رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

4828

د. الجمالي : زراعة أشجار "القرم" علي الشواطئ لزيادة الثروة السمكية

16 سبتمبر 2015 , 08:23م
alsharq
نشوى فكري

طالب الدكتور فهد حسن الجمالي عضو هيئة التدريس بجامعة قطر والمستشار البيئي ،على ضرورة الاهتمام بأشجار القرم " المانجروف " والتي تتواجد في عدة شواطئ بالدولة منها الخور والذخيرة والوكرة ، حيث ان تساهم بشكل كبير في توفير في الثروة السمكية ، مما ينعكس ايجابيا على زيادة الثروة السمكية طوال العام وتوفير كميات كبيرة منها وبالتالي انخفاض اسعاره بشكل ملحوظ .

شهدت أسعار جميع انواع الأسماك ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية وذلك لقة المعروض ، فقد تجاوز سعر كيلو السمك الشعري من 8 ريالات إلى 25 ريالا ، بينما سعر كيلو سمك الهامور وصل إلى اكثر من 75 ريالا.

وقد ارجع التجار ارتفاع الاسعار الي قلة المعروض والاقبال الكبير من المستهلكين على شراء الأسماك.

وأشار الدكتور الجمالي إلي ان تجاهل الحفاظ والاهتمام بأشجار القرم له سلبياته وخطورته في تهديد الحياة البحرية وتناقص المخزون السمكي فيها .

واضاف أن أسعار السمك في السوق تشهد ارتفاعا ملحوظا من وقت لآخر ، في ظل نقص الكميات مع زيادة الإقبال من المستهلكين ، وقال أن الدول المجاورة قد أولت هذه الشجرة الرعاية والاهتمام حتى وصلت أعدادها إلي ملايين الأشجار ، لما لها من أهمية بيئية وبحرية معروفة ، لذلك يجب الاهتمام من خلال وضع آليات محددة وواضحة في هذا الملف المائي والبيئي والذي يعود بالفائدة المادية والمالية على الوطن .

ارتفاع اسعار الاسماك

وقال أنه من المعروف أن اسباب ارتفاع اسعار الأسماك في الأسواق ، هو نشاط الإنسان المتزايد وزيادة عمليات الحفر وبناء المواني وأنابيب النفط واستخدام التقنيات الحديثة في الصيد ، مما يؤدي إلي زيادة استنزاف الموارد البحرية ، كل هذا بالإضافة إلي إهمال بيئات الأشجار وخاصة أشجار المانجروف والمعروف بأسم "القرم " ، مما يؤدي إلي نقص الثروة السمكية ، وبالتالي قلة الكميات المعروضة و الشراء المتزايد يؤديان إلي غلاء الأسماك بشكل كبير .

ولفت ان السوق مفتوح للجميع والتجارة حرة ، ولا يوجد احتكار في السوق القطري ، لأن الصياد كل همه الصيد الوفير الذي في النهاية يؤدي إلي الربح المادي ، ولكن في ظل إهمال أشجار القرم حيث أن غابات المانجروف عالميا تتناقص بنسبة 1 إلى 2 بالمائة سنويا، وهذا يهدد الحياة البحرية ويناقص المخزون السمكي فيها ومعدل تناقص أشجار المانجروف يفوق التناقص الحاصل للشعب المرجانية والغابات الاستوائية، فمنظمة الغذاء والزراعة بالأمم المتحدة تقدر أن غابات المانجروف مهددة بشكل خطير وأنها تصل الى مرحلة الانقراض في 26 دولة من أصل 120 دولة توجد بها أشجار المانجروف.

بيئة مناسبة للاسماك

وأوضح المستشار البيئي أن البيئة القطرية من البيئات التي تنمو فيها هذه الأشجار ، وبالفعل لدينا في الدولة عدة أماكن توجد بها هذه أشجار القرم بكثرة مثل الخور والذخيرة والوكرة ، ولكنها تحتاج إلي رعاية واهتمام بشكل أكبر وأوسع ، مثلما يحدث في الدول المجاورة والتي وصلت أعداد شجرة القرم بها إلي ملايين ، موضحا أن أشجار القرم "المانجروف" هو البيئة المناسبة للحياة البحرية وهو الملاذ الآمن لجميع الكائنات البحرية وهو الحضن الدافئ للأسماك والروبيان وتجمعاتها، حيث أنها تعتبر مجتمعاً بحرياً متكاملاً تعيش فيه النباتات والأسماك والقشريات والسرطانات البحرية كما تعتبر مستعمرات المانجروف مناطق ملاءمة لبيض الأسماك، مشيرا أن قطر تسعي إلى بيئة نظيفة خضراء ، لذلك يجب تكثيف الجهود في كل مناطق الدولة من أجل دفع تعزيز الوعي والاهتمام لدى جميع الجهات، سواء كانت مدارس أو جامعات أو منظمات حكومية وغير حكومية، بالحفاظ على المساحات الخضراء التي تحمي الكائنات المختلفة ، وتصون الحياة الفطرية ، مثلما يحدث في الدول الأوروبية ، لأن شجرة المنجروف التي تشكل محميات «القرم» التي يعتمد عليها في تغذية وحماية عنصر غذائي مهم ورئيسي بالنسبة لنا، وهو الأسماك ، فضلا عن كونها من الناحية السياحية تعطي منظر جمالي لقربها من الشاطئ وتجمع الطيور المهاجرة عليه .

تشجع علي النمو

ويعتبر نبات القرم (كما يسمى في الجزيرة العربية) أو الشورى (كما يسمى في مصر والسودان) هو نبات الأيكات الساحلية الأكثر شيوعاً في الوطن العربي حيث ينتشر حول ساحل البحر الأحمر الغربي (مصر والسودان) والساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية واليمن حيث في الأخير تكون بالقرب من مدينة الحديدة فهي أشجار شبه غارقة في مياه المد العالي حيث تختفي جذوع الأشجار تحت الماء تقريباً ، وكذلك على خليج العقبة والخليج العربي. ويبدو أن جيومورفولوجية ومناخ هذه السواحل تشجع نمو جماعات هذا النبات حيث توفر الخلجان الصغيرة التي تنتهي إلى السواحل والمحمية جزئياً بالشعاب المرجانية أو الجزر وسطاً ملائماً لنموه بسبب كسرها لقوة الأمواج والتي عادة ما تدمر وسط النمو وتحمل البادرات بعيداً عن مهدها. ويشير اسم الجنس إلى العالم العربي الفارسي ابن سينا صاحب القانون في الطب، أما اسم النوع فهو يشير إلى المناطق البحرية .إنّ هذا النوع يعتبر من أكثر نباتات الأيكات الساحلية انتشاراً في العالم، حيث يمتد من شرق إفريقيا والبحر الأحمر ( يتميز بكونه الموقع النموذجي له) إلى الشواطئ الإستوائية وتحت الاستوائية للمحيط الهندي حتى جنوب الصين، ومعظم أستراليا حتى بولينيزيا وفيجي ونيوزيلاندا.

تتميز نباتات القرم بتحملها لملوحة البحر، حيث أنها تحتوي على جذور سائدة تسمى الجذور التنفسية تعمل على تقليل تيارات المد والجزر وتسبب ترسباً هائلاً في الطين والغرين. تنبت بذور هذا النبات وهي لا تزال على الأشجار الأم وتسقط البادرات وتطفو في الماء إلى أن تثبت نفسها في الماء الضحل حيث تظهر الجذور النامية ربما لتكون جزيرة جديدة. وتختلف مناطق أشجار الأيكة الساحلية من حيث كثرة الأنواع فتتميز السواحل الشرقية من القارات بالغنى والتنوع النباتي مقارنة بالسواحل الغربية للقارات.

عن أشجار القرم

تشبه أشجار الأيكة الساحلية أشجار الغابة المدارية المطيرة في أن جذورها سطحية وتنمو نمواً أفقياً بالدرجة الأولى ويتراوح طول الأشجار ما بين 5 إلى 7 أمتار. ومن أحسن المناطق التي تنمو فيها أشجار الأيكة الساحلية المناطق التي تقع بالقرب من خط الإستواء في كل من إندونيسيا وغينيا الجديدة والفلبين.

وبصفة عامة تقل نباتات الأيكة الساحلية في كثافتها وأنواعها كلما ابتعدنا عن خط الإستواء حيث تقصر في بعض المناطق على نوع من الأشجار مثل أشجار القرم يختلف امتداد مناطق الأيكة الساحلية على طول الساحل تبعاً للظروف المحلية، ففي شرق إفريقيا تقع بين دائرتي العرض 3 شمالاً حتى 22 جنوباً، بينما في أمريكا الشمالية والجنوبية تمتد بين دائرتي العرض 29 جنوباً في البرازيل و32 في برمودا بأمريكا الشمالية، وبين دائرتي عرض 37 شمالاً و38 جنوباً في أستراليا ونيوزيلندا، وقد كانت أشجار الأيكة الساحلية منتشرة في سواحل الخليج العربي الغربية ولكن معظم الأشجار اختفت بسبب القطع الجائر لهذه الأشجار قبل ظهور النفط.

مساحة إعلانية