رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1504

إشادة بمساعي قطر للتوصل إلى سلام دائم في أفغانستان

19 يوليو 2021 , 07:00ص
alsharq
اتفاق على تسريع مفاوضات الدوحة
الدوحة - الشرق

توصل وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لاتفاق على بيان مشترك في ختام مفاوضاتهما الجارية في الدوحة بوساطة قطرية، حيث اتفق الطرفان على استمرار المحادثات رفيعة المستوى والإسراع بالمفاوضات لإيجاد تسوية عادلة للصراع الدائر في البلاد منذ عقود. وذكرت قناة الجزيرة أن وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان سيلتقيان مجددا وأنهما أصدرا تعليمات لتسريع مفاوضاتهما بشأن السلام.

ونص البيان المشترك لوفدي الحكومة الأفغانية وطالبان على الاتفاق على الإسراع بالمفاوضات من أجل التوصل لحل عادل على أن تتم على مستوى رفيع حتى تتم التسوية. وقال البيان "سنعمل على تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء أفغانستان".

وأعرب الجانبان عن شكرهما لدولة قطر على مساعيها للتوصل الى سلام دائم وعادل في افغانستان، كما توجه البيان المشترك بالشكر لدول الجوار والدول الاقليمية والمجتمع الدولي لتعاونهم في عملية السلام. وقال وفدا التفاوض، الموجودان في الدوحة، إن "الطرفين التزما بمواصلة المفاوضات على مستوى رفيع حتى تتم التسوية".

وجاء البيان عقب انتهاء الجلسة الثانية لمحادثات السلام الأفغانية، والرامية إلى التوصل لتسوية سياسية تؤدي لإحلال السلام في البلاد بعد عقود من الحرب.

وبحسب الجزيرة، أفاد مصدر في وفد حركة طالبان بأن الحركة قدمت اقتراحا يتضمن إجراءات لبناء الثقة بينها وبين الحكومة، وذلك عبر إطلاق سراح السجناء لدى الجانبين والإعلان عن هدنة مؤقتة خلال فترة عيد الأضحى المبارك.

وقال مسؤول في لجنة المصالحة للجزيرة إن الطرفين تبادلا مقترحاتهما. وقد أكدت الحركة أنها تؤمن بأن الحل السياسي هو الأنسب لإحلال السلام في أفغانستان، وأنها تسعى لإقامة علاقات مع المجتمع الدولي.

وكانت الجولة الحالية من محادثات السلام الأفغانية قد انطلقت السبت، حيث عبّر وفدا الحكومة برئاسة عبدالله عبدالله، ووفد حركة طالبان برئاسة الملا عبد الغني برادار عن تفاؤلهما بالوصول لتفاهمات توقف التصعيد الجاري في أفغانستان. واستأنف الوفدان جلسات الحوار امس، وقال مراسل الجزيرة إن الجلسات كانت مغلقة وبصيغة ثنائية، تضم 7 ممثلين فقط من كل وفد، وبحضور الوسيط القطري.

 بيان زعيم طالبان

في غضون ذلك، أعلن زعيم حركة طالبان، هيبة الله أخوند زاده، إنه يؤيد تسوية سياسية للنزاع في أفغانستان. وفي رسالة نشرها بمناسبة العيد الأضحى، أشار زاده إلى أن الحركة عازمة على حل المشكلات في البلاد عبر الحوار. وقال زاده إنه "بدل الاعتماد على الأجانب، دعونا نحل مشكلاتنا فيما بيننا وننقذ وطننا من الأزمة السائدة".

وأكد أن الحركة تريد، بعد انسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد، إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية جيدة وقوية على أساس التفاعل المتبادل مع دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي تصريحات وجهها لدول الجوار، تعهد أخوند زاده بأنهم لن يسمحوا باستخدام الأراضي الأفغانية منطلقا لتشكيل تهديد على دول أخرى. وأردف زعيم طالبان: "نحن مستعدون للترحيب بالجميع. ليس لدينا عداء مع أحد، لا ينبغي لأحد أن يقلق بشأن مستقبل البلاد، نحن نؤيد حل المشكلات من خلال الحوار، يجب أن ننهض بهذا البلد معًا مرة أخرى".

وتابع في رسالته: "تولي طالبان أهمية خاصة للتعليم، ومن أولوياتنا إبقاء مراكز التعليم مفتوحة من أجل الاستقلال الاقتصادي، وتزويد الجيل الجديد بكافة المجالات العلمية، وتعليم الأطفال بشكل خاص العلوم الدينية والارتقاء بهم في مجال التعليم الحديث، وقضية الصحة وحقوق الإنسان هي أيضا ذات أهمية خاصة لنا".

وقف إطلاق النار

وعلى ذات الصعيد، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان أن لجنة تضم 14 عضوا؛ 7 من حركة طالبان و7 من الحكومة الأفغانية، منهمكة في إجراء محادثات منذ السبت. وقال متحدث باسم المجلس إن المحادثات ركزت على وجود وسيط للمحادثات الأفغانية السابقة، ووقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية، وذكرت مصادر على صلة بمحادثات السلام الأفغانية أن حركة طالبان ستوافق على الأرجح على وقف إطلاق النار، بمناسبة عيد الأضحى وخفض العنف.

لجنة المصالحة

على صعيد متصل، التقى رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان جان أرنولد في الدوحة، ورحب المبعوث الأممي ببدء المفاوضات رفيعة المستوى بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، ووصفها بأنها خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار في أفغانستان.

وأكد أرنولد أن الحل الوحيد لحل النزاع في أفغانستان هو المفاوضات والحوار، وقال عبد الله عبد الله إن الحكومة الأفغانية تؤمن بالحوار، وترى أن هناك أرضية لإحلال السلام في أفغانستان.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان أن المحادثات ركزت على وجود وسيط للمحادثات الأفغانية السابقة، ووقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية.

الوضع الميداني

وتتزامن محادثات الدوحة مع استمرار التصعيد الميداني في أفغانستان، حيث قالت الحركة إنها سيطرت -خلال الشهرين الماضيين (مايو/أيار ويونيو/حزيران)- على 194 مديرية في أفغانستان، استعادت القوات الأفغانية 5 منها.

وأعلنت السلطات الأفغانية مقتل 9 مدنيين من بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين في حوادث متفرقة بولاية قندهار جنوبي البلاد. كما لقي أربعة مدنيين حتفهم على الأقل من بينهم امرأة وطفل وأصيب أربعة آخرون في أرغستان بولاية ننغرهار شرقي البلاد، بعد أن انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق.

وقالت وزارة الدفاع إنها استعادت السيطرة على مقر مديرية "سٌرْخ بارسا" بولاية بروان شمال العاصمة كابل، وإنها قتلت عشرين مسلحا من طالبان في غارة بولاية هلمند جنوبي، وأضافت الوزارة أيضا إن سبعة من مسلحي طالبان قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون خلال عملية تمشيط قام بها الجيش في مديرية أسمار بولاية كونر شرقي أفغانستان.

من جهتها، قالت طالبان إنها سيطرت للمرة الثانية على مديرية "جخانسور" بولاية "نيمروز" جنوبي البلاد. وقالت الحركة إن مقاتليها طردوا القوات الحكومية من مركز المديرية والقيادة الأمنية وسيطروا على آليات ومعدات عسكرية للجيش.

وفي سياق متصل، اتهم القائم بأعمال السفير الأمريكي بأفغانستان روس ويلسون حركة طالبان بارتكاب جرائم حرب بقتلها عناصر من الجيش الافغاني في ولاية فارياب الشهر الماضي رغم استسلامهم لها، وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في تغريدة له على تويتر أن ما جرى "عمل فظيع.. ومشهد شائن يستحق الإدانة"، وطالب بالتحقيق في الواقعة التي وصفها بالجريمة الوحشية وبمحاسبة المسؤولين عنها.

 

مساحة إعلانية