رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

409

"فيسبوك" وسيلة السوريين لتوثيق رحلات الموت إلى أوروبا

19 أغسطس 2015 , 12:49م
alsharq
كوس - وكالات

يواصل آلاف السوريين الفرار من الحرب الدائرة في بلادهم منذ سنوات، والهجرة إلى الدول الأوروبية، ولاسيما ألمانيا، عبر جزيرة كوس اليونانية، ويفقد الكثير من السوريين أرواحهم، خلال رحلات الموت هذه، ولذلك لم يجد المهاجرون السوريون سوى مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق رحلة هجرتهم إلى أوروبا.

وفي رحلة خطيرة بين تركيا وجزيرة كوس اليونانية، تخلى وائل وأفراد عائلته من اللاجئين السوريين عن أمتعتهم وأبقوا فقط على هواتفهم الذكية، الوسيلة التي تربطهم بالخارج ليوثقوا طريقهم إلى حياة جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول وائل "32 عاما"، من مدينة حمص، والذي وصل إلى كوس صباح الخميس الماضي، "هواتفنا وبطارياتها الإضافية أهم من أي شيء آخر في رحلتنا، حتى أهم من الغذاء".

ويستخدم اللاجئون مجموعات على موقع فيسبوك تضم عشرات آلاف الأعضاء لمشاركة صورهم وتجاربهم، وللبحث أيضا عن أرقام المهربين، والخرائط للطريق بين تركيا واليونان ومنها إلى شمال أوروبا، وحتى لدراسة التكاليف.

وفور وصول قواربهم إلى المياه الإقليمية اليونانية، يستخدمون خدمة "واتساب" لتحديد موقعهم لقوات خفر السواحل، أما خدمة "فايبر" فهي وسيلة الاتصال بالعائلات لطمأنتها.

أثمن أمتعتنا

وفر وائل من سوريا مع زوجته و12 من أقربائه بينهم 3 أطفال، ويروي، "لم نستطع أن نأخذ أي شيء معنا إلى القارب المكتظ، ولكن تلك الهواتف أثمن أمتعتنا".

لاجئون سوريون يلوحون بعلامة النصرة بعد وصولهم سالمين

وعائلة وائل بين أكثر من 135 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى اليونان، الشهر الماضي، في ظل أسوأ أزمة هجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وللحفاظ على هاتفه، يقول اللاجئ السوري، "لففت هاتفي في كيس بلاستيكي لحمايته من المياه".

وفي كوس، تجد السوريين يلتقطون الصور لبعضهم على البحر بهواتفهم الذكية، ويشربون القهوة في المقاهي، حيث يستطيعون استخدام الإنترنت.

ووسائل التواصل الاجتماعي تبقى حاجة "حيوية" بالنسبة للاجئين الذين لا يملكون أي أوراق قانونية للوصول إلى أوروبا، كما يقول رائد "30 عاما"، أحد أقارب وائل. ميضيفا، "التقطنا صورا لكل خطوة قمنا بها في هذه الرحلة وأرسلناها إلى عائلاتنا".

والأمر بالنسبة لرائد، الذي ترك زوجته وابنته البالغة 6 أشهر فقط والمريضة، يُختصر بأن "لا أحد يمنحنا تأشيرات دخول، ولذلك علينا البحث عن بدائل، وعبر "فيسبوك"، نساعد بعضنا، نحن السوريين، ونتبادل النصائح".

ويأمل المهاجر السوري أن يصل إلى ألمانيا، حيث سيقدم أوراقه لتنضم إليه عائلته. وجزيرة كوس اليونانية، ليست الهدف الأساسي للمهاجرين، بل منها يأملون بالانطلاق إلى شمال أوروبا، فيختاروا الدولة التي يجدونها الأفضل بالنسبة لهم.

ويقول رائد، "هناك محادثات كاملة على "فيسبوك"، نتباحث فيها عن الدولة الأفضل لكل شخص، وعلى سبيل المثال تعتبر ألمانيا جيدة فيما يتعلق بلم شمل العائلة. أما السويد فهي جيدة على صعيد الحصول على أوراق اللجوء بسرعة".

مجموعات سورية بـ"فيسبوك"

وعلى "فيسبوك" تتنوع المجموعات التي يستخدمها السوريون للبحث عن رحلات الهجرة، وهي أحيانا قاتلة، فهناك مثلا "اللجوء والهجرة إلى أوروبا" و"اللجوء في السويد، هولندا، النرويج، ألمانيا، بريطانيا، النمسا وسويسرا".

ومن بين الأكثر شهرة مجموعة تضم أكثر من 42 ألف عضو. وقال العديد من السوريين في كوس، إنهم استخدموا هذه الصفحة لتحديد خريطة طريقهم.

لاجئون سوريون

وتتفاوت الأسئلة على هذه الصفحة بين المنطقة الأفضل في ألمانيا للبقاء وهل يجب أن يسلم اللاجئ منهم نفسه إلى الشرطة هناك، وأي منطقة هي الأفضل للحصول على إقامة بسرعة. ويطمئن أعضاء الصفحة بعضهم، فيكتب أحدهم أنه وصل إلى اليونان ويضع صورة له مع شابين آخرين رافعين علامات النصر.

ويسأل ثالث إن كانت الإقامة في ألمانيا تسمح بالسفر إلى لبنان، ويكتب رابع سائلا بعجلة عن فندق في بلجراد، وآخر عن مبلغ 2500 دولار إن كان يعتبر كافيا للرحلة. وتأتيهم الإجابات عن تلك الأسئلة، ليقول أحدهم مثلا، "وصلت بـ900 دولار".

ويشرح سعيد "22 عاما"، طالب هندسة كمبيوتر من داريا جنوب غرب دمشق، "نقوم بذلك لنساعد بعضنا بعضا". متابعا، "نريد أن نساعد مواطنينا السوريين لكي لا يحتال عليهم المهربون، لذلك حين يجد أحدهم مهربا يطلب مبلغا أقل، نتناقل رقم هاتفه".

وسعيد، الناشط في الحراك السوري، يعتقد أن توثيق الرحلة إلى أوروبا لا يختلف بأهميته عن نقل أخبار العنف الدائر في البلاد.

ويختصر اللاجئ السوري تلك التجربة بالقول، "نحن السوريين، نلتقط الصور لكل تظاهرة وكل مجزرة، ولن نتوقف عن مشاركة قصصنا، والهجرة هي واحدة من قصصنا اليوم".

اقرأ المزيد

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

238

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

758

| 14 أكتوبر 2025

alsharq منظمة الصحة العالمية: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما يقرب من واحد من كل خمسة بالغين في أنحاء العالم لا... اقرأ المزيد

150

| 07 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية