رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1051

مؤسسة قطر تنظم مناظرة حول المساواة الجندرية والجمهور يشارك عبر "وسائل التواصل"

18 مارس 2020 , 08:14م
alsharq
الدوحة - قنا:

نظمت "مناظرات الدوحة" التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مناظرة استضافتها جامعة نورثوسترن في قطر بالمدينة التعليمية حول موضوع المساواة بين الجنسين.

وناقش الخبراء إيجابيات وسلبيات الكوتا الجندرية في لقاء بدون جمهور، حيث استعان الطلاب والمشاهدون من مختلف دول العالم بوسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة والتعليق وتوجيه الأسئلة إلى المتحاورين.

وخلال المناظرة، طالبت السيدة رندة عبدالفتاح، الروائية والمحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان من أستراليا، بالكوتا الجندرية، مشددة على ضرورة وقف أشكال عدم المساواة الجندرية والعرقية، وانه لا يمكن حل هذه القضية المعقدة بمحدودية.

وقالت عبدالفتاح، إنه من أصل 19 ألف أستاذ جامعي في المملكة المتحدة، هناك حوالي أربعة آلاف امرأة من العرق الأبيض - وفقط 25 امرأة من العرق الأسود، مبرزة أن "عدم المساواة الجندرية يؤثر بشكل واضح على النساء، ولكن بعضهن أكثر من البعض الآخر"، وحثت المستمعين على العمل لابتكار أشكال جديدة وثورية للقيادة والتعليم.

وأضافت أن النساء من العرق الأبيض يتمتعن بامتياز عنصري حتى عندما يحاربن التحيز الجنساني، وتعريف النساء من خلال محور قمعي موحد، يدفع الى التخندق أكثر في العنصرية، لذلك فهناك حاجة إلى الكوتا الجندرية للوصول الى إعادة توزيع جذري لديناميكية هذه القوة.

وألمحت السيدة رندة إلى أنه قد يُنظر إلى بدايات نظام الكوتا على أنه رمزي، إلا أن العبء العملي يجب أن يركز على إيجاد حل لمعضلة التمثيل الزائد مقابل التمثيل الناقص، مشددة على أن "هذا لا يتعلق بالرجال الأشرار مقابل النساء الصالحات إنما يتعلق بتحدي التركيبة الحالية وتغييرها".

بدورها، قالت عائشة أكانبي، المعلقة الثقافية والفنانة والمصممة، إن نظام الكوتا يمكن أن يكون حلاً مهمًا على المدى القصير، لكن الهدف الحقيقي يجب أن يكون في خلق مجتمع لا يحتاج إلى نظام الكوتا، مشيرة إلى انه "إذا كنا لا نحبذ الكوتا الجندرية، كما هو حال الكثيرين منا، فعلينا أن ننشط في بناء عالم لا يكون هذا النظام فيه ضروريًا إذ من المحتمل أن تسبب الكوتا توترًا".

وقالت أكانبي إن موضوع المساواة الجندرية يجب ألا يبقى أسير غرف الاجتماعات والأوساط الأكاديمية فحسب، "وإلا فإننا نهتم بالسلطة أكثر من اهتمامنا بالمساواة".

وأكدت أنه في حين أن نظام الكوتا قد ينجح في بعض الأحيان، إلا أن هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولية يتضمن إعادة تنظيم جذرية للمجتمع وإعادة التفكير الجاد في الأدوار التقليدية للجنسين.

ونوهت إلى أن الكوتا قد تكون مفيدة في دوائر مثل الحكومات، لكن هناك حاجة للتفكير في أسباب الاختلالات الاجتماعية التي قد لا تكون بسبب التمييز.

من جانبها، عارضت الكاتبة والباحثة الأمريكية كريستينا هوف سومرز بشدة الكوتا الجندرية، مدعية أنها تهين المرأة وأن المساواة الجندرية يجب أن تحدث بشكل طبيعي، وقالت إنه لا يوجد دليل على أن الكوتا هي الحل.

واعتبرت أن الكوتا الجندرية، في مجتمعات غير ديمقراطية وأقل ازدهارًا، "تلحق ضررًا فعليًا" لأنها تأخذ النساء الموهوبات "من المجتمع الى الدولة حيث هناك حاجة ماسة إليهن" وأشارت الى ان ذلك يؤدي الى إجبارهن على الصمت، وإلى خلق طبقة خادعة من المساواة. واستشهدت بمثال رواندا، معتبرة أنه في الحقيقة أكثر من 60 في المئة من البرلمان يتكون من نساء يعملن ضد أنفسهن.

وتابعت "علينا ان نتعامل مع الأفراد، في كل ما نقوم به، كأفراد وليس كرموز، فالكوتا غير فعّالة وضارة وترسل رسالة خاطئة للنساء. وعلى الرغم من عدم وجود حل ثابت لعدم المساواة الجندرية، فإن الحل لهذه المسألة سيأتي من حرية التعبير والنقاش".

وبينت هوف سومرز أن الاختلافات في المجتمع لا تعود بالضرورة إلى التمييز.. مشيرة إلى أن هناك طرقًا أفضل من الكوتا لتحقيق التنوع والمساواة.

بعد المداخلات الافتتاحية، حصد موقف أكانبي الوسط أكبر عدد من الأصوات، مع ما يقرب من 41 بالمئة من المجموع. ومع نهاية المناظرة، تغيرت المواقف، وحصلت هوف سومرز مع موقفها المناهض للكوتا على 41 في المئة من الأصوات، فيما حصلت عبدالفتاح على 32 في المئة من مجموع الأصوات، وأكانبي على 27 في المئة منها.

وانتهت المناظرة بحوار عالمي بين الطلاب والمشاهدين الآخرين الذين تم الاتصال المباشر بهم أو أرسلوا فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مساحة إعلانية