رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

634

العلاقات القطرية الأذرية: شراكة استراتيجية عمادها الثقة والاحترام المتبادل

26 فبراير 2017 , 01:05م
alsharq
الدوحة - قنا

اللقاء المنتظر بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، مع فخامة رئيس جمهورية أذربيجان الهام علييف ، غدا الاثنين بالديوان الأميري ، يأتي في اطار حرص البلدين على دعم العلاقات الثنائية وتنميتها. فزيارة فخامة الرئيس الأذري الى دولة قطر والتي يصلها اليوم ، هي ثاني زيارة رسمية لفخامته وتكتسي حلة مميزة عمادها الثقة والاحترام المتبادل والصداقة والتنسيق والتعاون المشترك في سياق شراكة استراتيجية، تعزز من آفاق الاستثمار في العديد من المجالات والقطاعات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين .

ومن المرتقب أن تتوج الزيارة التي تستمر يومين بتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات متنوعة كالطيران المدني والثقافة والرياضة والشباب والبيئة وغيرها، حيث يرافق فخامة الرئيس الأذري قرابة 30 من أبرز رجال الأعمال في بلاده سيلتقون نظراءهم القطريين في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين .

وكان حضرة صاحب السمو الأمير المفدى قد زار جمهورية أذربيجان في مارس من العام الماضي ، حيث عقد سموه خلال الزيارة جلسة مباحثات رسمية مع فخامة رئيس جمهورية أذربيجان ، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ، وتطوير مجالات التعاون بين البلدين، لاسيما في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والثقافة ، حيث عدت تلك الزيارة تتويجاً للتعاون الناجح منذ زمن طويل بين البلدين .

كما أبدى سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس الأذري رغبتهما حينذاك وخلال مباحثاتهما في رفع التعاون الاقتصادي إلى مستوى التعاون السياسي بين البلدين، واستثمار الفرص الكبرى المتاحة في مجال الطاقة و السياحة و الزراعة و التكنولوجيا و المواصلات ، حيث شهد حضرة صاحب السمو المفدى خلال تلك الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، أبرزها تعديل اتفاقية الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة وجوازات الخدمة الأذرية، والتي تشمل إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول لجمهورية أذربيجان، واتفاقية لتشكيل لجنة اقتصادية وتجارية وفنية مشتركة بين البلدين، واتفاقية للتعاون في مجال العدل .

وتعكس العلاقات بين البلدين روح التفاهم والتعاون على المستوى الثنائي أو المشترك عبر مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية لا سيما في منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، في الوقت الذي تدعم فيه دولة قطر مبادرات أذربيجان في المحافل الدولية ، ولا سيما في قضاياها العادلة ، حيث يشيد مسؤولون أذريون بالموقف القطري في هذا المجال ودعمه في مساندة أذربيجان للوصول إلى حل عادل وشامل للنزاع على " إقليم كاراباخ الجبلي " بين أرمينيا وأذربيجان ، حيث لا تزال أكثر من 20 بالمئة من أراضي أذربيجان تحت سيطرة الأرمن .

وفي إطار الدعم السياسي كانت دولة قطر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان عام 1991 عن الاتحاد السوفيتي وتأسيس الجمهورية المستقلة.

وتستند العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية أذربيجان على تاريخ مثمر يمتد لأكثر من 23 عاما توج على مدار تلك الأعوام بإنشاء اللجنة المشتركة وإبرام 25 اتفاقية - منها ثمان خلال عام 2016 - شملت العديد من القطاعات كتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إضافة الى القطاعين الأمني والعسكري، حيث تم التوقيع على عدة اتفاقيات ذات صلة تشمل مكافحة المخدرات وتدريب الشرطة وتبادل المعلومات والطوارئ والكوارث ، وسط آمال لإبرام المزيد من الاتفاقيات المختلفة خلال زيارة الرئيس الأذري الحالية في مجالات أخرى بما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ، والتي نشطت في مجالات مختلفة كالطاقة والسياحة والفلاحة وغيرها في ظل بيئة مواتية في أذربيجان لإقامة استثمارات قطرية واعدة .

وفي إطار تدعيم العلاقات الثنائية في المجال الثقافي تم وضع حجر الأساس لتعاون ثقافي عام 2004 ، وتم اختيار العاصمة الأذرية باكو كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009 ، وكانت المشاركة القطرية بهذه الاحتفالية متميزة، ثم في عام 2010 شاركت أذربيجان في فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية ، واحتضنت الأيام الثقافية الأذرية بالدوحة في العام نفسه ، أما العام الماضي وفي إطار احتفال السفارة الأذرية في الدوحة بذكرى العيد الوطني أقيمت فعاليات تراثية وموسيقية ، فيما سيشارك وفد من أذربيجان في مهرجان طريق الحرير الذي سيقام في كتارا لاحقا .

وفي إطار التعاون المشترك والرغبة في تنمية وتطوير العلاقات الثنائية عقدت في نهاية العام المنصرم الدورة الأولى للجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية أذربيجان أعمالها في باكو في إطار اتفاقية إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية وفنية مشتركة بين الحكومتين والتي وقعت في باكو في مارس الماضي ، اذ ستشكل هذه اللجنة الأرضية اللازمة لتطوير العلاقات الثنائية فــي شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والطاقة والتعليم والبيئة والزراعة والأغذية والثقافة والشباب والرياضة والسياحة والطيران المدني والنقل والجمارك.

وتعد أذربيجان التي مضى على استقلالها 36 عاماً بيئة حاضنة للاستثمار حيث وفرت البنى التحتية اللازمة في ظل فرص استثمارية في القطاعات الزراعية، وفي إنتاج وتصنيع الأغذية، والسياحة، والاتصالات التقنية، وفي الطاقة البديلة، وفي إنتاج مواد البناء، وفي القطاع الكيميائي، وقطاع الإنارة، وعلم المعادن والآلات ، وهي قطاعات تشكل أولوية بالنسبة للمستثمرين الأجانب فيما يتعلق بالقطاع غير النفطي ، حيث تم بناء منطقة صناعية في أذربيجان تحقق غرض تعزيز التوجهات ذات الأولوية الاقتصادية الاستثمارية .

وشهد القطاع السياحي الأذري إقبالا من قبل القطريين حيث ارتقى عدد السياح القطريين القادمين إلى أذربيجان العام الماضي الى قرابة خمسة أضعاف الأعوام السابقة.

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 14 سبتمبر عام 1994، وتوجت هذه العلاقة بافتتاح كلتا السفارتين -السفارة الأذرية في الدوحة، والسفارة القطرية في باكو، عام 2007.

وتعتبر أذربيجان في طليعة الجمهوريات السوفيتية التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 . وقد تمكنت خلال فترة وجيزة من بناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية وخطت خطوات واسعة نحو تطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر .

ويعد الاقتصاد الأذري الأسرع نموا على مستوى دول وسط آسيا وبحر قزوين، وتعتبر أذربيجان من الدول التي احتلت مكانة متقدمة في مجال تطوير الناتج المحلي خلال السنوات الأخيرة ، وبناء على تقييم البنك الدولي فقد اعتبر الاقتصاد الأذري من أفضل اقتصادات دول العالم ، وذلك نتيجة لسياسة الاصلاح الاقتصادي التي انتهجتها الدولة.

وتعتبر صناعة البتروكيماويات الأكثر تطوراً في أذربيجان والأقدم على مستوى العالم ، كذلك تتمتع بمخزون وفير من الثروة المعدنية مثل الحديد والنحاس والألومنيوم، وتشتهر بزراعة المحاصيل كافة مثل الفواكه والأخشاب والشاي وغيرها .

وأذربيجان واحدة من أبرز البلدان المصدرة للمحروقات وتشكل نقطة انطلاق لطرق استراتيجية لنقل النفط من بحر قزوين الى أوروبا ، كما تمثل ايضا بالنسبة لأوروبا مصدر إمداد بالغاز، وتعتمد إلى حد كبير على صادراتها النفطية والغازية حيث تضررت من تراجع أسعار البترول مما اضطرها في فبراير 2015 الى تخفيض قيمة عملتها بنسبة 34% مقابل الدولار.

وقد تحولت جمهورية أذربيجان في الفترة الأخيرة إلى معبر وممر يربط بين أوروبا والشرق الأقصى ويمر عبر أراضيها خط أنبوب النفط باكو – تفليس – جيحان الذي ينقل المواد النفطية من بحر قزوين إلى شواطئ البحر المتوسط في تركيا.

ويتم إنشاء خط سكك حديدية يمتد بين باكو (أذربيجان) - تبليسي (جورجيا) - مدينة كرس (تركيا)، لتوسيع علاقات أذربيجان تجاريا واقتصاديا وحضاريا وربطها مع العالم الخارجي.

وأذربيجان عضو في العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى، كما أنها قد نالت عضوية المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو).

يذكر أن أذربيجان التي تبلغ مساحتها 86 الف كيلومتر مربع تقع في القسم الشرقي للقوقاز تحدها كل من: إيران وجورجيا وارمينيا وروسيا ، ومن أصل التعداد السكاني الإجمالي البالغ تسعة ملايين نسمة في هذه الجمهورية يعيش ثلاثة ملايين في العاصمة باكو .

اقرأ المزيد

alsharq القمم العربية الطارئة منذ تأسيس الجامعة العربية.. دواعي الانعقاد وأهم القرارات

يشكل الهجوم الإسرائيلي الغادر الذي استهدف أحد المقرات السكنية لعدد من قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة خرقا... اقرأ المزيد

234

| 13 سبتمبر 2025

alsharq  العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية

يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل... اقرأ المزيد

208

| 18 أغسطس 2025

alsharq إيطاليا تغرّم شركة ملابس صينية شهيرة مليون يورو.. ما حقيقة المواد المستخدمة؟

غرّمت هيئة مراقبة المنافسة الإيطالية، اليوم الإثنين، الجهة المسؤولة عن المواقع الإلكترونية في أوروبا لمجموعة شين للتجارة عبر... اقرأ المزيد

306

| 04 أغسطس 2025

مساحة إعلانية