رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

718

فلسطينيون لـ"الشرق": جرائم الاحتلال لن تطفئ شعلة المقاومة

21 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
جنين - محمـد الرنتيسي

لا يكاد يمر أسبوع، حتى تقتحم قوات الاحتلال مدججة بالناقلات العسكرية المصفحة، ومعززة بالوحدات الخاصة "المستعربين" مدينة أو مخيم جنين شمال الضفة الغربية، في محاولة لاعتقال من تسميهم مطلوبين، أو تصفية رجال المقاومة الفلسطينية، في محاولة يائسة لمنع امتداد شعلة المقاومة إلى مناطق أخرى في فلسطين.

ووفقا للمراقبين، فالاحتلال عندما ينزع باتجاه هذا العدوان المنظم على جنين، فلأنه وفق حسابات الربح والخسارة، يريد أن يبقي المقاومة على هذا النحو، وفق مبدأ (أقل الخسائر) ومنع انتقال جذوتها إلى مساحات أوسع في الضفة الغربية، لأنه يدرك أن امتداد الشعلة سيغير المعادلة، ويقلب الموازين، ويكلف الاحتلال الكثير، خصوصاً وأن الاحتلال يعتقد واهماً، أن باستطاعته مواصلة عمليات التهويد والضم للأراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، دون مقاومة.

وأسفرت الاقتحامات شبه اليومية لمدينة ومخيم جنين، عن استشهاد العشرات وإصابة أضعافهم، لكن هذه الجرائم حسب أهالي جنين، لن تثنيهم عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، التي اختاروها سبيلاً من أجل تحقيق أهدافهم الوطنية، وليس أدل على صحة منطقهم، من تطور المقاومة وعملياتها، وهذا ما ظهر جلياً في العدوان الأخير، إذ تمكن المقاومون الفلسطينيون من إعطاب عدة ناقلات جند إسرائيلية، وإصابة من كانوا بداخلها، وإلحاق أضرار بطائرة "أباتشي" الأمر الذي أقرّ به قادة الاحتلال.

يقول عز الدين السعدي (38) عاماً، إن قوات الاحتلال تسعى لقتل روح النضال في مخيم جنين، لكونه يتصدر مشهد المقاومة الفلسطينية، ولا تلين له قناة، مشدداً على أن الأهالي مستعدون للتضحية وتقديم المزيد من الشهداء والجرحى والأسرى، على مذبح حريتهم، وحتى زوال الاحتلال.

يضيف السعدي لـ"الشرق": "يعتقد الاحتلال أن هذه الأساليب والممارسات العدوانية، يمكن أن تثني أبناء شعبنا عن مواصلة نضالهم، لكن إجرامه لن يزيدنا إلا إصراراً على المقاومة وتقديم المزيد من التضحيات، حتى إلحاق الهزيمة بجيشه، وإرغامه على الرحيل عن أرضنا".

وجلي أن مدينة جنين أعطت دروساً في النضال للأجيال الفلسطينية، بينما يتقدم مخيمها الشامخ بقية المخيمات الفلسطينية في الفعل الوطني المقاوم، الذي من شأنه أن يعيد للقضية الفلسطينية وجهها الحقيقي، ويضعها على سلم أولويات الفلسطينيين.

ولم يستبعد فلسطينيون من مدينة ومخيم جنين، أن يصل عدوان الاحتلال إلى حد الاجتياح الشامل في أي لحظة، على غرار ما جرى العام 2002، في محاولة يصفها الأهالي بأنها يائسة، ولن تؤتي أكلها في تركيعهم، رغم الفوارق الكبيرة في العدة والعتاد بينهم وبين قوات الاحتلال المدججة بأحدث أنواع الأسلحة.

ووفقاً للشاب أمجد تركمان (في العشرينيات من العمر) فما يجري في جنين هو نتيجة حتمية لممارسات الاحتلال وعدوانه المستمر على المدينة، وأنه ليس أمام هذا الاحتلال إلا الرحيل عن الأرض الفلسطينية "أباً عن جد" وفق توصيفه، مشدداً "على الاحتلال أن يدرك أن اقتحام جنين أصبح له ثمن".

ويوضح لـ"الشرق": "الاحتلال يقتل ويعتقل ويدمر، وأمام كل هذه الموبقات، لا يمكن لأبناء شعبنا أن يقفوا دون ردة فعل.. الاحتلال هو من يقف وراء عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس، وفق قاعدة لكل فعل رد فعل".

ويبدو الاحتلال عاجزاً عن تصفية المقاومة في جنين، وهذا باعتراف قادته العسكريين، الذين بلغ ببعضهم حد القول: "جنين عصية على الكسر، نحن نواجه حالة فريدة من التلاحم بين المقاومين والأهالي، حتى العائلات الفلسطينية في جنين أصبحت مناهضة لنا".

مساحة إعلانية