رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

937

حجي جابر لـ "الشرق":الدوحة مدينة باشّة بها وقار يلائم الشهر الكريم

20 يونيو 2016 , 02:05م
alsharq
التقته هاجر بوغانمي

أنا محظوظ بثلة أصدقاء من مشارب شتّى

الكتابة طرقت الباب مراراً فلم أجد بدّا من ذلك

"ربما يأتي اليوم الذي تكون فيه الدوحة موضوعاً لرواية ما.." بهذه العبارة أنهى الروائي الإريتري حجي جابر حديثه مع (الشرق) و"أغلق موجتين صغيرتين على ذراعيه وحلق عاليا"، حيث الوطن الغائب!

يقيم حجي بيننا منذ ثماني سنوات، أصدر خلالها ثلاثة أعمال روائية هي: "سمراويت"، و"مرسى فاطمة"، و"لعبة المغزل"، ويعمل حالياً على نصّ يتحدث عن مصوّع المكان والإنسان، ويتمنى أن يوفّق فيه رغم صعوبته.

غادر اريتريا في الثانية من عمره، وعاش مع عائلته في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. ثم حط الرحال في الدوحة، ليكون حالة خاصة من الشتات الاريتري.

يتحدث حجي جابر عن علاقته بالشهر الفضيل فيقول: لا يأتي شهر رمضان إلا ويستصحب معه أجواءه الخاصة، تلك التي انزرعتْ في الوجدان منذ الصغر. نشأتُ في جدة التي جئتها صغيراً رفقة عائلتي هرباً من الحرب المستعرة في إريتريا على الضفة الأخرى من البحر الأحمر. ولرمضان في جدة بالطبع مذاقه المختلف، المدينة التي لا تنام، وفي كل شارع فيها تنبض طقوس الشهر الفضيل ليل نهار، غير أنّ عائلتي كانت حريصة على جعل بيتنا الصغير في حيّ النزلة اليمانية جنوب المدينة، وطناً مصغراً يحاكي الوطن الغائب، بدءاً من مائدة الإفطار التي تتسيّدها أطباق إرتيرية "كالزِقني"، وليس انتهاء عند "الجَبَنة" وهي القهوة المحلية التي تتحلّق حولها العائلة بعد الإفطار وقبيل الإمساك، في طقس يندر تجاوزه.

هذا الأمر انتقل معي هنا إلى الدوحة، لكنه لا يعني الانعزال عن المجتمع القطري وطقوسه، فأنا منفتح على ما أراه هنا، وشيئاً فشيئاً أجدني انخرط فيه بمحبة.

مدن كالبشر

وحول تجربة السفر وعلاقته بالأمكنة يقول: لا شكّ أنّ غنى علاقة الروائي بالأمكنة تمنح تجربته ثراءً وافراً، وربما كنتُ محظوظاً عبر هذا الترحال الذي أتاح لي التعرّف على مدن عدة، كل واحدة منها غرست شيئاً منها بداخلي. قد لا يظهر ذلك على الفور، لكنه بلا شكّ يتسلل إلى الوجدان، حتى تأتي لحظته فيكشف عن نفسه ببهاء.

وعن علاقته بالمدن يقول حجي: أظنني مهتما بالانطباع التي تتركه المدن فيّ، بل ربما يكون ذلك خلاصة ما أخرج به من مجمل مروري بها طال أو قصر، ولا أعتقد أني هنا أتحدث عن أمر متفرد، بل هو شيء يشترك فيه معي الكثير.

ويتابع: المدن كالبشر، يتحكم في علاقتنا بها الانطباع الأول الذي تتركه فينا. فمدن نرتاح لها منذ الوهلة الأولى، وأخرى يتطلب الوصول معها لتلك المرحلة بعض الوقت، وثالثة تُخفق كل السبل أمام خلق انطباع حميم عنها مهما مضى من وقت أو بُذل من جهد.

قليلة هي المدن التي تتهلّل حبوراً وهي تستقبل القادم إليها، تلك التي تُشرع نوافذها ما إن تلمح زائراً من بعيد. وبقدر ما نتحدث هنا عن عدد قليل من المدن، نجد من الإجماع، أو شبيهه، في عشق تلك المدن بين صنوف مختلفة من البشر. الدوحة من هذا النوع ولا شك، فهي مدينة باشّة. والمدن الباشّة لها روح متفردة، روح رحبة، لا يُمكن صناعتها على عجل، بخلط مجموع المقادير التي نظنُّ أنها توصلنا لمبتغانا. لا يُمكننا أن نضخّ في شوارعها ذلك الإحساس بالألفة من الخطوة الأولى، لا نستطيع أن نمنحها سر كيمياء التوافق مع البشر من النظرة الأولى.

لمذاق الأشياء في المدن الحميمة طعم مختلف، للحكايات، للأغاني، للمساءات المقمرة، والصباحات الصافية، للأمطار، للأشجار، ولحجارة الطريق. المدن الحميمة تعيد صبغ الأشياء العادية، لتصنع منها أحداثاً لا تُنسى.

ويضيف: رمضان هنا يتيح لي الالتقاء بالأصدقاء في أمسيات نحاول جاهدين أن تترك الحديث في السياسة جانباً، وتلتفت إلى الأدب والتراث والفنون، وأزعم من تجربة الأعوام الماضية أني محظوظ بثلة أصدقاء من مشارب شتّى بامكانهم أن يثروا الحديث بجمال في مجالات مختلفة. فالمقهى الذي يلمّ شتاتنا في الدوحة، يحضره عادة من ينتسب إلى الأدب والصحافة والموسيقى والطب والمسرح، فيتحوّل كل لقاء إلى جلسة سمر رمضاني يصعب تفويتها.

طفولة.. جمال

سألت الروائي حجي جابر: متى تسترجع طفولتك، وكيف تتجسد في خضم التحولات التي يشهدها العالم العربي فأجاب دون تردد: أسترجع طفولتي كلما نظرت في عيني ابني جابر وحياة. فأنا أعتقد أننا كنّا جيلاً محظوظاً تشرّب الكثير من التجارب والخبرات، ورمضان جانب منها. لم تكن المنطقة بسعيرها هذا الذي نراه للأسف. ولهذا فأنا فقط أتمنى أن يتاح لهذا الجيل أن يملأ ذاكرته بالجمال عوض مشاهد الدم السائل في كل بقعة عربية.

وفي محاولة لبث بعض الأمل، قلت لضيفنا: في "الحرافيش" للأديب الراحل نجيب محفوظ نقرأ: "فقال له قلبه: لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة.." ما تعليقك؟ فقال: هل ثمة مكان لهذا النَفَس المشبّع بالتفاؤل؟ ما أخشاه حقيقة أن تراكم هذه العتمة طبقاتها على قلوبنا فلا نعود نبصر مواطن الجمال والبراءة والصفاء. يجاهد المرء كي ينجو بقلبه وعقله وبقايا براءته. هي رحلة تتساقط فيها الأشياء تباعاً، والسعيد من يحتفظ بإنسانيته حتى النهاية.

طمأنينة تلفّ المدينة

عن أول رمضان له بالدوحة يقول ضيفنا: أذكره جيداً، كان ذلك منذ ثمانية أعوام. أكثر ما لفتني تلك الطمأنينة التي تلفّ المدينة بأسرها. ثمة وقار يلائم الشهر الكريم. ولعلّ الأهمّ أنّ المدينة لا تزال تحتفظ بهذه الأجواء، وهو أمر بالغ التعقيد، فكما نعرف أنّ المدن تشبه البشر تكبر وتشيخ، وبعضها يموت. فكم من مدينة كنّا نُحبّها، وحين كبرنا وكبرت معنا لم تعد تحمل ذات الإغراء، بل أصبحت مصابة بكل عوارض الشيخوخة وأولها النسيان. فذكرياتنا المشتركة غدت حدثاً أحاديا نحتفل به من جانب واحد فقط، دون أن تعيرنا تلك المدينة اهتماماً. وهنا يُصبح التحدي أمام كل المدن، أن تحتفظ بروحها بعيداً عن عوامل الزمن التي عادة لا يَفلت من أنيابها أى شيء.

الإفطار والسحور

عن الأطباق التي يفضل حضورها على مائدة رمضان يقول حجي جابر: لستُ متطلباً فيما يتعلّق بالطعام، لذا أجدني أتكيّف مع ما أجده أمامي على المائدة، ومع هذا فهي فرصة لأشكر زوجتي فاطمة التي تبذل الكثير من الجهد لتجعل طقس الإفطار والسحور رائعين. أنا ممتن لهذا الجهد دائماً.

الوطن الغائب

عاد الحوار الى محور الوطن الغائب سألته عن الأجواء الرمضانية في اريتريا وعن ملامح وجه مدينته التي تركها وهو في المهد فقال: ولدتُ في مصوع، ثم عدت إليها راشداً. شتّان بين ما سمعته من عائلتي وبين ما رأيته. تغيّر وجه المدينة بوجه لا يعرفه أهلها. ثمة غربة تفصل بين المصوّعيّ ومدينته التي كانت حاضرة البحر الأحمر ودرة تاجه في زمن مضى. لكنها تدفع ثمن الاستبداد الذي يعمّ إريتريا حالياً.

وحول ما إذا كان يجد متسعا من الوقت لممارسة الكتابة في الشهر الفضيل يقول حجي جابر: كنتُ قد عزمتُ على تجنّب الكتابة في رمضان، والتفرّغ لبعض القراءات في التراث الإسلامي، غير أنّ الكتابة ألحّت عليّ وطرقت الباب مراراً فلم أجد بدّا من فتحه أخيراً.

اقرأ المزيد

alsharq نائب الأمير يهنئ رئيس أوغندا

بعث سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس يوري كاجوتا موسيفيني... اقرأ المزيد

62

| 09 أكتوبر 2025

alsharq رئيس مجلس الوزراء يهنئ رئيسة وزراء أوغندا

بعث معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، برقية تهنئة إلى... اقرأ المزيد

50

| 09 أكتوبر 2025

alsharq الأرصاد الجوية تتوقع طقسا حارا نسبيا نهارا وتحذر من رؤية أفقية متدنية على الساحل

حذرت إدارة الأرصاد الجوية من رؤية أفقية متدنية متوقعة على بعض مناطق الساحل في البداية.. وتوقعت أن يصاحب... اقرأ المزيد

66

| 09 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية