رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1859

قطر الخيرية تنفذ مشروعات تعليمية شمال سوريا

15 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
شمال سوريا
إدلب - سونيا العلي

 

يعاني قطاع التعليم في إدلب وريف حلب الشمالي من عوائق عدة وتدهور كبير، نتيجة القصف والدمار الذي طال عدداً كبيراً من المدارس من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، إضافة إلى موجات النزوح الكبيرة، ما تسبّب في ضغط هائل على المدارس، عدا عن تحوّل بعض المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين، ما أدى إلى شبه شلل في التعليم، وتسرّب آلاف الأطفال الذين شردوا من منازلهم للعيش في مخيمات مكتظة.

أمام هذا الواقع نفذت منظمة "قطر الخيرية" مشاريع عدة في الشمال السوري بهدف دعم التعليم ورفع مستواه، وعن ذلك يتحدث عبد الله مسلم منسق برنامج التعليم في مكتب المنظمة بتركيا لـ الشرق فقال: "وفقاً لتقييم الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للكارثة الإنسانية في سوريا، وجدنا أن واحدة من كل ثلاث مدارس دمرت بشكل كامل أو جزئي، أو باتت تستخدم كملجأ للنازحين، أو تم استعمالها كقاعدة عسكرية من قبل أحد أطراف الصراع، الأمر الذي أثر على البنية التحتية لقطاع التعليم، وخاصة في ظل النزوح الهائل من كافة المحافظات السورية إلى مناطق شمال غرب سوريا التي تفتقر أساساً إلى المدارس، لذا قامت منظمة "قطر الخيرية" بإطلاق عدة مشاريع لدعم التعليم في الشمال السوري".

ترميم شامل للمدارس

ويشير مسلم إلى مشروع ترميم المدارس الذي يهدف إلى زيادة عدد الصفوف في المدارس من خلال إنشاء صفوف جديدة، فضلاً عن ترميم الصفوف المتضررة، وخلق مساحات تعليم إضافية تستوعب أعداداً أكبر من الطلاب النازحين والطلاب من المجتمع المضيف، أما أعمال الترميم فقد شملت بناء واستحداث غرف صفية إضافية في المدارس المكتظة، فضلاً عن بناء الأسقف والجدران المهدمة وأعمال التشطيب الداخلي، بالإضافة الى أعمال الطلاء والتجميل وصيانة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى جانب صيانة النوافذ والأبواب ودورات المياه، وانتهاء بتسهيلات الوصول الفيزيائي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولفت مسلم أن المشروع حسّن شكل المدارس عبر طلاء وتزيين الصفوف، وتجميل الباحات المدرسية لتصبح أماكن جاذبة للأطفال.

عدد المدارس المستهدفة

ويشير أن عدد المدارس المستهدفة وصل إلى 154 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية، وتم تنفيذ الأنشطة على فترة 3 سنوات، حيث استهدفت أنشطة الترميم في السنة الأولى 73 مدرسة رسمية، توزعت على مناطق إدلب وريف حلب الغربي.

أما في السنة الثانية، فقد استهدف المشروع 48 مدرسة رسمية في مناطق الباب وإعزاز وعفرين، ليختتم المشروع باستهداف 33 مدرسة رسمية في مناطق تل أبيض ورأس العين في شمال سوريا.

ويبين مسلم أن عدد الأطفال المستفيدين من المشروع بلغ 54,500 طفل على مدار ثلاث سنوات.

محمد العوض (44 عاماً) مدير مدرسة في مدينة الباب، يقول: "تعاني مناطقُ الشمال السوري من أعلى كثافة من حيث عدد التلاميذ في الغرفة الصفية الواحدة، الأمر الذي تسبّب في زيادة نسبة التلاميذ المتسرّبين لعدم قدرةِ المدارس على استيعاب الجميع".

ويشير العوض إلى أن المشروع خفف الضغط عن المدارس، كما ساهم بتقديم أفضل الفرص والإمكانيات المتاحة للانتقال بفعالية إلى التعليم الرسمي.

طباعة وتوزيع الكتب المدرسية

كذلك قامت المنظمة بتنفيذ مشروع طباعة وتوزيع الكتب المدرسية، وعن ذلك تحدث مسلم قائلاً: "من أبرز التحديات التي واجهها قطاع التعليم في سوريا غياب الكتاب المدرسي عن المدارس كافة في شمال غرب سوريا، الأمر الذي أثر سلباً على رغبة الطلاب في التعلم، في ظل غياب أحد أهم الركائز التعليميّة، بالإضافة إلى عدم التزام المعلمين بمنهج محدد، الأمر الذي ترك علامات استفهام عن مستقبل العمليّة التدريسيّة ككل في المنطقة، لذا كان لمشروع "الكتاب المدرسي" دور كبير في زيادة إقبال الطلاب على الالتحاق بالمدارس الرسميّة، فضلاً عن تحسين أداء المدرسين لدورهم التعليمي، كما تم توزيع الكتب على النازحين الجدد ودمجهم في العملية التعليمية.

وأكد مسلم أن المشروع مستمر منذ أربع سنوات، ففي العام الدراسي 2017 - 2018 استجابت منظمة "قطر الخيرية" للطلب المتزايد على الكتاب المدرسي، وقامت بزيادة عدد الأطفال المستهدفين من 270,000 كما كان مخططا له، إلى 603,007 نسخة كتب، أي حوالي (5,144,904) كتب مدرسية، وذلك لتغطية أكبر عدد ممكن من الاحتياجات، بالتعاون مع مديريات التربية والمجمعات التربوية، وفي العام الدراسي 2019 - 2020 استمرت قطر الخيريّة في تنفيذ مشروعها، وقامت بطباعة 472,925 نسخة من الكتب المدرسية، أي 3,910,375 كتاباً مدرسياً، وتوزيعها على الطلبة في مناطق شمال غرب سوريا، حيث غطى المشروع 60 % من الاحتياج العام للكتب في المنطقة، لتغص المدارس مجدداً بالطلاب الفرحين بكتبهم الجديدة والمتحفزين لمتابعة تعليمهم.

أما في العام الدراسي 2020- 2021 فقد استمرت قطر الخيرية في دعم طباعة الكتب عبر طباعة 496,980 نسخة كتاب، ليتم توزيعها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي 4,110,118 كتاباً مدرسياً.

وكذلك في العام الدراسي الحالي 2022 - 2023 فتقوم قطر الخيرية الآن بالتحضيرات لتوزيع 183,200 نسخة كتاب، أي حوالي 1,415,245 كتاباً مدرسياً على الطلاب والطالبات في المدارس الرسمية في شمال غرب سوريا.

المعلم كمال العيدو (32 عاماً) من مدينة إدلب، يشيد بمشروع الكتاب المدرسي، وعن ذلك يقول: "إعادة تدوير الكتب المدرسية تعرقل العملية التعليمية ولا تحقق أهداف الدرس والمحتوى العلمي، ولكن بعد توزيع الكتب الجديدة من قبل فريق منظمة قطر الخيرية زاد تفاعل الطلاب داخل الصف، لأن الكتاب المدرسي يعتبر حجر الأساس في استئناف العملية التعليمية، ويأتي في أولوية الاحتياجات التعليميّة، فضلاً عن السعادة والفرح التي يشعر بها المتعلم، عند امتلاكه الكتب الجديدة وأداء الواجبات المنزلية".

من جهتها الطفلة مرام الهيثم (10 سنوات) نازحة من ريف إدلب الجنوبي إلى بلدة باريشا شمال إدلب، وهي تلميذة في الصف الرابع الأساسي، فرحت باستلام كتبها الجديدة لهذا العام الدراسي، وعن ذلك تقول: رغم القصف والنزوح والظروف الصعبة سأتابع تعليمي لأكون طبيبة في المستقبل، وأساعد المرضى وأخفف من آلامهم.

مساحة إعلانية