رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

540

أطباء: رمضان فرصة ذهبية للتخلص من الموت البطئ

17 يونيو 2015 , 05:50م
alsharq
سامر محجوب

رغم التحذيرات والدراسات التي أثبتت خطورة التدخين بصورة واضحة، إلا أن الظاهرة لا تزال تنتشر وتتمدد بشكل واضح حيث أصبح التدخين أمراً عادياً عند الجميع رغم أن الكثير من الجهات باتت تضع لافتة واضحة للجميع بعدم التدخين، خصوصا في الاماكن العامة والأسواق التي يرتادها الالاف في كل يوم وكان لهذا القرار وقعه الجيد عند الجميع لما يحمله من فهم وادراك لضرورة محاربة هذه الظاهرة السلبية في المجتمع.

العزيمة سلاح المقاومة الأول للمدخنين للعلاج

ومع دخول شهر رمضان تكون الفرصة قد لاحت لكي يحاول المدخن ترك هذه العادة والتخلي عنها والنجاة بنفسه من شرورها والامراض التي تجلبها حيث تعتبر فترة الصيام التي تمتد منذ اولى ساعات الفجر الى المساء فرصة كافية لتعويد الشخص على الحياة بدون تدخين فيكفي انه امتنع عنها طوعا وبكامل ارادته لمدة تتجاوز الخمس عشرة ساعة في كل يوم.

ساعات الصوم

يقين كبير يعيشه الصائم في نهار رمضان يجعله يترك تناول الطعام والشراب وشرب القهوة والشاي وكذلك التوقف عن التدخين ولكن ما ان يتناول افطاره حتى يعود من جديد لعادته بل ويمكن ان يكون التدخين بصورة اكثر شراهة لتعويض الزمن الطويل الذي توقف فيه عن ممارسة هذه العادة الضارة ولكن يمكن ان يكون التوقف الطويل في ساعات النهار فرصة له لكي يواصل بكل عزيمة واصرار وان يكون يومه كاملا بلا تدخين.

مضار التدخين

يعتبر التدخين هو السبب الرئيسي لامراض القلب والرئة وتصلب الشرايين.. هذه العبارة كتبت كثيرا على عُلب السجائر لكن هذا التحذير لم يجد اذنا صاغية ولم يستطع ان يحارب هذه العادة، فتطور الامر بوضع صورة غاية في القسوة لمرضى او لاجزاء من الجسم تأثرت بالتدخين بصورة واضحة ولكن رغم هذا الامر إلا ان التدخين لا يزال يجد رواجه بين البشر ليس في قطر وحدها بل في كل دول العالم. وصارت شركات التبغ من اغنى الشركات في العالم بمعدل انتاج عال للغاية وكذلك بمعدلات تسويق لا يمكن الوصول لسقفها الاعلى.

ولا يقتصر التدخين على شرب السجائر فحسب بل هناك المحلات المنتشرة والتي توفر لروادها الشيشة والتي يتدافع لها الناس عقب الافطار لكي يقوموا بتدخين الشيشة التي يعتقدون انها تساعدهم في عملية الهضم لكنهم يتناسون المضار الخطيرة لها حيث يعادل تناول الشيشة بمثابة تدخين 40 سيجارة وهو امر يشكل خطورة كبيرة على الانسان بتناول هذه الكمية من التبغ ومن المواد الاخرى التي تدخل في صناعة هذا النوع من المكيفات.

صعوبة الأيام الأولى

تعتبر الأيام الأولى من شهر رمضان هي الايام الاصعب بالنسبة للمدخنين الذين يتعرضون للعديد من الاعراض التي تجعلهم في حالة من المزاج المتقلب حيث يعانون من اعراض انسحاب النيكوتين من الدم فيشعر الشخص بالصداع والدوار والكثير من الخمول في جسمه بل ويمكن ان يتعدى الامر ويصل لمرحلة الشعور بالرعشة في الاطراف فتجد الشخص غير قادر على التماسك والتعامل مع الاشياء الدقيقة التي تحتاج للتركيز الشديد، ولكن هذه الاعراض تبدأ في الزوال بعد مرور الايام الاولى وهنا يمكن ان تبدأ عملية الاقلاع عن التدخين والتوقف عنه تماما باستغلال فترة نهار رمضان الطويلة في ترتيب اوضاع جديدة تبدأ بعد نهاية رمضان والتزود بالعزيمة والاصرار لمواصلة السير في طريق الاقلاع عن تناول هذه الآفة اللعينة.

الخبراء يقدمون برنامجاً مثالياً للاقلاع عن التدخين نهائياً

الابتعاد عن أماكن المدخنين

اذا أراد الإنسان ان يبدأ في رحلة الابتعاد عن التدخين. فيجب عليه ان يشرع فورا في الابتعاد اولا عن اماكن المدخنين مثل المقاهي التي يكثر فيها تناول السجائر او تدخين الشيشة فيكون بذلك قد ابعد عن ذهنه التفكير في التدخين ويمكن ان يشغل نفسه بالكثير من النشاطات الرياضية والدخول في عدد من البرامج الترفيهية التي يمكنها ان تجعل نمط حياته يختلف او يبدأ حتى في الاختلاف حتى يستطيع ان يمارس حياته بكامل حريته بعيدا عن قبضة التدخين القاتلة التي لا يمكن الفكاك منها بكل سهولة بل تظل تحكم قبضتها عليك كل ما ازدادت سنوات تدخينك حتى تفقد في نهاية الامر الرغبة في الامتناع عن التدخين وتصبح اسيرا بكامل ارادتك لهذه العادة السيئة.

للمساجد دور

دور كبير يمكن ان تلعبه المساجد في التخلي عن عادة التدخين فكلما زاد تواجد المرء في المسجد زاد الوقت الذي يبتعد فيه عن التدخين حيث لا يمكن للشخص ان يمارس هوايته في التدخين داخل المساجد فهذا الامر لا يجوز شرعا وهنا يمكنه الانصراف للعبادة لمساعدته على الابتعاد عن هذه العادة الضارة والفكاك منها بزيادة الوقت الذي يقضيه في المسجد فيمكنه الجلوس وقراءة القرآن لفترة من الوقت عقب صلاة التراويح وبعد ذلك يمكنه ممارسة الرياضة فيكون يومه انتهى تماما وهو بعيد عن التدخين ومع مرور الايام يجد الانسان نفسه يستطيع العيش وممارسة كل تفاصيل حياته بكل هدوء وبكل ارتياح.

خلق برامج بديلة

رغم الاصوات التي تعلو دوما في كل البلدان بضرورة تفعيل المحاربة الرسمية للتدخين إلا ان المحاربة الحقيقية تأتي من الشخص نفسه. فالتوقف عن التعاطي مع هذه العادة الضارة ينبع اولا واخيرا من المدخن الذي يكون قد انكوى كثيرا بنيران الامراض والارهاق والخمول الذي يصيب وتغير المزاج حينما لا يستطيع تناول هذه الشئ الضار ولكن حينما تكون هناك برامج بديلة جاهزة تملأ اوقات الفراغ وتجعل الشخص في حالة انشغال دائم فهذا يحد كثيرا من التفكير في التدخين فممارسة الرياضة امر جيد للغاية وكذلك الدخول في نشاطات بدنية أو ترفيهية مثيرة تجعل الشخص في حالة من النشاط والحيوية وتلهيه عن تناول السجائر او باقي الاشياء التي يمكن تدخينها.

فوائد الامتناع

— يعود معدل الضغط للانخفاض لمعدله الطبيعي بعد عشرين دقيقة وتنتظم دقَات القلب.

— تنخفض نسبة اول اوكسيد الكربون في الدم بعد 12 ساعة ويقابلها ارتفاع نسبة الاوكسجين ويستعيد الجسم توازنه الداخلي.

— يلاحظ الممتنع عن التدخين تحسنا في حاستي الذوق والشم لديه بعد مرور 48 ساعة لان التدخين يضعف هاتين الحاستين بشكل ملحوظ.

— تنتاب الممتنع عن التدخين نوبات سعال بعد مرور 72 ساعة وهي رد فعل على عودة الشعيرات الدقيقة التي تغطَي الرئتين إلى الحياة، وبدء عمليَة تنظيف الرئتين من أوساخ التدخين المتراكمة.

— تحسَن في الدورة الدمويَة، ويتحسن عمل الرئتين بنسبة 30 في المائة بعد مرور أسبوعين إلى 12 أسبوعا.

— تعود الرئتان إلى عملهما الطبيعي بعد مرور من ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر، ويختفي ضيق التنفَس عند القيام بنشاطات جسديَة.

— وبعد مرور سنة تقل نسبة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى النصف.

— وبعد مرور نحو 10 سنوات تقلَ مخاطر الإصابة بأمراض التدخين كسرطان الرئة إلى نسبة توازي احتمال حدوثها عند غير المدخنين.

برنامج للاقلاع

ويقدم الاطباء برنامجا مثاليا للاقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان يبدأ البرنامج بالخطوة الأساسية، العزيمة والقرار الذاتي النهائي. ويمكن البدء بالبرنامج الصحي بعد الانتهاء من قراءة هذه السطور مباشرة. حيث يحتاج المدخن إلى فترة تهيئة من 3 أيام إلى أسبوع، يقلل خلالها عدد السجائر اليومية تدريجياً إلى أقصى حد ممكن، مع تغيير سلوكه لكسر العادات اليومية المتعلقة بالتدخين. وعلى سبيل المثال، يمكن تأخير السيجارة الأولى في اليوم إلى ما بعد الفطور بعدة ساعات، وتختلف هذه التفاصيل بحسب عادات الشخص. وكذلك يفضل خلال فترة التهيئة الإطلاع على بعض المقالات والبرامج الطبية التي تشرح مخاطر التدخين وآثاره على الجسم، وتوضح الفوائد الصحية المرافقة للإقلاع عن التدخين، فذلك يساعد على التهيئة النفسية وتقوية الحافز لبداية حياة جديدة دون تدخين.

ويمكن أن تستمر مرحلة التهيئة حتى نهاية الأسبوع الأول من رمضان كحد أقصى. وخلالها يجب تغيير جميع العادات السلوكية المتعلقة بالتدخين بما في ذلك الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها المدخنون، وعدم التدخين داخل المنزل، وغير ذلك. ومع نهاية فترة التهيئة يجب أن يصل المدخن إلى الحد الأدنى لعدد السجائر اليومية (2 — 5 سجائر).

ويفضل البدء بفترة التهيئة قبل بداية الصوم لتصبح الأيام الأولى من الصيام أسهل على المدخن. وبعد نهاية المرحلة الأولى، يكون المدخن قد استعد نفسياً وجسدياً للمرحلة الثانية التي يجب أن تبدأ مع الأسبوع الثاني من الصيام كحد أقصى.

تغير المزاج بصورة حادة أولى علامات التأثر بالتدخين

وتتلخص المرحلة الثانية بالتخلص نهائياً من السجائر وتعويضها بالعقاقير واللصقات الطبية البديلة لنيكوتين السجائر، وذلك تجنباً للأعراض الجانبية المرافقة لترك التدخين، كالصداع، والتوتر، والشعور بالوهن. وبالإضافة إلى البدائل الطبية عند الحاجة الملحة للتدخين، يمكن ممارسة رياضة المشي لتنشيط الدورة الدموية، أو الاستحمام بماء دافئ، أو تناول الفواكه الحامضة، أو تنظيف الأسنان لإبعاد الرغبة بالتدخين.ومع الأسبوع الأخير من شهر رمضان يجب أن يبدأ المدخن بمرحلة الإقلاع النهائي عن التدخين وبدائله أيضاً، وذلك لضمان عدم العودة إلى التدخين والعادات القديمة المرافقة له بعد انتهاء الصوم. ويفضل الحفاظ على بعض العادات المكتسبة خلال الصوم والتي ترافقت مع ترك التدخين. كرياضة المشي المسائي، وترك أماكن التدخين، وبعض التفاصيل السلوكية اليومية الأخرى.

مساحة إعلانية