أكد سعادة المهندس خالد بن أحمد العبيدلي رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري أنه أصبح بإمكان أي فرد يشتري عقارا على الخريطة أن...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
رمضان في الدوحة هو شهر العبادة بامتياز في قطر يصبح للصداقات معنى أعمق أهم ما يميز رمضان في قريتنا هو احتفاؤها بالعيد قبل أن يأتي لا يشعر باختلاف العادات الرمضانية كثيرا ما بين قطر حيث يعيش منذ العام 2002، ولبنان مسقط رأسه، "ربما لأن تقدم التواصل الاجتماعي جعلت العالم العربي يشبه بعضه إلى حد كبير رغم أن لبنان يتميز بالتنوع المذهبي والطائفي والفكري. وربما لأن لرمضان زمنه فيغلب المكان مهما اختلف، فهناك وقت محدد للصيام والإفطار، وهناك التراويح والسحور، وهناك الزيارات ودعوات الإفطار، حيث يدعو الأصدقاء والأهل والأقارب بعضهم بعضا على مائدة رمضان، وهناك مساحة للاستمتاع بروحانيات المساجد وأصوات قرائها.." (والكلام لضيفنا). هو الباحث اللبناني في مركز الجزيرة للدراسات، والمشرف على الدراسات الأسيوية وتحديدا جنوب وشرق آسيا. يعيش شفيق شقير رمضان كسائر الناس، حيث "العبادة هنا ليست امتيازا لشخص دون آخر، فهو أسلوب حياة في هذه المدينة" هكذا يقول متحدثا لـ (الشرق)، ويضيف: أصعب ما قد أواجهه في رمضان هو التوفيق ما بين طبيعة العمل التي تتطلب توثبا ويقظة وحسا نقديا عاليا، وبين طبيعة الشهر الفضيل والتي تفترض الابتعاد عن الصخب والانصراف إلى العبادة وإحسان الظن بالناس وبما يصدر عنهم، ولكن كيف يمكن أن يتأتى ذلك خاصة في أيامنا هذه حيث تهيمن أخبار السوء على ما سواها، وحيث تتقدم النوايا السيئة على الحسنة. ويرى الباحث اللبناني شفيق سفير أن رمضان هو شهر القرآن والصلاة واللقاء مع الأصدقاء على مائدة الإفطار وتبادل الزيارات، ولكن بحكم عمله الذي يصاحبه إلى البيت فإنه مضطر دائما للقراءة والكتابة لأن ذلك من صميم عمله، ولكن حياة الليل بالنسبة إليه في هذا الشهر أطول من حياة النهار. تعلق بالجذور لا يشعر ضيفنا بالغربة في الدوحة، لاسيما وأن أطفاله نشأوا هنا وتعودوا على الحياة في قطر، ويؤكد ههنا قائلا: العلاقة مع وطننا الأم تقتصر على الصيف فقط، لكن تعلقنا بالقرية اللبنانية حيث الجذور، لذا فإن الشعور بالغربة في قطر إن عرف سبيلا إلينا فهو نفسه الذي نشعر به في بيروت ونحن بعيدون عن القرية، حيث الحياة أبسط وأمتع، كما أن العلاقة بين سكان القرى هي علاقات بين أهل، وهي كذلك شخصية جدا، حيث الجميع يعرف الجميع. ويصف شفيق سفير رمضان في قريته بأنه اجتماع دائم على صلاة العشاء والتراويح والفجر.. وهو تكافل دائم حيث الجميع يبيت شبعانا، وحيث تمتد الموائد لتسع الجميع، وحيث تزين الشوارع والحارات والمساجد على نفقة كل الناس على تفاوتهم الاقتصادي والاجتماعي، ويصبح الدين هو حديث الناس، والبحث عن مرضاة الله هو سؤالهم. فأهم ما يميز رمضان في قريتنا هو احتفاؤها بالعيد قبل أن يأتي. أما أجواء رمضان فإنها تجمع قطر مع كل بلاد العرب على الأغلب ومنها لبنان، ولكن يبقى الفرق الوحيد هو العائلة الكبيرة الممتدة، الأب والأم والأخوة والأقارب، الذين نفتقدهم في رمضان أكثر من الشهور الأخرى، وبالتأكيد في الأعياد والمناسبات. ولكن في قطر يصبح للصداقات معنى أعمق، حيث الصديق والجار أقرب لصلة الرحم. أول رمضان وعن أول رمضان له في الدوحة يقول ضيفنا: لم يكن صعبا لأني كنت معتادا على السفر، ولكنه كان كذلك بالنسبة إلى عائلتي الصغيرة المكونة من زوجتي وطفل صغير وطفلة رضيعة، كان تحديا، حيث درجات الحرارة العالية، وتغير نمط الحياة وما إلى ذلك، ولكن هذا ما لبث أن تغير منذ العام الأول، حيث تعرفنا على البلد، وأخذت دائرة العلاقات في الاتساع شيئا فشيئا، كما أن الدوحة كانت في ذلك الوقت أكثر بساطة من اليوم، وكان عدد المقيمين فيها أقل، أما العلاقات الاجتماعية فكانت تتميز بخصوصية أكبر خاصة في المجتمع العربي. مضيفا: ربما الانحياز الوحيد الذي أحمله معي حيث حللت في رمضان هو صحن الفتوش، الصحن اللبناني المميز والمكون من خضروات عدة، كما أضافت إلينا قطر الولع بالتمر والرقائق، أما ما سوى ذلك فهو خير على خير. ويرى شفيق سفير أن الدوحة تشبه رمضان أكثر من سواه، وقدر أهلها أن يشبهوا هذا الشهر الكريم، حتى المقيمون من غير المسلمين تحيتهم فيها السلام، وهم يحكمون على رمضان هذه المدينة من خلال سلوك أهلها، حيث الخير يعم شوارعها بموائد الخير ويعلو سماءها ذكر الله. فلا يرى منكم الناس ما لا تحبون أن يظنوا أنه من رمضان وهو ليس منه. وكل عام وأنتم بخير سمات الخير قلت لضيفنا: في "الحرافيش" للأديب الراحل نجيب محفوظ نقرأ: "فقال له قلبه: لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة.." ما تعليقك؟ فقال: لا أستطيع خوض الحياة ببراءة الطفولة ولا بطموح الملائكة، إنني أؤمن بالقضاء والقدر، وبالعزيمة التي تبعث الأمل بحياة أكثر براءة مما هي عليه، وبطموح أكثر طهارة من السائد. رمضان في الدوحة يصف شفيق سفير التعامل مع رمضان في الدوحة بأنه "أكثر احترافا قياسا مع القرية اللبنانية، حيث العلماء هم الأشهر والقرّاء من أندى الأصوات، كما أن بيئة العمل والبيئة الاجتماعية في الدوحة تجتمع فيها شخصيات تمتاز بمهارات عالية، إضافة إلى أن رمضان في الدوحة هو شهر العبادة بامتياز، وما أن يهل هلال العيد حتى يهلل الناس جميعا. بالنسبة إلى لبناني يعيش في مجتمع متعدد تبقى لهذا المشهد خصوصيته.." وأنهى ضيفنا حديثه قائلا: أتمنى أن ينعكس رمضان في كل عام على الناس بسمة من سمات الخير، كأن يتعهد الناس من حيث مواقع مسؤوليتهم مثلا أن يكون رمضان في هذا العام للتركيز على صلة الرحم عامة وعلى تماسك الأسرة، فتشترك في الحملة الصحف ووسائل الإعلام والمجتمع الأهلي تثقيفا وتبشيرا ودراسة، ثم الذي يليه يكون عن موضوع آخر وهكذا دواليك، دون إهمال التطرق لبقية الموضوعات الملحة بشكل عام، لاسيما وأن ما يواجهه المجتمع من تحديات، يتطلب تركيزا أكثر من ذي قبل، فمواقع التواصل الاجتماعي المهيمنة اليوم، بقدر ما هي مفيدة في إيصال الرسالة المراد إيصالها للناس، إلا أنها أيضا أحد مصادر تشتيت الأذهان، لأنها تنقل آلاف الرسائل في زمن واحد، وأنى لذهن المؤمن أن يسعها جميعا على الفور وليس على فترات من الزمن. طفولة يستعيد شفيق شقير طفولته في عيون أطفاله، حيث يقول: يذكرني أول يوم يصومه أطفالي بأول رمضان صمته، حيث ثناء الوالدة ومباهاة الوالد بي، ولكننا في لبنان لا نعرف القرنقعوه، وأتمنى أن تنتقل هذه العادة من الخليج إلى لبنان، وإلى سواه من بلاد العرب، فهي مكافأة للأطفال وتشجيع لهم على الصوم، وهي احتفالية للأهل تضفي على العبادة بعدا اجتماعيا يعزز من التواصل والمودة بين الأجيال كما بين سائر الأهالي من جيران وأصدقاء.
1026
| 28 يونيو 2016
أنا محظوظ بثلة أصدقاء من مشارب شتّى الكتابة طرقت الباب مراراً فلم أجد بدّا من ذلك "ربما يأتي اليوم الذي تكون فيه الدوحة موضوعاً لرواية ما.." بهذه العبارة أنهى الروائي الإريتري حجي جابر حديثه مع (الشرق) و"أغلق موجتين صغيرتين على ذراعيه وحلق عاليا"، حيث الوطن الغائب! يقيم حجي بيننا منذ ثماني سنوات، أصدر خلالها ثلاثة أعمال روائية هي: "سمراويت"، و"مرسى فاطمة"، و"لعبة المغزل"، ويعمل حالياً على نصّ يتحدث عن مصوّع المكان والإنسان، ويتمنى أن يوفّق فيه رغم صعوبته. غادر اريتريا في الثانية من عمره، وعاش مع عائلته في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. ثم حط الرحال في الدوحة، ليكون حالة خاصة من الشتات الاريتري. يتحدث حجي جابر عن علاقته بالشهر الفضيل فيقول: لا يأتي شهر رمضان إلا ويستصحب معه أجواءه الخاصة، تلك التي انزرعتْ في الوجدان منذ الصغر. نشأتُ في جدة التي جئتها صغيراً رفقة عائلتي هرباً من الحرب المستعرة في إريتريا على الضفة الأخرى من البحر الأحمر. ولرمضان في جدة بالطبع مذاقه المختلف، المدينة التي لا تنام، وفي كل شارع فيها تنبض طقوس الشهر الفضيل ليل نهار، غير أنّ عائلتي كانت حريصة على جعل بيتنا الصغير في حيّ النزلة اليمانية جنوب المدينة، وطناً مصغراً يحاكي الوطن الغائب، بدءاً من مائدة الإفطار التي تتسيّدها أطباق إرتيرية "كالزِقني"، وليس انتهاء عند "الجَبَنة" وهي القهوة المحلية التي تتحلّق حولها العائلة بعد الإفطار وقبيل الإمساك، في طقس يندر تجاوزه. هذا الأمر انتقل معي هنا إلى الدوحة، لكنه لا يعني الانعزال عن المجتمع القطري وطقوسه، فأنا منفتح على ما أراه هنا، وشيئاً فشيئاً أجدني انخرط فيه بمحبة. مدن كالبشر وحول تجربة السفر وعلاقته بالأمكنة يقول: لا شكّ أنّ غنى علاقة الروائي بالأمكنة تمنح تجربته ثراءً وافراً، وربما كنتُ محظوظاً عبر هذا الترحال الذي أتاح لي التعرّف على مدن عدة، كل واحدة منها غرست شيئاً منها بداخلي. قد لا يظهر ذلك على الفور، لكنه بلا شكّ يتسلل إلى الوجدان، حتى تأتي لحظته فيكشف عن نفسه ببهاء. وعن علاقته بالمدن يقول حجي: أظنني مهتما بالانطباع التي تتركه المدن فيّ، بل ربما يكون ذلك خلاصة ما أخرج به من مجمل مروري بها طال أو قصر، ولا أعتقد أني هنا أتحدث عن أمر متفرد، بل هو شيء يشترك فيه معي الكثير. ويتابع: المدن كالبشر، يتحكم في علاقتنا بها الانطباع الأول الذي تتركه فينا. فمدن نرتاح لها منذ الوهلة الأولى، وأخرى يتطلب الوصول معها لتلك المرحلة بعض الوقت، وثالثة تُخفق كل السبل أمام خلق انطباع حميم عنها مهما مضى من وقت أو بُذل من جهد. قليلة هي المدن التي تتهلّل حبوراً وهي تستقبل القادم إليها، تلك التي تُشرع نوافذها ما إن تلمح زائراً من بعيد. وبقدر ما نتحدث هنا عن عدد قليل من المدن، نجد من الإجماع، أو شبيهه، في عشق تلك المدن بين صنوف مختلفة من البشر. الدوحة من هذا النوع ولا شك، فهي مدينة باشّة. والمدن الباشّة لها روح متفردة، روح رحبة، لا يُمكن صناعتها على عجل، بخلط مجموع المقادير التي نظنُّ أنها توصلنا لمبتغانا. لا يُمكننا أن نضخّ في شوارعها ذلك الإحساس بالألفة من الخطوة الأولى، لا نستطيع أن نمنحها سر كيمياء التوافق مع البشر من النظرة الأولى. لمذاق الأشياء في المدن الحميمة طعم مختلف، للحكايات، للأغاني، للمساءات المقمرة، والصباحات الصافية، للأمطار، للأشجار، ولحجارة الطريق. المدن الحميمة تعيد صبغ الأشياء العادية، لتصنع منها أحداثاً لا تُنسى. ويضيف: رمضان هنا يتيح لي الالتقاء بالأصدقاء في أمسيات نحاول جاهدين أن تترك الحديث في السياسة جانباً، وتلتفت إلى الأدب والتراث والفنون، وأزعم من تجربة الأعوام الماضية أني محظوظ بثلة أصدقاء من مشارب شتّى بامكانهم أن يثروا الحديث بجمال في مجالات مختلفة. فالمقهى الذي يلمّ شتاتنا في الدوحة، يحضره عادة من ينتسب إلى الأدب والصحافة والموسيقى والطب والمسرح، فيتحوّل كل لقاء إلى جلسة سمر رمضاني يصعب تفويتها. طفولة.. جمال سألت الروائي حجي جابر: متى تسترجع طفولتك، وكيف تتجسد في خضم التحولات التي يشهدها العالم العربي فأجاب دون تردد: أسترجع طفولتي كلما نظرت في عيني ابني جابر وحياة. فأنا أعتقد أننا كنّا جيلاً محظوظاً تشرّب الكثير من التجارب والخبرات، ورمضان جانب منها. لم تكن المنطقة بسعيرها هذا الذي نراه للأسف. ولهذا فأنا فقط أتمنى أن يتاح لهذا الجيل أن يملأ ذاكرته بالجمال عوض مشاهد الدم السائل في كل بقعة عربية. وفي محاولة لبث بعض الأمل، قلت لضيفنا: في "الحرافيش" للأديب الراحل نجيب محفوظ نقرأ: "فقال له قلبه: لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة.." ما تعليقك؟ فقال: هل ثمة مكان لهذا النَفَس المشبّع بالتفاؤل؟ ما أخشاه حقيقة أن تراكم هذه العتمة طبقاتها على قلوبنا فلا نعود نبصر مواطن الجمال والبراءة والصفاء. يجاهد المرء كي ينجو بقلبه وعقله وبقايا براءته. هي رحلة تتساقط فيها الأشياء تباعاً، والسعيد من يحتفظ بإنسانيته حتى النهاية. طمأنينة تلفّ المدينة عن أول رمضان له بالدوحة يقول ضيفنا: أذكره جيداً، كان ذلك منذ ثمانية أعوام. أكثر ما لفتني تلك الطمأنينة التي تلفّ المدينة بأسرها. ثمة وقار يلائم الشهر الكريم. ولعلّ الأهمّ أنّ المدينة لا تزال تحتفظ بهذه الأجواء، وهو أمر بالغ التعقيد، فكما نعرف أنّ المدن تشبه البشر تكبر وتشيخ، وبعضها يموت. فكم من مدينة كنّا نُحبّها، وحين كبرنا وكبرت معنا لم تعد تحمل ذات الإغراء، بل أصبحت مصابة بكل عوارض الشيخوخة وأولها النسيان. فذكرياتنا المشتركة غدت حدثاً أحاديا نحتفل به من جانب واحد فقط، دون أن تعيرنا تلك المدينة اهتماماً. وهنا يُصبح التحدي أمام كل المدن، أن تحتفظ بروحها بعيداً عن عوامل الزمن التي عادة لا يَفلت من أنيابها أى شيء. الإفطار والسحور عن الأطباق التي يفضل حضورها على مائدة رمضان يقول حجي جابر: لستُ متطلباً فيما يتعلّق بالطعام، لذا أجدني أتكيّف مع ما أجده أمامي على المائدة، ومع هذا فهي فرصة لأشكر زوجتي فاطمة التي تبذل الكثير من الجهد لتجعل طقس الإفطار والسحور رائعين. أنا ممتن لهذا الجهد دائماً. الوطن الغائب عاد الحوار الى محور الوطن الغائب سألته عن الأجواء الرمضانية في اريتريا وعن ملامح وجه مدينته التي تركها وهو في المهد فقال: ولدتُ في مصوع، ثم عدت إليها راشداً. شتّان بين ما سمعته من عائلتي وبين ما رأيته. تغيّر وجه المدينة بوجه لا يعرفه أهلها. ثمة غربة تفصل بين المصوّعيّ ومدينته التي كانت حاضرة البحر الأحمر ودرة تاجه في زمن مضى. لكنها تدفع ثمن الاستبداد الذي يعمّ إريتريا حالياً. وحول ما إذا كان يجد متسعا من الوقت لممارسة الكتابة في الشهر الفضيل يقول حجي جابر: كنتُ قد عزمتُ على تجنّب الكتابة في رمضان، والتفرّغ لبعض القراءات في التراث الإسلامي، غير أنّ الكتابة ألحّت عليّ وطرقت الباب مراراً فلم أجد بدّا من فتحه أخيراً.
939
| 20 يونيو 2016
الترابط الاجتماعي في السابق أكثر من اليوم أستعيد ذكريات الطفولة عندما أرى ابني "آدم" يصوم النهار كاملاً خلال لقائي بضيفنا، تذكرت بيتا شهيرا قاله الشاعر العباسي أبو الفتح البستي: وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا فـارحـل فكـلّ بـلاد الله أوطـانُ قدم إلى الدوحة منذ 27 عاما بعقد مع مؤسسة حمد الطبية، وعمل فني تخدير في مستشفى حمد منذ 17 سنة متنقلا بين مستشفى الرميلة ومستشفى النساء والولادة، وهو الآن كبير تقنيي التخدير بقسم العمليات بمستشفى الخور. هو السيد محمد جودت زغموت من أصل فلسطيني حيث لجأ أهله إلى سوريا في عام 1948، وأقاموا هناك، حتى غادرها ذات صيف باحثا عن الرزق الأوفر.. قابلنا بابتسامة "ابن البلد"، مهنئا الجميع بالشهر الكريم، ثم طفق يسرد ذكرياته فيقول: في البدايات، عندما أتيت إلى الدوحة واجهت بعض الصعوبات، أولا حرارة الجو، حيث إنني قدمت الى الدوحة في شهر أغسطس، فكان الجو حارا ورطبا، مما زاد في ألم الغربة، وكانت المرة الأولى التي أغادر فيها سوريا، وقد عمق الشعور بافتقاد الأهل والأحباب والأصدقاء بداخلي الاعتقاد بأنني أصبحت وحيدا خاصة وأن الشهر الذي قدمت فيه هو شهر الإجازة بالنسبة إلى الكثيرين، فكان البلد شبه خاوٍ، وكنت أفكر بين الحين والآخر في العودة الى دمشق ولكن الوالد ـ رحمه الله ـ كان يشجعني على البقاء من أجل تحسين وضعي المادي والمعيشي. ويصف ضيفنا رمضان في سوريا بأن له طقوسا خاصة حيث تجد التكبيرات والتهليلات قبل يوم من بداية رمضان في المساجد، وكانت هناك طقوس خاصة خلال أيام رمضان، حيث يذهب الناس الى المساجد بعد صلاة الظهر والعصر، ويبقون هناك، ولكن قبل أذان المغرب يخرج الناس من منازلهم لإحضار حاجياتهم مثل مشروب "عرق السوس" و"التمر هندي" و"القمر الدين".. مشيرا إلى أن الشوارع في هذا الشهر تتحول إلى لوحة فنية، حيث يحمل كل شخص ما أحضره، وعند الأذان تفرغ الشوارع، وترى الجميع داخل بيوتهم. ويضيف محمد زغموت: أستعيد ذكريات الطفولة عندما أرى أصغر أبنائي "آدم" البالغ من العمر سبع سنوات يصوم النهار كاملا ويخشى أن نعايره بأنه أفطر فيصرّ على صوم رمضان كاملا رغم محاولاتنا المستميتة في أن يأكل، لكنه يبادل محاولاتنا بالرفض. عندما كنا صغارا كنا نذهب إلى المدرسة فيسأل أحدنا الآخر: هل أنت صائم؟ كم يوما صمت؟ كم يوما أفطرت؟ ونضطر للكذب حتى لا يقال إننا مفطرون. أما الأطباق التي نفضلها في سوريا في شهر رمضان فهي شوربة الخضار مع الشعرية، و"الفتوش" وهي سلطة يوضع عليها خبز محمر بالفرن أو مقلي في الزيت.. وعن رمضان في الدوحة يقول: من خلال اختلاطي بالمجتمع القطري فإن رمضان في الدوحة رائع جدا حيث إن للأخوة القطريين أجواءهم الخاصة بهم، إذ يكون فطورهم خفيفا عادة (شوربة مع قليل من الهريس والثريد) وبعد صلاة التراويح يذهبون الى المجالس. وفي حدود العاشرة ليلا يتناولون (الغبقة).. فطقوسهم الرمضانية رائعة جدا، أما طقوسي الخاصة فهي عادية، حيث إنني أتناول سحورا خفيفا، ثم أذهب لأداء صلاة الفجر، وأنام لمدة ساعتين، وبعد ذلك أتجه الى العمل إذ تتقلص ساعات العمل في رمضان إلى خمس ساعات فقط. في الظهيرة، وعند عودتي الى البيت أذهب الى المسجد ولا أغادره إلا بعد صلاة العصر، وبعدها أعود الى المنزل لتبدأ الانتقادات في المطبخ (اطبخوا كذا.. ولا تطبخوا كذا.. هذا جيد.. وهذا لا.. إلخ)، وعند أذان المغرب نتناول الشوربة والفتوش، ثم أذهب وأصلي المغرب في المسجد، وبعد الصلاة أعود لأكمل الإفطار، ثم أذهب لصلاة التراويح، وبعد الصلاة أعود الى المنزل مرة أخرى، وأنام مبكرا، وهكذا دواليك. ويتابع السيد محمد زغموت سرد ذكرياته فيقول: لا أخفيك أنني أصبحت أفتقد أجواء رمضان التي عشناها ونحن أطفال ثم ونحن شباب، حيث كانت البساطة هي السمة الغالبة في هذا الشهر، وكانت المحبة تغمر قلوب الجميع، وكان التعاون بين الأهل والجيران والزيارات المتبادلة، والسهرات الرمضانية.. أما اليوم فالسمة الغالبة هي ابتعاد الناس عن بعضهم البعض، أضف إلى ذلك الغزو الفكري الذي تزايد في السنوات الأخيرة، فكل المحطات التلفزيونية تتسابق في عدد المسلسلات التي تعرضها، والتي يسمونها رمضانية، ولم يعد هناك احترام لحرمة الشهر الفضيل. وعن مجال تخصصه يقول: مهنة التخدير مهنة إنسانية تستدعي من المخدر الناجح أن يتمتع دائما بأخلاقه الحسنة، ففني التخدير غالبا لا يرى المريض إلا في غرفة العمليات، وغالبا ما يكون المريض تحت تأثير المهدئات، فما علينا إلا أن نتعامل معه بكل إنسانية ولطف لكي يكون مطمئنا لوجوده معنا. ويختم زغموت حديثه لـ (الشرق) قائلا: أرجو من الله أن يعيد على الجميع شهر رمضان وأن يبلغوه في العام القادم. كما أرجو من الله العلي القدير أن يحفظ دولة قطر وأميرها المفدى وشعبها وأرضها ومقيميها.. وأن يديم فيها الأمن والأمان لأن هذا البلد كريم ومعطاء. وأرجو من الله أن يعيد الأمن والأمان الى جميع الدول العربية والإسلامية وخاصة سوريا وأهلها وشعبها.. كما أتمنى من الله أن يعيد الأمن والأمان لجميع الشعوب العربية والإسلامية.
4034
| 13 يونيو 2016
للغربة وطأتها حين يشعر المرء بأنه معزول عن بيئته ومحيطه، عزلة منطلقها مادي بحت ومنتهاها نفسي، حيث يبلغ الغريب ذروة الانفصال عن المكان الذي هو فيه في مناسبات تكتسي أهميتها انطلاقا من بعدها الروحاني والاجتماعي.. وفي شهر رمضان تحديدا يشتد الإحساس بالغربة لمجرد شعورك بأنك مجبر على الابتعاد عن تقاليد عشت في كنفها.. يحدث ذلك عادة في الدول الغربية التي توجد بها جاليات مسلمة كثيرة لكنها تفتقد الى الأجواء الرمضانية التي تميز مجتمعاتنا العربية.. في هذا الإطار يتحدث الجراح السوري الدكتور مصطفى الخليل عن تجربة الانتقال من الغرب الى الشرق وتحديدا إلى قطر فيقول: انخراطي في المجتمع القطري كان أمرا سهلا باعتبار أن المجتمع الذي أنتمي إليه شبيه في بيئته وتقاليده بهذا المجتمع، ولعل إقامتي في دول أوروبية عديدة قرابة 25 سنة عمق لدي الشعور بالغربة لأنني كنت أفتقد هذه العادات والتقاليد الرمضانية، وكنا نواجه صعوبة في الصيام والعبادة، لذلك عند قدومي الى قطر أحسست بأنني طفل عاد إلى حضن أمه.عودةوتابع: أنا من شرق سوريا. عشت في مسقط رأسي سنوات قليلة قبل أن انتقل مع الأهل الى المملكة العربية السعودية حيث أنهيت دراستي الابتدائية والثانوية هناك، ثم تنقلت بين دول أوروبية لدراسة الطب والتخصص في الجراحة والعمل، لذلك عندما أتيت إلى الدوحة لم أشعر بالغربة، إذ ان هناك تشابها كبيرا بين البيئة القطرية والبيئة التي ترعرعت فيها. ودون أي جهد يذكر وجدتني أعود الى التقاليد التي أجبرت في أوروبا على الابتعاد عنها لأن الظروف غير مهيئة، ناهيك عن عدم توفر أماكن العبادة وزحمة العمل وضغوطاته.وتابع: إن الأقدار هي التي قادتني إلى هذا البلد الطيب، حيث حظيت بفرصة العمل على إثر زيارة قام بها وفد تابع للمستشفى الذي كنت أعمل به، وكان هناك تشجيع من الأهل للعودة والاستقرار بدولة عربية حرصا منهم على استقرار عائلتي، وخوفا من على أبنائي من أن يبتعدوا عن ثقاقتهم العربية والإسلامية. وغالبا ما يبحث الجراح عن تحديات جديدة وهو في بداية ممارسته للمهنة يسعى لاكتساب خبرات من جراحين كبار من مختلف الأماكن، وتنويع المنابع والمشارب في الجراحة.. وكطبيعة كل البشر يحاول الجراح أن يستقر مع أسرته، وتبقى روح التحدي والتجديد موجودة خاصة في بداية مشواره.دولة طموحمضيفا: قطر دولة طموح في كل المجالات وهي تبحث عن التحدي ومن ضمن هذه المجالات المجال الطبي، والطموح في هذا المجال كبير وبالذات في الجراحة. أنا أشبعت رغباتي وطموحاتي في الدوحة بسبب مؤسسة رائدة في هذا المجال وهي مؤسسة حمد الطبية التي وفرت لي كل الظروف الملائمة من معدات وغيرها للابتكار وإجراء عمليات كبيرة (جراحة الرأس والرقبة وتجميل الوجه والتشوهات الخلقية). ومازال لدى قطر الكثير لتقدمه من مشاريع تحفز المقيم على المثابرة والاستمرار للارتقاء إلى مستوى أعلى، مع مواكبة كل تطور وتقدم في المجال الطبي.وقطر باعتبارها بلدا مسلما تكيّف أوقات العمل مع شهر رمضان المبارك لكن المجال الجراحي يختلف عن كل المجالات الطبية الأخرى. لأنه إذا كانت لدينا عملية جراحية تستغرق وقتا طويلا فلا يمكننا إيقافها عند انتهاء ساعات العمل والعودة إليها في اليوم التالي. كذلك المناوبات في الحالات الطارئة، ولذلك هذه هي طبيعة عملنا، بينما الدوام الطبيعي مختصر في رمضان بسبب الصيام والتفرغ للعبادة، وهذا ما يضفي نوعا من التغيير.أجواءوحول انطباعه عن الأجواء الرمضانية في الدوحة قال: المجتمع القطري يميل إلى التدين والمحافظة على الطقوس الدينية لذلك تكون المساجد في هذا الشهر عامرة بالنساك والمتعبدين، وتكثر الصدقات، كما يتميز القطريون بحفاظهم على التقاليد القديمة بغض النظر عن المستوى الاجتماعي حيث يكثر في الشهر الكريم تبادل الأطباق، وهي عادة جميلة. إلى جانب الاهتمام بصلاة التراويح وقراءة القرآن فالروحانيات تتمظهر في كل شيء.. في مراكز التسوق، ودور العبادة، والمطاعم المغلقة في النهار، وتغير ساعات العمل لذلك فإن لرمضان طقوسا واضحة في قطر.أما عن ذكرياته مع رمضان فيقول إنها مرتبطة بالعائلة. يتذكر د. مصطفى كيف كان يقضي اليوم لعبا وزهوا، خالي الذهن كأي طفل أو شاب لم يدخل بعد معترك الحياة. ويقول في هذا السياق: في الغربة كنا نفتقد الزيارات العائلية لذلك دائما ما نحن إلى أجواء رمضان والعيد لأنها مناسبة للتزاور، والحمد لله بعد استقرارنا في الدوحة أصبحنا نعيش هذه الأجواء كما لو أننا مع الأهل.فضائل الشهرويضيف: لدي كثير من الأصدقاء هنا نتبادل الزيارات تلبية لدعوة على الإفطار أو على السحور، كما أننا نلتقي في صلاة التراويح، وفي ساعات متأخرة من الليل.. ووصف الشهر الكريم بأنه إعادة صياغة للنفس وتهذيبها وتعوديها على الصبر والتسامح والزكاة والصدقة والعفو عند المقدرة.. بالإضافة الى أنه يعدل عادة الإقبال على الأكل، علما أنني لست من محبي الأكل رغم أن المشهيات كثيرة، وعلى الانسان أن يتحكم في هذه الغريزة حتى يحافظ على صحته. مضيفا في السياق ذاته: كلما تقدم الطب اكتشف أن للصيام ميزات كثيرة وهو ظاهرة صحية تقوّم الجسم وتعيد فلترة الأعضاء وتنظيفها من كل الشوائب، وتعود الانسان على عدم الإكثار من الأكل والشرب، بل لابد أن يأخذ ما يقوي جسمه على الحركة والعمل. فرمضان فرصة جيدة للتقليل من الأكل، وهو فرصة للإقلاع تدريجيا عن التدخين والعديد من المزايا النفسية والروحانية والجسمانية يوفرها الشهر الفضيل. إنه شهر الخير وشهر تصحيح المسار والانضباط في كافة الأمور وهذه نعمة من رب العالمين.وقال د. مصطفى الخليل: لقد أنعم علينا رب العالمين بهذا الشهر ويجب أن نحمد الله كثيرا على ذلك بالالتزام بالفرائض الدينية.. فبالالتزام نقوّم أنفسنا في مختلف المجالات، وهي فرصة لكي نحافظ على تقاليدنا وعاداتنا، وانتهز هذه المناسبة كي أشكر دولة قطر على حفاظها على شعائر ديننا في هذا الشهر.
3779
| 03 يوليو 2015
يحدث أن يتحول ارتباط الإنسان بالمكان الجديد الذي اختاره طلباً للرزق ورغبة في تحقيق الذات بعيداً عن التعدد، وسيراً نحو التفرد في غير تربته، إلى عادة لا فكاك منها، حتى لو تخللت تلك التجربة عودة مؤقتة إلى المكان الأول الذي نشأ فيه وترعرع.. وكم كثر أولئك الذين طاب لهم المقام فآثروا أن يقضوا ما قدر لهم من العمر بيننا، فتصبح السنوات وإن طالت كأنها الأمس القريب.. هكذا هو الأمر بالنسبة للفنان التشكيلي والناقد المصري علي فوزي، الذي يقيم بيننا منذ أكثر من ثلاثين سنة مطلعاً ومهتماً بالعديد من التجارب التشكيلية القطرية، ومشاركاً فاعلاً في قراءة المشهد والإحاطة بمختلف جوانبه.يسرد حكاية إقامته بالدوحة فيقول: قدمت في عام 1984 متعاقداً للعمل في وزارة التربية والتعليم، مدرساً للتربية الفنية، وبعد استلام عملي تعرفت على البلد وبعض الأصدقاء، وأهّلت نفسي بعد شهرين لاستقبال أسرتي المكونة من زوجتي وطفلين (ولد وبنت). وحرصت على الانخراط في الساحة التشكيلية في قطر. في نهاية 1984 كنت قد تعرفت على معظم الفنانين التشكيليين القطريين والمقيمين، وكنت أداوم على حضور الندوات والمحاضرات المختلفة في مجال الفن التشكيلي، والتي كانت تستضيفها الجمعية القطرية للفنون التشكيلية في مقرها القديم.. في هذه الفترة تعرفت إلى حسن الملا، رئيس الجمعية آنذاك، والفنانين سلمان المالك، وعلي حسن، وجاسم زيني، وفرج الدهام، وعيسى الغانم، وعيسى المالكي وعدد كبير من الفنانين القطريين، وفي هذا الوقت كان هناك فنانون مقيمون على غرار الفنان محمد المدني، والفنان محمد حسب الله من مصر، والفنان الفلسطيني ياسر أبو سيده، والفنان فؤاد البسطوي، كلهم ملأوا الساحة عملاً ونشاطاً..منذ عام 1985 وحتى التسعينيات سعدت بقضاء رمضان في مصر، ثم مع اختلاف دورة الأيام، ومع مرور السنين بدأ الشهر الفضيل يأتي في فصل الشتاء، فكان يتوافق مع فترة عملي، وأتاح لي قضاء شهر رمضان لعدد من السنوات في الدوحة. وفي نفس الوقت استمتعت بالروحانيات الموجودة هنا والمتمثلة في المساجد الممتلئة، والندوات الدينية الكثيرة، والبرامج التلفزيونية.. كل النواحي الدينية مؤهلة للاحتفال بشهر رمضان، كما لا أنسى المحاضرات القيمة التي كانت تقام في فندق "شيراتون" الدوحة بإشراف نادي الجسرة الثقافي، الذي اعتاد أن يستضيف كبار الشخصيات العلمية في مجالات العلم والشعر والأدب، فكانت علامة مميزة من علامات رمضان محاضرات نادي الجسرة. ومن بين الذكريات التي لا تنسى اجتماعات الفنانين بعد صلاة التراويح في مقر الجمعية. حيث نتبادل الحديث في العديد من القضايا الفنية والمستجدات والإشكاليات التشكيلية، ومع استمرار تلك الاجتماعات توطدت علاقتي بعدد كبير من الفنانين، وأقدمت على فكرة تأليف كتاب عن اليوبيل الفضي للجمعية القطرية للفنون التشكيلية، يحكي قصة الجمعية منذ 25 سنة. وخرج الكتاب الى النور، ووزع في قطر، وحقق رواجاً وصدى كبيرين. وبعد أكثر من 30 سنة أقوم في رمضان الحالي بوضع اللمسات الأخيرة لكتاب قيم عن الفنانة التشكيلية القطرية بدرية الكبيسي. مضيفاً: أنا متفرغ ذهنياً لهذا الكتاب لكني منشغل إلى حد كبير بالعبادات. بطبيعة الحال حتى في قطر هناك اختلاف في الطقوس الرمضانية منذ 25 سنة والى الآن، حيث كانت البساطة عنصراً مهماً من عناصر اللقاءات والبرامج، وكل ما يحتفى به في رمضان، أما الآن فقد تطورت الأمور تطوراً شديداً، فمع زيادة عدد السكان زادت المساجد وأصبحت أكثر فخامة من الجانب الهندسي والمادي من الداخل. وتدخلت التكنولوجيا في نقل جميع الأحداث الرمضانية، ويعتبر الحي الثقافي "كتارا" نموذجاً لهذا التطور، حيث تتعدد البرامج والفعاليات الثقافية والدينية في شهر رمضان بصورة مكثفة.وفي حديثه عن الفروق بين رمضان في قطر ورمضان في مصر قال: الاختلاف كبير من حيث الاحتفالات الشعبية والليالي الرمضانية، وامتلاء النوادي والمقاهي بعد صلاة التراويح في مصر، وازدحام الشوارع، وامتلاء الأسواق والمحلات، وانتشار باعة الفوانيس والحلوى الرمضانية.. بحيث يشعر الانسان أن مصر في عيد، ناهيك عن حلقات الذكر والإنشاد الديني والمحاضرات الثقافية وامتلاء المساجد من صلاة الفجر وحتى التراويح.لا أخفيك أنني أحن إلى لمة الأصدقاء والأهل في رمضان، أما هنا، فالوضع مختلف لعدم وجود الأقارب وقلة الأصدقاء، رغم أن الناس هنا يتميزون بنوع من الطيبة، لكن ودّ الأصدقاء ليس كودّ الأهل والجيران، وبالتالي فإن حنيني لقضاء شهر رمضان في بلدي أكثر وإن كنت أستمتع بقضائه هنا إذا حكمت ظروف العمل.وعن طقوسه الرمضانية يقول: غالباً ما تنتهي علاقة الطالب مع المدرسة قبل شهر رمضان وبالتالي فإن عملنا متعلق في هذه الفترة بالامتحانات والتصحيح وإخراج النتائج قبل العيد. أصلي صلاة الظهر في العمل وبمجرد وصولي الى البيت أنام فترة الظهيرة، وبعد الإفطار تبدأ الطقوس العادية والمتمثلة في الزيارات بعد صلاة التراويح. كما أتابع المسلسلات المختارة مع قراءة الصحف ومتابعة الأخبار، كل هذا غالبا ما يكون في الفترة ما بعد صلاة التراويح إلى صلاة الفجر.ويتابع: على مدى فترة تنقلي بين المدن حيث قضيت ثماني سنوات في ليبيا وأكثر من 31 سنة في قطر تعرفت إلى أصدقاء كثيرين، ومازالت عادة تبادل الأطباق موجودة في الدوحة، وهي فرصة للتعرف على المنتج التراثي في الأكل. أما الأكلات القطرية فغالبا ما نتعرف عليها في الدعوات الخاصة، ولكنها ليست بشكل دائم.وفي نهاية لقائنا معه أعرب الناقد والفنان علي فوزي عن سعادته بهذه الفسحة.. داعيا قراء (الشرق) إلى محاولة اقتناص فرصة المغفرة التي يطرحها الله في هذه الأيام، وتقديم الصدقات، وقراءة القرآن..
679
| 26 يونيو 2015
مساحة إعلانية
أكد سعادة المهندس خالد بن أحمد العبيدلي رئيس الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري أنه أصبح بإمكان أي فرد يشتري عقارا على الخريطة أن...
27680
| 12 أكتوبر 2025
أعربت سفارة دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية عن بالغ حزنها وأساها لوفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري إثر حادث مروري أليم في...
9008
| 12 أكتوبر 2025
نوهت وزارة الداخلية بإمكانية الاستعلام عن تعاميم منع السفر المسجلة عن طريق تطبيق مطراش، لكل من المواطنين والمقيمين بخطوات سهلة وسريعة وأوضحت الوزارة...
8262
| 12 أكتوبر 2025
شدد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، على أن دولة قطر تمضي بخطى واثقة نحو مرحلة جديدة...
7966
| 13 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أعلنت وزارة الصحة العامة عن سحب منتج مياه معبأة، منشأ لبنان، من العلامة التجارية تنورين من الأسواق المحلية كإجراء احترازي، إثر رصدها لبلاغ...
7178
| 14 أكتوبر 2025
شيعتجموع المواطنين والمقيمين، اليوم، في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، جنازة منتسبي الديوان الأميري الذين وافتهم المنية إثر حادثٍ مروري وقع في مدينة...
4754
| 12 أكتوبر 2025
أصدرت الخطوط الجوية القطرية تنبيهاً للتذكير بشأن السفر إلى أوروبا بنظام جديد سيُطبّق ابتداءً منذ اليوم الأحد. يتعلق هذا التنبيه بتطبيق نظام دخول/خروج...
3700
| 12 أكتوبر 2025