رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

2832

القرضاوي: المعايرجي كان مدرساً محبباً إلى تلاميذه لانفتاح شخصيته

15 يوليو 2015 , 03:20م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

الكتاب: "في وداع الأعلام"
المؤلف: الشيخ د. يوسف القرضاوي
الحلقة الـــ29

إن أخطر شيء على حياة الأمة المعنوية، أن يذهب العلماء، ويبقى الجهال، الذين يلبسون لبوس العلماء، ويحملون ألقاب العلماء، وهم لا يستندون إلى علم ولا هدى ولا كتاب منير. فهم إذا أفتوا لا يفتون بعلم، وإذا قضوا لا يقضون بحق، وإذا دعوا لا يدعون على بصيرة، وهو الذي حذر منه الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمرو "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" (متفق عليه).
ولعل هذا الشعور هو الذي دفعني في السنوات الأخيرة إلى أن أمسك بالقلم لأودع العلماء الكبار بكلمات رثاء، أبين فيها فضلهم، وأنوّه بمكانتهم، والفجيعة فيهم، حتى يترحم الناس عليهم، ويدعوا لهم، ويجتهدوا أن يهيئوا من الأجيال الصاعدة من يملأ فراغهم، وإلا كانت الكارثة.
إن مما يؤسف له حقّاً أن يموت العالم الفقيه، أو العالم الداعية، أو العالم المفكر، فلا يكاد يشعر بموته أحد، على حين تهتز أجهزة الإعلام، وتمتلئ أنهار الصحف، وتهتم الإذاعات والتلفازات بموت ممثل أو ممثلة، أو مطرب أو مطربة أو لاعب كرة أو غير هؤلاء، ممن أمسوا (نجوم المجتمع)!.
وأسف آخر أن العلمانيين والماركسيين وأشباههم إذا فقد واحد منهم، أثاروا ضجة بموته، وصنعوا له هالات مزورة، وتفننوا في الحديث عنه، واختراع الأمجاد له، وهكذا نراهم يزين بعضهم بعضاً، ويضخم بعضهم شأن بعض. على حين لا نرى الإسلاميين يفعلون ذلك مع أحيائهم ولا أمواتهم، وهذا ما شكا منه الأدباء والشعراء الأصلاء من قديم.

في هذه الحلقة يتحدث الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي عن الدكتور حسن المعايرجي، وعبد العزيز الرنتيسي، والدكتور عبد الله شحاتة:

الدكتور حسن المعايرجي
عاشق القرآن
(ت: 1429هـ = 2008م)
انتقل إلى جوار ربه في الأربعاء 29 محرم 1429هـ، الموافق 6 فبراير 2008م، رجل العلم والتربية والدعوة والعمل في سبيل الله، والغيرة على القرآن، الدكتور حسن المعايرجي رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله في الصالحين، وأسكنه الفردوس الأعلى، مع الذين أنعم الله عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وهو اليوم نفسه الذي مات فيه العالم الجليل الدكتور بكر أبو زيد، عضو هيئة كبار العلماء السعودية، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وقد جاء المعايرجي - هو مصري الجنسية - إلى قطر منذ أكثر من نصف قرن، وعمل بوزارة التربية، ثم بالجامعة، ثم أصيب بالشلل، وفقد الاتصال بما حوله، ومن حوله، منذ سنوات، حتى وافاه الأجل، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزانه.
سمعت عن حسن المعايرجي في مدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية بمصر، في أوائل الخمسينيات، وأنه من الشباب الناشطين في جماعة الإخوان المسلمين بالشرقية، ولكن لم أسعد بلقائه إلا في قطر، بعد وصولي إليها سنة 1961م.
كان حسن المعايرجي من المجموعة المصرية التي وصلت إلى قطر مبكرًا، في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، حين كانت قطر تخطو خطواتها الأولى في طريق النهضة التعليمية والعمرانية، فقد جاء هو وعبد الحليم أبو شقة وعز الدين إبراهيم من الشام، ومعهم محمد الشافعي، وعبد اللطيف مكي، وقد تزوج عز الدين من سوريا، كما تزوج هو من لبنان، كما جاء كمال ناجي وعلي شحاتة من السودان.
وعمل الجميع في وزارة المعارف، التي كان يحمل مسئوليتها في عهد الشيخ علي بن عبد الله آل ثان، الشيخ قاسم درويش، كما حمل منصب مدير المعارف الداعية المعروف الأستاذ عبد البديع صقر رحمه الله.
وقد أصبح المعايرجي بعد ذلك مديرًا لمدرسة الدوحة الإعدادية والثانوية، وكان وكيله الأستاذ عبد الحليم أبو شقة. وقد وقع معه في تلك الفترة حادث معروف وهو: أنه حطم صورة جمال عبد الناصر، التي كانت معلَّقة في أحد الصفوف، وكان عبد الناصر موضع الإعجاب والحماس من أبناء قطر في ذلك الزمن، وكان لهذه الحادثة دويُّها بقطر في ذلك الوقت، كاد المعايرجي يفقد فيه عمله، ثم سويت الأمور، وسار المركب كما كان.
وبعد ذلك تغير الوضع في وزارة المعارف، وتولى الوزارة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي سلمها لشقيقه الشيخ قاسم بن حمد، وفي ذلك الوقت عزلت الفئة السابقة من مناصبها، فتولى عبد البديع صقر مدير المعارف إدارة مكتبات حاكم قطر، التي طُوِّرت بعد ذلك وسميت (دار الكتب القطرية)، وعمل البعض في مناصب إدارية، والبعض الآخر مدرِّسين. وبعضهم- مثل عز الدين إبراهيم- سافر إلى لندن للحصول على الدكتوراه.
ومن هذه الفئة المعزولة: من كان قويّ الارتباط بحاكم قطر في ذلك الوقت، وهو الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، مثل حسن المعايرجي، الذي قرَّبه الحاكم منه؛ ليقوم بتدريس أولاده العلوم واللغة الإنجليزية وغيرها.
وكان حسن المعايرجي شخصية محببة مثقفة، يتقن اللغة الإنجليزية، ويطَّلع على معظم المجلات العلمية العالمية التي تكتب بها، ويلمّ بالثقافة الإسلامية، بحكم انتمائه إلى الإخوان المسلمين، لهذا كان مدرسا محببًا إلى تلاميذه لانفتاح شخصيته واتساع أفقه، وتنوع معلوماته، وقوة تأثيره، فلم يكن يكتفي بتعليم المادة العلمية المقررة، بل يعلمهم فن الحياة أيضًا.
وكنت ألتقي بالمعايرجي أنا والعسّال وعبد الحليم أبو شقة ومحمد مصطفى الأعظمي، الذي كان يعمل أمينًا عامًّا لمكتبات الحاكم، ورغم أنه هندي، فإن الدعوة إلى الإسلام كانت هي النسب الذي يضم الجميع، كما أن سجن عبد الناصر له في مصر قرَّب ما بيننا، ولما عاد عز الدين إبراهيم من لندن بعد أن حصل على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة كامبريدج: انضم إلى المجموعة التي كانت تلتقي كل أسبوع مرة، وفي الغالب كنا نطرح كل مرة موضوعًا علميًّا أو تربويًّا أو إسلاميًّا أو من واقع الحياة.
ثم سافر المعايرجي إلى ألمانيا للحصول على الدكتوراه، وهو يحمل بكالوريوس من كلية الزراعة، وقد حصل على الدكتوراه في علم البكتيريا، ولكن الذي يحتك به يدرك أن ثقافته العلمية أوسع من تخصصه؛ لأنه لم يحبس نفسه في دائرة تخصصه، كما يفعل كثير من الأكاديميين العلميين، الذين إذا أخرجت أحدهم من تخصصه، حسبته في عداد الأميين، وهذا نتيجة التقوقع في التخصص.
ولكن المعايرجي كان يقرأ دائمًا خارج تخصصه، وخصوصًا ما يتعلق بالإسلام والمسلمين، فهو مركز الدائرة بالنسبة لقراءاته واهتماماته. وعلى الأخص: ما يتعلق بالقرآن الكريم، وترجمة معانيه إلى اللغات الأجنبية، فقد أمسى هذا الموضوع أكبر همّه، في المراحل الأخيرة من حياته، فقد اهتم به، وتفرَّغ له، وأعطاه من وقته وجهده ما يستحق في نظره.
ولما رجع من ألمانيا في عهد الشيخ خليفة بن حمد، وكان هو من المحسوبين على الشيخ أحمد بن علي، الذي عُزِل عن الحكم بعد الحركة التصحيحية التي قام بها الشيخ خليفة في 22 فبراير 1972، لم يجد المعايرجي الباب مغلقًا في وجهه، فقد كانت علاقته بالشيخ حمد بن خليفة طيبة؛ إذ كان ممن درَّسه مع أبناء الشيخ أحمد بن علي، فلا غرو أن سهَّل له الشيخ حمد الرجوع إلى البلاد، كما أوصى أن يفسح له المجال في جامعة قطر.
وكان الأستاذ الدكتور إبراهيم كاظم مدير الجامعة يعرفه من قبل، وهذا ما مكَّنه من العمل أمينًا عامًّا لمركز البحوث العلمية التطبيقية، الذي أصبح له وضعه ومكانته في جامعة قطر.
وكان المعايرجي مع عمله الرسمي، يرى أن عليه واجبًا آخر هو مسئول عنه أمام الله وأمام الأمة، وهو العمل للإسلام والقرآن الذي يرى أن الأمة الإسلامية قد فرطت كثيرًا في حقه، ولم تعطِه من العناية ما هو أهل له، وهو كتاب الله الذي أحكمت آياته ثم فُصِّلَتْ من لدن حكيم خبير.. {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42]. جعله الله منهاجًا للفرد، ودستورًا للأمة، وقانونًا للدولة، وضمن له الخلود والبقاء، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
ويجب على الأمة الآن أن تنقله إلى العالم، حتى تتحقق عالمية الإسلام الذي خاطب فيه رسوله فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1]. وقال عن هذا القرآن: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [يوسف:104]. فكيف يكون للعالمين، وقد نزل بلسان عربي مبين؟ لا يكون ذلك إلا بترجمة معانيه إلى لغات العالم.
وقد فعل ذلك النصارى، فترجموا الإنجيل إلى لغات العالم الأصلية والتابعة، بل إلى لهجات العالم. مع أن دينهم في الأصل ليس دينًا عالميًّا، فإنما أرسل الله الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم إلى أقوامهم، ومنهم المسيح عيسى الذي أُرسل إلى بني إسرائيل، وهو قال في الإنجيل: إنما بعثت إلى خراف بني إسرائيل الضالة!!.
فكيف بدين أعلن من أول يوم، ومنذ العهد المكي: أنه أرسل إلى الناس كافة. كما قال تعالى في سورة الأعراف: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:158]. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ:28].
عُنِي الدكتور المعايرجي بترجمات القرآن إلى لغات العالم المختلفة، فتتبع تاريخها، وعرف قيمة كل منها من الدقة والأمانة والموضوعية، وجمع من الترجمات المتنوعة من شتى اللغات ما كوَّن مكتبة علمية منقطعة النظير، ومن واجب الأمة أن تحافظ على هذه المكتبة وتنتفع بها، وأولى الناس بذلك هو دولة قطر التي عاش فيها المعايرجي، إلى أن لقي ربه رحمه الله.
كان القرآن وخدمة القرآن، وتبليغ دعوة القرآن إلى العالم، هو الشغل الشاغل للدكتور المعايرجي في سنينه الأخيرة، وكان لا يلقى عالمًا كبيرًا، أو مفكرًا مرموقًا، أو مسئولًا ذا بال، إلا وحدَّثه عن القرآن، وواجبه نحو القرآن، ومسئولية الأمة عن القرآن.
وكان هناك أمر يفكر فيه باستمرار، وبات يشغله بالنهار، ويحلم به بالليل، وهو ما سماه (الهيئة العالمية للقرآن الكريم).
وكان يتعجب ويقول: إن هناك أمورًا ليس لها أهمية القرآن، ولا عشر معشاره، ومع هذا أنشئت لها مؤسسات وهيئات عالمية، أفلا يبلغ القرآن- وهو الآية الكبرى والمعجزة العظمى للإسلام ونبيه- مبلغ هذه الأمور؟!.
وكيف لأمة يبلغ عددها مليارًا ستمائة مليون من المسلمين أو أكثر، لا تعطي الاهتمام الكافي اللائق لكتابها المقدس، الذي ختم الله به كتب السماء، وحفظه من كل تغيير وتحريف؟!.
وقد كتب الدكتور المعايرجي كتابه عن القرآن وترجماته المتعددة، وواجب الأمة نحوه، وحلمه في إنشاء الهيئة العالمية لخدمته والدعوة إليه، والمحافظة عليه، وجعل عنوانه (الهيئة العالمية للقرآن الكريم)، وطلب إليّ أن أكتب له مقدمة، فكتبتها، استجابة لطلبه ووفاء بحقه، وتحقيقًا لأمله، وتنويهًا بمكانة هذه الهيئة التي يطلبها ويُلِحُّ في طلبها، وهي ليست بالأمر المستحيل، ولا الأمر الذي يشق تحقيقه مشقة بالغة، بل هو يسير على من يسّره الله عليه.
ولقد ظل المعايرجي يسعى حثيثًا لدى المسئولين المعنيين في قطر، حول هذا الهدف المنشود، حتى تكونت لجنة برئاستي، تضم عددًا من المهتمين من الديوان الأميري، ومن الجامعة، ومن الأوقاف، وقد اجتمعنا مرات عدة، وناقشنا الأمر من وجوهه المختلفة، العلمية والتقنية والمالية، وما يتطلبه من قوى بشرية، ومن مقدرات مالية، وكتبنا بذلك تقريرًا موقعًا عليه من أعضاء اللجنة، قُدِّم إلى الديوان الأميري.
ولكن للأسف لم تظهر نتيجة لهذا التقرير، وجُمد في الأدراج، برغم متابعة الدكتور له؛ إذ لم يجد أذنًا صاغية من المسئولين عن هذا الشأن في الديوان، ولم تتح فرصة لمقابلة الأمير لشرح هذا الموضوع له، وهو أهل لأن يهتم بمثله إذا اقتنع به.
وكانت خيبة الدكتور المعايرجي كبيرة، وصدمته بإهماله قاسية، فقد وضع كل آماله وأحلامه في نجاح هذا المشروع، وقيام دولة قطر به، وهي أهل لذلك، ولكن قطر خيَّبت ظنه، وحطمت بقسوة حلم حياته، ومشروع مستقبله، فأصابه من الأسى والكدر ما أصابه، وأظلمت الدنيا في وجهه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وضاقت عليه نفسه، ودخل في حالة بائسة من الاكتئاب الشديد، وانقطع عن الناس، كما انقطع الناس عنه، لا يزور، ولا يُزار، ولم يكن يخرج من البيت، بل ظل فترة طويلة، لا ينزل من الدور الثاني، الذي هو مقيم فيه، إلى الدور الأول من المنزل، وكأنما هو محتجٌّ على الناس، في قطر، وفي غير قطر، على العرب، وعلى المسلمين في كل مكان، حيث خذلوه ولم ينصروه، وأعرضوا عن دعوته، ولم يجيبوه، وانعكست كآبة نفسه على صلابة جسده، فانهار هذا الجسد، تحت مطرقة الكآبة والهم والحزن.
هذا مع أن شخصيته شخصية انبساطية، مرحة منفتحة، وليست شخصية انطوائية منغلقة، وهذا دليل على ضعف الإنسان، الذي وصفه الله بقوله: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28]. وما زالت به الحال حتى دخل المستشفى، وأصيب بالشلل، الذي طال به، ولقي ما لقي منه من المعاناة، جعل الله ذلك كفارة لسيئاته، وزيادة في حسناته، ورفعًا لدرجاته، اللهم آمين.
وأملنا في دولة قطر المعطاءة، التي أنشأت مؤسسات عديدة لتحقيق أهداف شتى: ألا تضن على مشروع المعايرجي في خدمة القرآن، وأن تنشئ هذه الهيئة العالمية، التي كان ينشدها أخونا وحبيبنا رحمه الله.
فإذا لم تنهض قطر بمشروع المعايرجي- كما هو العهد والرجاء فيها- فإني أحيل الموضوع إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وأمينها العام د. أكمل الدين إحسان أوغلو، وقد كان صديقًا للمعايرجي، وهو على علم بمشروعه وأهميته، نرجو أن تتولى المنظمة القيام على هذا المشروع، ولن تعجز الأمة الإسلامية على كبرها وسعتها، أن تقوم بمشروع يخدم كتابها العظيم: القرآن الكريم.
رحم الله حسن المعايرجي، وغفر له، وجزاه خيرًا عن الإسلام وعن القرآن العظيم.

عبد العزيز الرنتيسي
شهيد المقاومة وفلسطين والدعوة
(1366 – 1425هـ = 1947 – 2004م)

وفي 17 إبريل 2004م ودعنا فقيد أمتنا، وفقيد قضيتنا، وفقيد جهادنا، أخانا البطل المجاهد الصابر المصابر المرابط الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وقد أصبح مقدر علينا أن نودع ما بين الحين والحين قائدا من القواد الذين حملوا الراية؛ ليذودوا عن حمى هذه الأمة، وعن حياضها، ويدافعوا عن مقدساتها، وعن هُويَّتها أمام هذه الهجمة الشرسة من أعدائها. ما بين الحين والحين نودع واحدا، وقد ودعنا قبله بأسابيع الشيخ أحمد ياسين رحمة الله عليه، وخلفه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في القيادة والشهادة.
سجن عبد العزيز الرنتيسي في سجون الاحتلال أكثر من

مساحة إعلانية