصولها بمقتل رجال أمن 

أبوظبي تعمَّدت الإساءة إلى الصومال وانتقاص سيادتها 

ضم إثيوبيا لاتفاقية ميناء بربرة خرق إماراتي للأعراف الدبلوماسية 

الإمارات اتخذت إجراءات انتقامية ضد الصوماليين المقيمين فيها

الإمارات ترى بأعين رجالها المجنَّدين في أجهزتها الاستخباراتية

انطباع سلبي تشكَّل لدى الصوماليين تجاه العرب بسبب تصرفات الإمارات 

السياسة الإماراتية في المنطقة تفرض أجندات سياسية جائرة بحق الصوماليين

الوجود القطري التركي شراكة حقيقية تكاملية فاعلة وواعدة لجميع الأطراف

في الوقت الذي كانت تباشر فيه الإمارات عملية إخلاء منشأة التدريب، كانت تستعد سفينة محملة بمعدات من مركز التدريب الإماراتي بها عشرات من حاويات الشحن تحتوي على أسلحة وعشرات من المركبات المدرعة مثبت عليها مدافع مضادة للطائرات ومئات السيارات، قامت مجموعات صومالية بالاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة كانت تنوي الإمارات توزيعها على المواطنين لنشر العنف بينهم.

وقال خبير في الأسلحة إنه ”تم الاستيلاء على ما بين 600 و700 بندقية إيه.كي 47 وبنادق (أخرى) ونوع ”إس.أو إكس.دي.إس“ من معسكرات التدريب الإماراتية السابقة“.

من جانبه، قال حسن مودي عبدالله المحلل السياسي الصومالي في تصريحات خاصة لـ"الشرق" إن الإمارات لا تريد الانسحاب بسهولة وتسعى لإثبات أهمية دورها في الصومال؛ وكل ما تشهده الساحة عبارة عن مناورات واستعراض عضلات بواسطة مرتزقة دربتهم الإمارات، وهي تعول عليهم إلى جانب رجالاتها وعيونها في مختلف مؤسسات الدولة الاتحادية والولايات الإقليمية، وبالتالى نحن في بداية مرحلة فوضوية حرجة تخطط لها الإمارات ستشهد اغتيالات وأعمالا إجرامية منظمة بدأت فصولها بمقتل عدد من رجال الأمن في الآونة الأخيرة، موضحًا أن أبوظبي تعمَّدت الإساءة إلى الصومال وانتقاص سيادتها من خلال التعامل أو التعاقد المباشر مع إقليم انفصالي؛ وذلك في اتفاقية مغشوشة حصلت الإمارات بموجبها على قاعدة عسكرية وإدارة ثاني أكبر ميناء في شمال الصومال. وأضاف أن ما عمَّق الأزمة هو ضم دولة إثيوبيا في اتفاقية ميناء بربرة وحصولها بحسب بنود الاتفاقية على نسبة 19%‏ من عائدات الميناء، وهو اعتبرته الصومال بمثابة استفزاز علني غير مقبول على المستويين الرسمي والشعبي، وهو ما يعد تعمدا لخرق أبسط مقتضيات الأعراف الدبلوماسية من احترام سيادة الدول وحسن الجوار. 

إجراءات انتقامية:

وكشف أن الإمارات اتخذت بعض الإجراءات الانتقامية المعلنة - حتى الآن - مثل إغلاق مستشفى الشيخ زايد في مقديشو، وإيقاف تجديد الإقامة لحاملي الجواز الصومالي في الإمارات، وغير ذلك من الضغوط التي تؤثر فقط على الشعب الصومالي، لافتًا إلى أن الخيار الآخر المتاح للإمارات هو أن تنسحب بهدوء وبدون ضجة إعلامية، خاصة أن التجارب أثبتت أنها توسع الهوة بين الطرفين، وتخلق عداوة بين الشعبين الشقيقين، وقد يكون الانسحاب بتجميد العلاقات بين البلدين مع استمرار التواصل بمستويات محددة، وذلك بهدف الحيلولة دون القطيعة النهائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الانسحاب الأمثل يكون شاملا جميع مناطق الصومال، بما فيها جمهورية أرض الصومال؛ لأنه بدون ذلك يكون انسحابا إماراتيا من مناطق نفوذ القيادة المركزية في جنوب ووسط الصومال، وربما بذلك تتأزم الأمور، وينتهي بنا المطاف إلى دعاوى تُقدَّم إلى المحاكم الدولية، ما يجعل الإمارات دولة معادية استولت على أجزاء من الأراضي الصومالية بقوة المال والسلاح.

العدو الأول

وأكد أن الإمارات ترى فقط بأعين رجالها المجنَّدين في أجهزتها الاستخباراتية، والذين يسعون لإرضاء أسيادهم، وبالتالي فلن تستطيع رؤية المشهد بموضوعية وواقعية، وكيف أن الرأي العام المحلى معبأ ضدها، كما لا ترى مدى استغلال خصومها من تجاوزها للخطوط الحمراء حتى صارت العدو الأول للبلاد، موضحًا ان هذا الأمر يجعل كل خطوة تخطوها نحو التصعيد في صالح خصومها، بل إن الإمارات بتصرفاتها العشوائية تصنع أبطالا في صفوف السياسيين المعارضين لها، مما يزيد من فرص فوزهم في أي استحقاقات انتخابية قادمة على حساب المحسوبين على المحور الإماراتي.

وتابع، أضف إلى ذلك تجاهلها للانطباع السلبي الذي تشكَّل لدى الصوماليين تجاه العنصر العربي أثناء أزمتهم الممتدة لثلاثة عقود؛ حيث لم يجدوا من إخوانهم العرب مستوى الدعم المنشود بالمقارنة مع الدول الغربية التي استوعبتهم إلى حد أن بعضهم تحولوا - في وقت قياسي- من لاجئين إلى وزراء ونواب ورؤساء بلديات في أوربا وأمريكا على وجه التحديد.

شراكة قطرية صومالية

وأشار إلى أن شريحة كبيرة من النخب السياسية باتت تقتنع بأن السياسة الإماراتية في المنطقة تميل نحو فرض أجندات سياسية جائرة بحق الشعب الصومالي، وهي سياسة تؤدي في نهاية الأمر إلى مزيد من التبعية والإفقار وإحكام القبضة الأمنية لصالح نخبة سياسية موالية لها، وذلك في مقابل وجود تركي قطري يمثل شراكة حقيقية تكاملية فاعلة وواعدة لجميع الأطراف، مع ترسيخ جاد لأسس التنمية الشاملة والديمقراطية والتعددية السياسية في البلاد.

مساحة إعلانية