رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3615

خبراء و أكاديميون يناقشون أخلاقيات الممارسة الإعلامية

26 فبراير 2020 , 07:00ص
alsharq
جانب من جلسات المؤتمر
غنوة العلواني

انطلقت في جامعة قطر أمس أعمال مؤتمر حول أخلاقيات الممارسة الإعلامية وتزييف الوعي وذلك بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام، وسيناقش الخبراء على مدار يومين التحديات التي يواجهها الإعلام في عصر الصحافة المفتوحة التي لا يخضع ممارسوها لضوابط مهنية أو أخلاقية ولا لمواثيق شرف واضحة المعالم.

ويشارك في المؤتمر عددا من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين من جامعات ومعاهد عربية وأجنبية لمناقشة قضايا تخص أخلاقيات الممارسة الإعلامية والتحديات التي تواجهها على الصعد كافة. وقال الأستاذ الدكتور إبراهيم الكعبي عميد كلية الآداب والعلوم لقد أحدثت الثورةُ الرقميةُ تحولات كبرى في مجال التواصل الإنساني، الأمر الذي أوجد تحديات لا يستهان بها في مجال الممارسة الاحترافية للإعلام، وانعكست هذه التحديات على أخلاقيات الإعلام بعد أن أصبح النشر الإعلامي يُمارَس من قِبَل ملايين المتواصلين عبر شبكة الإنترنت.

أخلاقيات المهنة

وأضاف يأتي هذا المؤتمر في وقت أصبحت فيه الحاجةُ ماسةَ لتسليط الأضواء على الممارسات الإعلامية المعاصرة، ومدى التزامها بأخلاقيات المهنة، بعد أن كثر تزييف الأخبار وانتحال مصادرها، ودخلت جهات عِدّة لا علاقة لها بالمهن الإعلامية في عمليات مُمَنهجة، لإنتاج أخبار كاذبة بقصد تزييف الوعي، وخلق رأي عام مصطنع يتم توظيفه في صراعات سياسية، وفي وقت أصبح فيه الإعلام التقليدي الرصين، يعاني من صعوبة الاستمرارية، بسبب رحابة الفضاءات الرقمية واستيعابها لكافة الناس. إن خطورةَ الوضعِ الراهنِ تكمن في العولمةِ التواصليةِ التي تجعل الأخبار الكاذبة والممارسات الإعلامية غير الملتزمة بأخلاقيات المهنة، تنتشر على نطاق العالم، وتعزز رسم الصور الذهنية السلبية للمجتمعات. وهنا تبرز أهمية مثل هذا المؤتمر الذي ينظر في واقع أخلاقيات الممارسات الإعلامية في ظل الاضطراب والفوضى التي تؤدي إلى تزييف الوعي، وضياع السمعة التي بناها الإعلام خلال القرون الماضية.

 وأكد أن هناك حاجةُ ماسّةُ لدراسة ما وصلت إليه أخلاقيات الممارسة الإعلامية، بعد أن أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي الرقمي التي تضم بلايين البشر، تُمَكّن أعضاءها من ممارسة التواصل الإعلامي دون معرفة فعلية بأخلاقيات المهنة أو التزام بها. ودون وجود كيانات قادرة على ضبط أخلاقيات المهنة، مثلما كان عليه الحال مع الإعلام التقليدي الذي يتوفر على مواثيق شرف ومدونات سلوك ترتقي بأخلاقيات المهن الإعلامية. معربا عن أمله في أن يتمكن المؤتمر من رسم خارطة طريق لأخلاقيات إعلامية جديدة تلائم الفضاءات الرقمية و ان تكون هناك أخلاقيات تضع حدا للفوضى التي تهدد الدور التقليدي للإعلام في نشر الحقيقة انطلاقا من مسؤوليته في المجتمع. وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر د. دايا توسو، من قسم الإعلام في جامعة هونغ كونغ، حول التفكير في أخلاقيات الإعلام في العالم.

أهمية المؤتمر

ومن جهته قال د. كمال حميدو رئيس قسم الإعلام في جامعة قطر إن أهمية المؤتمر تكمن في أن موضوع أخلاقيات الممارسة الإعلامية يتجاوز البعد الأكاديمي في تداعياته، لأن الخطاب الإعلامي حين يتحرر من المعايير والضوابط الأخلاقية قد يدفع بصانعيه إلى الابتعاد عن الدقة، والموضوعية والتوازن، دون مراعاة لعواقب ذلك على العلاقات الإنسانية".

وأوضح د.حميدو أن مناقشة قضية أخلاقيات الممارسة الإعلامية اليوم تستوجب من الجميع إيلاء الاهتمام الكافي بها خاصة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البشرية، ومن تاريخ المنطقة العربية، التي تشهد تزايد الاضطرابات السياسية والاجتماعية ونمو "الخطاب السياسي والإعلامي الشعبوي". وتتلخص أهم محاور المؤتمر التي سيتم مناقشها عبر جلسات علمية متنوعة في الأخبار الكاذبة والذباب الإلكتروني وتزييف الوعي، والاسلاموفوبيا وخطاب الكراهية والتحريض وانهيار أخلاقيات الإعلام، إضافة إلى التوظيف السياسي والتطرف وتداعياته على أخلاقيات الإعلام، والفجوة بين تدريس أخلاقيات الإعلام والممارسة في الميدان، والبيئة الرقمية وأخلاقيات الممارسة الإعلامية.

نافش أخلاقيات الممارسة الإعلامية د. كمال حميدو:

تصاعد كبير للمحتويات المضللة ولخطاب الكراهية في وسائل الإعلام

تحت عنوان أخلاقيات الممارسة الإعلامية بين التنظير والانتهاك قدم الدكتور كمال حميدو من جامعة قطر ورقة عمل تمحورت حول هذا الجانب وقال د. حميدو حظيت أخلاقيات المهن الإعلامية باهتمام كبير حتى اقترح بعض المهنيين في الولايات المتحدة الأمريكية وضع نصوص تضبط التجاوزات التي كانت تحصل في مجال الإعلام. وحذت دول كثرية حذو الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أن الكثير من الجمعيات والمنظمات الأممية أو الإقليمية وضعت نصوص شرف أو مواثيق حاولت من خلالها تأطير العمل الإعلامي بضوابط كان يفترض أن تحكم الصحفيين وواضعي المحتويات الإعلامية خاصة عبر التحلي بشروط الموضوعية والدقة والتوازن في صياغة المحتويات الإعلامية، وبشكل يبتعد عن التضليل والدعاية، ويبتعد عن إثارة النعرة القومية أو النعرة الدينية التي قد تسهم في التشتيت بني أبناء البشر.

وأكد د. حميدو أن المتابع للممارسات الإعلامية في السنوات الأخيرة يلاحظ تصاعدا للمحتويات المضللة ولخطاب الكراهية، أكان هذا في محتويات وسائل الإعلام التقليدية أم في محتويات وسائط التواصل الاجتماعية الإلكترونية.. وركز د. حميدو في دراسته على أهمية طرح فرضية وجود مسببات ذاتية مرتبطة بالبعد المعرفي للصحفيين في طبيعة إدراكهم لمفاهيم الأخلاقيات، وقوانين الشرف، والواجب المهني من جهة، وبعض المسببات الموضوعية، المرتبطة بطبيعة البيئة المؤسسية والمهنية، والبيئة السياسية والاجتماعية التي تحكم العمل الإعلامي من جهة أخرى، والتي تؤثر كثيرا على طبيعة المخرجات الإعلامية في وسائل الإعلام.

ورقة عمل حول شعبية الأخبار الزائفة

تناول د. محمود قلندر في ورقته الأبعاد النظرية ذات الصلة بشعبية الأخبار الزائفة، وذلك في سبيل تقديم تفسير علمي لتصاعد الاعتماد على هذا النوع من الأنباء في التأثير على الرأي العام في المجتمعات العصرية وتستخدم الورقة نظريات علم النفس وعلم النفس الاجتماعي لتقديم التفسير العلمي لسيادة الأخبار غير الموثوق منها، والدوافع التي تجعل الجمهور يقبل على التعامل مع هذا النوع من الأخبار في مثل تلك الظروف.

وتنظر الورقة إلى وقائع تاريخية تنم عن استخدام الأخبار الزائفة بغرض إحداث التأثير على المجتمعات، في ظروف التضعضع السياسي والاجتماعي.

وتقدم الورقة – في ختامها- أمثلة ونماذج للواقع الذي تسيطر فيه الأخبار الزائفة في المجتمعات الذاخرة بالصراع السياسي والاجتماعي في العصر الحديث، فتتخذ من ثورة ديسمبر السودانية نموذجا مثالياً للبيئة التي نشطت فيها حركة تأليف وبث الأنباء الزائفة، وتختتم الورقة باقتراح الأساليب والوسائل التي يمكن بها مغالبة الأخبار الزائفة.

د. عبد الوهاب بوخنوفة:

توظيف وسائل الإعلام للدعاية السياسية

قدم الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول الحدود الواهية بين الإعلام والدعاية في ممارسات وسائل الإعلام العربية وإشكاليات الالتزام بالأخلاق المهنية وقال لقد كشفت الأزمات السياسية التي عصفت ببعض الدول العربية في السنوات الأخيرة عن الدور الحقيقي الذي تقوم به وسائل الإعلام العربية التي يجرى توظيفها من قبل الحكومات العربية كمجرد أدوات للدعاية السياسية من أجل الدفاع عن المواقف السياسية لهذه الدولة أو تلك ومحاولة تبريرها والترويج لها من أجل التأثير في الرأي العام الداخلي والخارجي، كل ذلك بإتباع أساليب الدعاية والتضليل الإعلامي من خلال تزييف الواقع و نشر الأكاذيب والأخبار المغلوطة، و شيطنة الطرف الآخر وتشويه صورته و سمعته وتلفيقه التهم والنعوت السلبية، والتنصل التام من كل معايير العمل الإعلامي وأخلاقياته.

في بحث قدمته د. منال الياس

الممارسة العملية للإعلام تختلف عن الدراسة النظرية

قدمت د. منال الياس الخضر محمد من جامعة أم درمان ورقة عمل حول أخلاقيات مهنة الإعلام بين النظرية والتطبيق يهدف هذا البحث إلى تحقيق أحد أهداف المؤتمر وهو النظر في مناهج تدريس أخلاقيات الإعلام ومدى ملائمتها لواقع الممارسة. و يتطرق البحث لمشكلة أساسية مفادها أن ما تتضمنه المقررات الدراسية لطلاب الإعلام بالمؤسسات الأكاديمية يتعارض في كثري من الأحيان مع ما يواجهونه من إشكاليات عند ولوجهم لسوق العمل وممارستهم للعمل الإعلامي.

يعتمد البحث فرضية أساسية مفادها أن الواقع العملي التطبيقي لا يعكس ما يتعلمه طلاب الإعلام من أخلاقيات العمل الإعلامي. يتبع البحث منهج دراسة الحالة وذلك بالنظر في مناهج واحده من أول الكليات التي تدرس الإعلام بالوطن العربي ومعايرة الموجود داخل مناهج هذه الكلية مع الواقع العملي. يأتي البحث في ثلاث محاور الأول إطار منهجي، الثاني نظري مفاهيمي يتعلق بأدبيات الدراسة، أما المحور الثالث تطبيقي يشرح التناقض النظري مع الواقع العملي ويحلله ويقترح الرؤية المستقبلية.

مساحة إعلانية