رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

697

القرني : الشباب في حاجة للاقتداء بأعلام الإسلام

25 يونيو 2015 , 02:06م
alsharq
يحيى عسكر

استضافت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" مساء أمس الأول الدكتور عائض القرني ضمن برنامج أسلوب حياة بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" ليلقي محاضرة بعنوان إرادة العظماء، والتي أكد فيها على ضرورة أن يكون للشباب والأجيال الناشئة قدوات من رموز تاريخنا الإسلامي العظيم من الصحابة والصالحين وأن يتحلوا بإرادتهم وتعاملاتهم وتصرفاتهم في مختلف الأمور ويستلهموا النجاح والطموح من همتهم وإرادتهم ليكونوا خير خلف لخير سلف.

بدأ الدكتور القرني المحاضرة مع خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبي بكر الصديق حيث قال إنه لم يملك شيئاً من ميزات الدنيا إلا أنه عبدٌ لله، وكان أول من أسلم من الرجال، وقدَّم ماله للرسول صلى الله عليه وسلم حتى كان صلى الله عليه وسلم يقول (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن صاحبكم خليل الرحمن) عليه الصلاة والسلام.

ولم تكن أسرته بالقوية العريقة، ولكن رفعه إسلامه وإيمانه، يقول عمر قلت في نفسي لأسبقن أبا بكر هذا اليوم، فأخذ نصف ماله فذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله خذ هذا النصف من المال، قال: ماذا أبقيت لأهلك؟، قال أبقيت لهم نصف المال، فجاء أبو بكر فتصدق بماله كله، فقال صلى الله عليه وسلم ماذا أبقيت لأهلك؟، قال أبقيت لهم الله ورسوله، قال عمر والله لا أسابق أبا بكر بعدها أبداً.

وكان رضي الله عنه من أهل التقوى والإرادة القوية والسعي إلى ما يحبه الله ففي إحدى المرات كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه فقال: (إن للجنة أبواباً ثمانية فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة) يعني من أكثر من الصلاة حتى اشتهر بها، ولا يقصد مجرد الصلوات الخمس؛ لأن كل إنسان يصلي الصلوات الخمس، لكن يقصد عليه الصلاة والسلام الذي يتنفل حتى يعرف بالصلاة، وقال (فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله أيدعى أحد من تلك الأبواب الثمانية؟ قال نعم. وأرجو أن تكون منهم) .

الإيمان ومراقبة الله

ونوه بما ورد في الأثر المشهور "والله ما فاقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بإيمان وقر في قلبه"، فميزة أبي بكر على غيره من المسلمين أنه يعبد الله كأنه يراه، فقد قال للناس مرة وهو على المنبر (يا أيها الناس استحيوا من الله، فو الله الذي لا إله إلا هو إني لأذهب إلى الخلاء فأضع ثوبي على وجهي حياءً من الله) وبلغت منزلة مراقبته لله أنه يستحي منه في وقت قضاء الحاجة، لأنه يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه سُبحَانَهُ وَتَعَالى، وهذه درجة الإحسان.

وقال إن سيدنا أبا بكر رضي الله عنه امتاز كذلك بالخشية، وهذا الذي ينبغي أن نستحضره في هذا الشهر الكريم، خشية الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، لأن المقصد من الصيام والصلاة هو خشية الله تبارك وتعالى، فامتاز أبو بكر من بين الناس بشدة خشيته لله، يذكر عنه الإمام أحمد في كتاب الزهد يقول دخل أبو بكر مزرعة رجل من الأنصار بعد موت الرسول، وفي أثناء دخوله إذا بطائر يطير من شجرة إلى شجرة، فجلس أبو بكر يبكي، قال له الصحابة مالك يا خليفة رسول الله؟، قال ليت أمي لم تلدني، يا ليتني كنت طائراً أرد الماء وأرعى الشجر ثم أموت لا حساب ولا عقاب .

مواقفه مع الرسول

أضاف: وأبو بكر رضي الله عنه وقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي أخطر مواقف تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر معه، من أهمها وأشهرها .. موقفه في الغار عندما دخل صلى الله عليه وسلم الغار هارباً من قريش، فأعلن الكفار حالة الاستنفار في مكة، وسدوا الطرق الداخلة إلى مكة والخارجة، فدخل عليه الصلاة والسلام مع صاحبه أبي بكر في الغار، وجلس عليه الصلاة والسلام هو وأبو بكر حتى طوق المشركون الغار، ولكن حينما أراد الله أن يحفظ رسوله سخر عنكبوتاً فنسجت بيتاً على فم الغار، ومن العادة أن الإنسان إذا دخل الغار شق بيوت العنكبوت، وأتت الحمامة وبنت عشها في فم الغار وباضت في هذا العش، فأتى كفار قريش معهم السيوف تقطر حقداً وضغينةً على المصطفى عليه الصلاة والسلام، أرادوا الدخول وإذا ببيت العنكبوت، وإذا بعش الحمامة، فوجموا .

ثم صعدوا على ظهر الغار فأخذ أبو بكر ينظر فيرى أقدامهم فيقول يا رسول الله.. والله لو نظر أحدهم إلى موطن قدميه لرآنا، فيتبسم عليه الصلاة والسلام تبسم الواثق الذي امتلأ قلبه إيماناً وثقة بالله فيقول يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، وخرج من الغار بسلامة الله وحفظه ورعايته ولذلك يقول أحد العلماء من المفكرين الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لأبي بكر في النكبات إن الله معنا، أتاه الفقر من كل جانب فقال لا تحزن إن الله معنا، أتته بعض الغلبة أو ما تسمى بالهزائم فقال لا تحزن إن الله معنا، اجتمع عليه اليهود والمشركون والمنافقون فقال لا تحزن إن الله معنا.

وقال إن هناك دروسا من حياة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من أولها أن التفاضل بخشية الواحد الأحد، وليس بكثرة الصيام ولا الصلاة، ولا الزكاة ولو أنها من أسباب الخير؛ لكن إذا لم تؤد إلى الخشية فيبقى التفاضل بها نسبياً فأفضل الناس أخشاهم لله، كما أن نوافل الأعمال هي المقربة من الواحد الأحد وهي التي تقرب العبد إلى الله، لا أسرته ولا وظيفته، ولا جاهه، ولا منصبه.

وكذلك فإن التوكل على الله عز وجل لا ينافي الأخذ بالأسباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر تحصن بالدروع وأخذ السيوف والرماح صلى الله عليه وسلم، وكذلك أبو بكر.

فضائل عمر وسيرته

ثم تناول الدكتور القرني لمحات من حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: أسلم متقدماً قيل في الثامنة عشرة من عمره أو التاسعة عشرة، كان قبل أن يسلم ميتاً لا يعرف الحياة، لأن الحياة في كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه، وكان شجاعاً رضي الله عنه، أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام متوشحاً سيفه يريد البطش بالمسلمين، فسمع أن أخته أسلمت فاستمع لقراءتها، ثم دخل فضربها فأدماها، فقال: ناوليني الصحف، قالت: أنت مشرك نجس لا أناولك شيئاً من القرآن حتى تتطهر، فقرأ شيئاً من القرآن، وقرأ تلك الليلة أوائل سورة طه فدخل الإيمان قلبه، وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فبايعه على نصرة هذا الدين، فكان إسلامه نصراً لهذا الدين، ولشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

أما فضائله فكثيرة، ففي الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (عرض علي الناس البارحة وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، قالوا ما أولت ذلك يا رسول الله ..قال الدين) فدينه رضي الله عنه أصبح سابغاً ساتراً كالثوب الأبيض عليه .

أما في الزهد فقد ضرب المثال الأروع، يقولون إنه من يوم تولى الخلافة إلى أن توفي وعليه ملحفة واحدة يرقعها كلما تمزقت، وقد أتى سفير فارس إلى المدينة ليفاوض عمر، فدخل المدينة مع وفد على مستوى عال، يريد أن يخاطب عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، فسأل أين قصر عمر؟ قالوا لا قصر له، قال أين هو؟ قالوا هذا بيته، وإذا هو بيت من طين، فذهب إلى البيت فضرب على الباب، فقال أهل عمر ليس هنا، التمسه في المسجد فإنه ينام الضحى في المسجد، فذهب إلى المسجد والوفد معه وأطفال المدينة وجواري المدينة يلاحقون أهل فارس لأن عليهم الديباج والحرير في منظر بهيج، فما وجدوه في المسجد ودل الصحابة على مكانه فوجدوه تحت الشجرة نائماً ودرته -العصا- بجانبه، فوقف عليه هذا وأخذ يقول هذا الخليفة؟ ..قالوا هذا الخليفة، فقال حكمت فعدلت فأمنت فنمت.

الصدق والزهد

وعن الدروس والعبر من سيرة عمر قال يجب أن نعلم أنه لا يقرب العبد من الله إلا بالصدق والإخلاص، وقد تجلى هذا في سيرته ـ وكذلك أن الزهد من أعظم الأعمال عند الله عز وجل، وهذه الكلمة تحفظ، لأن بعض الناس الآن يزهد في الثياب، وربما لا يشتري سيارة، ولا يسكن الفلل، ثم يتعطل عن كثير من الفرائض والعبادات بسبب ترك هذه الأمور، وهذا ليس من الزهد، إذ الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، أما ترك ما ينفع في الآخرة فحمق، وكل شيء لا ينفعك في الآخرة؛ مثل كثرة الثياب والسيارات، وكثرة المال إذا لم تنفق منه في مرضاة الله، أما إذا أنفقت من المال وخدمك في الآخرة ورفع درجتك فليس تركه من الزهد بل من الحمق.

الأمانة والعلم

كما تناول د. القرني سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال هو أبو الحسن رضي الله عنه وأرضاه رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو بمكانة هارون من موسى من الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي غزوة خيبر قال عليه الصلاة والسلام للصحابة قبل أن يناموا (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، قال عمر ما أحببت الإمارة إلا في تلك الليلة، لأن من مواصفات هذا الأمير أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وفي الصباح قال عليه الصلاة والسلام أين علي بن أبي طالب؟ قالوا يا رسول الله هو مريض بالرمد، والله ما يرى مد يده، قال عليَّ به فذهبوا فأخذوا بيديه يقودونه حتى وقف بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، فبصق في عينيه، لأن ريق الرسول عليه الصلاة والسلام فيه بركة، وفيه من الخير ما الله به عليم، فإذا هو يبصر، وقال اذهب علَّ الله أن يفتح عليك، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.

وخرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك فأراد رجلاً أميناً عالما ليكون على أهله وقرابته وعلى نساء المدينة، فاختار علي بن أبي طالب وقال أنت خليفتي في المدينة، فلما خرج صلى الله عليه وسلم من المدينة جاء المنافقون إلى علي، وانظر إلى أهل الغش والدسائس قالوا ما تركك إلا تثاقلاً منك، فلبس سلاحه يريد أن يخرج إلى الغزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فلقيه وهو يبكي ويقول يا رسول الله تثاقلت مني وتركتني، فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) فأعاده إلى المدينة، وقال وفي سيرة علي ثلاثة مبادئ المبدأ الأول مبدأ الشجاعة، المبدأ الثاني مبدأ الزهد، والمبدأ الثالث مبدأ الفصاحة

اقرأ المزيد

alsharq مأدبة إفطار للطلبة القطريين في أمريكا

الرعاية والاهتمام بأبناء قطر لا يقتصر على داخل الدولة ,بل يتعداها الى متابعة شؤون الطلبة القطريين حيث تواجدوا... اقرأ المزيد

1247

| 16 يوليو 2015

alsharq الهلال القطري يدعم القطاع الصحي الفلسطيني بنصف مليون دولار

لم توقف الهلال الأحمر القطري عن رسالته الإنسانية بدعم القطاع الصحي في فلسطين من خلال تنفيذ مشروع كبير... اقرأ المزيد

268

| 16 يوليو 2015

alsharq "الهلال القطري" يشيِّد 32 بئراً إرتوازية وسطحية في سريلانكا

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع حفر آبار سطحية وارتوازية، بالتعاون مع الإدارة العامة للأوقاف بقطر، ولجنة الإغاثة الإسلامية... اقرأ المزيد

957

| 16 يوليو 2015

مساحة إعلانية