صحافة عالمية

361

لوموند: متظاهرو لبنان على خطى "25 يناير"

الأحداث المتسارعة التي يشهدها لبنان على خلفية أزمة النفايات، يكمن ورائها "معركة أساسية ضد الطبقة السياسية الفاسدة، فهذه الحكومة فقدت شرعيتها"، جملة علق بها أحد المسئولين بحملة "طلعت ريحتكم" لصحيفة "لوموند" الفرنسية، على ما يشهده لبنان الذي أصبح حديث الساعة ونجم المقالات وموضوع التقارير في الصحافة العالمية.

وقال الكاتب بينجامين بارت في مقاله بالصحيفة: منذ أسبوع يعبر اللبنانيون من خلال أكياس القمامة والمكانس والإكسسوارات الغريبة التي يرفعها الآلاف وسط بيروت، عن الإشمئزاز من المسؤولين السياسيين والرغبة في الحصول على مكان نظيف.

وأضاف "حركة طلعت ريحتكم، التي ولدت عن أزمة جمع القمامة، تحشد الجزء الأعظم من الشعب ضد النظام المتآكل بسبب اللامبالاة والمحسوبية".

ضمت مظاهرات السبت والأحد 22 و23 أغسطس 2015، الآلاف وتسببت في مواجهات عنيفة مع القوات النظامية وأصبحت الحركة كالمعارض رقم واحد لحكومة رئيس الوزراء تمام سلام.

وأشار الكاتب إلى أنه إضافة إلى النفايات المتراكمة في الشوارع ونقص الماء والطاقة، يندد المتظاهرون بالمآزق التي تواجهها المؤسسات الحكومية، نتيجة الاستقطاب الطائفي في البلاد المنقسمة بين تحالفي 8 آذار بقيادة حزب الله الشيعي و4 آذار بقيادة تيار المستقبل السني.

هذا الاختلال الوظيفي الموجود منذ أكثر من عام يعيق انتخاب الرئيس، ويحرم البلاد من إجراء انتخابات برلمانية منذ 2009؛ حيث جدد البرلمان ولايته مرتين حتى عام 2017.

"هناك معركة أساسية ولكننا نقود معركة عامة ضد الطبقة السياسية الفاسدة"، يقول المحامي مروان معلوف أحد المسؤولين في حركة "ريحتكم طلعت"، مضيفا "هذه الحكومة فقدت شرعيتها، نريد انتخابات، من الضروري إعطاء الشعب صوته".

وعلى غرار ما حدث على الجدران الموضوعة حول ميدان التحرير -قلب الثورة المصرية- عام 2011، غطت شعارات ورسوم الجرافيتي الملونة، الكتل الخرسانية التي وضعتها السلطات اللبنانية يوم الاثنين 24 أغسطس أمام مكتب رئيس الوزراء، تقول الصحيفة.

وأضافت "كما تستعد شرطة مكافحة الشغب إلى اختبار جديد يوم السبت مع إعلان حركة طلعت ريحتكم عن تظاهرة جديدة".

وأوضح الكاتب أن طلعة ريحتكم، ظهرت نهاية شهر يوليو بعد إغلاق المكب الذي يخدم العاصمة وضواحيها وسرعان ما امتلأت شوارع العاصمة بالقمامة، وهو ما أدى لإجراء أول مظاهرة للحركة.

وأشار إلى أن الحركة تأسست من قبل نشطاء لا يملكون أي انتماء سياسي أو ديني ويطالبون بإصلاح شامل لنظام إدارة النفايات من خلال الإصرار على حلول نظيفة، مع التأكيد على إعادة النظر في عقد جمع القمامة المشتبه فيه بإثراء خزائن العديد من السياسيين المحليين.

يوم السبت والأحد، تجمع ملايين اللبنانيين إلى وسط بيروت، وسرعان ما رفع المتظاهرون، وأغلبهم شباب حضري علماني بمظاهر مختلفة، شعار الربيع العربي: الشعب يريد إسقاط النظام.

"هذه الدولة تحمي فراغها ولا يمكن أن تقدم إلينا أي شيء" يقول الصحفي روجيه البالغ من العمر 25 عامًا، في حين تقول صديقته سوزان " لقد اختنقنا، الأمر أشبه بسكرات الموت التي لا تنتهي".

وأكدت لوموند أن مخربين تسللوا إلى مظاهرة يوم اﻷحد ما أدى لمواجهات عنيفة، وهو ما دفع منظموا طلعت ريحتكم إلى إعادة تعديل التصريحات إذ لم يدعو يوم الإثنين خلال ندوة صحفية إلى استقالة تمام سلام، على عكس ما أتى في الشعارات في اليوم السابق.

وبينت الصحيفة أن انسحاب سلام يؤدي إلى أزمة دستورية، حيث إن خليفته يعين من قبل رئيس الجمهورية، وهو المنصب الشاغر حتى الآن.