رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3790

من الصحافة إلى الموساد.. تفاصيل مثيرة عن الفرنسي الذي عاش في 3 دول عربية ودفع فديته القذافي

21 أكتوبر 2019 , 08:06م
alsharq
الصحفي الفرنسي روجيه أوك.
الدوحة – بوابة الشرق

كشفت تقارير صحفية تفاصيل مثيرة عن الصحفي الفرنسي والدبلوماسي روجيه أوك الذي توفي عن 58 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان في باريس، بعد سنوات من العمل مراسلاً في لبنان لوسائل إعلام مثل صحيفة لاكروا ووكالة غاما، وعدد من محطات الإذاعة بلجيكية وسويسرية وكندية.

وربما تكون المحطة الأكثرة إثارة في حياة روجيه أوك هي احتجازه كرهينة في لبنان لمدة 11 شهراً عام 1987، حيث يروي في مذكراته "في خدمة مخابرات الجمهورية" تفاصيل كثيرة عن مسيرته في الصحافة والجاسوسية والدبلوماسية.

ويقول زميله بمجلة "باري ماتش" باتريك فورستيير إن روجيه أوك كان مستعرباً وكان جريئاً، فيما تشير صحيفة لوتان إلى أن حياة الصحفي الفرنسي كانت حافلة ومعقدة تخيم الظلال على جزء كبير منها ولم تظهر حقيقتها إلا باعترافات ضمنها مذكراته التي حرص على كتابتها قبل وفاته.

ويعترف روجيه، حسب لوتان، بأنه لم يكن حذراً بما فيه الكفاية، الأمر الذي أدى إلى أخذه رهينة لمدة 11 شهرًا، حيث يقول إنه أحس خلالها بأن سجنه "كان في الواقع داخلياً"، وفقاً لـ"الجزيرة نت".

ويؤكد روجيه أن إطلاق سراحه من لبنان عام 1988 كان نتيجة دفع فدية كبيرة وكبيرة للغاية، وفقاً لما جاء في كتابه "في خدمة مخابرات الجمهورية" الذي صدر عن دار النشر الفرنسية فايار، كاشفاً عن أن الذي دفع تلك الفدية ليست فرنسا وإنما الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقد أمضى روجيه أوك بقية حياته مراسلاً كبيرا لوسائل إعلام أهمها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية خصوصاً في لبنان وسوريا والعراق... وقد كان في تلك الفترة، كما يقول هو نفسه، عميل مخابرات.

وتعلق لوتان على ما كشفه روجيه بالقول إن مثل هذه المعلومات ستكون لها عواقب وخيمة على الصحفيين الذين كثيرا ما اتهمتهم بعض الجهات بأنهم عملاء لجهات خارجية.

وعن الكيفية التي انضم بها للمخابرات الإسرائيلية، يقول روجيه إن ذلك بدأ بعد إطلاق سراحه بسنتين، حيث دعاه أحد الأثرياء الفرنسيين في صيف عام 1989 على متن يخت جميل مليء بالفتيات الجميلات قبالة مدينة سان تروبيه.

وخلال الدعوة اقترب منه رجل بلطف وتودد ولم يطل من المقدمات ثم عرف نفسه قائلا "اسمي عاموس، أنا إسرائيلي، لدينا طيار، رون أراد، محتجز في لبنان منذ عام 1986، نعتقد أن محرريكم اللبنانيين يمكنهم مساعدتنا..".

ويقر روجيه لاحقا بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية دفعت له مقابل تنفيذ مهام معينة، مثل عمليات سرية في سوريا، تحت غطاء العمل الصحفي، ويؤكد أنه "ليس محرجا على الإطلاق من الكشف عن هذه المعلومات".

كما عمل هذا الصحفي مع جهاز الاستخبارات الفرنسي المسمى بالمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية (DGSE) ويذكر أيضا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اتصلت به.

ويسرد روجيه كيف ترك إدارة التحرير بالتلفزيون الفرنسي المغربي ميدي 1 عام 2008 ليصبح مستشاراً بلديا بباريس عن حزب الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وكيف أن ذلك فتح له المجال ليصبح في العام الموالي سفيراً لفرنسا في إريتريا، الوظيفة التي ظل بها حتى العام 2012 عندما اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان في الدماغ.

ومن الأمور الأخرى المثيرة لدى هذا الصحفي، حسب لوتان، أنه هو الأب الطبيعي للسياسية الفرنسية اليمينية المعروفة ماريون مارشال لوبان التي هي حفيدة الزعيم السياسي اليميني الفرنسي الشهير جان ماري لوبان.

وفي يوليو 2004 وخلال مقابلة مع قناة الجزيرة أوضح روجيه أوك أنه زار لبنان عام 1976 قبل أن يعمل بالصحافة ولكن عاد للمرة الثانية عام 1982 كصحفي أي بعد الاجتياح الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه خلال عمله هناك التقى بشير الجميل قبل اغتياله عام 1982 ثم شقيقه أمين كما التقى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عده مرات، لافتاً إلى أنه تناول العشاء مرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل آرئيل شارون في إسرائيل (كان وزيراً للدفاع وقت الإجتياح الإسرائيلي للبنان).

وعن اختطافه قال روجيه أوك أنه كان يعيش في شقة وربما كان هذا هو السبب الذي دفع للخاطفين لاختياره حيث كان من السهل مراقبته، مضيفاً: عدت لمنزلي لجلب بعض الأوراق خرجت من منزلي وما أن أغلقت البوابة ونظرت خلفي حتى شاهدت سيارتين في الشارع ورأيت ثمانية أو تسعة رجال مسلحين يحملون إما بنادق كلاشينكوف أو مسدسات خفيفة وكانوا موزعين على امتداد الشارع يبعدون عني مترين أو ثلاثة أمتار وجهوا أسلحتهم باتجاهي حدث كل شيء بسرعة كانت عدة أسلحة موجهة باتجاهي ثم زجوني في إحدى السيارات وتم اختطافي بهذه الطريقة.

مساحة إعلانية