رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2420

أهالي ترمسعيا الفلسطينية: الشجب الأمريكي لاعتداءات المستوطنين غير كافٍ

24 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
رام الله - محمـد الرنتيسي

«عندما عدت إلى بلدتي قبل عام ونصف العام، كنت أفكر أن السلام قد حل في البلاد، وأن الوضع اليوم مناسب لعودتي إلى ترمسعيا بعد سنوات الغربة الطويلة، كي أعمل في بلدي وأرضي وبين أبنائي، لكني أقول اليوم بكل صدق، ان العام والنصف الذي قضيته هنا بعد عودتي، تبدو لي وكأنها أطول من الثلاثين عاماً التي قضيتها في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أعرف ماذا سيكون مصير أجيالنا القادمة بهذا الخصوص».

هكذا علق المواطن أحمد جبارة من بلدة ترمسعيا، على الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في بلدته أخيراً، وأوقعت شهيداً والعشرات من الجرحى، فضلاً عن حرق نحو 30 منزلاً، و60 مركبة، وإحراق وتدمير مزروعات وممتلكات.

وقال لـ»الشرق»: «في أحيان كثيرة، وأنا أتجول في هذا العالم الواسع، أتساءل: أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بأمن وسلام على أرضه، مثل كل شعوب الأرض، أي قدر هذا الذي قدر لنا أن نواجهه»؟.

وزاد المواطن وليد أبو الهموم: «هذا الرجل أمضى نحو 30 عاماً في أمريكا، من أجل لقمة عيش عياله، الذين كبروا وشبوا وهو بعيد عنهم، وعاد منذ عام ونصف العام، بعد أن جمع مبلغاً من المال، مكنه من ايجاد مصدر دخل هنا في الوطن، حيث أسس مشروعاً تجارياً، لكنه عاد للتفكير بالهجرة بعد هذا الدمار».

ويحمل غالبية سكان بلدة ترمسعيا (85 بالمائة منهم) الجنسية الأمريكية، ويعيش غالبيتهم في أمريكا، وإزاء اعتداءات المستوطنين عليهم، وحرق منازلهم ومركباتهم وممتلكاتهم، طالبوا الإدارة الأمريكية بموقف حازم حيال ذلك، مطالبين في ذلك الوقت القيادة الفلسطينية، بالتدخل كذلك لدى واشنطن لهذا الغرض.

وتساءل مواطنون من البلدة: إلى متى سنبقى نتلقى بيانات الشجب والاستنكار لما يجري، دون أن نرى خطوة عملية واحدة على الارض؟.. مؤكدين أن الموقف الأمريكي حول قلق واشنطن من تدهور الأوضاع الأمنية في القرى الفلسطينية، جراء اعتداءات المستوطنين، لا يكفي، ولا يمكن أن يغير شيئاً من الواقع.

وعلى ضوء زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمـد اشتية إلى بلدة ترمسعيا، للوقوف على الأضرار التي لحقت بها، طالب أهالي البلدة الولايات المتحدة، بالقيام بواجبها السياسي والإنساني والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعاني القتل والدمار والتشريد منذ ما يزيد عن 75 عاماً.

وفي الأيام الأخيرة، حذرت واشنطن من تداعيات البناء والتوسع الاستيطاني المتصاعد في الأرضي الفلسطينية، غير أن الفلسطينيين يرون أن مثل هذه التحذيرات، لن تمنع هجمات المستوطنين، ولن تزيل ولو بؤرة استيطانية واحدة، كما لن تحمي الأهالي من مخاطر وتداعيات اعتداءات المستوطنين عليهم.

ويرى المواطنون، أن التحذيرات الأمريكية هذه، على ايجابيتها وأهميتها، إلا أنها ما لم تشق طريقها على الأرض، وتخرج إلى حيز التنفيذ العملي، ستظل عديمة الجدوى، ولن تغير من الواقع في شيء، بل يمكن اعتبارها ذرا للرماد في العيون.

مساحة إعلانية