رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

314

"قيصر" مكافحة الإرهاب الأوروبي موارده ضئيلة

16 يناير 2015 , 02:44م
alsharq
بروكسل - وكالات

كلما أراد الأمريكيون الاتصال بأوروبا في مسألة تتعلق بالمقاتلين الجهاديين فإنهم يتصلون بجيل دو كيرشوف الذي يعتبر "قيصر" مكافحة الإرهاب الأوروبي وإن كان يعاني من نقص فادح في الموارد.

محاربة الإرهاب

وإن كان ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب من الصلاحيات الحصرية للدول فإن وضع المعايير وإقرارها يجري في المؤسسات الأوروبية، ودو كيرشوف البالغ 58 عاما هو المنسق الثاني لشؤون مكافحة الإرهاب، وهو منصب أنشئ عام 2004 بعد هجمات مدريد.

هذا الموظف الأوروبي الرفيع الذي يحمل دكتوراه في القانون وما زال يدرس، خلف عام 2007 الهولندي غايس دي فرايس الذي استقال معتبرا أن منصبه لا يحظى بأي اعتبار. غير أن دو كيرشوف الذي يتميز بصبره ودماثته تمكن من تجاوز إقصاء المفوضية والوزراء وشكل حوله شبكة واسعة من العلاقات جعلت الاتصال به حتميا.

وصرح مسؤول أوروبي كبير بأن "جيل هو كل ما نحن لسنا عليه، لكننا نملك كل ما يفتقر إليه"، "فهو يملك حرية الكلام وحتى الحق في التطاول"، فهو يعمل لصالح المجلس الذي يمثل الدول، ويطرح الأفكار ويوفر الآراء ويقدم توصيات دون أن يكون ملزما بقواعد الماكينة الإدارية المعقدة للمفوضية.

بالتالي تلقى وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي في أواخر نوفمبر مذكرة من 20 صفحة صاغها دو كيرشوف تبحث في المشاكل التي يطرحها "المقاتلون الأجانب" وهم الشبان الأوروبيون الذين غادروا للانضمام إلى حركات جهادية. كما عددت مجموعة من الإجراءات التي تقرر تنفيذها قبل أكثر من عام لمكافحة التشدد وتعزيز وسائل متابعة تحركات هؤلاء الأفراد، على الأخص وضع سجل أوروبي بركاب الطائرات وإجراء أعمال مراقبة منتظمة لدخول وخروج مواطني الاتحاد الأوروبي على الحدود الخارجية.

إمكانيات محدودة

لكن "القيصر" لديه إمكانيات محدودة، ففريقه يقتصر على 3 مستشارين وسكرتيرين، ويتخذ مقرا في قسم ناء من مبنى مجلس أوروبا في بروكسل يشكل العثور عليه صعوبة كبرى، لكن مكتبه يدخله النور على الأقل، بالرغم من تكدس الوثائق والكتب التي لم يجر "توضيبها"، نظرا إلى سفره الدائم، فعند وقوع اعتداءات باريس كان دو كيرشوف في بلغاريا "وهي طريق ترانزيت إلى تركيا، وبالتالي إلى سوريا".

والموارد التي يحتاجها جيل دي كيرشوف ويعز توفيرها له موجودة في الجهة المقابلة من الطريق، في مقر المفوضية الأوروبية، فهناك يتوافر المال اللازم لتمويل مبادرات مشتركة على غرار التدريبات على التعامل مع حالات أخذ رهائن.

لكن دي كيرشوف لا يقف عند ذلك، ويؤكد أن "الأدوار متكاملة، فالرجل المقتنع بأوروبا يطالب باعتماد معايير، معربا عن خشيته من عودة الدول إلى منطق "كل لذاته"، وشدد: "أنا أؤيد تشريعا أوروبيا ضد الجهاديين لأننا نحتاج إلى تعريف مشترك للتمكن من جمع الإثباتات".

وتابع كيرشوف: "سيشكل وضع تعريف مشترك للجهادي إشارة قوية جدا، ومرجعا لأجهزة الشرطة كافة، فعندما تعتمد الدول الأعضاء الـ28 معيارا موحدا، يصبح ساريا في العالم أجمع"، وأضاف: "لكنني لا أحظى بدعم الدول التي تتبنى تشريعات محلية في حالات الطوارئ".

وختم بالقول: "لست سياسيا، فدوري استشاري، والدول تفعل بعد ذلك ما تريد".

مساحة إعلانية