رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4599

وسائل التدفئة البديلة كارثة تهدد النازحين السوريين

26 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
الفحم الحجري في التدفئة
أدلب - سونيا العلي

يشكل فصل الشتاء الهاجس الأكبر لدى أهالي الشمال السوري من مقيمين ونازحين، بسبب غلاء أسعار المحروقات والحطب، وعدم قدرتهم على تأمين وسائل التدفئة الآمنة والصحية، وهو ما أجبرهم على البحث عن حلول بديلة بتكاليف منخفضة، رغم خطورتها الكبيرة على صحتهم.

وسائل تدفئة بديلة كان السكان قبل الحرب يعتمدون بشكل أساسي على مادة المازوت في التدفئة، إلا أن تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود ونقصها، اضطرهم لإيجاد بدائل عديدة لمواجهة البرد المرافق للشتاء، حيث يلجأ الكثيرون لاستخدام مادة "البيرين" في التدفئة، وهي عبارة عن مخلفات معاصر الزيتون، وتكثر في محافظة إدلب، نظراً للانتشار الواسع لمساحات أشجار الزيتون والمعاصر المنتجة للزيت.

سعيد اليوسف (45 عاماً) من مدينة إدلب، هو صاحب معصرة للزيتون، تحدث لـ"الشرق" قائلا: "بعد انتهاء موسم عصر الزيتون يتم جمع البيرين، ووضعه في أماكن مخصصة حتى الصيف، لتبدأ عملية كبسه من خلال آلات مخصصة على شكل قوالب أسطوانية، ثم تجمع هذه القوالب وتوضع تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً، ثم يتم تعبئتها بأكياس وعرضها للبيع."مؤكداً أن البيرين يتميز بوفرة الدفء الذي يعطيه عند اشتعال المدفأة، وطول مدة اشتعاله.. كذلك أصبح الفحم من أساليب التدفئة البديلة، وهو المخلفات الناتجة عن حراقات النفط البدائية، المعروف باسم "فحم الحراقات"، وهو مادة كيميائية تحول كل ما حولها إلى اللون الأسود، ولها آثار سلبية على الجهاز التنفسي في الأماكن المغلقة، ولكن سوء الوضع المعيشي لمعظم الأهالي، وعدم وجود بديل يدفع عائلات لاستخدامه.

*قشور الفستق

تشتهر مناطق شمال سوريا بزراعة أشجار الفستق الحلبي، لذلك ازداد الإقبال على استخدام مدافئ قشور الفستق الحلبي هذا الشتاء بشكل ملحوظ، نظراً لانخفاض سعره وقلة أضراره الصحية، فقد عمد السوريون في المناطق التي تشتهر بزراعة شجرة الفستق إلى تعديل مدافئهم بحيث تعمل على قشور الفستق الحلبي.

ويقول علي النحاس (55 عاماً) من مدينة إدلب، “إنّ استخدام قشر الفستق الحلبي بالتدفئة أقل كلفة من استخدام المازوت، فالطن الواحد من القشور يكفي كامل فصل الشتاء، فيما تحتاج العائلة لبرميلين من المازوت، أو ثلاثة أطنان من الحطب لتمضية الشتاء”. ويشير النحاس إلى أن مدفأة الفستق الحلبي هي في الأصل مدفأة معدّلة عن مدافئ المحروقات العادية، مع إضافة صندوق معدني يوضع مع المدفأة على قاعدة واحدة، ليكون خزاناً لقشر الفستق، حيث يقوم هذا الصندوق بتغذية المدفئة بقشر الفستق عبر حلزون موجود في أسفله يديره محرك صغير يعمل على بطارية، مع تزويد المحرك بمؤقت زمني للتحكم في كمية القشور الداخلة إلى المدفئة حسب الرغبة.

*التدفئة رفاهية

وإذا كان الاهالي في الشمال السوري قادرين على تحمل أعباء شراء مدافئ وكلفة تشغيلها، إلا أن آلاف النازحين المنتشرين في المخيمات العشوائية في المنطقة غير قادرين على توفير أبسط احتياجاتهم، وتعدّ التدفئة واحدة من أبرز التحديات التي يواجهونها خلال الشتاء، حيث يضطر قاطنو المخيمات في الشمال السوري، وخاصة العشوائية منها، لحرق الملابس وأكياس النايلون والأحذية البلاستيكية وإطارات السيارات القديمة للتدفئة.

أم علاء (38 عاماً) نازحة في أحد المخيمات العشوائية على الحدود السورية التركية، شمال سوريا، أم لخمسة أبناء تحدثت لـ"الشرق" عن معاناة الشتاء بقولها: "المازوت والحطب يستدعيان تكلفة مادية عالية، لذلك نلجأ إلى استخدام الفحم أو البيرين، كما باتت القمامة والملابس البالية والأحذية القديمة من الوسائل المعتمدة للتدفئة عندي وعند كثير من النازحين في مخيمات شمال غرب سوريا، لسهولة الحصول عليها، وانخفاض تكلفتها مقارنة مع وسائل التدفئة التقليدية. وتضيف أم علاء: "حين نشعل ما نجمعه في المدفأة نشعر بضيق تنفس، لكننا مضطرون لتحمل الأمر، لأن البرد أسوأ بكثير، ولا خيار آخر لدينا."

* روائح كريهة

أم حسن (33 عاماً) النازحة في مخيم بريف حلب الغربي، فتستخدم مادة "الجلة" في التدفئة، وعن ذلك تقول لـ"الشرق": "أجمع روث الأبقار خلال فصل الصيف، ثم أقوم بخلطه بالقش والماء، ثم أضعه تحت أشعة الشمس ليجف تماماً، واستخدم هذه المادة لإشعال المدفأة وموقد الطهي."تضطر أم حسن لتحمل الرائحة الكريهة، والدخان الكثيف المنبعث من المدفأة عند إشعالها بسبب الفقر والحاجة، وتشكو من إصابة أبنائها بالسعال والأمراض التنفسية والصدرية طوال فصل الشتاء.

أضرار ومخاطر صحية تسببها مواد التدفئة البديلة على صحة الإنسان كالنايلون والأحذية القديمة والملابس البالية، وهي مواد خطرة عند اشتعالها، وغالباً ما تسبب أمراضاً عديدة، وقد تؤدي لحالات اختناق أو وفيات، وخاصة الأطفال.

*كارثة تهدد النازحين

الطبيب أحمد الرزوق من مدينة إدلب يتحدث عن مخاطر التدفئة البديلة بقوله: "ينجم عن استخدام الفحم والحطب في الأماكن المغلقة انبعاث غاز أول أكسيد الكربون الذي يؤدي استنشاقه لفترة وجيزة إلى حدوث الوفاة، لذلك يجب إشعال النار في مواقع مكشوفة، مع تهوية المكان بشكل جيد لمنع تشبعه بالغازات السامة."ويحذر الطبيب من زيادة انتشار الأمراض الصدرية وذات الرئة بين قسم كبير من الأطفال، بسبب حرق مواد تدفئة ضارة، الأمر الذي ينذر بكارثة طبية في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

كما يزداد عدد الحرائق في الشمال السوري بسبب وسائل التدفئة البديلة، حيث بلغ عدد الحرائق ضمن المخيمات والمنازل السكنية خلال 26 يوماً فقط بحسب فريق "منسقو الاستجابة"، أكثر من 35 حريقاً خلفت العديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين، وأوصى الأهالي بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث الحرائق، والتي تعود معظمها إلى الاستخدام غير الامن لوسائل التدفئة.

غلاﺀ ﺃسعاﺭ ﺍلوقوﺩ ﺍلنظامي ﺍلمستوﺭﺩ، ﻭﻋدﻡ قدﺭة الأهالي في الشمال السوري على تحمل ﺃعباﺀ تكاليفه، ﺇضافة إلى غلاﺀ ﺃسعاﺭ ﺍلحطب للتدفئة ﻭقلته، يدفع الأهالي لاستخدﺍﻡ ﺍﻷنوﺍﻉ ﺍلرﺩيئة ﻭتعريض حياتهم للخطر، حيث يعتبر برد الشتاء حملاً ثقيلاً على الكثيرين، بسبب الفقر والغلاء وندرة فرص العمل، لذلك يبتكرون وسائل تدفئة بديلة تتناسب مع حالاتهم الاقتصادية المتردية، وتوفر لأطفالهم بعض الدفء الذي أصبح صعب المنال في ظل حرب فتكت بالبشر والحجر.

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7512

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

268

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

332

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية