رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1405

اختتام معرض "ما بعد" للفنانة شيرين نشأت

15 فبراير 2015 , 07:14م
alsharq
سمية تيشة

تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، أسدل الستار، على معرض الفنانة العالمية شيرين نشأت "ما بعد"، والذي استضافه المتحف العربي للفن الحديث، على مدار ثلاثة أشهر، وشهد إقبالا كبيرا من قبل أفراد المجتمع ومتذوقي الفن بشكل عام.

وسلط المعرض -والذي يعد أول معرض منفرد للفنانة في منطقة الشرق الأوسط- الضوء على مجموعة من أعمال الفنانة القائمة والمنتجة حديثا، بما في ذلك سلسلة صور فوتوغرافية مستوحاة من الشاهنامه (كتاب الملوك)، وهي ملحمة شعرية كتبها الشاعر الفارسي الفردوسي في ج. 977 و1010م، ومجموعة مختارة من أعمال الفيديو منها "حُكم مُفرِط" (2012) "مضطرب" (1998)، وجميعها أعمال تتناول الحقائق التاريخية والثقافية والسياسية التي استحوذت على اهتمام الفنانة خلال العقود الثلاثة الماضية.

وقدّم المعرض تجربة بصرية وصوتية كشفت معالمها للزائر من خلال التجوّل في جنبات المعرض، حيث احتشدت ما به من معلومات وصور ومراجع ومفاهيم لتشكل ملامح هذه التجربة التي سلّطت الضوء على التناقضات المتأصّلة لدى البشر عبر تقصّيها للحقائق التاريخية وعوامل بناء وهدم الحياة والعلاقات الاجتماعية من منظور فنيّ.

لغة بصرية

وقد أوضحت الفنانة شيرين نشأت، في تصريحات سابقة لها، بأنها حاولت من خلال أعمالها تقديم مواضيع عالمية مهمة حول الجنس البشري والسلطة والحرية، فضلاً عن بناء علاقات بين التاريخ القديم والأحداث المعاصرة التي تتحدى حياة الإنسان ويلوح التعبير الشعري قوياً ويبرز جلياً مراراً وتكراراً من خلال استخدام لغة بصرية قوية عبر التصوير والخط والشعر وصناعة الأفلام قائلة "الفن هو التعبير عن البشر بكل تعقيداتهم فهو متكون من سرديات شاعرية وسياسية وبصرية ومكانية تعود لتصل التاريخ بالحاضر، والفن يجمع بين المعرفة وحكايات التاريخ من أجل التعليق على الأزمنة الحالية، وعلى الوقائع الاجتماعية، وأنا من خلال هذا المعرض أدعو المشاهد للنظر إلى العالم وتاريخه وحضاراته عبر العدسات المتراكمة للهوية والمهجر والأجناس السياسية".

وأشارت إلى أن كتاب الملوك يمثل المقاربة أو النهج المفاهيمي والفني لسرد التاريخ لبلاد الفارس ما قبل الإسلام، حيث تم التركيز على الاضطرابات السياسية والثورات وسقوط الطغاة، وقد شملت المجموعة (45) صورة فردية لمواطنين مع حجب رقيقة من الكلمات المنقوشة على وجوههم، وتقصي فكرة "البطولة"، والتقاط الحقائق العاطفية والبشرية الكامنة وراء الوجوه التي تعكس المفارقة بين الحب والتفاني والتضحية، وأيضا بين العنف والوحشية والموت، أما الفيديو التركيبي "مضطرب" هو الإنتاج الانتقالي الذي خرجت به الأعمال المرتكزة على التصوير إلى أعمال الفيديو التركيبية، وهو ابتكار بصري حول فكرة الأضداد، إذ تتساءل عن سبب غياب المرأة الإيرانية عن مجال الموسيقى والتعبير الفني، في حين عرض الفيديو "حكم مفرط" مشهداً بين قاض ورجاله وهم يمثلون القوة والسلطة والخطابة من ناحية وبين المتهمين وهما موسيقيان يجلسان على الجانب الآخر من الطاولة".

جدل واسع

وتركز الفنانة العالمية شيرين نشأت في أعمالها الفنية، على الجسد الإنساني خاصة الجسد الأنثوي، كونه ظل بشكل مستمر مثيراً للجدل بسبب الثقافة الإسلامية، مستخدمة بذلك الصور الفوتوغرافية وابتكارات بصرية تعكس المفارقة بين الجمال والعنف، حيث تحاول نشأت خلال أعمالها البصرية والصوتية، فهم الحالات العاطفية والنفسية للنساء اللاتي يعشن في ظل بيئات دينية متطرفة، ومعالجة التناقضات المتأصلة في الإنسانية من خلال استجواب الفنانة للتاريخ والأفعال وبناء وتدمير الحياة والعلاقات، في حين صورت نشأت الوجوه والأقدام أمام الكاميرا الخاصة بها بقرب شديد، وأسلوب مباشر وملحوظ مما أبدعت في إيجاد اتصال مؤثر بين الموضوع والمشاهد، وقد أثارت مجموعة الأعمال الفوتوغرافية للفنانة شيرين نشأت "نساء الله" في أوائل التسعينيات، جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية، حيث أدت الفنانة بنفسها الشخصيات والتي تتحاور مع القوالب النمطية للنساء في الشرق الأوسط، وقد عرضت الصور جسد المرأة بتحفظ بوصفه مقاوماً لأساليب التمثيل المستهلكة الأدوار، المحدودة التي يوكلها لها المجتمع، في حين عالجت هذه الصور موضوعات القلق والتضحية والشرف والافتراض وعدم اليقين، كما وتميزت بكتابة الشعر بالخط الفارسي على الجسد والأسلحة والميكروفونات والحجاب والنظرات.

مساحة إعلانية