رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2350

طقوس رمضان تختفي في العراق بعد تدهور أوضاع البلاد

15 يونيو 2016 , 12:50م
alsharq
بغداد ـ سلام زيدان

يقول مواطنون عراقيون، إن عادات وتقاليد شهر رمضان بدأت تختفي تدريجيا وذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد ودخول التكنولوجيا إلى حياتهم.

وتحدث المواطن عادل القريشي "40 عاما"، لـ"الشرق"، إن "العديد من العادات والتقاليد الخاصة بشهر رمضان اندثرت نتيجة تغيير نفوس العراقيين بسبب الحروب التي خاضوها والفقر الذي أصابهم"، مؤكداً أن "المواطنين الذين كانوا يسكنون في شارع واحد يطبخون نوعا واحدا من الأكل ويجري توزيعه على جميع المنازل وعند الإفطار يحصلون على وجبة تكفي للفطور والسحور".

وأضاف أن "العراقيين في السابق يقيمون مائدة إفطار جماعية وفيها توجه الدعوات إلى الجيران والأقارب وهي مهمة جداً لأنها تزيد من المحبة بينهم وكذلك أن العديد من البنات تزوجت بعد أن تشاهدها والدة العريس وأخواته في الإفطار الجماعي".

من جانبه، قال سعد الشمري الذي يسكن في حي الجامعة بالعاصمة بغداد، لـ"الشرق"، إن "الحياة في العراق تغيرت منذ عام 2003، وبدأت صلة الرحم بالانقطاع وهذا ما أثر على طقوس شهر رمضان"، مؤكداً أن "لعبة المحيبس شبه اختفت في البلاد بسبب الأوضاع الأمنية بعد استهداف التجمعات من قبل المجاميع المسلحة".

تعتبر لعبة المحيبس من أشهر الألعاب الرمضانية التي تجري بعد الفطور بساعتين، وتعتمد على إخفاء الخاتم بيد أحد لاعبي الفريقين حيث كل فريق يتجاوز لاعبيه عن العشرة، وأكثر الفرق شهرة هما الأعظمية والكاظمية، وبعد انتهاء اللعبة يجري توزيع الحلويات على الفريقين والجماهير الحاضرة إلى المباراة.

من جهة أخرى، قال المسحراتي مهيمن النعيمي لـ"الشرق"، "كنا في السابق نتجول في أحياء العاصمة بغداد من خلال الدق على الطبل لإيقاظهم لتناول وجبة السحور ولكن بسبب الأوضاع الأمنية المتردية ودخول التكنولوجيا من خلال منبه الهاتف النقال جعلنا نجلس في منازلنا"، مشيرا إلى أن "مدفع الافطار اختفى أيضا من العراق حيث كان يضع قرب نهر دجلة في زمن النظام السابق، والآن تبدل عنه صوت التفجيرات".

في غضون ذلك، رأى الباحث الاجتماعي عبد الكريم اللامي اختفاء الموروث الشعبي لشهر رمضان إلى انشغال الناس بهمومهم التي ازدادت بعد عام 2003. وقال اللامي، إن "الوضع العراقي استثنائي فتظهر عادة هذه الأمور عندما يشهد البلاد شيئا من الرفاهية ولكن البلاد تشهد اليوم تدهورا في كل جوانب الحياة".

تناول الحلويات بعد العشاء

وأضاف أن "البيوتات العراقية" اليوم تعيش في نكبة ومعظمها طفأت أنوارها بعد مقتل أحد أبنائها بسبب التفجيرات وانتشار المجاميع المسلحة والمليشيات في العراق وأمام أنظار الأجهزة الأمنية"، لافتا إلى أن "تفجير الجوامع خلال صلاة التراويح جعل المصلين لا يذهبون إلى الجوامع خوفا على حياتهم".

وبين أن "العادات التي مازالت مستمرة هي تناول الحلويات بعد العشاء والعصائر والتمر وشوربة العدس عند الإفطار".

وتشهد البلد منذ عام 2003 وحتى الآن ترديا خطيرا في جميع الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ويحذر العديد من المختصين بكارثة خلال السنوات القادمة في حال عدم إيجاد معالجات حقيقية.

مساحة إعلانية