رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1028

كيف أصبحت قطر قوة دبلوماسية؟

مجلة ناشيونال إنترست: هكذا أصبحت قطر قوة دبلوماسية ومركزاً للحوار

23 سبتمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
عواطف بن علي

*الدوحة مركز للحوار والحل السلمي للنزاعات

*قطر تمثل نموذجاً بديلاً مثيراً للإعجاب في منطقة مضطربة

*قطر تعمل على تزويد أوروبا بالغاز

*يمكن للعالم الاستفادة من دور قطر كمحاور عالمي

 

أكد تقرير لمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية إن خطاب صاحب السمو وتصريحاته الصحفية الأخيرة تعد تأكيدا على أهم عناصرالسياسة الخارجية القطرية القائمة على الدعوة للحوار وتجنب الصراعات والحروب. وأبرز التقرير أن قطر برزت كمركز للحوار والوساطة وتقدم نموذجًا بديلاً مثيراً للإعجاب في منطقة كثيرة الاضطرابات. وأشار التقرير إلى أن العالم يمكن أن يحقق الاستفادة من رغبة قطر في لعب دور المحاور العالمي كبديل لاستخدام القوة والدبلوماسية القسرية. وفيما يخص أمن الطاقة تبدي الدوحة استعدادها لمساعدة أوروبا وستقوم بتوريد الغاز إلى أوروبا في السنوات القادمة.

وقال التقرير إن خطاب صاحب السمو وتصريحاته الصحفية تمثل تذكيرا مهما وفي الوقت المناسب، كيف يمكن لدولة قطر أن تكون ذات مكانة مهمة في شبه الجزيرة العربية وأن توازن العلاقات مع القوى العالمية. وبين التقرير أن خطاب سمو الأمير يمثل شرحا لمجموعة من القضايا المهمة في المنطقة والعالم. كما يعد خطاب سمو الأمير نظرة ثاقبة لواحد من أكثر قادة الشرق الأوسط أهمية في وقت الاضطرابات الإقليمية، والتوترات العالمية المتصاعدة، والمنافسة بين القوى العظمى.

وشدد التقرير على أن قطر تشتهر بامتلاكها أعلى دخل للفرد في العالم لكنها تتجاوز التركيز على الثروة المالية والاقتصادية إلى ممارسة سياسة خارجية تتجنب الصراع لصالح الحوار مما يجعل قطر تبرز في المنطقة المضطربة. وفيما يخص أول إنتخابات مجلس الشورى منتخبة في الدوحة عام 2021، علق سمو الأميرعلى هذا التوجه للدولة "لا نسعى إلى التنافس مع أي شخص أو تقليده، بل نسعى إلى إيجاد مكانة خاصة بنا" من خلال "الالتزام بالحوار كبديل للحروب. "وفي إشارة إلى دور قطر الأساسي في أفغانستان، أكد سمو الأمير توجه الدوحة "كمركز للحوار والحل السلمي للنزاعات".

وأبرز التقرير أن السياسة الخارجية للدوحة تهدف إلى جمع وجهات نظر مختلفة معًا، ومساعدة جميع الأطراف التي تحتاج إليها حيث لعبت الدوحة دور الميسر، في المنطقة وخارجها. وفي الوقت الذي يتعامل فيه الكثير من الدول مع الشؤون الدولية على أنها لعبة محصلتها صفر، تقدم قطر بشكل مثير للإعجاب نموذجًا بديلاً. وقد أكد صاحب السمو أن العالم بحاجة إلى الحوار لحل مشاكله وأفضل مثال حديث هو ما فعلته الدوحة في أفغانستان، عندما طلب الأمريكيون المساعدة لإقامة اتصالات مع الأفغان لإيجاد حل سلمي للحرب قامت قطر بلعب دور الوسيط وساهمت في حل الأزمة التي استغرقت سنوات طويلة وساعدت في عمليات الاخلاء للمواطنين الأجانب والأفغان الراغبين في الخروج من البلاد.

*دور محوري

وفي هذا الصدد، قال النائب سكوت تايلور (جمهوري من ولاية فرجينيا)، وهو جندي سابق في البحرية الأمريكية، في عام 2021، أن قطر "أنقذت أمريكا "في أفغانستان من خلال قيادتها لإجلاء 124000 أمريكي وأفغاني ورعايا دول أخرى. منذ نقل السفارة الأمريكية من كابول إلى الدوحة، نفذت السلطات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب "في الأفق"، حيث نجحت بشكل فعال في إدارة تحد أمني مروّع عن بُعد.

وأشار التقرير إلى أن موقف قطر من المنافسة الأخيرة بين القوى العظمى، والتي أدت إلى زيادة القلق العالمي، أكد سمو الأمير: "لا نريد أن نرى العالم مستقطبًا بين قوتين عظميين؛ سيكون ذلك في غاية الخطورة.. بلدنا حليف رئيسي للولايات المتحدة والغرب بشكل عام، لكن المستورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال هو الصين. لا يسعنا إلا أن نلاحظ أن هناك اختلافات كبيرة بينهما، لكننا نأمل أن يتم حل التوترات من خلال الوسائل الدبلوماسية والسلمية ".

فيما يتعلق بالارتفاع الكبير في أسعار الغاز العالمية الناتجة عن حرب بوتين في أوكرانيا، تعمل قطر على مساعدة أوروبا وستقوم بتوريد الغاز إلى أوروبا في السنوات القادمة. لكن ليس صحيحًا أنه يمكن استبدال الغاز الروسي لأنه ضروري للسوق العالمية. وتنظر قطر إلى النقطة الأكثر أهمية أن الجميع يعاني من أزمة الحرب على أوكرانيا، سواء كان ذلك على مستوى الطاقة أو توفير الغذاء لهذا السبب تدعو قطر الى انهاء الحرب في أوكرانيا.

كما أوضح التقرير، أن موقف قطر من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ثابت يدعو إلى السلام ويؤكد التزام الدوحة طويل الأمد بحل الدولتين. وأن قطر استخدمت ثروتها ونفوذها منذ فترة طويلة لمساعدة قطاع غزة والضفة الغربية واحتواء الأعمال العدائية في واحدة من أكثر المناطق الساخنة تفجرًا في المنطقة وهو أمر يستحق الثناء.

واختتم التقرير أن تصريحات صاحب السمو تعد تذكيرًا في الوقت المناسب بأهمية الحوار والدعوة الى السلام وموازنة العلاقات مع القوى العالمية من خلال رفض الأساليب الأحادية واعتماد الدبلوماسية لتحقيق نتائج إيجابية وأقل ضررًا. يمكن للعالم أن يحقق الاستفادة من رغبة قطر في لعب دور المحاور العالمي كبديل لاستخدام القوة والدبلوماسية القسرية.

مساحة إعلانية