رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

230

نيويورك تايمز ﻷوباما: "مصر ليست شريكا موثوقاً به"

26 مارس 2016 , 08:02م
alsharq
القاهرة – بوابة الشرق

طالبت صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية إدارة الرئيس باراك أوباما، بإعادة النظر في علاقات واشنطن مع مصر، بعد ما ادعته، "تزايد انتهاكات نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي لحقوق اﻹنسان بشكل يصعب السكوت عليه".

ونصحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم السبت اﻹدارة اﻷمريكية ببدء التخطيط لاحتمال إنتهاء التحالف مع مصر الذي أصبح ضروريا، إلا إذا حدث تغيير جذري في سياسة الرئيس السيسي.

فمنذ وصول الجيش المصري لسدة الحكم عام 2013، اعتمدت إدارة الرئيس اﻷمريكي باراك أوباما تجاه مصر على سلسلة من الافتراضات الخاطئة، واﻵن حان الوقت ﻹعادة تقييم ما إذا كان التحالف الذي كان يعتبر لفترة طويلة حجر الزاوية في سياسة الأمن القومي الأمريكية، يضر أكثر مما ينفع، حسب الصحيفة.

وعندما أطيح بالرئيس محمد مرسي، عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين رفضوا اعتبار ما حدث إنقلابا على أمل أن يكون مجرد خطوة على طريق مصر نحو الديمقراطية.

لكن في وقت لاحق من ذلك العام، عندما أصبحت انتهاكات حقوق الإنسان في مصر يصعب التغاضي عنها، علق البيت الأبيض تسليم المعدات العسكرية لمصر في إشارة لاستعداد واشنطن لربط مساعداتها العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار بتحسن حقوق اﻹنسان، وهي المساعدات التي اعتبرتها القاهرة لفترة طويلة استحقاق غير مشروط.

ولكن الجزء اﻷهم، فقد حصلت مصر على توبيخ خفيف من كبار المسؤولين في الإدارة اﻷمريكية، الذين كانوا يحترمون القاهرة بشكل غير مبرر.

وقبل عام، عندما ركزت إدارة أوباما على الحرب ضد الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا "بداعش"، استأنفت تقديم المساعدات العسكرية، بحجة أن التحالف مع مصر أمر لا يمكن تحمل خسارته.

ومنذ ذلك الحين، كثفت مصر حملتها على الإسلاميين المعتدلين، والصحفيين المستقلين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان، ويبدو أن القاهرة عازمة على إيقاف اثنين من كبار المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد من خلال تجميد حساباتهم المصرفية بعد اتهامهم بتلقي أموال أجنبية بشكل غير قانوني.

الغضب المتصاعد من القمع، دفع كبار الخبراء الأمريكيين في شئون الشرق الأوسط هذا الأسبوع على حث الرئيس أوباما لمواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي رسالة وجهت للرئيس أوباما قال الخبراء:" إن السكوت على تواصل القمع في مصر سوف يؤدي إلى قتل مجتمع حقوق الإنسان، الذي نجا ﻷكثر من 30 عاما تحت حكم الرئيس مبارك الاستبدادي".

وأدان الخبراء السجن التعسفي لعشرات الآلاف من المصريين، والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون، بما في ذلك قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني -الذي يعتقد أن أمن الدولة ورائها-.

ورغم تحذير مسؤولين في الإدارة اﻷمريكية من أن القطيعة مع مصر سوف تفسد التعاون العسكري والاستخباراتي الذي لا غنى عنه، إلا أنه حان الوقت لتحدي هذا الافتراض، فسياسة اﻷرض المحروقة التي تتبعها مصر في قتال المتشددين بسيناء قد يخلق المزيد من المتطرفين.

وقالت تمارا كوفمان العضو بمعهد بروكينجر:" لقد تأخرنا كثيرا في إعادة التفكير في إستراتيجية حلفاء وشركاء أمريكا الأقوياء الذين يعتبرون حجر الزاوية في الاستقرار بالشرق الأوسط، مصر ليست عامل استقرار ولا حتى شريكا موثوقا به".

الرئيس أوباما ومستشاريه قد يعتقدون أن هناك القليل الذي يمكن للولايات المتحدة القيام به لتخفيف الاستبداد في مصر خلال الأشهر المتبقية من رئاسته، ولكن هذا ليس صحيحا، ويجب على أوباما التعبير شخصيا للرئيس السيسي عن قلقه إزاء الانتهاكات المتزايدة في مصر، وأن النهج الذي تسير عليه في مكافحة اﻹرهاب قد يأتي بنتائج عكسية.

وخلال الأشهر القليلة المقبلة، يجب على الرئيس بدء التخطيط لاحتمال إنتهاء التحالف مع مصر، ويبدو هذا التصور ضروري بشكل متزايد، إلا إذا حدث تغيير جذري في سياسة الرئيس السيسي.

التقرير من المصدر

مساحة إعلانية