رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

670

جنوب السودان.. معاناة إنسانية طاحنة تهدد بعقوبات دولية

17 يونيو 2014 , 02:50م
alsharq
الدوحة – قنا

تثير الأوضاع في دولة جنوب السودان المزيد من المخاوف في الأوساط المحلية والإقليمية والدولية لعدد من الاعتبارات، في صدارتها الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يتعرض لها السكان هناك في ضوء الصراع الدموي بين طرفي النزاع إضافة إلى عمليات الشد والجذب في مفاوضات أديس أبابا الحالية بين وفدي الحكومة التي يرأسها الرئيس سلفاكير ميارديت ومعارضيها بقيادة نائب الرئيس السابق، رياك مشار.

مأساة وتشرد وجوع ومرض

وبدأ المشهد الإنساني قاتما ومثيرا للقلق المحلي والدولي في ضوء أحدث تحذير أطلقته الأمم المتحدة، وكشفت فيه عن واقع مأساوي بشع، ويعرض آلاف الأرواح في جنوب السودان إلى تهديد حقيقي كبير لحياتهم ومستقبلهم، وقالت المنظمة الدولية إن "أكثر من 50 ألف طفل مهددون بالموت قريبا"، بسبب "المرض أو الجوع في جنوب السودان". داعية إلى تقديم أكثر من مليار دولار في سبيل مساعدة المواطنين الجنوبيين، وبدا الوضع لا يحتمل تأخير تقديم مساعدات، لأن الأمم المتحدة ترى أن الأهداف الفورية للعملية الإنسانية تتمثل في "إنقاذ أرواح وتفادي مجاعة".

والأخطر في البيان الأممي أنه ينبه إلى ارتفاع خطر المجاعة، وعزا ذلك إلى أن مجموعات عدة لم تعد قادرة على الزراعة أو الاهتمام بمواشيها. قائلا إن مناطق معينة من البلاد يصعب الوصول إليها، وبدأ أناس يموتون من الجوع.

فشل في التهدئة

وفي غمرة هذه التحذيرات الدولية التي تدق ناقوس الخطر وتكشف أبعاد الوضع الإنساني المميت في دولة جنوب السودان، بدا مثيرا للقلق في أوساط عدة أن الفرقاء في دولة جنوب السودان لم ينجحوا حتى الآن في اتخاذ خطوات تمهد لإطفاء الحريق، الذي أودى بأرواح أعداد كبيرة من المواطنين، وبينهم نساء وأطفال وشيوخ فقدوا حياتهم، وتشردت أعداد كبيرة منهم بسبب الحرب بين فريقين من أبناء جنوب السودان لم يستطيعا حتى الآن الاحتكام إلى لغة التعايش وقيم المواطنة، لتحقيق استقرار سياسي، يمكن أن ينعكس إيجابا على مواطنيهم الذين كانوا يتوقون إلى حياة الاستقرار بعد الإعلان عن دولة في جنوب السودان التي أعلنت في التاسع من يوليو.

تهديدات بإجراءات عقابية

واللافت في سياق تلك الأوضاع المضطربة وأجواء الشحن والصراع الدموي المستمر في جنوب السودان أن مفاوضات أديس أبابا التي كان من المقرر أن تبدأ، أمس الاثنين، بين وفدي الحكومة ومعارضيها لم تنطلق كما كان مقررا، وقيل إن السبب يكمن في أن "سكرتير الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا الإيغاد "تضم جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، كينيا، الصومال، السودان، أوغندا"، والتي ترعى المفاوضات وصف طرفي النزاع بـ"الغباء"، ما أدى إلى مقاطعة الوفدين للاجتماع .

وأيا كان السبب في البداية المتعثرة وربما الفاشلة لجولة المفاوضات الجديدة، كما ترجح مصادر سودانية تتابع سير المحادثات، فإن واقع الحال يشير إلى أن صبر الوسطاء الإقليميين والدوليين بدأ ينفد، وهذا معناه أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الكبرى وفي صدارتها الولايات المتحدة، قد تتخذ إجراءات عقابية على أي طرف يعرقل التوصل إلى تسوية لملف الصراع في دولة جنوب السودان التي أحبطت التقديرات الغربية التي كانت تحلم بوضع مستقر في الدولة الجديدة.

الأمل في التوافق

ويبدو أن لا أمل للنجاح في مواجهة التحديات الإنسانية والمعيشية التي تمسك بخناق المواطنين في جنوب السودان إلا بتحقيق توافق حقيقي بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق، رياك مشار، والقوى المتصارعة، ليساهم ذلك بفاعلية في إنجاح أي خطوة عملية يتخذها طرفا الحرب على طريق تشكيل حكومة انتقالية خلال 60 يوما وفقا لما أعلنته الوساطة الإفريقية.

مساحة إعلانية