رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4151

زهرة تتذكر سقوط مدينتها حيفا بأيدي عصابات يهودية

24 أبريل 2014 , 07:58م
alsharq
حيفا - وكالات

لا تزال زهرة خمرة "78 عاما" وهي من مدينة حيفا تستيقظ ليلا وتبكي عندما تعاودها ذكريات الرعب والتفجيرات التي نفذتها منظمات صهيونية إرهابية، قبل سقوط مدينة حيفا في 22 أبريل 1948، وما عانته بعد ذلك.

العودة إلى القتل

وقالت العجوز الفلسطينية، "كان عمري 12 عاما عندما فجرت المنظمات الصهيونية مأذنة جامع الجريني في حيفا العتيقة، وقتل عدد كبير من الناس، وتلطخت جدران الجامع بالدماء وببقايا أشلاء آدمية".

وأوضحت زهرة، "عندما سقطت المدينة بأيدي المنظمات اليهودية كنا مختبئين في بيت جدي في شارع الكنائس في البلدة القديمة، خافت والدتي من أن يقتلونا فهربت بنا مع جدتي وخالتي وهربنا باتجاه البوابة الشرقية نحو الميناء، وعند الميناء اخفت والدتي وجهي حتى لا أرى قتلى، لكني سمعت خالتي تتحدث عنهم".

وتابعت، "وعندما وصلنا إلى الميناء فتح لنا الجنود الإنكليز البوابة باتجاه البحر وقالوا (يلا روخ ..روخ) وذهبنا بالزحافة (قارب) وتوجهنا إلى بيت خالتي في عكا".

ومضت تقول، "كان معنا امرأة من وادي الصليب في الزحافة اكتشفت في الطريق أنها حملت المخدة بدلا من ابنها وصارت تصرخ بأعلى صوتها تريد العودة، وأنا لا أزال أذكر صراخها وبكاءها، تريد أن ترجع لتعيد ابنها، لكن الجميع اثنوها عن ذلك وقالوا لها (سيقتلوك إن عدت الآن)، لست أدري ما حل بها بعد ذلك، كل ما أذكره بكاءها وصوتها".

وأوضحت زهرة، "وصلنا عكا وبقينا فترة وجيزة، وعندما اشتدت الهجمة عليها هربنا إلى مخيم (المية مية) في لبنان"، ثم، "جاء جنود لبنانيون ومعهم شاحنات وصاروا يحملون الناس ويقولون (يلا إلى تركيا) وأنا مرعوبة خائفة، كنا نبكي ونتوسل ألا يأخذونا".

مصادرة الأملاك

وذكرت زهرة، أنه بعد ذلك ذهبت إلى سوريا وعانت اللجوء مع عائلتها ثم عادت الى حيفا مع والدتها سنة 1950 بطلب من والدها الذي بقي في حيفا حيث صودرت جميع أملاكهم.

وقالت، "هدم بيت جدي القديم وبنوا مكانه بناية التأمين الوطني الإسرائيلي".

وفي قرار تقسيم الأمم المتحدة لفلسطين في 29 نوفمبر 1947، كانت حيفا ضمن إسرائيل كمدينة مختلطة.

ومن جهته، قال مؤرخ مدينة حيفا، الدكتور جوني منصور، "إن حيفا أصغر مدينة فلسطينية بناها ظاهر العمر، قبل 253 عاما، وكانت مسورة وفيها سوق القصبة وقناطر مثل مدينة القدس ونابلس، وبنيت المدينة الحديثة للأحياء العربية عام 1875 بعد أن سمحت السلطات العثمانية بالبناء خارج الأسوار".

وأضاف، جوني منصور، "بمجرد سقوط مدينة حيفا هدمت إسرائيل المدينة القديمة وأسواقها ومعظم الأحياء العربية خارج الأسوار، وبقي من المدينة العتيقة جامع الجريني و كنيسة السيدة التي فتحت فقط عام 1986، أما آخر قسم من السور الذي كنا نراه حتى سنوات السبعينات فردم تحت شارع شق هناك".

وعرض الدكتور، جوني منصور، صورا للمدينة من بداية القرن الماضي تظهر أسواقها وحياة الناس فيها.

وكان عدد سكان حيفا حتى عام 1948 نحو 70 ألف عربي و72 ألف يهودي، وزاد عدد اليهود بعد هجرة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية.

تنسيق بريطاني إسرائيلي

وأكد الدكتور منصور، "أن سقوط حيفا وهجرة العرب منها كان على مراحل خلال موجات من الإرهاب المنظم وتفجير أماكن مأهولة بالسكان ببراميل المتفجرات والقناصة، ويوم سقوط حيفا أغلقت المنظمات الصهيونية المدينة من 3 جهات بالتنسيق مع الجيش البريطاني وفتحت فقط طريق الهرب للميناء".

وأضاف جوني منصور، أنه بعد "تفريغ السكان العرب والتنظيف العرقي (..) بقي في حيفا نحو 2500 عربي".

وجمعت إسرائيل العرب في حي وادي النسناس، ولم تهدمه كما أبقت على حي عباس والحليصة و شارع يافا ووادي الجمال خارج الأسوار.

كما أبقت على حي وادي الصليب الذي هجر من سكانه المسلمين والمسيحيين ووطنت يهودا شرقيين وبعد ذلك غادروه، وصار الحي خاليا مهملا لكن بناءه العربي الحجري لازال مميزا بشبابيكه ذات الأقواس والانحناءات.

وهدمت إسرائيل السرايا القديمة، دار الحكومة العثمانية وكانت أيضا دار الحاكم البريطاني، وأقامت إسرائيل مكانها بناية مقرات الحكومة على شكل صاروخ عملاق.

وهودت إسرائيل أسماء الشوارع، واعتبر جوني منصور، أن هذا "يقع ضمن مخطط إبادة المشهد الثقافي في حيفا والمدن الفلسطينية".

مساحة إعلانية