رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

6911

الشتاء كابوس يلاحق النازحين واللاجئين كل عام

22 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
هاجر العرفاوي

تسوء أوضاع النازحين بشكل كبير كل عام خلال فصل الشتاء، حيث تضاعف درجات البرودة التي تقارب الصفر الأوضاع الصعبة في المخيمات، فلا الخيام تقيهم من البرد والصقيع، ولا الطرق المقطوعة تسمح بوصول الغذاء والدواء اليهم.

وفي مأساة تتكرر كل عام، بات فصل الشتاء كابوسا يلاحق النازحين السوريين في المخيمات ويفاقم أوضاعهم المتردية، اذ يعيش أكثر من 1.5 مليون نازح معاناة شديد جراء المنخفضات الجوية شديدة البرودة التي تضرب المنطقة كل شتاء. وخلال هذا الأسبوع، ضربت عاصفة ثلجية شمال غرب سوريا، أدت لانقطاع العديد من الطرق ومحاصرة مخيمات في ريف حلب الشمالي، بينما اغرقت سيول الامطار الجارفة مخيمات في ريف إدلب الشمالي. وخلفت هذه الموجة أضراراً مادية في أكثر من 72 مخيماً بشمال غرب سوريا، حيث تضررت 1900 خيمة بشكل جزئي، و920 خيمة بشكل كلي، وكانت تقطن في هذه الخيام نحو 2250 عائلة.

ومن جهته، اكد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" على تويتر، ان "أوضاعا كارثية في مخيمات ريف عفرين شمالي حلب جراء العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة وأدت لقطع الطرقات ومحاصرة المدنيين وانهيار عدد من الخيام، في ظل أوضاع مأساوية يعيشها المدنيون وفقدانهم لمقومات الحياة ومواد التدفئة."

الأطفال هم الضحايا

وينعكس انخفاض درجات الحرارة بشكل مباشر على الأطفال وكبار السن، وذكر تقرير لمنظمة "كير" الدولية، التي تعنى بالشؤون الإنسانية وتقديم الإغاثة الطارئة، ان ثلاثة أطفال سوريين لقوا حتفهم جراء موجات البرد الشديد فيما تعرّض مئات الآلاف من الأشخاص "لخطر كبير" في سوريا والدول المجاورة بسبب موجات البرد القارس. وأوضح التقرير، ان طفلا بمخيم قسطل المقداد بسوريا توفي خلال انهيار خيمته بسبب تراكم الثلوج على سطحها، بينما تقبع والدته بوحدة العناية المركزة.

وفقد طفلان اخران 3 سنوات و 5 سنوات، حياتهما الإثنين الماضي في مخيم شمال حلب، جراء اندلاع حريق في خيمتهم بسبب المدفأة، في حين أصيبت والدتهما بحروق خطيرة نقلت على اثرها إلى المستشفى، فالخيام لا تمنع البرد والصقيع، اذ يضاعف عدم عزل الخيام والأرض الطينية من البرودة، فيما تغيب التدفئة المناسبة بسبب تردي أوضاع النازحين المعيشية، ويضطر الكثير لاستخدام مواد غير صحية وامنة في التدفئة كالنايلون والأحذية المستعملة.

وصرحت جوليان فيلدويك مديرة منظمة كير في سوريا، أن الكثير من العائلات النازحة أصبحت تخشى خطر التجمد وباتت حياتهم لا تطاق بسبب موجة البرد وسوء الأحوال الجوية هذا الأسبوع، والذي أدى بدوره إلى تفاقم الوضع المعيشي للنازحين في سوريا و لبنان والأردن، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة أقل مما كانت عليه في 40 عاماً لتصل إلى 14- درجة مئوية أو أقل.

ومن جهته، اكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن الطقس الشديد البرودة تسبب في انخفاض حاد في درجة حرارة جسم طفلين في مخيمات بلبل، ما استدعى نقلهما على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقالت "أوتشا" ان العواصف الشتوية ألحقت دمارا بـ 362 خيمة وأثرت على 2124 نازحاً سورياً يعيشون داخل المخيمات. وقال مارك كاتس نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، إن "هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لهؤلاء الأطفال وكبار السن الذين يكافحون من أجل البقاء في خيام واهية في درجات حرارة تحت الصفر."

مخيم آشتي

وجراء موجة البرد التي تضرب مناطق شمالي العراق خلال هذه الايام، توفي طفلان في مخيم آشتي للنازحين في محافظة السليمانية، وفقا للمرصد العراقي لحقوق الإنسان. ويضم مخيم آشتي نحو 1865 عائلة نازحة أغلبها من محافظة صلاح الدين والبعض الآخر من الموصل وسنجار وديالى.

 

وقال المرصد في بيان امس، "تأكد لنا حتى الآن وفاة طفلين في مخيم آشتي للنازحين.. ووفاة سيدة مسنة تعيش مع عائلتها في منزل متهالك في محافظة ديالى (شرق)، إثر البرد الشديد وعدم توّفر أغطية ووقود". وطالب السلطات بالتدخل فورا وتقديم المساعدة للنازحين وتقديم الاحتياجات اللازمة لحفظ أرواحهم، خاصة النساء والأطفال، في ظل موجة البرد وعدم نسيانهم، كما حث المجتمع الدولي على تقديم العون لهم. ومن جانبه، قال عضو البرلمان فيان دخيل، في وقت سابق امس، إن 700 عائلة أيزيدية محاصرة في منطقة جبل سنجار جراء الثلوج التي هطلت على المنطقة خلال اليومين الماضيين؛ مبينة أن تلك العائلات تعاني من نفاد المواد الغذائية ووقود التدفئة في ظل تدني درجات الحرارة.

أوضاع قاسية

وفي وقت سابق، اشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في خطتها الإقليمية لشتاء 2021-2022 إلى أنه يوجد أكثر من 10 ملايين شخص سوري وعراقي نازح داخليا أو لاجئ في عدد من الدول المحيطة بالبلدين، وقدرت المفوضية الأممية أن 3.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات جوهرية لمساعدتهم في التحضير والتعامل مع فصل الشتاء القادم، خصوصا أنهم يواجهون صعوبات متزايدة بسبب الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا.

وأوضحت المفوضية أنها تحتاج إلى 193.4 مليون دولار أمريكي لتوفير المساعدة المنقذة للحياة في فصل الشتاء للأشخاص المحتاجين قبل بدء موسم الشتاء الذي وصفته بالقاسي والصعب، وذلك اعتبارا من أغسطس 2021، كما أشارت المفوضية أن المانحين أسهموا في الخطة بما نسبته 56 في المائة، وترك ذلك فجوة قدرها 84.2 مليون دولار أمريكي.

وأشارت الى ان شتاء هذا العام سيكون الحادي عشر، الذي يحل على الكثير من اللاجئين والنازحين وهم بعيدون عن أوطانهم ومساكنهم، كما في سوريا والعراق وغيرهما خصوصا وأنهم يعيشون في مساكن دون المستوى المطلوب وغير قادرين على تحمل التكاليف الإضافية للتدفئة، والملابس الدافئة والتكاليف الصحية مما سيضطرهم إلى اتخاذ قرارات صعبة جداً مثل تقليص وجبات الطعام أو الاختيار بينها وبين الدواء وغيرها من الضروريات للتغلب على هذه الظروف.

مساحة إعلانية