رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

117

ابتسام آل سعد

المشهور الذي لم يعد مشهوراً

25 نوفمبر 2025 , 03:54ص

(ترويج «مشاهير التواصل» للسلع الرديئة يفقدهم المصداقية) جذبني هذا العنوان لدى تصفُّحي اليومي لموقع صحيفة الشرق القطرية وهو الموقع الذي لا أتخلى عن فتحه بصورة شبه يومية لاحتوائه على كل ما يمكن أن يشبع نهمي من قراءة كل ما يجري في هذا العالم مهما كان انشغالي في العمل لكني أفتتح يومي بفتح موقع الشرق وقراءة ما يجذبني فيه من أخبار سياسية ومتنوعة لأجد نفسي بالأمس وقد واصلت القراءة في هذا الاستفتاء الذي طرحته الشرق على مواطنين ومقيمين في معرفة تأثير (المشهور) لدينا على الترويج للسلع والبضائع والمواقع التجارية والحسابات التي تزخر بها مواقع الإنستغرام والسناب شات على وسائل التواصل الاجتماعي. وحقيقة إنني توقفت عند كلمة «مشهور» كثيرا حيث إن الصفة الغالبة في هذه الكلمة لكل شخص بات لديه عدة مئات أو حتى آلاف من المتابعين فأصبح يلقب بالمشهور حتى اختمرت الكلمة في رأسه هو رغم أنه يعلم أنه مجهول الهوية خارج قطر وهو أمر معروف لذا لم أستغرب على صاحب محل مشهور جدا في الدوحة يلقى إقبالا منقطع النظير من الجمهور والمشترين لبضاعته المتنوعة التي تمتاز بجودتها ورخص ثمنها مما جعله محاربا من كثير من التجار الذين يتاجرون في نفس البضاعة ولكن بأسعار أغلى وأعلى حينما قال إن أحد «المشاهير» قد عرض عليه أن يعمل له إعلانا مقابل 25 ألف ريال قطري في الوقت الذي قالها بسخرية لأنه يجد نفسه أكبر مسوّق لمحلاته وبضاعته وإعلاناته التي يقوم بالترويج لما تتضمنه هذه المحلات أفضل من ألف إعلان يمكن لأي شخص يضع نفسه ضمن المشاهير الذين يُعتد برأيهم في التسويق وعمل الإعلانات وقد كنت معجبة بما قاله هذا الشخص ونبرة السخرية تعلو عباراته لا سيما وأنه في اليوم نفسه وجد محله يكاد يتفجر من كثرة المتبضعين والجمهور ولم تجد السيارات طريقا مفتوحا لأي موقف يمكنها أن تركن به والنزول لحمى المعركة التي صورها صاحب هذا المحل في ذاك اليوم الذي يتكرر لديه لذكائه في الترويج ووضع أسعار خيالية مقارنة بأشباهه من أصحاب المحلات التي تزخر بنفس البضاعة. ولذا كان عليَّ أن أذكر لكم هذا الشاهد الذي ورد في ذهني في اللحظة التي بادرت بها بقراءة آراء الجمهور من المواطنين والمقيمين في استفتاء الشرق والذين رأوا من هؤلاء (المشاهير) أنهم يحسنون شكل البضاعة ويُجملون شكلها ويتلونون في تسويقها رغم تواضع الجودة ورداءة الصنع وإن الجمهور بات مثقفا في معرفة (الزين والشين) فيما يروج له هؤلاء الذين يبحثون، على رأي من استضافهم تحقيق الشرق، عن الربح المادي والعائد من وراء مثل هذه الإعلانات التي باتت لا تنطلي على الجمهور والمتلقين الذين باتوا يعلمون ما وراء الإعلان خصوصا وأن كثيرا من هؤلاء يُسوّق للبضائع وكأنها (آخر حبة) وبصورة باتت مستهلكة وربما رخيصة بصراحة لأن الغرض منها أصبح واضحا وصريحا للجمهور الفاهم والمدرك وعليه ليس على هؤلاء الابتذال أكثر إن صح التعبير في رفع سقف شهرتهم المحصورة (محليا لا دوليا) لأن ذلك بالفعل يفقدهم مصداقيتهم وهي الوثيقة الأولى والأكثر عمقا وصدقا وثقة بينهم وبين متابعيهم فإذا ما انهارت فلا يمكن لشيء آخر أن يعوضها حتى وإن أضافوا مزيجا غريبا في عمق هذه المصداقية التي انهارت في الوقت الذي يرى الجمهور أن التكسب هو ما يدفع هذا «المشهور» لعرض إمكاناته في الترويج الفاشل والضعيف الذي يفقده المزيد من احترام الغير له حتى وإن واجه نفسه يوما فلن يرى سوى الضعف والبهتان الذي أطل به على الجمهور لمرة واحدة أفقدته عشرات المرات بعدها حتى وإن صدق بها كلها 100% !.

مساحة إعلانية