رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6464

مها الرميحي: مدرسة طارق بن زياد تحظى بمكانة كبيرة في قلوب القطريين

24 فبراير 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة ـ الشرق

مها الرميحي: مؤسسة قطر تؤرخ لتعليم نوعي بإعادة افتتاح مدرسة طارق بن زياد

تفتتح مؤسسة قطر رسمياً مدرسة طارق بن زياد، أقدم مدرسة في قطر، في 25 الجاري،التي تخرج فيها جيل كبير من كبار الشخصيات ومسؤولي الدولة، وهم اليوم قادة ومسؤولون وشخصيات أثرت التنمية بالكثير من الإنجازات، كما أنها تؤرخ للتعليم النظامي في الدولة.

في حوار مع السيدة مها الرميحي، المدير العام لمدرسة طارق بن زياد، التي تعمل تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر أشادت بالدور الريادي لمؤسسة قطر في حفاظها على التراث التعليمي والثقافي، وحرصها على إعادة افتتاح مدرسة هي اليوم من أهم المدارس في الدولة، وستعمل بإذن الله على تخريج جيل نوعي من الأطفال والشباب ليسهموا في بناء الوطن.

مظلة التعليم

يحظى إدراج مدرسة طارق بن زياد وهي مدرسة عريقة، بمكانة خاصة لدى أبناء المجتمع القطري، وهي تعمل اليوم تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، ماذا يضيف ذلك إلى المدرسة، وإلى مؤسسة قطر أيضًا؟

بدايةً، كان لقرار إدراج مدرسة طارق بن زياد ضمن مدارس مؤسسة قطر وقع جميل جدا علينا جميعا كتربويين وأكاديميين في مؤسسة قطر، فقد أدركنا منذ اللحظة الأولى حجم المسؤولية الملقاة علينا في الحفاظ على الإرث الكبير الذي تحمله هذه المدرسة الجميلة، خصوصًا بعد أن أُعيد بناؤها من قبل المكتب الهندسي الخاص التابع للديوان الأميري في دولة قطر، مع الاحتفاظ بالتصميم الهندسي القديم وإضافة مبانٍ جديدة وقاعات دراسية متخصصة وملاعب ترفيهية.

في مؤسسة قطر، تسلمنا هذه الأمانة وحرصنا على تقديم كافة خبراتنا ومعارفنا وشغفنا بالتعليم من أجل إعادة إحيائها وتطويرها مع الحفاظ على طابعها التراثي، وبفضل خبرتنا في مجال تعليم البكالوريا الدولية فقد تمكّنا من تشغيلها في أغسطس عام 2019، أي بعد شهرين فقط من إدراجها تحت مظلتنا في مايو.

* كيف تصفين لنا مهمتك كمدير عام لهذه المدرسة التي تمتلك هذا التاريخ الغني والحضور القوي في ذاكرة القطريين، كقطرية أولًا، وكتربوية؟

تعدّ مدرسة طارق بن زياد من أقدم المدارس الحكومية في قطر، لذا، فهي تحظى بمكانة كبيرة في قلبي وقلوب كل القطريين، وخصوصا كوني درست في مدارس حكومية، وهو ما جعلني أتأثر بشدة لدى زيارتي للمدرسة بعد تسلمي منصب مديرها العام، لقد شعرت بحنين قوي إلى مدرستي الابتدائية بينما أتفقد أروقتها، وصفوفها الدراسية، وأعتقد أن إعادة ترميم المدرسة مع الحفاظ على تصميمها التراثي القديم كان له الأثر في حفظ مكانتها لدى أبناء الجيل القديم وجيلنا.

كما أتذكر جيدا ما كنت أسمعه بشكل متكرر حول مدرسة طارق بن زياد حين كنت طالبة في مدرسة إعدادية للبنات، بأنها مدرسة ذات سمعة عالية ومناهج تعليمية ابداعية، وخصوصا في العلوم، كما كانت العوائل القطرية تقصدها لتسجيل أولادها فيها حتى ولو كانوا يسكنون في مناطق بعيدة عنها.

نموذج أكاديمي

* كيف تمكنت مدرسة طارق بن زياد من ابتكار نموذج أكاديمي يدمج الثقافة الشعبية في كل المحتوى التعليمي مع الحفاظ على أسس البكالوريا الدولية؟ وماذا عن تعزيز اللغتين العربية والانجليزية لدى الطلاب؟

نقدم في مدرسة طارق بن زياد، نموذجا تعليميا مبتكرا وفريدا من نوعه محليا وفي المنطقة والعالم، وهو يقوم على الانغماس التام في اللغة. ففي صفوفنا الدراسية، يوجد معلمان، معلم متحدث بالإنجليزية ومعلم متحدث بالعربية، يدرسان الطلاب في الحصة نفسها ويقدمان المعلومات نفسها لكن باللغتين. وهذه فكرة مبتكرة وخصوصًا في الصفوف الدراسية المتقدمة، مما يعزز مهاراتهم اللغوية، بشكل مبسط وممتع. وقد كانت النتائج مذهلة، حيث بدأ الأهالي يلحظون تقدم الطلاب باللغة الثانية خلال شهرين فقط.

ولتطبيق هذا النموذج، قمنا بتدريب كافة المعلمين، ومن بينهم المتحدثون بالإنجليزية، على الثقافة والتراث القطري لإدماج هذه العناصر في حصصهم الدراسية.

نظرة تربوية

* انضمت مدرسة طارق بن زياد للبنين، إلى مظلة مؤسسة قطر، كمدرسة مختلطة، ما هي وجهة نظركم التربوية في المؤسسة حول التعليم المختلط ودوره في العملية التعليمية؟

بحكم تجربتي في المجال الأكاديمي في مدارس مؤسسة قطر، يمكنني القول إن التعليم المختلط يلعب دورا إيجابيا في تعليم وتنمية الطلاب من ناحية التكيف الاجتماعي، تعزيز القدرة على التفاعل وزيادة الثقة بالنفس، كما يساعد على فهم أفضل للجنس الآخر وكيفية التعامل معه ضمن قواعد أخلاقية قائمة على الاحترام والتقاليد.

كما أن الواقع الاجتماعي والمهني يفرض نفسه، حيث كل الأماكن خارج المدارس مختلطة، مثل الأسرة، والمجمعات التجارية، وأماكن العمل في مختلف المجالات والتي ستحتضن خريجي المدرسة مستقبلا، كل ذلك يجعل التعليم المختلط بمثابة تمهيد للحياة الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين، وهذا ما لا يتعارض مع تقاليدنا وبيئتنا المحافظة، والتي تعزز العلاقات الاجتماعية السليمة المبينة على أسس الاحترام والتقبل بين الجنسين.

وأود أن أشير إلى أن بعض الأهالي كانوا قد اتخذوا قرارهم بتعليم أولادهم لدينا خلال المرحلة الابتدائية فقط، بسبب التعليم المختلط لكنهم، عندما لاحظوا الآثار الإيجابية لهذا التعليم على شخصية الطلاب وكيف يسهم في تحقيق الاتزان لديهم، عدلوا عن قرارهم وأبقوا على أولادهم في صفوفنا لإكمال المرحلة الإعدادية.

مناهج مدرسية

* أضفتم إلى مناهج المدرسة، مواد في الموسيقى، أخبرينا عن جدوى ذلك وفائدته بالنسبة للطالب؟

لقد أدرجنا مادة الموسيقى من ضمن برنامج البكالوريا الدولية لأهميتها في توسيع مدارك الطالب، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تبدو جديدة ولا صلة لها بالمنهج القديم، إلا أن الموسيقى كانت تدرس بشكل أساسي في المدارس الحكومية قديما، ولكن تحت مسميات أخرى، مثل الكشّافة.

وتحتفظ وزارة التعليم والتعليم العالي بفيديوهات مصورة تظهر اعتمادها في المناهج القديمة. نحن لم نأخذ هذه الحصة ونطبقها كما هي، بل قمنا بمواءمتها مع مبادئنا التعليمية التي تعزز التراث، ما يعني أننا نقدم موسيقى عربية شرقية للطالب كمرحلة أولى قبل الانطلاق إلى تعلم الموسيقى العالمية، والمعلم غالبا ما يكون عربيا ويمتلك خبرة في الموروث الفني القطري.

طموح مستقبلي

* ما هو طموحكم لمستقبل مدرسة طارق بن زياد محليا وعالميا؟

طموحنا أن نبني نموذجا عالميا لمدرسة تطبق التراث المحلي داخل مناهجها الدراسية، نطمح لأن نعرض تجربتنا في المؤتمرات التربوية العالمية كخطوة لأن يُصار إلى تطبيقها في دول حول العالم، حيث تعتمد كل دولة لدى وضع مناهجها الدراسية على تراثها التقليدي الخاص. هذا بالإضافة إلى نموذج الانغماس في اللغتين العربية والإنجليزية.

لقد كانت دولتنا على قدر كبير من الوعي والرشد بحيث أدركت أننا قادمون على انفتاح كبير فركزت على تعزيز الهوية القطرية، وذلك من خلال تشريعات بدأت تصدر منذ أكثر من 10 سنوات، وآخرها كان قرار تعزيز اللغة العربية، هذا بالإضافة إلى الجهود التي تقوم بها مختلف المؤسسات مثل الأنشطة الثقافية والمهرجانات والبرامج التي تعزز ثقافتنا المحلية. كل ذلك ألهمنا لابتكار منهجنا التعليمي الفريد في مدرسة طارق بن زياد والذي لا ينفصل عن موروثنا الثقافي.

حدث كبير

* يصادف اليوم الافتتاح الرسمي لمدرسة طارق بن زياد، تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أخبرينا عن أهمية ذلك؟

يغمرنا الحماس لهذا المشروع الجديد الذي يحمل أفكارا مبتكرة، والافتتاح الرسمي الذي نترقبه اليوم، هو حدث كبير جدا نعلن خلاله أمام كافة أفراد المجتمع عن إعادة افتتاح هذه المدرسة العريقة التي خرجت نخبة من أبناء المجتمع المتميزين في مجالات السياسة والطب والفن وغيرها، والتي تفتخر منذ تأسيسها بانتمائها إلى الهوية الثقافية القطرية والقيم العربية. إننا نتطلع إلى مرحلة جديدة من تاريخ المدرسة المشرف، وإلى تأسيس نموذج فريد من نوعه على مستوى العالم بما يسهم في تنشئة مواطنين متميزين محليا وعالميا.

مساحة إعلانية