رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1430

الهبات السخية لكاتدرائية نوتردام تفجر غضب "السترات الصفراء"

18 أبريل 2019 , 02:45م
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

أشعلت الوعود الكثيرة بتقديم هبات بمبالغ طائلة لترميم كاتدرائية نوتردام، غضبا واسعا في فرنسا حيث علت أصوات كثيرة تندد بما اعتبرته سخاء انتقائياً في فرنسا الغارقة منذ أشهر في أزمة "السترات الصفراء" والتي تسجل تراجعا في الهبات المقدمة للفقراء.

وعلى إثر حريق كاتدرائية نوتردام التاريخية، سارعت ثلاث عائلات ثرية للإعلان عن تبرعها بما يصل إلى سبعمئة مليون دولار لإعادة ترميم الكاتدرائية، وفي مقدمتها برنار أرنو صاحب المؤسسة الاقتصادية الضخمة التي تضم الماركات التجارية الشهيرة وبينها لويس فيتون وكريستيان ديور وغيفانشي.

وخلال يومين فقط، وصلت التبرعات مليار أورو، وينتظر أن يرتفع المبلغ بعد إعلان مؤسسات اقتصادية عالمية كبرى أنها ستتبرع لإعادة بناء الكاتدرائية، ومن بينها شركة آبل، في حين نقل عن رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو أنها اقترحت عقد مؤتمر دولي للمانحين خلال الأسابيع المقبلة لتنسيق الجهود لإعادة بناء نوتردام.

وأثار هذا الكرم والسخاء منقطع النظير سخط فئات كثيرة في فرنسا، وفي مقدمتها "السترات الصفراء" التي عبرت عن عميق حزنها لما وقع للكاتدرائية، لكنها في الوقت نفسه استغربت للتعبئة والتضامن الذي شهدته الكنيسة، في وقت لم يكد أحد من كبار الأثرياء يهتم لمشاكلهم.

وقال فيليب مارتينيز الأمين العام للاتحاد العمالي العام، إحدى أبرز النقابات الفرنسية، "إذا كانوا قادرين على منح عشرات الملايين لترميم كاتدرائية نوتردام، فليكفّوا عن القول لنا إن ليس هناك مال لمعالجة الحالة الاجتماعية الطارئة".

وأبدت إنغريد لوفاسور إحدى أبرز وجوه حركة "السترات الصفراء"، محور أزمة اجتماعية غير مسبوقة في فرنسا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، أملها في "العودة إلى الواقع" منددة بـ"وقوف المجموعات الكبرى متفرجة أمام البؤس الاجتماعي، فيما تثبت قدرتها على أن تحشد في ليلة واحدة +مبلغا جنونيا+ لصالح كاتدرائية نوتردام".

ويتظاهر مؤيدو "السترات الصفراء" منذ أشهر في الشوارع، في حراك كان محركه الأساس الاحتجاج على الضرائب قبل تحويله إلى تحرك واسع للمطالبة بجملة تغييرات دستورية واجتماعية.

وكان مقررا في مساء يوم حريق الكاتدرائية الاثنين أن يدلي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بكلمة يعلن فيها عن سلسلة خطوات للتعامل مع هذه الأزمة، غير أنه أرجأها إلى أجل غير مسمى.

ولتطويق الانتقادات، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الأربعاء تقليصا بنسبة 75 % على المبالغ التي تصل إلى ألف يورو (و66 % للمبالغ الأعلى) على الهبات المقدمة من أفراد لمصلحة الترميم.

وفي ظل تصاعد الجدل، وعد رئيس مجموعة كيرينغ للمنتجات الفاخرة فرنسوا هنري بينو بالتخلي عن هذا الامتياز الضريبي.

كذلك توقفت جهات عدة عند مفارقة لافتة وهي أن موجة السخاء التي ظهرت بعد حريق الكاتدرائية الشهيرة تأتي في وقت تواجه جمعيات مكافحة الفقر تراجعا في قيمة الهبات الممنوحة لها.

مساحة إعلانية