رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

976

خبراء من مؤسسة قطر يتحدثون عن إرث المونديال

20 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
الدوحة ـ الشرق

 

ستشهد قطر مشاركة أكبر برنامج تطوعي في تاريخها عندما يجتمع 20 ألف متطوع في إنجاح بطولة كرة قدم الأضخم في العالم.

من الطبيعي أن تشهد الفعاليات الضخمة مشاركة أعداد قياسية من المتطوعين، لكن السؤال يبقى: هل ستتمكن قطر من ترسيخ إرث التطوع وتعزيزه ضمن نسيجها الاجتماعي؟

سؤال أجابت عليه الدكتورة كاميلا سوارت أريس، الأستاذ المشارك في كلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، قائلة: "أجل، يمكن ذلك. لكن من المهم أن نفهم أن الأمر لن يحدث من تلقاء نفسه، بل سيتطلب قدرًا كبيرًا من التخطيط والتفكير المستقبلي".

لعبت الدكتورة كاميلا دورًا فعالًا في قيادة أجندة البحث الخاصة ببطولة كأس العالم جنوب إفريقيا 2010، كما أدارت البحث الميداني في العديد من الأحداث الرياضية الضخمة، بما في ذلك الألعاب الأولمبية.

ترى الدكتورة كاميلا أن الاستفادة من الأحداث الضخمة في صناعة إرث من العمل التطوعي أمر صعب المنال، وقد بذلت العديد من البلدان جهودًا لتحقيقه من قبل وحصدت محاولاتها نسبًا متفاوتة من النجاح.

وتضيف: "حاولت جنوب إفريقيا ذلك بعد استضافتها كأس العالم 2010، واستمر الزخم لفترة من الوقت لكن الهمّة خمدت في نهاية المطاف".

الأمر ذاته حدث في المملكة المتحدة حيث كان الاهتمام بالتطوع في ذروته في أعقاب دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، إلا أنه تراجع تدريجيًا إلى معدلاته السابقة.

من هنا يمكن القول إن الاحتفاظ بثقافة التطوع بعد البطولات يبدو تحديًا عالميًا ومجالًا رئيسيًا يتوجب تركيز الجهود فيه، وحل هذه المشكلة من وجهة نظر الدكتورة كاميلا يتمثل في وجوب "وضع خطط استباقية حول كيفية التعامل مع القوى العاملة التطوعية بعد البطولة، والتأكد من وجود فرص تطوعية متاحة عقب انتهائها، والتواصل مع المتطوعين بشكل فعال".

وتضيف: "أمر آخر مهم ألا وهو الاستفادة من الحدث لتعزيز الوعي بأهمية التطوع ورد الجميل للمجتمع. والأهم من ذلك، إظهار الامتنان للمتطوعين لما يقدمونه من وقت وجهد، فالتطوع يصبح أقوى عندما يتلقى التقدير والدعم الذي يستحقه".

في هذا الإطار، أسهمت مؤسسة قطر على الدوام في تحقيق رؤية الدولة المتعلقة بخلق مجتمع مبادر لتحمل مسؤولياته الاجتماعية، ولطالما أظهرت الدعم اللازم في كل مرة ظهرت فيها الحاجة إلى المتطوعين، والتي كان آخرها بطولة كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١™، وقبل ذلك البرنامج التطوعي الذي أطلقته وزارة الخارجية لدعم اللاجئين الأفغان خلال إقامتهم المؤقتة في البلاد.

ماذا يقول خبير المشاركة الاجتماعية؟

يقول سيمون جونز، خبير المشاركة المجتمعية في مؤسسة قطر: "لقد تمكنت مؤسسة قطر من حشد حوالي 7000 متطوع في السنوات الثلاث الماضية، وبفضل مجموعة المواهب المتنوعة في المؤسسة والتي تضم طلابًا، وعلماء، وأطباء، ومعلمين، ومستشارين، وغيرهم، تمكنّا من دعم مختلف مبادرات التطوع الوطنية"

يدير (جونز) حاليًا القوى العاملة التطوعية في مؤسسة قطر، ويرى أن إحدى الطرق لتشجيع التطوع بعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™ هي تطوير برامج تطوعية لها مخرجات تعليمية محددة.

ويضيف: "سيضمن هذا بقاء التطوع عطاءً دون أي مقابل، ويُعزز مشاعر الناس على الاستفادة من مزاياه منه سواء كان ذلك على شكل مهارات أو معارف يكتسبونها، أو حتى مجرد بناء ثقتهم بأنفسهم. وما إن يصبح التطوع طريقًا ذا اتجاهين تستفيد منه كافة الأطراف، فأعتقد أننا سنرى مشاركة واحتفاظًا أفضل بالمتطوعين".

على سبيل المثال، إذا كانت هناك حديقة تحتاج إلى متطوع للمساعدة في رعايتها، فيمكن أن يتلقى المتطوع دروسًا في البستنة مقابل وقته التطوعي.

المرء قدوة للآخرين

ومن المهم أيضًا أن يكون المرء قدوة للآخرين، سواء كان ذلك في المنظمات أو ضمن العائلات، فعندما يتطوع الآباء والأمهات سيسير أطفالهم على خطاهم في معظم الأحيان. وعلى المنوال ذاته، إذا شاهد الموظفون المسؤولين عن الإدارة ينفذون أعمال تطوعية فإن ذلك سيزيد كثيرًا من فرص أن يحذو الموظفون حذوهم.

ويتابع جونز: "يمكن للمؤسسات، كي تخطو خطوة إلى الأمام وتثبت التزامها بالمسؤولية الاجتماعية بشكل أكبر، استكشاف إمكانية تقديم إجازة تطوعية لموظفيها، الأمر الذي سيمنح الموظفين مرونة المشاركة في الأعمال التطوعية خلال يوم العمل دون خصم في أجورهم".

كذلك تُعد مبادرات الإجازات التطوعية أساسية في تمكين الأفراد من إيجاد مكانًا للتطوع بين مشاغل الحياة، وتزيد من احترام الموظف لمؤسسته الملتزمة بمسؤوليتها الاجتماعية.

وكجزء من التزام مؤسسة قطر بدعم برنامج التطوع الخاص ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™، تقدم المؤسسة إجازة خاصة هذا العام حيث سيحصل موظفوها المتطوعون في هذه البطولة على إجازة تطوع مدفوعة الأجر لمدة 10 أيام عمل.

ويختم جونز: "نأمل أن يصبح التطوع عادةً متأصلة بعد هذه البطولة، وليس مجرد تجربة تحدث لمرة واحدة في العمر، فكل واحد منا لديه القدرة على تقديم مساهمة إيجابية.

مساحة إعلانية