محليات

1290

المواقف مدفوعة الأجر.. ارتياح حذر من المراجعين

لا يزال النقص في عدد مواقف السيارات المشكلة الأساسية التي تؤرق المواطنين والمقيمين داخل الدوحة، خاصة في الأماكن الحيوية مثل المؤسسات الحكومية، الأسواق، المطاعم والمستشفيات، وقد تردد صدى هذه المشكلة لفترة طويلة دون إيجاد حلول ناجعة، لأسباب كثيرة، أهمها عمليات الإنشاءات في الطرق والبنية التحتية التي تنتظم معظم أحياء العاصمة، الأمر الذي فاقم مشكلة مواقف السيارات بحرمان الناس من المواقف البديلة أمام الساحات والشوارع الجانبية، ولكن بعض المؤسسات استطاعت أن تجد حلولا مؤقتة للتخفيف عن مراجعيها مما أزاح الكثير عن كاهل المواطن والمقيم الذي يسوقه القدر إلى مثل هذه الأماكن، خصوصا إذا كان يرتبط بمواعيد محددة، فإن لم يجد موقفا قانونيا لإيقاف سيارته لن يكون في مأمن من مخالفات دوريات المرور .

ارتياح في حمد

من الأماكن التي عانت لفترة طويلة ولا تزال تعاني من مشكلة ندرة المواقف مدينة حمد الطبية التي لا يخلو برنامج إذاعي أو تلفزيوني من استقبال شكاوى المواطنين من إرهاقهم المستمر في رحلة البحث عن موقف يجعلهم يؤدون الواجب الاجتماعي في زيارة المرضى أو حتى معاودة الأطباء مما يجعلهم يضيعون الكثير من الوقت وربما تضيع عليهم المواعيد مع الأطباء .

مدينة حمد الطبية استحدثت الآن نظام المواقف مدفوعة الأجر والتي رفعت الكثير من الحرج عن كاهل المواطنين والمقيمين الذين يقصدون المستشفى ورغم أن المواقف هنا مدفوعة الأجر ( لاتتعدى 15 ريالا ) إلا أن الكثير من المواطنين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي وصفوها بالناجحة تماما والتي جعلت الوصول للمدينة الطبية الكبيرة والدخول إليها أمرا ممكنا بعد أن عانى الجميع لفترة طويلة .

محمد المشعري مواطن يصف خطوة المواقف المدفوعة الأجر بأنها أمر مميز، وقال المشعري: الحمد لله بعد رحلة طويلة من المعاناة باستطاعة المراجعين والزوار الآن الحصول على موقف داخل مستشفى حمد وهذا أمر بالتأكيد يسر الجميع ففي السابق كان الوصول إلى المستشفى أو محاولة الدخول إليها وإيقاف السيارة يعني بكل تأكيد الخروج بمخالفة مرورية، فالمواقف المتاحة صعبة المنال، وأحيانا يضطر البعض مجبرين على الوقوف في الممنوع ولكن ليس بأيديهم شيء فالخروج بمخالفة أهون من ضياع الموعد مع الطبيب فيكون الوصول إلى المستشفى مكلفا للحد البعيد ولكن الآن وبعد خدمة المواقف مدفوعة الأجر أعتقد أن الأمر خف لدرجة كبيرة ورغم أن عدد المواقف محدودة وتستوعب كمية قليلة من السيارات ولكن المفرح في الموضوع أن حركة سيارات المواقف المدفوعة أسرع من المواقف المجانية، فإذا ما حضرت وكان الموقف ممتلئا ليس عليك سوى الانتظار لفترة وجيزة وستجد أن هناك من أخلى موقفه وخرج فاسحا المجال أمام سيارة أخرى وإذا كان هناك قيمة أعتقد أنها لا تساوي بكل تأكيد قيمة الغرامة المالية التي تفرضها شرطة المرور على المخالفين، مؤكدا ضرورة أن تعمم هذه التجربة على كل المصالح الحكومية التي تستقبل أعدادا كبيرة من المراجعين والتي يصعب إيجاد مواقف فيها وهذا الأمر يمكن أن يحل الكثير من المشاكل ويجعل المواطن أو المقيم يذهب وينجز الأمر الذي يريده دون خوف من انتظار موقف خال .

واستدرك محمد قائلا: المشكلة الوحيدة التي تواجه الجميع في مستشفى حمد هي البطء الكبير في توفير الخدمة فيجب أن تقف لفترة طويلة قبل أن يأتي السائق أو الموظف لاستلام السيارة منك وتقضي أضعاف الوقت حينما تريد استلام سيارتك بعد أن تنتهي من زيارتك وهذا يعود لقلة عدد السائقين الذين تجب زيادة عددهم لمقابلة الاصطفاف الطويل للسيارات .

مجانية في الفنادق والمطاعم

إذا كنت تريد أن تصل إلى أحد فنادق الدوحة فلا تحمل هم البحث عن موقف فارغ فكل ما عليك فعله هو أن تقف أمام البوابة الرئيسية وتمنح مفتاح سيارتك لأحد العمال المتواجدين أمام الفندق والذي سيقود سيارتك إلى المواقف التي يوفرها الفندق دون أن تدفع أي أجر ولكن بإمكانك أن تمنحه إكرامية إذا أردت ذلك وهو أمر يعود إليك، وهذا ما يجعل دوما معظم فنادق الدوحة بلا مشاكل في الوصول إليها أو التواجد فيها وهي خدمة لا تزال يفتقر إليها الكثير من المصالح الحكومية التي يعتبر الدخول إليها حلما يتطلب الكثير من المجهود والحظ أحيانا .

المواطن عبد الرحمن صالح قال: في السابق كنا نتعب للغاية ونحن نبحث عن موقف أمام المطاعم الكبرى فيضيع الوقت كله ونحن ندور في حلقات مفرغة ولكن الآن الأمر اختلف حيث استطاعت المطاعم أن توجد حلولا وإن كانت جزئية لهذه المشكلة التي أثرت كثيرا على نسبة الإقبال على المطاعم الراقية فقامت بعمل خدمة المواقف المجانية والتي يتولى أمرها موظفون من المطعم يأخذون منك السيارة ويعطونك كوبونا به رقم، وتدخل أنت إلى المطعم وتتناول وجبتك بكل ارتياح وبدون أي قلق من وقوفها في المكان الصحيح وتقضي الوقت الذي تريده وحينما تخرج كل ما عليك فعله هو أن تقدم الكوبون للموظف الذي يأتيك بعد دقائق معدودة بسيارتك معربا عن اعتقاده بأن هذا الأمر جيد للغاية ومن شأنه الحفاظ على رواد هذه الأماكن والتي كان في السابق الوصول إليها يتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد، واستطرد عبد الرحمن قائلا: أتمنى أن تتوسع هذه الثقافة لتشمل كل المصالح الحكومية الحيوية والتي تستقبل مئات الزوار في اليوم فالجميع يريد قضاء مصلحته بكل هدوء وبكل سرعة ولكن ندرة المواقف دوما تتسبب في ضياع اليوم بكامله .

الغلاء في المولات

معظم المراكز التجارية الكبرى في الدوحة لديها مثل هذه الخدمة ولكن هنا تكمن المفارقة في المبلغ النقدي الكبير الذي تأخذه في مقابل خدمة إيقاف السيارة وبعض المراكز يحصر خدمته لفئة (VIP) والتي قد تكلف نحو (100 ريال) وهذا المبلغ يمكن أن يدفع نظير وقت قليل لا يتعدى ربع الساعة في حال كان للزبون غرض معين يريد استلامه من داخل المركز التجاري وهو ما جعل العديد من المواطنين يبدون استياءهم من هذه القيمة المالية الكبيرة التي تتحصلها المراكز التجارية نظير إيجاد موقف للسيارة، والذين وصفوه بأنه أمر غير مقبول، خاصة وأن المراكز التجارية لا تكون في العادة المواقف المخصصة لروادها في نفس حجم المركز التجاري والمحال الموجودة فيه مما يجبر كل من يريد الدخول إليه إلى الاستسلام لهذه القيمة .

المطالبة بتوسعة المواقف

عدد كبير من المواطنين والمقيمين طالبوا بضرورة توسعة المواقف في كل المؤسسات الحيوية والتي تستقبل أعدادا كبيرة من المراجعين يوميا وهو أمر يجب أن تلتفت إليه هذه المؤسسات فالواضح أن هناك مشكلة كبيرة للمواقف في الدوحة تتطلب العمل بجد لكي يكون هناك حل لها، فمعظم المصالح الحكومية لا تتوفر بها أعداد كبيرة من المواقف تتناسب مع أعداد المراجعين، ويكفي مثالا ما يحدث في مستشفى حمد الذي يعتبر المستشفى الأم في البلد ككل ولكن رغم هذا فإن المواقف لا يمكن أن تكون كافية فالجميع يريد أن يأتي إلى المستشفى دون استثناء وفي معظم أيام الأسبوع، ففي كل الأيام تجد المواقف ممتلئة عن آخرها والخدمة التي توفرت بها وجدت رواجا كبيرا وإشادة من الجميع .