رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5021

من خلال تحف فنية لفنان غزاوي

الخشب يحكي تاريخ فلسطين

25 يناير 2017 , 07:59م
alsharq
غزة - الأناضول

ينفض الفلسطيني، هشام كحيل 56 عامًا بيديه، ما تبقى من نشارة الخشب، عن تحفة فنية جديدة صنعها من خشب "السرو الحلبي"، المميز بوجود بقع بنية اللون على مسافات متساوية حول الغصن عقب إزالة قشرته الخارجية.

تلك التحفة الخشبية، المصنوعة بطريقة يدوية بالكامل، تأخذ شكل آنية فخارية كانت تستخدم قديمًا لشرب الماء.

وفي ورشة كحيل المتواضعة، الواقعة شرق مدينة غزة، توجد عشرات المجسمات الخشبية الصغيرة، بعضها متناه في الصغر، والتي تلفت أنظار الفلسطينيين، لندرتها في الأسواق المحلية.

والورش التي تصنع المجسمات الخشبية من الخشب الطبيعي، محدودة جدًا، في قطاع غزة.

وبعد خبرة في مجال النجارة، عمرها نحو 40 عامًا، تمكن النجار كحيل من صناعة آلة يدوية، تدعى "المخرطة"، لصناعة هذه التحف والأشكال التي يريد، ويستخدم أداة "الإزميل"، لتشكيل القطع، أثناء صناعتها.

تراث فلسطين

ومن خلال منتجاته، يحاول كحيل أن يُحيي التراث الفلسطيني، عن طريق صناعة قطع زينة مختلفة الأحجام، على شكل أدوات كان يستخدمها أجداده الفلسطينيون قديما في حياتهم اليومية.

ومن بين قطع الزينة "المهباج" أو "الهون"، وهو عبارة عن وعاء خشبي مجوف، يوضع بداخله الحبوب، وبواسطة قطعة خشبية أخرى عمودية الشكل تتم عملية الطحن.

ولدى بعض القبائل البدوية يستخدم المهباج، كأداة موسيقية (لقرع إيقاعات) أثناء أداء الأغاني.

ويطلي كحيل منتجاته بألوان مختلفة حسب طلب زبائنه، منها اللون البني أو الأسود، أو الطلاء الشفاف الذي يمنح المنتج لمعة واضحة.

سوق راكد

وأضاف:" سوق صناعة الأثاث بغزة، أصبح راكدًا بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية للقطاع المحاصر، فاخترت مجال صناعة التحف والذي أحبه جدًا".

ويقول إنها تمنحه إحساسًا بالسعادة أثناء إمساكه بالأخشاب الطبيعية وتشكيلها ونحتها يدويًا.

واستدرك كحيل "لا تحقق الصناعة الأوتوماتيكية إحساسي بالعشق للخشب، لكن مع آلتي اليدوية أشعر براحة كبيرة جدًا".

وتابع "أنا أقدّر كل قطعة أملكها، لكل واحدة منها قصة بالنسبة لي، وربما استوحي أفكار صناعتها حسب مواقف أو مشاعر أعيشها بحياتي اليومية، وبعض القطع أطلق عليها أسماء أشخاص".

ويستخدم ناحت الخشب، أخشاب الزيتون والحمضيات، والسرو الحلبي، واللوزيات، بعد حصوله عليها من جامعي الحطب. وتنال منتجاته إعجاب المارة والزبائن. إلا أن حركة البيع والشراء ليست نشطة.

مساحة إعلانية