رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

377

الشتاء.. تحدي جديد يواجه تقدم اللاجئين في أوروبا

19 أكتوبر 2015 , 04:43م
برلين – بوابة الشرق، وكالات

يواجه اللاجئين الفارين من الصراع في الشرق الأوسط شتاء قارص، فبعد معاناة الوصول إلى أوروبا يجلس لاجئين في مخيم فسيح بمدينة سيل الألمانية، يرتدون كنزات ثقيلة حول مدفأة وهم يدخنون السجائر بينما تصل إلى أسماعهم نقرات المطر المتساقط على الخيمة البيضاء المكدسة بأشيائهم والتي أصبحت بيتا لهم، والبعض منهم أصابه المرض وبدأ يخشى سقوط الثلوج.

ومع اقتراب فصل الشتاء تبذل السلطات الأوروبية جهودا حثيثة لإيجاد أماكن إقامة بها وسائل تدفئة لإقامة الآلاف من اللاجئين المتدفقين على ألمانيا كل يوم، بل إنها لجأت إلى الصالات الرياضية وبيوت الشباب والمباني الإدارية الفارغة، فيما يقول مزارع سوري يدعى طاهر "25 عاما" "الطقس بارد جدا لا أستطيع حتى مغادرة الخيمة"، ثم اعتدل طاهر في جلسته على سريره الذي تتدلى حوله قطع من الغسيل المبتل من أعمدة الخيمة ليمد يده إلى علبة دواء للسعال.

المساكن والشتاء

وقد أظهر تقرير لصحيفة "دي فيلت" الألمانية أن 42 ألف لاجيء على الأقل مازالوا يعيشون في الخيام، حيث تحدي العثور على المسكن الملائم يتحول إلى واحد من أكبر الاختبارات التي تواجه حكومة المستشارة أنجيلا ميركل التي تشبثت بشعارها "فير شافن داس" أي "بوسعنا أن نفعل ذلك" في مواجهة شكوك متزايدة بين أفراد الشعب.

وقالت شهد العبادي طبيبة الأسنان العراقية التي تبلغ من العمر 26 عاما "المشكلة في الشتاء أنني اضطر للخروج إلى المرحاض غالبا مرتين كل ليلة، وفي كثير من المرات يكون الجو باردا وممطرا"، وترتدي شهد معطفها وهي تتناول وجبة العشاء في العنبر الواسع المستخدم كقاعة للطعام في المخيم.

درجة التجمد

وخلال الأسبوع الأخير انخفضت درجات الحرارة لما يقرب من درجة التجمد، وقد بدأ سقوط الثلج بالفعل في بعض أنحاء ألمانيا ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية تكون الصقيع على الأرض في بعض المناطق في الأيام المقبلة.

يقول مايكل لوكاس المتحدث باسم منظمة مالتيزر للمساعدات التي تدير المخيم إن الخيام لا تقي الناس برد الشتاء وخفيفة للغاية على الإقامة فيها بصفة دائمة، ويضيف أنه كان من المقرر إبدال الخيام بأكواخ لكن الموردين لم يسلموها رغم أن أمر التوريد صدر منذ أسابيع، وأضاف "نفدت الأكواخ في كل مكان".

وفي ولاية هيسه تم نقل 380 لاجئا من مدينة للخيام، يوم الخميس، إلى أماكن إقامة ثابتة بعد أن قال مدير المخيم إنه لم يعد يستطيع تحمل مسؤولية نوم الناس في الخيام في الطقس البارد.

الموقف الرسمي

وفي برلين تقول السلطات إنها ستتخلص من الخيام بمجرد فتح 3 مراكز كبيرة جديدة للإيواء، كما تعتزم السلطات نقل لاجئين للإقامة في مطار تمبلهوف الذي بني في عهد النازي وكان شريان حياة لبرلين الغربية خلال الحصار السوفيتي بعد الحرب العالمية.

وقال ميسوفيتش إنه في كثير من الأقاليم مازال بعض من حصلوا على وضع اللاجئين يعيشون في مبان مخصصة للوافدين الجدد بسبب عدم وجود وحدات إسكان اجتماعي.

الأمراض والصراعات

وتشعر الجمعيات الخيرية بالقلق خشية أن يؤدي البرد والزحام إلى انتشار أمراض بين اللاجئين، وقال هربرت هيسلر الطبيب بالمركز الطبي لمدينة الخيام في سيل إن ثلثي اللاجئين مصابون بالبرد.

وقال هيسلر إن إحدى المشاكل تتمثل في أن الغسيل المنشور في مختلف أنحاء المخيم لا يجف على النحو السليم فيمرض اللاجئون لارتداء ملابس مبللة.

وتحذر جماعات الإغاثة من تزايد خطر نشوب صراعات في المخيمات بسبب الشتاء في غياب ما يشغل اللاجئين.

مساحة إعلانية