رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

614

حضور لافت للممثلين في الحراك..الانتفاضة وحدت الشعب وشعاراته

ثوّار لبنان صنّاع الغد

24 نوفمبر 2019 , 07:00ص
alsharq
بيروت - أماني جحا

ريحان: نزلت إلى الشارع لأطالب بحقوقي

أزمات نفط وطحين ودولار تلوح في الأفق

شيخ الجبل:لا نعيش في قصور عاجية ثورة 17 أكتوبر تبني وطناً جديداً

 

 

قد نختلف على تسمية ما يحصل في الشارع اللبناني: "انتفاضة"، "حراك شعبي" أم "ثورة"، غير أنه من الواضح أن ما يحصل على الساحة هو أقرب إلى "الانتفاضة" أو "الهبة"، كونه يرتكز على محاولة انتزاع حقوق وطلب محاسبة المسؤولين عن الأزمة الاقتصادية اللبنانية، إلا انه مهما كانت التسمية فلن نختلف أن في لبنان شعباً انتفض على واقعه، ونزل إلى الشارع ليطالب بأبسط حقوقه المعيشية تحت شعارات موحدة، إختفى فيها ما عهدناه في لبنان من انتماءات حزبية وطائفية، فانضوى اللبنانيين تحت راية الوطن حاملين فقط علماً لبنانياً. في الشارع شاركت جميع فئات المجتمع اللبناني بثقافاتها وطبقاتها العديدة. كان لافتاً في الانتفاضة الشعبية اللبنانية حضور الممثلين اللبنانيين، بدور قيادي وريادي، وليس بشكل استعراضي بالحد الادنى، مساهمين في التوجيه والتصويب كي لا تنحرف الأهداف الأساسية والمطالب الشعبية عن سياقها. فالانتفاضة وإن بدت مطالبها واضحة إلا أن غياب الوعي الثقافي عند بعض الأفراد، يجعل من ترجمة الافكار إلى مطالب تقنية مهمة فئات أخرى.

17 أكتوبر

انجو ريحان ممثلة لبنانية نشأت في بيئة يسارية، لعائلة من ٧ أفراد، قاتل والدها العدو الاسرائيلي دفاعاً عن لبنان والقضية الفلسطينية. والدتها ناشطة في لجنة لحقوق المرأة. بهذه الخلفية كان لنشأة أنجو التأثير الأكبر على حضورها. ولا يخفى على أحد من اللبنانيين والعرب أن لبنان يعيش وضعاً سيئاً، في ظلّ تراكم سلبيات السلطات المتعاقبة والفاسدة على الحكم الذي أدى بالبلاد إلى ما تعيشه اليوم. تروي أنجو حكايتها مع التحركات الشعبية التي واظبت على المشاركة فيها منذ دراستها الجامعية، وتشكو من مشاعر الإحباط التي تنتابها مع نهاية كل حراك لأسباب غير مُقنعة بالنسبة لها. ما قبل حراك 17 أكتوبر فكرت أنجو بالهجرة مع عائلتها، فلا مستقبل لأطفالها ولا أمان في وطنها. وما ساهم في ذلك، هو توقفها ذات يوم عند صورة رجل مسن يأكل من حاوية النفايات، فاعتذرت منه وكتبت اعتذارها على مواقع التواصل، لأنها لم تتمكن مع أبناء وطنها من التغيير، وطلبت من كل الحزبيين ان يقوموا بنقد ذاتي لأحزابهم والتعاون معاً، لأنها وحدها لن تستطيع فعل أي شيء. بعد أسبوعين على الحادثة، كانت تشعر بأنها مقيدة، حالها حال الكثيرين. البلد يوشك على الانهيار، أزمات نفط وطحين ودولار تلوح في الأفق وتقترب منا صباح كل يوم. كل شيء تغير فجأة، ففي ذاكرة أنجو أن 17 أكتوبر لحظة تاريخية لبنانية. كل لبناني اعتقد بأنه سيكون وحده في الشارع، وإذ بهم يهزون مضاجع الأحزاب الحاكمة، صوتهم أرعب السلطة، فولد أمل جديد. تؤكد أنجو: أنا مواطنة لبنانية، نزلت إلى الشارع لأطالب بحقوقي وحقوق المواطنين معي. نحن نسيج هذا الوطن، ومن الطبيعي أن يؤثر حضورنا في الشارع، خصوصا أننا افترشنا الطرقات إلى جانب المنتفضين، وشاركناهم صرخاتهم وضحكاتهم، وترجمنا اوجاعهم، صوّبنا أحيانا الخطابات حتى لا تُستثمر من راكبي الموجة. تختم أنجو: أشعر بالسعادة، كمواطنة لبنانية للمرة الأولى، نحن اليوم نبني وطننا.

شيخ الجبل

عبدو شاهين، أو "شاهين شيخ الجبل"، الشخصية التي ذاع حضورها في مسلسل "الهيبة"، ابن منطقة الهرمل البقاعية، دراسته الجامعية الأولى كانت ادارة الفنادق، وبعدها أكمل دراسته الجامعية بالإختصاص الذي يحب وهو التمثيل والدراسات العليا في كيفية إعداد الممثل، إضافة إلى تلقيه العديد من الجوائز والتنويه من عدة مهرجانات خلال الدراسة الجامعية.شارك عبدو بأكثر من 12 عملاً مسرحياً وعدة اعمال تلفزيونية وسينمائية. يقول عبدو إنه كان يتواجد في الساحات والتظاهرات منذ كان شاباً، فهو مواطن لبناني كالآخرين يفتقد إلى أدنى مقومات العيش الكريم، أما اليوم فحضوره هو لسببين، السبب الأول كمواطن، أما الثاني فكممثل لم تمنحه السلطة الاهتمام اللازم لا بنقابته ولا بمهنته.يقول عبدو نحن لا نعيش في قصور عاجية، ولا مسرح وطني كي نشارك فيه أدوارنا، ولا حاضنة ثقافية لنا.ويضيف: الملفت اليوم في الشارع فعلياً وما ميز هذه التظاهرات هو الوعي، فالطلاب مثلاً أبناء هذا الجيل الذي اعتقدنا أنه يفتقد إلى الحضور والثقافة وأنه عزل نفسه في أدوات التكنولوجيا الحديثة. هذا الجيل أبهرنا بامتلاكه مستوى عال من الوعي السياسي والاجتماعي، إذ تمحورت المطالب حول 3 أمور أساسية، استقلالية القضاء، ووضع آلية لمحاكمة الفاسدين وسنّ قانون انتخابي يضمن التمثيل الصحيح لكافة شرائح المجتمع اللبناني. كل تفاصيل الشارع تنبئ أننا أمام انتفاضة جدية، قد ترسم خارطة الطريق للثورة الحقيقية، فالحراك قد بدأ بتحقيق الأهداف منذ اليوم الأول وسنشهد في لبنان نهضة إجتماعية ستنعكس حكماً على الصورة التي سيصدّرها لبنان للخارج بعد اليوم. وسيظهر الفرق الكبير بين صورة لبنان التي عمل البعض على إظهارها عكس حقيقتها قبل 17أكتوبر. يختم عبدو قائلاً: أكثر ما أثّر بي في هذه الانتفاضة، كان خلال مشاركتي الاعتصام على جسر الرينغ في وسط بيروت، عندما حاولت صبية التغلب على خوفها، فسألت شاباً إلى جانبها من أي منطقة حضر إلى هنا، فأجابها أنه من منطقة الهرمل، فإحتضنته وشكرته لتواجده في بيروت. بكى الشاب لاعتقاده سابقاً أنه كإبن البقاع مرفوضاً بين أبناء وطنه. يرسم اليوم فنانو لبنان مشهداً آخر من مشاهد الانتفاضة الشعبية. يمثلون لكن بأدوار حقيقية، يخرجون عن النص دون خوف من العوائق، يعطي المخرج إشارة. المسرح اليوم لكم. لا نصوص جاهزة سلفاً أنتم أبطال لبنان الجديد.

مساحة إعلانية