رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2216

الشرق ترصد آراء المثقفين حول تغطية الجزيرة للحرب على غزة

15 أكتوبر 2023 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

«التغطية مستمرة» هو الشعار الذي رفعته قناة الجزيرة منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» وصولا الى حرب العار التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة. ورغم المساعي الإسرائيلية لحظر تغطيتها واستهداف صحفييها ومصوريها إلا أن الجزيرة تواصل التغطية على مدار الساعة بفضل طواقمها المرابطين في مقرها بالدوحة وعلى أرض المعركة، ملتزمة بالمهنية والمصداقية؛ تنقل الأحداث لحظة بلحظة، وتضع المشاهد في قلب المجازر التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة وفي غيرها من المناطق. إحاطةٌ كاملة بالحدث من كل الجوانب، وجرأة في الطرح والتحليل، وشجاعة مراسليها. هي الجزيرة تحمل رسالة المحارب والشهيد الى ذويه، وتقول للمشاهد «أنظر لتعرفني وتعرف أين كنت وكيف كنت».

(الشرق) طرحت سؤالا على نخبة من المثقفين والإعلاميين القطريين والعرب: لماذا يثق المشاهد العربي بتغطية الجزيرة للأحداث في عزة ولا يثق بغيرها من القنوات؟ فكان هذا الاستطلاع..

د. أحمد الجنابي: صوت فلسطين الذي لم ينقطع

قال الخبير اللغوي د. أحمد الجنابي: بحكم تخصصي اللغوي أحب من قناة الجزيرة وشبكتها الإخبارية عنايتها بتسمية الأشياء بمسمياتها، ورعايتها للمصطلحات المعبرة بدقة في تغطياتها، فالعملية اسمها «طوفان الأقصى» وليس «هجوم حماس»؛ إذ إن حماس وذراعها العسكري وغيرها من الفصائل شاركت وتشارك، ثم إن إطلاق لفظ «شهيد» على ضحايا غزة وليس «قتيل» أيضًا مرده لبيانات غزة الرسمية، وهكذا. ثم إن الجزيرة صوت فلسطين الذي لم ينقطع منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا؛ فلما جاء طوفان الأقصى لم تركب الجزيرة موجته؛ وإنما كانت شاهدة ومشهودة في غزة وفي كل فلسطين، وأعتقد أنها أكثر قناة عالمية قدمت شهداء في فلسطين، وأخيرهم وليس آخرهم شيرين أبو عاقلة.

وأشار إلى أن المشاهد العربي يشاهد قناة الجزيرة لمهنيتها ولسياستها التحريرية ولشمول تغطياتها، ولتاريخها الإخباري المشرف، ولتحقيقها الرأي والرأي الآخر في أصرح وجوهه، وللغتها وأسلوبها وبلاغتها وفنياتها الكلامية ومهارات تواصلها مع المشاهدين. كل ذلك وغيره الكثير، ويكفيها شهادة والفضل ما شهدت به الأعداء أن مطالبات متكررة بإغلاق قناة الجزيرة رغم ما لديهم من قنوات عديدة ووسائل تواصل كثيرة إلا أنهم يدركون أنها قناة مشاهَدة ومتابَعة ومتصدرة وهي أم القنوات كما يصفها الواصفون.

د. حسن رشيد: القناة الأبرز في تقديم الخبر بمصداقية وموضوعية

أوضح الناقد د. حسن رشيد أن الفضاء مليء بالعديد من القنوات ولكن تميز قناة الجزيرة بالمصداقية في نقل الخبر وبمراسليها المنتشرين في الأراضي المحتلة. وأضاف: هؤلاء المراسلون ينقلون الحقيقة بموضوعية، ولا ننسى أن الجزيرة دفعت ثمن ذلك شهداء الكلمة والصورة ممن قضوا نحبهم وهم يؤدون واجبهم المهني في خدمة الحقيقة والذين قدمتهم في مسيرتها وقد سبب ذلك إرباكا كبيرا في العديد من القنوات العربية والعالمية.

منذ انطلاق الجزيرة وحتى الآن وهي القناة الأبرز في تقديم الخبر بمصداقية وموضوعية، واستقطاب خيرة الإعلاميين في الوطن العربي. الأمر لا يقتصر على «طوفان الأقصى» ولكن منذ أن تفجرت العديد من الأحداث في العالم كان تواجد قناة الجزيرة دليلا على أنها تمتلك وسائط عديدة لنقل الأحداث بموضوعية، وتقديم صورة متكاملة للمشاهد. وإذا عدنا سنوات إلى الوراء سنجد أن هذا الأمر أبرز ما يميز الجزيرة سواء كان في مناطق مختلفة من الوطن العربي أو خارجه، المصداقية والموضوعية أبرز سماتها منذ انطلاقها لتقدم صورة للعالم مغايرة، لذلك هناك من القنوات من تحاول تقليد الجزيرة ولكن أنّى لهذه القنوات أن تقدم صورة متكامله كما تفعل الجزيرة.

 

صالح غريب: «الرأي والرأي الآخر» خلق مصداقية عند المشاهد العربي

قال الكاتب والإعلامي صالح غريب: من خلال متابعتنا كإعلاميين للقنوات العربية والعالمية التي غطت «طوفان الأقصى» مثل (BBC) و(فرانس 24) و(روسيا اليوم) وغيرها، وهي قنوات كان المشاهد العربي يثق بها، لكن عندما برزت قناة الجزيرة في المشهد العربي تغيرت الصورة وتحول المشاهد العربي الى الجزيرة لمتابعة ما يجري في مناطقة عديدة من العالم. مضيفا: أعتقد أن «طوفان الأقصى» ليس بعيدا عن الأحداث في أي مكان من الوطن العربي والعالم من خلال الرأي والرأي الآخر. مؤكدا أن هذا الأمر هو الذي خلق مصداقية عند المشاهد العربي وأصبحت هناك ثقة كبيرة رغم محاولات تشويهها في الأحداث الأخيرة. وتابع: شخصيا لا أفضل قنوات أخرى عن الجزيرة لأني أجد فيها ما يجعلني أتابعها.

حمد الصبحي : تتشكل كسرب من الطيور على رأس الحدث

قال الكاتب والإعلامي العماني حمد الصبحي: الجزيرة تنقلنا من مكان لآخر بكوادرها العربية المتمكنة في أدواتها وأسلوبها، تأخذنا إلى كل الأمكنة الباردة والمتحركة، وها هي الآن كما جاء السؤال بحجم الحدث تنقل لنا الصورة الواقعية بدم الأرض الملتهبة، الجزيرة ولدت لتكون صورة الإنسان ومكانه وإشارته وضميره.

عرفنا الجزيرة من واقع الحدث الملتهب، وعند حدوث الهزات السياسية، نتجه إلى الجزيرة كل ساعة وكل حين، فهي قِبلة الإعلام العربي، الجزيرة تمارس أسلوبها المهني بحيادية، وفي نفس الوقت تنحاز إلى تحقيق منسوب المهنية بخطابها، تنحاز إلى الهامش والمهمش.

عرفت الجزيرة مذ أن فضحت غطرسة السياسة الغربية وفضحت الآلة الإعلامية الكبرى كحرب أمريكا على العراق، قلنا وقتها إن هذه القناة جاءت في زمنها، في وقتها، في ساعة تشرذم العالم العربي وتناثر خريطته، وانخفاض صوت اليسار العربي، فكانت لتكون هي الصوت الآخر في نقل الحقيقة.

نشاهد الجزيرة الآن أكثر في نقل جراح الأرض في غزة، وكأننا أمام هذا الحدث الأليم، الجزيرة تخرج من ماء البحر، من هذه الأرض الصغيرة وكأنها شُقت بعصا موسى. تنقل لنا بالصور ما يحدث ويختبئ في علب الكذب، تظهر لنا الحقيقة. الجزيرة تفرد جناحها وتتشكل كسرب من الطيور على رأس الحدث، نشاهدها بصوت عالِ مع جنودها على مسرح الحدث، تنقل جراح الفلسطيني، تنقل صوته، تنقل جنازته الكبرى.

جمال فايز: الجزيرة جعلتنا نعيش الحدث

قال الكاتب والروائي جمال فايز: نجحت الجزيرة بامتياز واستثناء في تغطية الأحداث الجارية بموضوعية ومهنية لحظة وقوعها ونقلها أولا بأول، وهذا أحد الأسباب في استثناء قناة الجزيرة التي عودتنا دائما على هذا الاستثناء في أحداث دامية حصلت في قطاع غزة وفي مناطق أخرى من العالم. وأشار الى أن القضية ليست في التغطية المستمرة والنقل المباشر لما يحدث في قطاع غزة ولكن في نقل المعلومات من الميدان، الى جانب المقابلات التي تجريها مع أهلنا وأشقائنا في القطاع، وقال إن هذه التغطية لم تنحسر في قطاع غزة بل في باقي الأراضي المحتلة وأيضا في مناطق أخرى من الوطن العربي. مضيفا: من الاستثناءات أيضا التي ميزت الجزيرة النقل المباشر للخطابات التي يلقيها قادة غزة والذي لاشك أنه أعطى الجزيرة التميز والمصداقية على مستوى الإعلام العالمي. الجزيرة تقدم لنا الخبر بموضوعية ومهنية وهو ما لم ألحظه في القنوات العالمية التي أتيح لي أن أشاهد جانبا من تغطيتها والتي تميل فيها الى نقل صورة غير صحيحة للجانب الاسرائيلي وتضخم من الجانب الفلسطيني، فشكرا لقناة الجزيرة التي جعلتنا لا نشاهد الحدث وإنما نعيشه.

شكري حميدي: اكتسبت المصداقية بكل تناقضات المواقف

قال المثقف والحقوقي التونسي شكري حميدي: منذ إنشائها في عام 1996 اختارت قناة الجزيرة طريقا مهنيا ابتداء من الجانب التقني عالي الاحترافية بمعدات وطاقة كبيرة مما مكنها من الانتماء الى الحقل المشهدي الأكثر تطورا في المجال السمعي البصري. الجانب الثاني هو الفريق العامل من صحفيين ومستشارين اختير بعناية من المشهد الصحفي العربي والعالمي كي تقدم مشهدا إخباريا مختلفا. هذه القناة قدمت لمشاهديها خطا تحريريا متجاوزا كل العقبات التي تشهدها القنوات العربية بتقديم مختلف المسائل على طاولة الحوار بكل تناقضات المواقف وكل الآراء التي تقدم بكل حرية. هاته القناة قدمت للمشاهدين في الوطن العربي تقارير يومية ونقلت الى العالم والمشاهدين الحدث من موقعه وخاصة ما يدور في العالم العربي بحرفية وبكل ما يمكن أن تضحي به من صحفييها ومصوريها وقد كان ما كان. هذه القناة اكتسبت المصداقية التي تأتي من مقبولية المشهد والصورة بكل تناقضات المواقف لهذا كانت الجزيرة كبيرة. الجانب الثالث والأخير هو الخط التحريري للقناة الذي كان على قدر كبير من الجرأة غير المعهودة في المعالجة الإعلامية خاصة بالنسبة الى وسائل الإعلام العربية إذ أن أغلب المسائل والقضايا والملفات يتم تناولها في قناة الجزيرة وفق مبدأ «الرأي والرأي الآخر»، وتمكن هذه الآراء من الالتقاء على شاشتها وإبرازها بكل حرية.

مساحة إعلانية