رياضة

811

رجال الإعلام: المدينة العمالية.. نموذج إنساني وحضاري

قام عدد كبير من رجال الإعلام العالمي والمحلي بجولة تفقدية للمدينة العمالية المتكاملة بالمنطقة الصناعية في مسيمير، وذلك على هامش مشاركتهم في فعاليات أعمال اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "كونجرس أنوك"، والذي اختتم الأربعاء الماضي بالدوحة.

ورغم أن هذه الجولة ليست الأولى من نوعها إلا أنها أماطت اللثام عن هذه الوجه الرائع والحضاري لتلك المدينة وكشفت عن استمرارية العطاء من القائمين على مثل هذه المجمعات لتقديم أفضل خدمة مستدامة للعاملين في قطر، فضلًا عن أنها كانت بمثابة الدليل الدامغ على الخدمات الإنسانية التي تقدم للعمالة التي تساهم في بناء البنية التحية لقطر وتنفيذ مشاريع مونديال قطر 2022.

وانقسمت الزيارة لهذا المشروع الذي يأتي ضمن رؤية قطر 2030 إلى قسمين، حيث ركز القسم الأول من الزيارة على المجمعات السكانية للعمال ودور العبادة ومركز الشرطة والمركز الصحي ومواقف الحافلات، في حين ركزت الجولة في القسم الثاني على المنطقة الترفيهية والتجارية ومعها ملعب الكريكيت الكبير والمركز التجاري والمسرح وقاعات السينما بالإضافة إلى المحلات التجارية العديدة.

وكان المشهد الأوّل عندما وصل الصحفيون إلى المدينة وشاهدوا فيلمًا وثائقيًا مختصرًا عن المدينة ومنشآتها، وذلك بعد أن سمع المشاركون نبذة تعريفية عن المدينة ومبانيها من الشركة المشرفة على المشروع قبل أن يأتي الدور على الفيلم الوثائقي عن فكرة المدينة وأهم محتوياتها، واستعرض الفيلم القصير المباني المجهزة على أعلى مستوى لسكن العمال والتي تراعي إلى حد كبير جوانب السلامة والنظافة والأمن علاوة على احتوائها كافة متطلبات الحياة، كما تطرق العرض إلى وسائل الترفيه المتمثلة في دار السينما والقاعة المجهزة على أحدث طراز بجانب الأماكن الأخرى المخصصة للترفيه.

وعرض الفيلم جانبًا من تلك الأماكن والتي كان على رأسها ملعب الكريكيت المجهز والذي يناسب اهتمامات العمال ذوي الأغلبية الآسيوية ومعروف عنهم عشقهم لتلك الرياضة كما عرض الفيلم الأماكن المجهزة للتسوق بوجود مول كبير يضمّ قرابة 200 محل تجاري علاوة على محلات أخرى ومطاعم وكل ما يحتاجه العمال.

العرض المبهر ضمّ أيضًا الحديث عن أماكن العبادة بوجود عدّة مساجد بخلاف الجامع الكبير والذي يعدّ ثاني أكبر مسجد بالدولة والذي يتسع لأكثر من 6500 مصل، وأكد التقرير أن المدينة قريبة جدًا من مجمع الأديان والذي يتيح لغير المسلمين بأن يؤدوا شعائرهم.

وانتهى عرض الفيلم التسجيلي باستعراض شامل للمدينة وطرق الوصول إليها والتعايش فيها بخلاف أن كافة مبانيها تراعي الشروط القياسية للأمن والسلامة بجانب إعطاء من يعيش فيها أفضل طرق العيش والترفيه وتساعده على نفض غبار تعبه واستعادة النشاط قبل العودة لعمله.

وبعد هذا العرض بدأت الجولات الميدانية على أرض الواقع بداية من زيارة سكن العمال والتعرف على نماذج الغرف، ثم القاعات الخاصة بالطعام مع التأكيد على وجود لجنة خاصة لاختيار أطعمة العمال حسب جنسياتهم وأطعمتهم المفضلة.

وبعد ذلك توجه رجال الإعلام إلى غرفة الأمن وشاهدوا هذا الكم الهائل من الكاميرات التي تساعدهم على تحقيق الأمن في كافة أرجاء المدينة، ثم توجه الجميع بعد ذلك إلى المركز الصحي الذي يركز على علاج الحالات السريعة ويشمل 12 غرفة تشخيص بجميع الاختصاصات ووحدات خاصة لطب الأسنان وفحص العيون والتجبيس وغرفة عمليات وصيدلية ومختبر.. واختتم الجزء الأول من الزيارة بزيارة المسجد الكبير داخل المدينة.

أما الجزء الثاني من الزيارة فقد بدأ بالمجمع التجاري الكبير الملاصق للمجمع السكني مع جولة سريعة في المحالات التجارية المجاورة والتي تلبي كافة احتياجات العمال من ملابس ومأكولات مختلفة وأجهزة متعددة ومحل خاص لغسل وكي الملابس ومحلات لبيع العصائر وغيرها.

وقام رجال الإعلام بعد ذلك بزيارة المسرح الكبير ثم واحدة من قاعات السينما المتواجدة بالمدينة والتي تحتوي على 500 مقعد، والتي يجاورها مجمع خاص للعيادات الطبية والذي يحتوي بدوره على جميع التخصصات، قبل أن تختتم هذه الزيارة الرائعة بدخول ملعب الكريكيت الكبير الذي يعتبر أحد أبرز الأماكن الترفيهية للعمال الآسيويين الذين يعيشون في هذه المدينة الرائعة.

وخلال تلك الجولة كانت كل علامات الارتياح واضحة على وجوه رجال الإعلام الذين ثمنوا الجهود الكبيرة من القائمين على هذا المشروع من أجل تهيئة كافة سبل الراحة لفئة العمال، ووصف البعض هذه المدينة بالنموذج الإنساني والحضاري.